جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قصة الصراع حول أبيي ومستقبل السودان
(أبيي) قنبلة موقوتة تهدد وحدة السودان وتزعج مصر:هل تشعل (قدس السودان) الحرب بين الشمال والجنوب؟
كل التوقعات كانت تشير لأن قنبلة منطقة (أبيي) الموقوتة المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان ، معده لتنفجر قبل يوم 9 يوليو 2011 موعد إعلان نشوء دولة (السودان الجنوبي) التي انفصلت عن السودان الأصلي بموجب استفتاء يناير 2011 ، ولهذا لم يكن القتال الذي نشب هناك وانتهي لسيطرة الجيش السوداني الشمالي علي أبيي وطرد الجنوبيين منها مفاجئا ، خصوصا أن الجنوبيين شرعوا مبكرا في حملة التأمر علي استقرار ووحدة السودان وفق الخطة الغربية التي كان متوقعا استئنافها لتفتيت باقي السودان عقب إعلان انفصال الجنوب رسميا . ولكن السؤال هو لماذا أحتل الجيش السوداني الشمالي أبيي في هذا التوقيت ؟ وهل الأمر ناتج عن استفزاز جنوبي وكمين أعدته قوات الجنوب لجنود الشمال ومعهم قوات الأمم المتحدة يضم 200 جندي قتل منهم 20 علي الأقل ولم ينجوا سوي 3 جنود أم أن هناك عوامل أخري عجلت بهذا ؟
قصة الصراع حول أبيي
رغم أتفاق السلام الموقع بين الشمال والجنوب في السودان – اتفاق نيفاشا 2005 - بعد مسيرة دموية من الصراع دامت أكثر من قرن من الزمان ، ورغم التوقيع علي ما سمي "بروتوكول أبيي" لحل إشكالية النزاع علي تبعية هذه المنطقة لحدود الشمال الإدارية المقررة عام 1956 ، أم حدود الجنوب ، وتحديد وضع مؤقت للمنطقة لحين الاستفتاء بين سكانها علي الانضمام للشمال أم الجنوب ، ألا أن الجنوب ظل يرفض مشاركة عرب المسيرية في الاستفتاء ناسفا فكرة الاستفتاء من الأصل .
ولأن هذه المنطقة الصغيرة هذه سبق لها أن نسفت اتفاقات سلام سودانية سابقة لتوحيد البلاد من قبل وكان لها أثرا كبيرا في انهيار اتفاقية أديس أبابا عام 1972 وكادت أن تعصف بمفاوضات السلام بضاحية نيفاشا الكينية في عام 2004م ، بل وتوشك أن تنسف أحدث هذه الاتفاقات السلمية بعد القتال المباشر الذي جري في مايو الماضي 2008 بين قوات الجيش الشعبي الجنوبي وقوات الجيش السوداني وقتل فيه عشرات الجنود ، وكذا القتال الذي جري في مايو الجاري 2011 ، فمن المهم أن نعرف القارئ علي وضع هذه المنطقة وموقعها وتركيبتها كي ندرك تأثيرها علي سلام السودان ومستقبل وحدة البلاد المعلق في رقبة هذه المنطقة التي لا تتعدي 01% من مساحة السودان ككل و03% من مساحة جنوب السودان !؟.
الموقع الجغرافي والمساحة:
"آبيي" هي مثلث غني بالنفط والغاز الطبيعي والمعادن والمياه، يتبع إدارياً لجنوب كردفان، ولكنه يمتد جغرافياً إلى داخل ولاية بحر الغزال في الجنوب ، وسمي "مثلث أبيي" لأن المنطقة أشبه بمثلث يلمس ثلاث ولايات حيث تحد هذه المنطقة من الناحية الشرقية "ولاية الوحدة" وجنوباً "ولاية شمال بحر الغزال"، وغرباً "ولاية جنوب دارفور".
وتقع هذه المنطقة الملهبة بصراعات السودان تحديدا في الجزء الجنوبي الغربي من ولاية غرب كردفان سابقا ، والمنطقة الجنوبية الغربية لولاية جنوب كردفان حاليا، بين خطى عرض 30.4 ؛- 11.5 ؛ غرب وخطى طول 27.10 ؛ - 30 ؛ شرق، في مساحة تقدر بـ 25 ألف كم2 . أي أن مساحتها مقارنة بمساحة جنوب السودان ( الذي يقدر بـ 700 ألف كم2) تقدر بـ 03% ، ومساحتها من مجمل مساحة السودان ككل ( التي تقدر بـ 2.5 مليون كم ) هي 01% !!. وتقدر أعداد الدينكا (نقوك) – من أصل زنجي أفريقي – في أبيي بحوالي 38.5 ألف نسمة حسب تعداد عام 1956 ، أما المسيرية فيقدرون بـ 102 ألف نسمة حسب تعداد 1956 م . ويمر في هذه المنطقة أكبر أنهار هذه المنطقة وهو بحر العرب أو بحر (كير) بلغة الدينكا، الذي يجرى من الغرب إلى الشرق مع هطول الأمطار ثم يتحول إلى برك متقطعة على طول مصبه في فصل الصيف ، ولهذا فهي منطقة مناسبة للرعي والزراعة .
وتنتشر في هذه المنطقة ثلثي حقول النفط في السودان الذي يبدأ شرقا بحقل شارف وأبو جابرة منتهيا شرقا بحقول هجليج ، وبليله ، لذلك يعتبر البترول أحد أهم أسس الصراع الحديث بين سكان المنطقة من جهة وأطراف حكومة السودان ( حكومة الشمال ) وحكومة ( الجنوب) من جهة ومصدر آخر للتنافس الدولي خصوصا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية . وتسكن منطقة آبيي بشكل أساسي قبيلتان ، إحداهما عربية (المسيرية) المعروفة بأسم "المسيرية الحمر بدنة العجايرة" ، والأخرى أفريقية هي (الدينكا)، المعروفون بـ (دينكا نقوك) ، وعندما رسم المستعمر الإنجليزي حدود مديريات السودان بعد سقوط الدولة المهدية، طالب أهالي أبيي - وعلى رأسهم زعماء (دينكا نقوك)- إلحاق المنطقة بجنوب كردفان، وكان ذلك في العام 1905 م .
وقد شهدت هذه المنطقة باستمرار منذ زمن بعيد صراعات بين القبائل الأفريقية الوثنية الجنوبية والقبائل العربية المسلمة ، وغارات من الطرفين علي بعضهما البعض وذلك كأمر طبيعي بين قبائل تتنافس علي أماكن الري والمياه ، ولكن الصراع بدأ يأخذ طابعا سياسيا حينما سعت حركة التمرد الجنوبية سابقا ( الحركة الشعبية) بزعامة زعيما الراحل جون قرنق لجذب بعض أبناء المنطقة إلى التمرد ضمن حركته، فأصبحت المنطقة منطقة نزاع سياسي بعد أن كان قبلي أو رعوي .
ولهذا تحول النزاع بين الدينكا والمسيرية لنزاع سياسي يحركه الحركة الجنوبية والحكومة السودانية ولذلك عندما بدأت المفاوضات بين الحكومة والحركة، كانت أبيي من أشد مناطق الخلاف عنفاً وحساسية، الأمر الذي جعلها تنفرد ببرتوكول خاص (2004) ضمن بروتوكول ماشاكوس، ثم ضمن بنود اتفاقية نيفاشا (2005) ، حيث قضت الاتفاقية بمنح المنطقة حق الاستفتاء على تقرير مصير تبعيتها للشمال أو الجنوب خلال فترة حددها الاتفاق، وتشكلت لجنة لترسيم حدود المنطقة والنظر في وثائق الطرفين من أجل حسم موضوع تبعيتها في الفترة ما قبل الاستفتاء .
وعندما تشكلت ما سميت "لجنة الخبراء الأجانب" عقب توقيع اتفاق نيفاشا لتحديد تبعية المنطقة للشمال أو الجنوب ودراسة أوراق كل من الطرفين المتنازعين (الحكومة والحركة الشعبية) ، حكم تقرير الخبراء الأجانب بتبعية المثلث للجنوب، متجاوزا بذلك حدود المديريات الموروثة بعد الاستقلال عام 1956م، والتي كانت مرجعا أساسيا بنيت عليها اتفاقية نيفاشا ترسيم حدود الجنوب ، وكان هذا مبررا كافيا للحكومة كي ترفض تقرير لجنة الخبراء باعتبار أنها "تجاوزت صلاحياتها" .أيضا من أسباب رفض الحكومة لهذا التقرير – الذي رأس فريق إعداده المبعوث الأمريكي للسودان – وقولها أنه منحاز للجنوب وموقفه جاء سياسيا أكثر منه تحكيميا ، أن تقرير الخبراء الأجانب اعترف بعدم توافر الوثائق التي بني عليها حكمه !.
وهكذا رفضت الحكومة تقرير الخبراء، كما رفضه العرب المسيرية ووصفوه بأنه محاولة لانتزاع أرضهم التي استوطنوها قبل أكثر من ثلاثمائة عام - قبل مجيء الدينكا نقوك- الذين ألجأتهم حروبهم مع القبائل الزنجية، بل حتى مع فروع الدينكا الأخرى إلى الاحتماء بهم في هذه المنطقة. إذ يقول المسيرية إنهم استضافوا قبيلة الدينكا ، وتعايشوا معهم في سلام طيلة تلك القرون حتى اندلعت حرب الجنوب الأخيرة، فأنضم بعض الدينكا لحركة التمرد الجنوبية وتحول الصراع لسياسي .
وبالمقابل يقول أبناء قبيلة "دينكا نقوك" أن أجدادهم هم أول من استعمر هذه المنطقة وأن المسيرية جاءوا لاحقاً بعد استيطان أجدادهم ، ولكنهم لا يقدمون وثيقة واحدة تدل على أسبقية وجودهم التاريخي في تلك المنطقة، بينما يقدم المسيرية دلائل تاريخية متمثلة في معارك خاضوها في تلك المنطقة مع سلاطين كردفان في القرن الثامن عشر .
بؤرة توتر استرتيجى واجتماعي :
ويقول د. أبو القاسم قور حامد في دراسة حول "الإبعاد الاجتماعية والإستراتيجية لمنطقة أبيي"- يناير 2006 - أن (أبيي) التي أضحت بؤرة توتر استرتيجى، واجتماعي ، يسكنها في الجزء الشمالي عدد كبير من القبائل مثل عرب المسيرية الحمر (العجايرة) الذين يتوغلون إلى الجنوب، وقبائل (المعاليا) وهى مجموعة ريفية تعيش عند الأطراف الشمالية وبعض القبائل الأخرى مثل (البرقو) و( البديرية) و(الداجو) و(الفلاتا) ، لكن عرب "المسيرية الحمر" و"الدينكا" يمثلون الغالبية العظمى لسكان هذه المنطقة .
وتتكون قبيلة الدينكا (نقوك) من تسع أفرع وهى: (أبيور- أجيل- اللي- ماجور- ديل- أشوينق- أشاك- بنقو- ماريق) ، ودينكا النقوك يشكلون فرعا واحدا من احد عشر أفرع للدينكا عامة في السودان الذين يقدرون بـ 11% من مجموع سكان السودان و 50.4% من سكان جنوب السودان. والتسعة أفرع التى تتكون قبيلة الدينكا نقوك منها في أبيي يسمى كل فرع منها (ووت) ومفردها (وت)، وهي تعادل في اللغة العربية كلمة (عمودية) من عمدة ، ويرأس كل منها زعيم يعرف بـ (بنج) وتعني بالعربية (العمدة) " وينقسم كل فرع إلى فرعين أو ثلاث (شياخات) لكل منها زعيم يعادل ما يسمى بالشيخ لدى العرب .وعلي الرغم من أن قبائل الدينكا (نقوك) تأثرت بالإسلام منذ التقائهم بعرب المسيرية في القرن السابع عشر، كما تأثرت بالمسيحية مؤخرا بفعل عمليات التبشير الاستعمارية الغربية مؤخراً ، فهي لا تزال في غالبيتها قبائل وثنية، وتمثل الأسطورة أو (الخرافة) أساساً للقيم والعادات والتقاليد لديهم. أما المسيرية الحمر (العجايرة) فيعيش معظم إفراد هذه القبيلة في شكل رعاة أبقار، أو مجموعات ريفية بتركيز في مناطق (الميرم) ، (المجلد) و (بابنوسة) ، ( الدبب) ، ( ناما)، لكن الغالبية العظمى هم عرب رحل (بقارة) أي يرعون الابقار .
ويتكون المسيرية الحمر من فرعين هما: (الفلايتة) و(العجايرة) وتنقسم كل مجموعة من هاتين الى خمس عموديات (مشايخ) ، فالعجايرة ينقسمون إلى خمس قبائل هي (أولاد كامل)، (الفيارين)، (المزاغنة)، (الفضلية)، (أولاد عمران)، وكذلك تتكون كل مجموعة من مجموعة (خشوم البيوت) على رأس كل "خشم بيت" يوجد شيخ ، وخشم البيت أيضا ينقسم إلى عدد من (أولاد الراجل) وعلى رأس كل منها (ضامن). وهذا الشكل الادارى القبلي هو ما يطلق عليه (الإدارة الأهلية)، إذ لازال مجتمع المسيرية الحمر يدار من قبل الإدارة الأهلية .
ولقد اختلفت المصادر في تاريخ وصول المسيرية الحمر إلى هذه المنطقة ، لكن العديد من الدراسات ترجح أنهم جاءوا إلى هذه المنطقة في نهاية القرن السادس عشر الميلادي ثم توغلوا جنوبا حتى جهات بحر العرب، حيث التقوا قبيلة الدينكا نقوك ودينكا بحر الغزال لأول مرة. ويختلف "المسيرية الحمر" عن "المسيرية الزرق" ، حيث انفصلوا عن بعضهما – رغم أنهما تجمعهما هجرة واحدة - في كردفان عام 1745 ، واصلهما جاء من هجرات أو خروج العرب من مصر عقب سقوط القسطنطينية في القرن الرابع عشر الميلادي . فعرب المسيرية عامة أو ما يعرفون اليوم بعرب البقارة (أي رعاة البقر) هم في الواقع سلالة تنتمي فى جذورها وتاريخها إلى مجموعة القبائل العربية التي تمتد فى شكل حزام في وسط القارة الإفريقية، من الغرب إلى الشرق مارا بدول المغرب العربي وتشاد والسودان ثم جهات غرب نيجيريا. وهذه القبائل ترجع في أصول هجرتها إلى تاريخ خروج العرب من مصر ، وتدرج أصول سلالة العرب يدل على انتمائهم إلى قبيلة جهينة أحد فروع قبيلة "بن حمير" بجنوب الجزيرة العربية قبل مولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
سيناريوهات مستقبل آبيي :
بعدما كانت هناك أمال كبيرة علي أن يحل اتفاق الطرفين علي تجميد الوضع هناك لحين موعد الاستفتاء العام عام 2011 ، المشكلة خصوصا عقب الاتفاق علي إسناد إدارة المنطقة لمؤسسة الرئاسة التي تضم رئيس شمالي ونائب أول جنوبي ، أدي اشتعال الصراع المسلح هناك ليس فقط لمخاوف من سعي كل طرف لحسم تبعية المنطقة له عسكريا ، وإنما مخاوف من تفجير المنطقة لاتفاق السلام الأخير وللسودان ككل . ويمكن القول من خلال هذا الاستعراض للواقع الجغرافي والسكاني والقبلي وكذا تفاصيل برتوكول ( حسم نزاع أبيى ) الموقع من قبل طرفي اتفاقية السلام الشامل بتاريخ 26 مايو 2004م ، إضافة للمصادمات الأخيرة العلنية بين جيش الخرطوم وجيش الجنوب ثم احتلال الشمال للمنطقة بالكامل،
أن هناك عدة سيناريوهات متوقعة لحسم أمر الإقليم علي النحو التالي :
1- أن يتطور الصراع المسلح المتقطع بين القبيلتين ومن خلفهما جيش الخرطوم والجيش الجنوبي إلي صراع دائم مستمر وعودة لاستئناف حرب الجنوب ، ويزيد من خطر هذا الاحتمال أن معارك أبيي الأخيرة مايو 2008 شهدت قصفا جنوبيا لحاميات الجيش السوداني لأول مرة منذ وقف الحرب بعد تعيين حاكم إداري جنوبي بالمخالفة لبروتوكول آبيي ، كما أن سيطرة جيش الشمال علي ابيي في مايو 2011 واكبها طرد لقوات الجنوب من هناك .
2- أن تحاول حكومة الخرطوم وحكومة الجنوب التمسك بالسلام دون سعي حقيقي لوقف تداعيات المصادمات القبلية التي يتبعها صدام مسلح بين الخرطوم والجنوب ، وتلقي بأعباء المشكلة علي "ميلشيات" من المسيرية أو الدينكا التي يجري دعمها من وراء الظهر من الطرفين بالسلاح والعتاد ، ما سيؤدي لتنامى حركات التمرد والعصيان بين أوساط عرب المسيرية وبين أوساط الدينكا أيضا . والخطورة هنا قد تنبع لو اتحدت هذه الحركات المتمردة خصوصا من المسيرية الغاضبين علي صمت الخرطوم علي اعتداءات الجيش الجنوبي وميليشيا الدينكا عليهم ، مع حركات أخرى في غرب السودان أو أن تتسع دائرة النزاع العربي-الأفريقي ليشمل مجموعة الرزيقات بجانب المسيرية ، والدينكا ملوال بجانب الدينكا نقوك ، وخاصة أن هناك مصالح غريبة في تغذية الصراع .
3- سيناريو السلام بأن تنجح مساعي وجهود حكومة الوحدة الوطنية بدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في السيطرة على السلاح، وتوفير الأمن والمشاريع التنموية للمواطنين فيقبل العرب المسيرية – كما يقول د. أبو القاسم قور حامد – حقيقة أنهم "عرب الجنوب" كما يقبل الدينكا نقوك هذا الواقع بعيدا عن الاستقطاب السياسي فتعيش المجموعتان بسلام في منطقة أبيى في حالة انفصال جنوب السودان عن شماله أو عدم انفصاله. 4- أن يجري الاتفاق علي اعتبار هذه المنطقة منطقة تكامل بين البلدين (الشمال والجنوب) وتستمر مشاريع التعاون النفطي وغيرها فينجو الطرفان من حرب أهلية لا تبقي ولا تزر .
المصدر: محمد جمال عرفة كتب في جريدة الشعب
جميع حقوق النشر محفوظة لدى جريدة الشعب و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون الإشارة للمصدر. (المصدر جريدة الشعب بقلم محمد جمال عرفة )copyrights © 2011
د/حارص عمار ـ
دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
ساحة النقاش