عم درويش اقدم مصور

عم درويش يبتولد لما النهار بيطول من شرق السماء ويشيخ ساعت المغيب عم درويش مصور لكن خطيريمشى على شواطئ الاسكندرية

كانوا مخلوق بي جنحين عشان يطيرلاكن كبيروصحة زى الوردة ريحة طيبةعمرة ديما قصير اة ياقلب يا عجوز فات عليك 40 سنة وانت لسة بردوة عاشق للتصوير يفتكر شكل الصبية الطزجة فى توب العروس والامانى التيه والحلم الشريف ينام مايحلمشى انما ساعت ولتة ساعت الصباح يقوم قوى

رحلة من العشق لملامح البشر والبحر والذكريات، قطعها «عم درويش»، أقدم مصور جوال على شواطئ الإسكندرية.. لا شيء يؤنسه سوى ومضة الفلاش، وذبذبات الأمواج وهي تتراقص بحنو في عمق الكادر، صانعة علاقة محبة مع الزمن.

أكثر من 40 عاما وهو يحتضن كاميرته في حميمية، وإصبعه السبابة متأهب دائما للضغط على زر الالتقاط، فهو «المصوراتي» الخاص بشاطئ «سيدي بشر»، أحد أشهر شواطئ عروس المتوسط. حكايات طويلة عاشاها ذلك العجوز على هذا الشاطئ الشعبي الذي ارتبط به منذ شبابه ليصادق كل حبة رمل فيه قبل أن يرتبط بزواره.

بدأت رحلة عم «درويش» في عالم التصوير في فترة الخمسينات من القرن الماضي، عندما التحق بالعمل لدى الخواجة «أرتين» صاحب أشهر معمل لتحميض الصور في منطقة محطة الرمل أقدم ميادين مدينة الإسكندرية، والذي كان يأتيه المصورون من جميع أنحاء مصر لشراء مياه التحميض المسماة بـ«الدوا»، لأنه تخصص في تركيبها.

يحكي عم «درويش» رحلة أعوامه الخمسة والستين، وهو ينظر إلى البحر كأنه يلتقط منه ذكرياته: «بعد أن تعلمت حتى الصف السادس الابتدائي أخذني والدي للخواجة لألتحق بمعمله، ولفترة تقدر بـ7 سنوات تعلمت منه أصول العمل، وتعرفت على أشهر مصوري مصر الذين كانوا يترددون على المعمل، وهذا أتاح لي التحدث مع كل واحد فيهم، ومعرفة كيفية عمله وأسلوبه في التصوير. خلال هذه السنوات لاحظ الخواجة تذوقي للصورة، فقام بأخذي للمصور غريب صالح صاحب استوديو يعقوب، أشهر استوديوهات الإسكندرية في ذلك الوقت، لأعمل عنده مساعدا له».

وعلى الرغم من عمله داخل الاستوديو السكندري الأشهر؛ إلا أن الشاب «درويش» كان يفضل التصوير الخارجي، ورغبة ما بداخله كانت تدفعه لتصوير أقاربه وجيرانه وأصدقائه في شوارع الإسكندرية الجميلة وبين معالمها التاريخية وشواطئها، إلى أن لفت نظره أن بعض المصورين بدأوا في تصوير المصطافين على شواطئ البحر، وهنا لمعت الفكرة في ذهنه. يستطرد وكأنه يستعيد حماس الأمس البعيد: «زملائي المصورون اتجهوا للشواطئ للتصوير، ففكرت أنا أيضا في ذلك، فالبحر رزقه واسع، والتصوير على شاطئه يشبع رغبتي، وبالفعل استخرجت رخصة من المحافظة ليكون مكاني شاطئ سيدي بشر، وذلك منذ عام 1968».

يحفظ عم درويش شاطئ سيدي بشر عن ظهر قلب، يعرف كل حبة رمل فيه، وأنسب الأماكن والزوايا لتصوير المصطافين، كما يحدثك الرجل بلهجة المؤرخين عن تاريخ الشاطئ وحاضره: «منذ فترة الأربعينات أصبح شاطئ سيدي بشر أحد أهم المصايف التي يرتادها المصطافون في مصر. كان مقصورا في البداية على طبقة الأغنياء، لكن بعد قيام ثورة يوليو 1952 بدأ المصريون عائلات وأفرادا من كل الطبقات في الاصطياف على هذا الشاطئ حتى هجره الأغنياء إلى شواطئ أخرى، ليشتهر شاطئ سيدي بشر باسم شاطئ الموظفين والغلابة، ولم تكن هناك أي كازينوهات إلا كازينو واحد اسمه (عجيبة) على عكس الحال الآن». آلاف وآلاف من الصور التقطتها كاميرات مصوراتي سيدي بشر طيلة هذه السنوات.. يكمل ونبرات صوته تعلوها مسحة من الفخر: «على الشاطئ عرفت زبائن من كل أنحاء مصر، ومن بعدهم توالى علي آباؤهم وأحفادهم، يأتون كل عام للوقوف أمام عدساتي، بل إنني صادقت بعضهم مثل كبار تجار الحسين والشواربي، والزيارات بيننا مستمرة أذهب إليهم ويدعونني في أفراح أبنائهم وأقاربهم لتصويرها، ورغم أن الشاطئ لا يأتيه المشاهير، إلا أنني أكون سعيدا مع وجوه البسطاء، وما أحبه فيهم أنهم يفهمون التصوير صح».

بقميصه الأبيض، والشورت المعتاد، وقبعة تظلل سمرة وجهه الطيب، يبدأ يوم عم «درويش» على الشاطئ في الساعة الثامنة صباحا، ويستمر في عمله إلى الساعة الثامنة مساء، أما أفضل أوقات التصوير لديه فبعد العصر، عندما لا تكون الشمس عمودية، وأسوأها بعد الظهر، ولكنه لا يمتنع عن التصوير في هذا الوقت إذا أصر الزبون. أما في فصل الشتاء فيتوجه لتصوير مرتادي قصر المنتزه الراغبين في التصوير وسط الحدائق والبنايات التاريخية، وأيضا يتجه للتصوير في الموالد الشعبية خارج الإسكندرية مثل مولد السيد البدوي في مدينة (طنطا) ومولد سيدي إبراهيم الدسوقي في مدينة (دسوق).. ومبرره في ذلك: «المهم عندي أن أكون وسط الناس».

من الأبيض والأسود إلى الألوان.. من الكاميرات التقليدية إلى الديجيتال (الرقمية).. تطورت أساليب التصوير، لكن عم «درويش» لا يزال يحتفظ بأساليب الماضي «في الماضي كنا نستعمل آلات التصوير الروسية المصنوعة من الحديد، تبعتها الكاميرات الكانون، ثم الياشكا التي لا أزال أستخدمها حتى اليوم رغم وجود الكاميرات الديجيتال، إلا أنها لا تستعمل على البحر لتجنب المياه وذرات الرمال التي تصيبها بالعطل إذا تعرضت لها».

تشعر وأنت تحدث الرجل أن الكاميرا هي حياته أو صديقته أو قل ابنته، وعندما تنقل له إحساسك هذا ستجده يرد وهو يهز رأسه موافقا على شعورك: «أشعر بها إذا كانت تعبانة، عندما لا يستجيب زنادها لضغطة يدي أعرف حينها أنها مريضة».

انتشار كاميرات الموبايل والكاميرات الديجيتال لم يؤثر على عمل عم «درويش»، فزبائنه لا يفضلون إلا الكاميرات التقليدية التي تنتج لهم صورا يلمسونها بأيديهم وتراها أعينهم، يقول: «هناك بالفعل من يأتي للتصوير بكاميراته الحديثة الديجيتال لكن عندما يحبون طباعتها لا تكون بجودة الصورة الورقية نفسها، ووقتها يقولون: ياريتنا كنا أتصورنا عادي».

يأسف العجوز لما وصل إليه حال التصوير اليوم، فيقول وعلامات الأسى تأخذ طريقها إلى وجهه: «على الرغم من زيادة التعليم فإن الناس ما زالوا لديهم جهل بالتصوير.. ناس زمان كانوا يعرفون زاوية الصورة الصحيحة وميعاد التقاطها، أما اليوم فكل واحد فاكر نفسه فاهم تصوير، وكمان المصوراتية دلوقتي بقى أهم شيء عندهم الفلوس مش الصورة، العملية بقت تجارة».

أحاول أن أعيده إلى الماضي فأسأله عن أول أجر له على الشاطئ، فيجيب وهو يضبط قبعته الخوصية إلى الوراء: «أول أجر كان 7 صاغ لصورة مقاس (18×24) أبيض وأسود، ومع الأيام زادت لـ10 صاغ ثم 15 فربع جنيه.. إلى أن وصلت حاليا لـ 3جنيهات بمقاس 13×18 ألوان».

يصمت عم «درويش» للحظات ثم يكمل وهو يضع يده على كتفي: «أنا يا ما صورت ناس ببلاش حبا في تصويرهم أو لأنهم غلابة.. البلد اللي ما فيهاش لله تغرق.. والحمد لله قدرت أربي أولادي الخمسة».

عم درويش  مثل من امثلة الرجل المصرى الذى يحب مهنته بكل مافيها من تعب وتطحية

عم درويش انتظر لايالتفت ويشق سكة لى الامام النهاردة خلاص ختام

 

Graphicimaging

AHMED

ساحة النقاش

أحمد إبراهيم

Graphicimaging
محب للتصوير طموحى ان ربنا يوفقنى فى مجال التسويق والكمبيوتر و التدريس رقم التليفون : 01226479529 20+ »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

564,756