تيجة لنضوب كميات الوقود الأحفوري ( النفط بالأساس ) المستعمل على نحو واسع في السنوات الأخيرة ، كان هناك حاجة ملحة للبحث عن مصادر وقود متجددة لتحل محل الوقود الأحفوري.
وأثناء رحلة البحث كان هناك عدة  مقترحات , واحتل الفحم من صداره المواد المرشحة لتصنيع الوقود مكان وقود المتحجرات.
حيث يعتبر الفحم هو مادة غنية بالطاقة ، يمكن تحويها إلى وقود سائل وهو موجود بوفرة ، خاصة في الولايات المتحدة و الصين والهند ولكن لإستعمال الفحم  مشكلتين أساسيتين تتلخصان في :
الأولى : انه ليس إلا حلًا مؤقتًا للمشكلة لأنه هو ايضاً يعتبر مصدرًا غير متجدد وسوف ينضب في وقت ما.
الثانية :  أن استعمال الفحم يساهم أيضًا في ظاهرة الإحتباس الحراري التي تواجه العالم ، إذ أن حرق الفحم يؤدي الى إنبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون بكميات أكبر من التي يطلقها حرق الوقود الحالي ، وكما نعلم جميعًا فإن غاز ثاني أكسيد الكربون هو أحد الغازات الدفيئة  أي أنه موجود في الغلاف الجوي للأرض والذي يساهم في إرجاع الأشعة تحت الحمراء إلى الكرة الأرضية.
وفي مسار البحث عن وقود بديل من الضروري الأخذ بعين الإعتبار ليس فقط كونه متجددًا ويوفر المطالب البشرية الهائلة ولكن يجب الإلتفات إلى ارتفاع تهديد ظاهرة الإحتباس الحراري والتي تؤثر على جميع الكائنات الحية على كوكب الارض.
أحد الإقتراحات لحل المشكلة كان استعمال الطحالب الخضراء لتصنيع وقود حيوي (biofuel)  بحيث تعمل الطحالب المستعملة بعملية التركيب الضوئي وفي النهاية تنتج أنواع دهنيات وسكريات ، وبما أن عملية تصنيع الوقود الحيوي تعتمد بالأساس على الدهنيات المستخلصة من هذه الطحالب ، فإن في عملية تصنيع البيوديزل يتم بتجفيف الطحالب بعد فترة من "الرعاية" ومن ثم استخراج المركبات المطلوبة ، الخطوة التالية هي فصل المركبات المتنوعة المستخرجة عن طريق استخدام أنواع محاليل مختلفة ، وفي النهاية يتم استخلاص وتحويل الدهنيات المستخرجة ل "بيوديزل" عن طريق استخدام أجهزة متخصصة مثل BIODIGESTOR.
إن الوقود الحيوي المستخرج من الطحالب هو نظريا ً، الحل السحري للمشكلة التي تواجه العالم اليوم ، فهو مصدر متجدد و صديق للبيئة.
إذ أن استخدام الوقود الحيوي سوف يساهم في تقليل إطلاق غاز CO2 ليس فقط بسبب أن حرق هذا الوقود يطلق أقل من هذا الغاز بل أيضاً لأن الطحالب تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء في عملية التركيب الضوئي.
رأينا حتى الآن ان إستخراج الوقود الحيوي من الطحالب له عدة جوانب إيجابية وهو قابل للتطبيق ، نظرياً ، ولكن يبقى السؤال  :  لماذا لا يتم تداول وتصنيع هذا الوقود اليوم بكثرة؟ ولماذا لم يستخدم بعد الوقود الحيوي من الطحالب كبديل دائم للوقود الأحفوري؟
إن السبب الأساسي لذلك هو المال ، فالمحرك الاساسي للصناعات الكبرى هو المال ، حيث أن تكلفة عملية تصنيع الوقود الحيوي من الطحالب أعلى بكثير من تكلفة تصنيع الوقود الحالي ، وهناك عدة عوامل تساهم في  رفع تكلفة الأنتاج :

ويجب توفير الشروط الحياتية المثالية لنمو وتكاثر الطحالب والبيئة المناسبة التي تمكننا من استخلاص الكمية القصوى من الدهنيات مقابل كمية معينة من الطحالب ، والمقصود بالشروط المناسبة هو مغذيات ضرورية لنمو الطحالب مثل الفوسفات والحديد بالإضافة إلى ذلك وجود ماء عند درجه حرارة معينة لنموها ، وتوفير ثاني أكسيد الكربون كل هذه المتطلبات ترفع من تكلفة الأنتاج .

·    المتطلبات التي ذكرنا لا تتسبب فقط في رفع تكلفة الأنتاج بل في رفع تكلفة المنتج النهائي المعروض للمستهلك وحسب إدعاء بعض شركات الزراعة ، فأنها تتنافس مع مصادر توفير الطعام على المغذيات والماء والاراضي .
·    عامل أخر يساهم في رفع تكلفة التصنيع والمنتج النهائي هو انه في بعض الأحيان يتطلب الأمر إستخدام أجهزة عملاقة ومتطورة photobioreactors والتي بواسطتها يمكن أن نحافظ على بيئة ثابتة ويمكن مراقبة الحرارة والمغذيات ومنع تلوث بيئة الطحالب بكائنات دقييقة من الهواء ، إستخدام هذه الأجهزة مكلف للغاية ويرفع بشكل كبير من تكلفة الأنتاج ، ولكن من الضروري إستخدامها لأنها تمكننا من الوصول إلى كثافة من الطحالب عالية جدا لايمكن الوصول إليها بإستخدام البرك المفتوحة.
كل هذه العوامل تؤدي إلى رفع سعر المنتج المعروض للمستهلك وبذلك تجعل من المستحيل للوقود الحيوي ، على الرغم من كل إيجابياته في أنه ينافس الوقود المنتشر اليوم .

 

 

<!--<!-- 

Green-Tech

التكنولوجيا الخضراء

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 594 مشاهدة

التكنولوجيا الخضراء

Green-Tech
موقع يهتم بالمحافظة على البيئة من مخاطر المخلفات التكنولوجية، ويعمل على التوعية بخطورة هذه المخلفات. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

33,886