لا أحد ينكر هذه الأيام فضل الإنترنت والآفاق الواسعة التي وفرتها لجميع الأفراد من مهندسين وأطباء وطلبة من كبار وصغار. لكن وللأسف الشديد، لا يوجد شيئ في هذا الكون من غير ثمن، وأغلى ثمن ندفعه هو الأخطار الكبيرة التي نواجهها ويواجهها أطفالنا خلال عملهم المباشر على الإنترنت وبلا رقيب.
أعمالنا تنبع من وعينا للإنترنت أولاً وواجبنا بتوعية أطفالنا ثانياً.
وبفرض أننا كأفراد بالغين نعي مخاطر الإنترنت ونستطيع حماية أنفسنا بشكل جيد، يبقى علينا الأهم ألا و هو حمل مسؤولية إرشاد أطفالنا وتوعيتهم لهذه المخاطر ليتمكنوا من حماية أنفسهم.
حين يلج الأولاد الإنترنت، تبدأ مهمتنا بمراقبتهم من حين لآخر للتأكد من عدم إساءة استعمالهم لهذه الأداة الخطرة ، كن مدركاً تماماً لكل إشارات التحذير والتنبيه التي تظهر على الإنترنت أثناء عمل الأولاد والتي يمكن أن توقعهم ببعض المشاكل. وأحب أن أورد في مقالي هذا أهم الخطوات والإرشادات التي يجب أن يتبعها الأهل لحماية أطفالهم أثناء عملهم على الإنترنت، كما أنبه إلى أهم قواعد السلامة لأطفالنا لحماية أنفسهم من أخطار الإنترنت.
نصائح و إرشادات للأهل:
الإنترنت وسط رهيب مخيف إذا دخله أطفالنا لوحدهم، وحدهم الأهل قادرين على تخفيف مخاطر هذا الوسط وجعله وسطاً آمناً باتباع النصائح والإرشادات التالية:
1. تكلم مع أولادك، اسألهم عن الإنترنت وعن نوعية عملهم على الحاسب، لا تتصرف بعقلية القاضي - اسأل وكن مستعداً للإجابة على بعض الأسئلة التي لا تتوقعا ولا تحبها، حافظ على حرية النقاش و مرونته.
2. حافظ على وجود الحاسب ووصلة الإنترنت في مكان تواجد العائلة بدلاً من أن يكون مخفياً في غرف الأطفال. فإن لم يكن هناك شيئ يخفونه سوف لن يمانعون. يمكن أن يكون الحاسب في غرف الأطفال لأداء واجباتهم المدرسية و لكن دون وصلة إنترنت.
3. تأكد من استخدام أفضل وأحدث برامج مكافحة الفيروسات وبرامج الحماية الشخصية مثل برامج جدران النار (firewall) ضمن حاسبك المنزلي. أمن المعلومات هو عنصر جوهري لضمان السرية، لحماية عائلتك، و لزيادة الخبرة و تطوير مهارات العمل على الإنترنت بشكل جيد وأخلاقي.
4. استخدم بعض البرامج الخاصة بالمراقبة و نصبها ضمن الحاسب الخاص بالأولاد بحيث تتمكن دوماً من معرفة ما يفعلون. أطلب من الأولاد مساعدتك بذلك. لا تنسى تشغيل هذه البرامج من فترة لأخرى و الإطلاع على أعمال أولادك، لا تعتبر هذا العمل تجسس أو انتهاك للخصوصية و السرية، كله يدور حول محور واحد هو حماية أولادك.
5. تعلم التقانة الحديثة، لا يجدر بك أن تكون جاهلاً، الجهل مرفوض و ليس له مكان ضمن العائلة. هناك الكثيرين من الرجال أو النساء المتقدمين في السن يتقنون العمل على الحاسب بشكل ممتاز لأنهم أرادوا هذا. يجب أن تحث أولادك بأن تكون مثلهم الأعلى بمعرفتك.
6. تعرف على اللذين يتبادلون الاتصال مع أولادك. غرف الدردشة و المراسل الفوري هي مثل من يتكلم سراً وجميع الأبواب والنوافذ مفتوحة على مصراعيها. ساعد أولادك على فهم الأخطار الجديدة غير العادية، كيفية تجنب الانحراف، و عدم الوقوع في الأفخاخ. إن حدث و تلقوا رسائل محظورة، أو شعروا بأي تهديد، أو تسلموا مواد غير ملائمة، اتصل فوراً بالقائمين على إدارة خدمة الإنترنت و تقدم بشكوى عاجلة لمعالجة الأمر.
7. حاول و لو لمرة أن تستخدم مختلف أنواع محركات البحث لتبحث عن اسمك أو اسم أحد أفراد عائلتك. حتماً سوف تذهل لما ستجد، أين وصلوا بتجوالهم، و كم يعرفون عنك. لا تنسى أن سيرة عمليات البحث تبقى محفوظة ضمن متصفحات الإنترنت و بالأخص Internet ExplorerوNetscape، ألقي نظرة عليهما بشكل دوري. الإنترنت لا تتوقف عن العمل أبداً.
8. لا تعطي أبداً أية معلومات شخصية على الإنترنت لأي شخص لا تعرفه أو لأي موقع يسألك عنها بدون سبب واضح. استخدم تعابير عامة. لا تفصح أبداً عن أرقامك الخاصة (رقم بطاقة الائتمان، رقم الهوية الشخصية، رقم جواز السفر الخ...). أسماء أولادك الحقيقية، عناوينهم، أرقام هواتفهم كل هذه أشياء ضرورية خاصة بهم تعرضهم للوقوع ضحايا قراصنة الإنترنت.
9. شجِّع كل من حولك من أصدقاء و أقارب، أصدقاء أولادك و معلميهم في المدرسة لتعلم التقنيات الحديثة و فتح النقاش حولها. شجِّعهم لإتباع الدورات التعليمية و التدريبية، استفاضة المحاضرين، القراءة، و الممارسة. ساعد في نشر التوعية المعلوماتية بين الأولاد.
10. لا تسمح أبداً لأولادك بترتيب لقاء مباشر مع غيرهم من مستخدمي الحواسب بدون إذن مسبق من الأهل. و إن حدث ذلك، فليكن بمكان عام و بوجودك.
11. لا تستجب أبداً للرسائل أو الإعلانات المثيرة، الفاحشة، الإباحية واللاأخلاقية غير المريحة. شجِّع أولادك على إخبارك في حال تلقوا مثل هذه الرسائل. إن تلقيت أنت أو أحد أفراد عائلتك رسالة مزعجة إباحية أو رسالة تهديد، أرسل فوراً نسخة عن هذه الرسالة إلى مزود الخدمة و أطلب منهم المساعدة.
12. تذكر أن الأشخاص اللذين على اتصال مباشر لا يظهرون دوماً على حقيقتهم. بسبب عدم تمكنك من رؤية أو حتى سماع هؤلاء الأشخاص، فإنه من السهل عليهم تزييف حقيقتهم، فمن الممكن لشخص أن يقول أنه فتاة بعمر 12 سنة بينما هو رجل بعمر الخمسين.
13. تذكر أن ليس كل ما تقرأه على شبكة الإنترنت يمكن أن يكون صحيحاً. كن حذراً جداً عند تلقي أي عرض يتضمن دعوتك للقاء ما أو يتضمن زيارة شخص ما لمنزلك.
14. ضع قواعد و إرشادات معقولة و ضابطة لاستخدام أولادك للحاسب و ناقشها معهم و الصقها بجانب الحاسب كأداة تذكير. تذكر ضرورة مراقبة طاعتهم و التزامهم بهذه القواعد، خاصة عندما يتعلق الأمر بزمن استخدامهم للحاسب. استخدام الأطفال أو المراهقين الزائد للحاسب و ولوجهم الإنترنت المتكرر و بأوقات متأخرة من الليل يمكن أن يكون مؤشر لوجود مشكلة ما عندهم، تذكر أن الحواسب الشخصية و ولوج الشبكة يجب أن لا تستخدم كجليس أطفال إلكتروني.
15. كونوا فعلاً أبوين، تحملوا المسؤولية. لا تلوموا أي شخص آخر. إنهم أولادكم.
قواعد سلامة الأولاد خلال عملهم على الشبكة:
- لن أعط أية معلومات شخصية عني أو عن عائلتي مثل عنواني، رقم هاتفي، عنوان عمل والديَََّّ أو رقم هاتفهم، أو اسم و عنوان مدرستي دون أذن مسبق من والديَََّّ لأي شخص كان.
- سأعلم والديَََّّ مباشرةً إذا صادفت أية معلومات تجعلني أشعر بعدم الارتياح.
- سوف لن أقبل أبداً بأن أجتمع أو ألتقي بأي شخص من خلال اتصالاتي معه على الشبكة إلا بعد أن أناقش ذلك مع والديَََّّ. إذا وافق والديَََّّ على اللقاء، سأؤكد على أن يكون اللقاء بمكان عام وسأحضر أمي أو أبي معي.
- سوف لن أرسل أبداً صورتي لأي شخص قبل أن أناقش الأمر مع والديَََّّ.
- سوف لن أجيب أبداً على أية رسالة تحمل معاني سيئة أو تجعلني أشعر بعدم الراحة. إنه ليس خطأي إن تلقيت مثل هذه الرسائل. إن حدث ذلك سأخبر والديَََّّ مباشرةً ليتصلوا مع مزوِّد الخدمة.
- سأتكلم و أتناقش مع والديَََّّ لوضع قواعد مقبولة لولوج الشبكة. سنقرر وقت و فترة الولوج خلال اليوم، و سنختار المواقع المناسبة التي يمكنني زيارتها. سوف لن ألج الشبكة بغير هذه الأوقات ولن أخل بهذه القواعد من دون إذن مسبق منهم.
- سوف لن أعط كلمة سر الإنترنت لأي شخص ( حتى لأقرب أصدقائي ) غير والديَََّّ.
- سأكون شخصا جيداً خلال عملي على شبكة الإنترنت و لن أقوم بأي عمل يسيء أو يؤذي الأشخاص الآخرين أو مخالف للقوانين
<!-- / message -->
تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك و وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات
ساحة النقاش