<!--
تأتي جهود غوغل الأخيرة على شكل تقرير وموقع إلكتروني تفاعلي، تم اطلاقه الشهر الماضي ليؤكد أن اعتماد ابتكارات كافية تقوم على أساس التقنيات النظيفة من شأنه خلق 1.1 مليون فرصة عمل، وتعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة بمبلغ 158 مليار دولار، في حين تنخفض تكاليف الطاقة للأسرة الواحدة بما قيمته 942 دولار سنويا بحلول العام 2030.
وحسب غوغل، فإنه إذا تم ربط الابتكارات بسياسات طاقة راسخة، سوف تضيف الدولة 244 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي، وحوالي 2 مليون فرصة عمل، بينما يتم توفير تكاليف الطاقة المنزلية بمقدار 995 دولارا لكل أسرة. ولن يختلف نمو الناتج المحلي الإجمالي كثيرا دون اتباع سياسات أفضل.
يستخدم غوغل أداة حساب من شركة ماكينزي وشركاه مع الاستفادة من مجموعة واسعة من البيانات الحكومية والافتراضات الخاصة بها وذلك من أجل تأكيد نتائج ما يمكن أن تأتي به التكنولوجيا والسياسات الأكثر جرأة في مواجهة الوضع القائم، والذي يأخذ بعين الاعتبار الحالة الراهنة والسياسات الفيدرالية في مجال الطاقة المتجددة، والتوقعات الحالية فيما يتعلق بتكاليف الطاقة من قبل الحكومة الفيدرالية ووفقا لحسابات غوغل. يستخدم محرك البحث العملاق هذه المتغيرات لمعرفة أثر التكنولوجيا النظيفة على جيل الطاقة النظيفة، وسوق السيارات الكهربائية، وعمليات تخزين الطاقة وتطوير الغاز الطبيعي.
بالطبع، فإن غوغل ليست هي الشركة الوحيدة التي تراهن على الفوائد الاقتصادية والبيئية لضمان حضور أوسع، واستثمارات أكبر في مجال الطاقة النظيفة. تنظر الشركة إلى مصالحها الاقتصادية الخاصة عند تشجيع استخدام أوسع للطاقة المتجددة والسيارات التي تعمل بالكهرباء. وفي النهاية، استثمرت غوغل أكثر من 780 مليون دولار في تقنيات ومشروعات في مجال الطاقة النظيفة، بما فيها مجموعة من المزارع لإنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إضافة إلى رصد صندوق بقيمة 280 مليون دولار من أجل تمويل منشآت الطاقة الشمسية السكنية. وتشمل محفظة غوغل الاستثمارية من خلال غوغل فينتشرز وغوغل دوت أورغ مشروع السيارة الكهربائية المطورة أبتيرا، مصنع الوقود الحيوي كول بلانيت بيوفيويلز، ومطور تحويل الطاقة ترانزفورم.
ومع ذلك، يقدم تقرير غوغل نظرة مثيرة للاهتمام حول رؤية محرك البحث العملاق لما سيكون عليه المستقبل سواء مع وجود استثمارات وسياسات كبيرة للحد من انبعاثات الغازات، أو من دون تلك الاستثمارات والسياسات. لقد اتخذت شركة غوغل دورا فاعلا، لسنوات عدة، في الضغط على الحكومة لتقديم المزيد من الإنفاق واعتماد أنظمة أكثر صرامة للحد من استخدام الفحم كأكبر مصدر لتوليد الكهرباء.
سوف تشهد السنة ونصف السنة المقبلة تأثيرا أوسع لجهود تسعى إلى الضغط باتجاه اعتماد التكنولوجيا الخضراء، حيث يتنافس كل من الجمهوريين والديمقراطيين على الميزانية الفيدرالية، ويتصارع الطرفان على مقاعد الكونغرس ومنصب الرئاسة. انتقد الجمهوريون بشكل خاص، إدارة أوباما بخصوص إنفاقها في مجال الطاقة المتجددة، ويعود ذلك جزئيا إلى أن الإنفاق يأتي من حزمة التحفيز الاقتصادي للعام 2009، والتي لم يدعمها العديد من الجمهوريين. يقول الجمهوريون إن حزمة التحفيز هذه لم تحقق الوعود بدفع الاقتصاد إلى الأمام، وإنهم غير راغبين في تمويل أبحاث وتنمية الطاقة النظيفة في أي مجال قريب من المستويات التي تسعى إليها الإدارة.
وبما أن كلا الطرفين يؤيد خلق فرص العمل، تقول غوغل في تقريرها إن عملية تأخير دفع عجلة تنمية التكنولوجيا النظيفة بين عامي 2010 و2015، سوف يؤدي إلى الفشل في تحقيق ما قيمته 2.3 تريليون إلى 3.2 تريليون دولار يمكن أن تضاف إلى الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى الفشل في خلق ما بين 1.2 مليون إلى 1.4 مليون فرصة عمل.
وتقول شركة غوغل في تقريرها، إن تعريفها لـالتقدم في التكنولوجيا يدمج ما بين الصرامة والتفاؤل، لأنه يؤلب التكنولوجيا النظيفة مع مصادر الطاقة التقليدية والأقل كلفة من الفحم والغاز الطبيعي. في الحقيقة، توضح نماذج غوغل أن عملية استبدال الفحم بمصادر للطاقة النظيفة بشكل كبير، لن يحدث على الأغلب حتى بعد العام 2030. وتوضح حسابات غوغل أن مشروعات توليد الطاقة التي تستخدم ألواح الطاقة الشمسية وتقنيات استخدامات الطاقة الحرارية الأرضية، سوف تكون رخيصة بما يكفي للبدء باستبدال الفحم بحلول العام 2030.
وحسب غوغل فإنه إذا ما بقي الغاز الطبيعي رخيصا، فسوف تسير عملية تنمية الطاقة النظيفة ببطء خلال العقود القليلة المقبلة، ويعود ذلك إلى أن الغاز الطبيعي سوف يصبح بديلا أكثر جاذبية للفحم على الرغم من أنه لن يعمل على الحد من الانبعاثات كما تفعل مصادر الطاقة المتجددة. من ناحية أخرى، فالغاز الرخيص يعني الكهرباء الرخيصة، والكهرباء الرخيصة سوف تدفع باتجاه الاهتمام بامتلاك سيارات تعمل بالكهرباء.
<!--<!--
