حسن حجازي

شعر.. قصة .. ترجمة أدبية هادفة

 

 

 

 

 

 

من كتابي
سبعة أعمار للإنسان :

وليام شكسبير
(1564م– 1616م)


ولد وليام شكسبير في( ستراتفورد) في أفون سنة 1564م ودُفِن هناك في 1616م والقليل يعرف عن شكسبير في فترة طفولته حتى بلوغه سن الثامنة عشر لكن عند بلوغه هذه السن تزوج من آن هاثاواى عمره .وأنجبت له أبنتين وولد سماه هامنت وحزنَ عليه شديداً عندما مات سنة 1596م.
كان يوجد قدر كبير من الحدس عن شكسبير في سنوات طفولته ، وبخاصه ما يتعلق منها بتعليمه. ومن خلال توقعات الاساتذة عن شكسبير الذي حضر في مدرسة القواعد الحرة في ستراتفورد ، التي كانت في ذلك الوقت ذات سمعة تنافس فيها نظيراتها في أيتون. وبينما لا توجد سجلات موجود لاثبات هذا الادعاء ، شكسبير تعلم وأصبح ضليعا باللاتينية والادب الكلاسيكي اليوناني وكل هذا من شأنه ان يدعم هذه النظريه.،ولا ندري كم المدة الزمنية التي أرتاد فيها المدرسة ، ولكن بالتأكيد أن نوعية الاعمال الادبية توحي الى مدى متانة وقوة وأهمية تأثير هذا التعليم. والامر المؤكد هو
أن وليم شكسبير لم يشرع في تعليمه الجامعي ، الذي اثار بعض النقاش بشأن تأليفه لأعماله العظيمة والمميزة.
بالرغم من ذلك بدأ في أعمال تجارية مزدهرة وكانت الكتابة موهبته وشغله الشاغل . كان عبقرياً , كان وما يزال شاعراً عظيماً وكاتبَ مسرح لا يبارى , غادر ستراتفورد إلى لندن حيث التحقَ بفرقة من الممثلين يعرفون ” برجال الملك ” .أصبح شكسبير واحداً من الممثلين بها ثم كاتبهم الدرامى الأول وبمرور الوقت اصبح شريكاً في الفرقة.
أن ميراث وليم شكسبير عبارة عن هيكل من الاعمال الذي لن يتكرر مرة اخرى في الحضارة الغربية.و لا زالت كلماته تردد منذ اكثر من 400 سنة ، ومازالت تعيش قوية دائماً كما كانت.. طوال عمره كتب شكسبير 37 مسرحية من بينهم روميو وجولييت , هاملت , ماكبث , وعطيل .وكتب ايضاً الكثير من القصائد الطويلة سلسلة من السونيتات الرائعة بلغ عددها حوالي 145 سونيتة0
أثناء حياته كان مشهوراً ومعروفاً ومحبوباً والجمهور بصفة عامة ولدى جمهور المسرح بصفة خاصة. كان شريكاً في المسرح وممثلاً في نفس الوقت .كانت مسرحياته تنفذ تذاكرها وتحقق نجاحاً غير مسبوق . حقق نجاحاً ملحوظاً مادياً ككاتب مسرحي وكشاعر وكممثل ومنتج .عاصر شكسبير الكثير من كتاب المسرح والادباء الذين درسوا في اكسفورد وكمبردج مثل كرستوفر مارلو, توماس كيد , توماس ناشي , وجورج بيلي , إلا أنه بالرغم من عدم كونه جامعياً إلا أنه تخطي المناخ السائد بنجاح عبقري غير مسبوق . حاذ شكسبير على سمعة وشهرة كشاعر مبدع وككاتب دراما عظيم .فمسرحياته مازالت
تعيش سواء على المسرح او على أرفف المكتبات وتحقق أعلى معدلات التوزيع والمبيعات .عندما مات شكسبير كتب عنده صديقه بن جونسون الكاتب المسرحي الكبير أن(شكسبير) :
” هو ليسَ لهُ عصر , ولكنهُ لكلِ العصور “.

 

 

 

/////////////////////


سبعةُ أعمارٍ للإنسان
وليم شكسبير

ترجمة
حسن حجازي
///

العالم ُ مسرحٌ كبير ,
ومعظمُ الرجالِ والنساء عليه مجرد ممثلين ,
لكلِِ رجل ٍ وامرأةٍ ِ , دورٌ , عليه يسير
كل ٍ له دخولٌ وخروج , حسب الرؤيا والتدبير
والرجلُ الواحد في عمرهِ يلعبُ عدةَ أدوار,
مشاهده تمتدُ لسبعةِ أعمار .
أولاً دورُ الرضيع ,
يتمرغ يتلعب يتدلع يتبلع
بين يدي مربيته
يتنعم في بحور الحنان .
ثم التلميذ بضجيجه وصراخه
مع حقيبة كتبه المدرسية والخِلان ,
ووجهٌ مشرقٌُ في الصباح ,
ناقماً على المدرسة
يزحفُ إليها مثل القوقع الكسلان.
ثم يأتي دورُ الحبيب الولهان
يتنهدُ كالبركان
مردداً أغنياتٍ للصبوة والأحزان
كتبها لحبيبته ولرمشها الفتان .
ثم يأتي الجندي المغوار
يملأهُ الحماسُ لنصرةِ الاوطان
بلحيةٍ مثل النمر الجبار
يغار ُ على شرفِ الأوطان ,
مباغت ,وسريع ٌ في ساحة الوغى والنزال
أريبٌ في ساعة ِ الطعان ,
يبحثُ عن الشهرة الزائفة والإعلان
حتى لو كانت في مدفع رمضان .
وتأتي الحكمة كالكهان
ببطن ٍ منتفخ ٍ , مدققٌ في كلماتهِ كالميزان ,
كالديكٍ المشوي ٍ سمين ٌ, ينكبُ عليه ِ الخلان
بعيونٍ حادة تملأها الحكمة
وبلحيةٍ مشذبة الأركان
يحوطها بأغلظ ِ الإيمان ,
مسايراً للعصرِ عيناً من الأعيان .
وهكذا يلعبُ دوره المرسوم
على مرِ الأزمان .

///
Seven Ages Of Man
By:
William Shakespeare
All the world's a stage,
And all the men and women merely players,
They have their exits and entrances,
And one man in his time plays many parts,
His acts being seven ages. At first the infant,
Mewling and puking in the nurse's arms.
Then, the whining schoolboy with his satchel
And shining morning face, creeping like snail
Unwillingly to school. And then the lover,
Sighing like furnace, with a woeful ballad
Made to his mistress' eyebrow. Then a soldier,
Full of strange oaths, and bearded like the pard,
Jealous in honour, sudden, and quick in quarrel,
Seeking the bubble reputation
Even in the cannon's mouth. And then the justice
In fair round belly, with good capon lin'd,
With eyes severe, and beard of formal cut,
Full of wise saws, and modern instances,
And so he plays his part.

////////////



/
Sonnet XVIII, Shall I Compare Thee?
هل لي أن أقارنكِ بأحد أيام ِ الصيف ؟
هل لي أن أقارنكِ بأحد أيام ِ الصيف ؟
أنت ِ أكثرُ روعةً وأكثرُ اعتدال :
فرياح ُ الصيفِ تهزُ براعمَ مايو في عنف ,
ويوم ُ الصيفِ في مجملهِ سريعُ الزوال :
فشمس ُ الصيف ِ تلفحنا أحياناً بلهيبٍ من نار ,
وتحيل ُ جبهتهُ الذهبية إلى لونٍ كئيبِ ؛
وكلُ جمالٍ يهلُ عليهِ جمال ٌ ينزوي وينهار ,
بالصدفة , بفعلِِ الأيام ِ الرتيبة ِ , يأتي للمشيب ِ :
لكنَ جمال َ صيفكِ الأزلي لن يخضعَ للفَناء
ولن يضيع َ ما وهبك ِ الله ُ من سحرٍ وكمالِ ,
الموت ُ أمامكِ يفرُ مهزوماً فى حياء ,
وأنتِ دوماً في قصيدي تنبضين في فتنةٍ وجلال :
طالما بقي نَفَّسٌ بإنسان ٍ , أو عين ٌ ترى سحراً للوجود ِ ,
فسوفَ يبقى شعري نابضاً يعطيكِ فيضاً للخلودِ





///////////


My mistress’ eyes are nothing like the sun;
شمس :
عشيقتي عيناها جميلتان ولكنَ الشمسَ أجمل ;
شفتاها في حمرةِ المرجانِ لكنََ المرجان أنضر ;
وإذا كانَ الثلجُ أبيضاً فهل لونُ صدرها الرمادي أفضل ;
وإن كانَ الشَعرُ كأسلاكِِ الحرير أينمو برأسها سلكٌ أسمر 0
رأيت ُ الوردَ مبتهجاً .. أحمر وأبيض ,
لكن هل ينمو مثل هذا الورد بخدها ;
وأذا كانَ بعضُ العطرِ أطيب
فحينَ تتكلمُ ,حبيبتي , ينبعثُ دخانٌ من أنفها 0
أحبُ سمعاها تتكلم ولكنني أعلم جيدا
أن للموسيقى عذوبة أكثر من صوتها ;
أقسمُ أنني لم أر ملاكاً على الأرضِ ماشياً;
فحين تمشي معشوقتيِ تتعثر فى خطوها 0
رغم َ ذلكَ , أقسمُ أنَ حبي لها نادر
كتلكَ المقارنةِ الظالمةِ لها وكم أكابر 0


//////////

  الشتاء Winter
عندما تتعلقُ حباتُ الثلج على الجدران ,
وينفخُ الراعي ( ديك ) في أظافرِ يديه ِ,
ويحملُ الخادمُ (توم ) من الخشبِ للردهةِ أكوام ,
و يتجمدُ اللبنُ في أوانيه0
عندما يتجمدُ الدم , ويصعبُ على الطرقِ المرور
ويُنشِدُ البومُ نشيده الليلي تو- هو ;
تو– وى , تو – هو : نغمةٌ جميلةُ تجلبُ السرور
بينما (جون) البدين يترنحُ من ثقلِ الإناء 0
عندما تزأرُ الرياحُ بصوتها الحاد ,
وترتفعُ أصواتُ السعالِ معطلةً عِظة َ الآحاد ,
وتتسمرُ الطيورُ من الثلجِِ متاملةً بردَ الشتاء ,
وتبدو أنفُ الخادمةِ (ماريان ) جافة ً حمراء ,
وعندما يرفعُ الطعام ببخارهِ الغطاء ,
بينما يصَفرُ السرطان المشوي فى الإناء ,
وينشد ُ البوم ُ نشيدهُ الليلي
تو- هو ;
تو– وى , تو – هو : نغمة جميلة ٌ تجلبُ السرور
بينما (جون) البدين يترنح من ثقلِ الإناء.



///////////


ه
الغــد , والغــد , والغــد
To-morro ,andTo –Morrow,andTo-morr
"مقطع من مسرحية " ماكبث "

الغد والغد , والغد ؛
يتسللُ بتلك الخطا الصغيرة من يومٍ ليوم ؛
لأخر رمق من الزمن المحدد ,
ومعظم ما مضى من أيام الأمس تنير
طريق الحمقى للموت المغبر بالتراب 0
ابتعدي , للخارج , للخارج
أيتها الشمعة القصيرة الأجل !
فالحياة ليست سوى شبح دائم الرحيل,
لممثل بائس تزهو ساعته وتتوارى
على خشبة المسرح وبعدها يذهبُ صوته إلى الأبد ,
إنها حكاية يحكيها أحمق , مفعمة بالقوة والضجيج ,
لدلالة بلا مضمون , يملأها الخواء .



/////////////////////////


  تحت ظلال شجرة الغابة الخضراء
Under The Green Wood Tree
"مقطع من مسرحية " كما تحبها "

تحت ظلال شجرة الغابة الخضراء
من يحبُ أن يتمددَ جواري ,
ويرددُ من الشدو غناء
مع نغم الطير الشادي ,
هلموا هنا, هلموا هناك , هلموا هنا ؛
هنا لن نرى أثراً للأعداء سوى برد الشتاء
وقسوة المناخ , مَن يُِرد الحياة
بلا طموح بلا روح تحتَ ضوء الشمس,
ويقنع بما تيسر من طعام ,
منعماً بصحبة الأصدقاء,
هلموا هنا, هلموا هنا, هلموا هنا,
هنا ليس لنا أعداء
سوى فصلِ الشتاء وقسوة المناخ
من أتى هنا ليقضي حياته
فذاكَ من أصلِ غبائه
من يترك نعيمه وثرائه
ويجرى خلف وهمٍ قد ساقه
ليرضي غرورَ بعض أصدقائه
دوك دام , دو ك دام , دوك دام ,
هنا لن يوجد سوى الغباء
مرسوماً على وجهِ السفهاء
من تركَ نعيم الحياة
ليقضي العمرَ في ظلال الغابةِ الخضراء .




//////////////////////

هُبي هُبي, يا رياح الشتاء
Blow, Blow, Thou Winter Wind
"مقطع من مسرحية " كما تحبها "

هُبي, هُبي, يا رياح الشتاء ,
فأنتِ لستِ جاحدة كالإنسان
فعضتكِ ليست حادة
فأنتِ لستِ بادية للعيان ,
بالرغم من وقاحةِ أنفاسك التي تلفحنا بالنيران .
هي –هو! غني : هي –هو!
هيا إلى الغابة الخضراء: فالصداقة معظمها خداع ,
والحبُ في الغالب حماقة :
لذا هيا نغني : هي- هو ! هيا للفرح
فالحياة في الغالب معظمها مرح .
تجمدي تجمدي أيتها السماء القاسية
فعضتك لا تألمُ بدرجةٍ كافية
كما ينسى المعروفَ الأصدقاء :
بالرغم أنكِ تطوين الماء في جفاء
فعضتك ليست حادة كجحود الأصدقاء .
هي – هو! غني : هي – هو!
هيا إلى الغابة الخضراء:
فالصداقة معظمها خداع ,
والحبُ في الغالب حماقة :
لذا هيا نغني : هي- هو ! هيا للفرح
فالحياة في الغالب معظمها مرح.



///////////////

المصدر: من كتابي المترجم للغة العربية
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 2599 مشاهدة

ساحة النقاش

حسن حجازي حسن

Hassanhegazy
حسن حجازي شاعر ومترجم مصري »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

88,992