الإخوة والأخوات : تحية محب ومشتاق
لقد حدثني الكثير من أصدقائي عن هذه القوائم وقد أثّر حديثهم فيّ ودغدغ مشاعري وأثار مكامن الشهوة ولم أتمالك نفسي فقمت مندفعا بقوة الشهوة والغريزة بالاشتراك في هذه القائمة للاستمتاع بالصور التى تنشرها ،وقد خطّطت قبل إطّلاعي على أي صورة أن اعمد إلى إقفال الأبواب وتوفير كل السبل التي تجعلني في خلوة تامة حيث اخجل أن يطلع عليّ أحد، خاصة من أقاربي لذلك خططت قفل كل ما يمكن أن يخطر على بالى إلا أنني تذكرت شيئا واحدا ومنفذا كبيرا لم استطع التوصل إلى كيفية إغلاقه مما نغّص علي التمتع بهذه المناظر والاستمتاع بها في خلوتي التى حرصت عليها ولم اقدر في ذات الوقت عليها.
لقد أوقعني ذلك الأمر في حرج شديد وضيق وتبرم من عجزي عن توفير سبل الخلوة التامة فقد عرفت أن الله يراني وأنه معي في كل وقت وحين وليس لي أي سبيل إلى منعه عن التواجد في خلوتي أو إطلاعه على أفعالي بل وتفكيري ..... لقد خجلت من نفسي كيف لي أن احرص على هذه الخلوة والتمتع بهذه المناظر وأنا الذي لو عرفت بان أحدا يشاهدني لم استطع النظر إليها ....
وكان خجلي اكبر عندما ذهبت الشهوة وجاءت الفكرة عندما عرفت بأنني سأفضح يوم الحشر أمام الملأ كلهم إنسهم وجنّهم إذ سيأتي بيّ الله على رؤوس الأشهاد ويذكرني بعملي فكيف لي أن استمتع بهذه المناظر وسوف افضح غدا على رؤوس الأشهاد وأنا الذي لو شاركني أحدا من معارفي أو أهلي أو حتى علم بمشاهدتي تلك ( فضلا عن ممارستي ) لكانت سببا في نقصان لذتي وتكدر خاطري فكيف إذا فضح أمري أمام كل الناس من أعرفه ومن لا أعرفه.
كما تذكرت بأنني عندما أعصي الله في وحدتي وخلوتي فأنا أدخل بذلك في وعيد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم عندما قال في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال : أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها".
كما اقلق مضجعي قلقي الشديد من أن اقبض وأنا أشاهد هذه الصور أو وأنا أنّفس عن شهوتي بطريقة غير مشروعة فابعث على ما مت عليه وتكون الفضيحة عند البعث وعند الحساب.
الإخوة الكرام : هل نسينا توعد الله سبحانه وتعالي بالعذاب الأليم لمن يحب أن تشيع الفاحشة فضلا عن إشاعته هو للفاحشة.
قال تعالى في سورة النور " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
وقال الإمام أحمد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تؤذوا عباد الله ولا تعيّروهم, ولا تطلبوا عوراتهم , فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته , حتى يفضحه في بيته".
لقد نسينا كلنا وخاصة الإخوة المشرفين حديث الحبيب المصطفي حين وضّح بأن من دل على شر فإن عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة ....
جاء في سنن الترمذي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سنّ سنة خير فاتبع عليها فله أجره ومن أجور من اتبعه غير منقوص من أجورهم شيئاً ومن سن سنة شر فاتُبع عليها كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئاً ".
فهل يتحمل المشرفون وكل شخص يرسل صوراً جنسية أوزار كل من أرسلوا لهم هذه الصور وكل من شاهد هذه الصور بل وفي كل مرة يشاهدون فيها هؤلاء الأشخاص هذه الصور.... ألم يكفيهم ذنوبهم حتى يتحملوا ذنوب غيرهم ، هل يتحملون تبعات ما تثيره هذه الصور في الغريزة وبالتالي الوقوع في الحرام .
ألم نعرف جميعا أن الله قد لعن الناظر إلى عورة الآخرين كما لعن المنظور ... وكلنا يعرف أن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله .
الم نعلم جميعا أن الله قد أمرنا بغض البصر وحذرنا من الوقوع في الزنى وأن الله قد توعد الزناة بعذاب أليم ( فضلا عن اللوطيين والسحاقيات ) ... روى أبو هريرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطى ، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه "
ألم يتوعد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم المجاهرين بالمعاصي فقال في الحديث المتفق عليه " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وان من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستر الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " أو ليس ما ينشر في هذه القائمة من المجاهرة بالمعاصي ?
أو لم يخبرنا الرسول بأن كل أمته يدخلون الجنة إلا من يأبى : روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) . قالوا : يا رسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ) .
فهل نرغب في دخول الجنة ؟؟؟ إذن علينا بطاعة الله ورسوله .
أولم تحف الجنة بالمكاره والنار بالشهوات .. روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات .
فهل ندع شهواتنا لتمنعنا عن دخول الجنة وتسوقنا إلى النار ?.
لقد نسينا كلنا أو تناسينا أن هذا مما يخطط له أعداؤنا حيث انه السبيل الوحيد لهم لتملك زمام الأمور .
الإخوة والأخوات الكرام : اعلم أن من يقرأ رسالتي هذه لن يخرج عن ثلاثة أصناف :
الأول : سينهي الرسالة منذ أن يعرف أن فيها نصحا وإرشادا للحق وقد يشتم ويلعن ، وهذا اسأل الله أن يهديه للحق.
الثاني : سيواصل قراءة الرسالة من باب الفضول وربما لن يكمل القراءة وقد يلعن في قراره نفسه من تجرأ على إرسال هذه الرسالة في قائمة مثل هذه وهذا أيضا اسأل الله أن يهديه.
أما الصنف الثالث ( وهو الأهم ) فهو من يكمل القراءة ويجد لهذه النصائح وقعا في قلبه إذ تلامس النصيحة قلب مؤمن مذنب عرف خطاه وعرف بأن له رباً غفوراً كريماً يغفر الذنب ويقبل التوبة بل ويبدل السيئات حسنات فيستغفر ويتوب ويعزم على عدم العودة حيث يعلم أن من شروط قبول التوبة الإقلاع عن الذنب و الصدق والعزم على عدم العودة .
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال : أذنب عبد ذنبا فقال : اللهم ! اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أنه له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك .
فهل نستغفر ونعود لربنا الغفور الرحيم أم نتمادى في غينا ونصبح من الهالكين ?.
أسأل الله أن يهدينا للحق ويسهل علينا اتباعه وان يجعلنا من أهل الجنة اللذين يطيعون أوامره وأن يبصّرنا بما يخطط له أعدائنا .
"""""""محبكم المخلص """""""""
:::::: المصطفى للبرمجيات :::::::::
ساحة النقاش