الإرشاد الأكاديمي

د/غالية الشناوي 

الإرشاد الأكاديمي هو المدخل الرئيسي لتقديم تعليم جيد و بناء مسيرة جامعية فعالة ، فهو ركنًا أساسيًا ومحوريًا في مؤسسات التعليم العالي ولا تكاد تخلو جامعة من جامعات العالم من توفير هذه الخدمة لطلابها، وهو يُعنَى بتقديم المشورة والمساعدة العلمية والتوجيه الاجتماعي والسلوكي لجميع الطلاب لتنمية شخصياتهم واهتماماتهم المهنية، ويبحث فيما لديهم من قدرات ويعمل على تنميتها وتطويرها، ويشجعهم على التميز والتفوق والإبداع، ويساعدهم على التعامل مع الصعوبات المختلفة ، وذلك بزيادة وعيهم بمسئولياتهم الأكاديمية وطرق التغلب على مشكلاتهم التي تعوق قدرتهم على التحصيل العلمي والتفاعل مع متطلبات الحياة الجامعية ، والعمل على رفع إمكانياتهم العلمية والفكرية التي تحقق لهم النجاح في مشوارهم الأكاديمي والاجتماعي وتمنحهم مهارات مميزة تؤهلهم للتفوق في سوق العمل ، ويتمثل الإرشاد الأكاديمي في محوري العملية التعليمية ( المؤسسة التعليمية والطالب ) ، ومن هذا المنطلق يَفرض نظام الإرشاد الأكاديمي واجبات على طرفي العملية التعليمية، وتتجلى هذه الواجبات في مجمل النظم واللوائح الإدارية والفنية والأكاديمية التي تنظم نشاط العملية التعليمية بمخرجاتها، وينفرد بالدور الحيوي الذي يعمل على نقل الصورة العامة للحياة الجامعية وتوضيح الأبعاد المختلفة للطالب.ولما كان نجاح العملية التعليمية مرهون بمدى استجابة وتفاعل الطالب في البيئة الجامعية، فيجب أن تتوفر له كافة الإمكانيات الأساسية التي تحثه علي الإبداع والابتكار، وتتمثل هذه المقومات بالنسبة للطالب الجامعي في الاندماج الفعلي في العملية التعليمية, وإلمامه باللوائح والأنظمة ، فالإرشاد الأكاديمي هو أحد المبادئ والأسس التي تقوم عليها الخطة الدراسية ، وهذه الخطة تقوم على حرية الطالب وقدرته على رسم خطته الدراسية ، وتحقيقاً لذلك يحدد لكل طالب مرشد أكاديمي يساعده في صنع القرارات المتعلقة بمساره الأكاديمي ويستشيره في كافة الأمور المتعلقة بدراسته وتحصيله العلمي وخصوصاً في فترة تسجيل المقررات وفترة الاختبارات النهائية  و يتم توزيع طلاب التخصص في كل عام دراسي علي عدد من المرشدين .ومما لاشك فيه أن عملية الإرشاد الأكاديمي في نظام الساعات المعتمدة لها دور كبير في العلمية التعليمية ، وينعكس ذلك بشكل كبير ومباشر على الطالب والجامعة من حيث انسيابية المادة التعليمية والمدة الدراسية لإنهاء متطلبات التخرج، فالإرشاد الأكاديمي هو الركيزة التي يعتمد عليها نظام الساعات المعتمدة، و لا يقتصر فـي وظائفه على التعريف بالخطة الدراسية ومساقاتها فقط، بل هو عملية اتصال بين المرشد الأكاديمي و الطالب يتم من خلالها تعريف الطالب بأنظمة الجامعة ومرافقها مثل المختبرات والمكتبة وغيرها وكيفية اختيار المسار الدراسي الذي  يتناسب مع قدراته وإمكانياته ، و ما يتعلق بالنظام الدراسي ومتطلبات الجامعة والكلية والمقررات المطلوب دراستها لكل مستوى حتى يتمكن من التخرج وفق الخطة الدراسية المقررة بالإضافة إلى مساعدة الطالب في حال تأخر تسجيل بعض المقررات للوصول إلى أفضل الحلول الممكنة ، فهو علاقة تفاعلية بناءة  بين عضو هيئة تدريس (مرشد أكاديمي) لديه خبرة ، ومهارات ومعلومات بتخصص الطالب وخطته الدراسية وأنظمة الكليات وقوانينها، وبين طالب لديه حاجة إلى المساعدة في اتخاذ قرارات خاصة تتعلق بخطته الدراسية وخط سيره الأكاديمي، و يكون تخصص الطالب في نفس تخصص المرشد الأكاديمي أو قريباً منه ، فالإرشاد الأكاديمي استجابة موضوعية لمواجهة متغيرات اجتماعية واقتصادية وإنسانية في صلب النظام التعليمي وفلسفته التربوية، علاوة علي كونه يستجيب لحاجات الدارس ليثمر عن تخريج جيل من الشباب مزود بالعلم والمعرفة والقدرة على اتخاذ القرار .


 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 19 إبريل 2013 بواسطة GhaliaIbrahim

عدد زيارات الموقع

4,908