الورقة من حق الطالب !!
/////
قصة قصيرة / حسن حجازي
نزلت من مكتبى مسرعاً إلى مكتب مدير المدرسة عندما علمت أن هناك مشكلة بين أحد أولياء الأمور وأحد المدرسين الى رفض أن يعطي ورقة الإجابة لإبنته لتتمكن من معرفة سبب عدم حصولها على الدرجة النهائية
رغم أنها أجابت على كل الأسئلة ولم تترك شيئاً !
قمت فى الحال باستدعاء المعلم المذكور والطالبة التى يبدو عليها الذكاء
أخذها مدير المدرسة كأبٍ حانى وأعطاها قطعة من الشيكولاته ورفضت أن تأخذها ولكن بنظرة من والدها أمتثلت فى الحال وطلب منها أن تخبر المدير بما حدث ، قالت أنها طلبت من الأستاذ أ ن ترى ورقة إجابتها ولكنه رفض أن يعطيها الورقة هى وباقى الزملاء ..قالت انها لما عادت للمنزل وسألها والدها عن درجة الإختبار قالت لا تعرف !
تدخل الأستاذ فى انفعال وقال لو أعطيتها ورق الإجابة هى وبقية الأولاد للعبوا فى الدرجات ! وهذه مسئولية !
ابتسمنا جميعا وبادرته ُ متسائلاً :
- ما الهدف من الإمتحان إذن ؟
فرد قائلاً :
-لأعرف مستوى الأولاد وأقيمهم وأعطيهم الدرجات التي يستحقونها !
هنا انفعل والد التلميذة :
- أستاذى الفاضل ببساطة نريد أن نعرف ما أخطأت أبنتا فى حله وفى فهمه لتتعلم منه ولتتجنبه فى المرات التالية هذا من أبسط حقوق التلميذ !
فنظر مدير المدرسة ناحيتي وقال وأنت ما رأيك بصفتك الأخصائى الإجتماعى للمدرسة فقلت :
- بمجرد إنتهاء التلاميذ من الإختبار يبادر المعلم بتصحيح الأوراق
وقبل رصدها يعرض على تلاميذه أوراق إجاباتهم ويقوم بحل الأسئلة معهم ويجيب على كافة إستفساراتهم ثم يجمع الأوراق ويطلب منهم حل الإختبار مرة أخرى فى دفاترهم حلاً نموذجياً بمساعدته ثم يشجع المتفوقين منهم وينصح الذين أخفقوا ..لأن الإختبار ليس نهاية العالم .. وأتذكر قول إديسون مخترع المصباح الكهربى عندما فشل ألف مرة فى إختراعه بأنه يكفيه أن يعرف بأن هناك ألف طريقة خطأ من محاولاته فى سبيل الوصول لهدفه النبيل!
أبتسم مدير المدرسة وقال :
-إذن الورقة من حق الطالب !
ثم توجه للتلميذة النجيبة وهو يقبلها بحنان الأب وأنت يا آلاء :
-الورقة من حق مَن ؟
قالت :
-من حق الطالب !
قال وهو يداعبها :
- لا ! من حق آلاء !!
////
القصة منشورة هنا
على جريدة العرب الصادرة من لندن هذا السبوع
هنا على هذا الرابط
http://www.alarab.co.uk/Previouspage.../14-06/w27.pdf[/align
ساحة النقاش