إرتبطت به بعلاقة خاصة جداً فكانت قصة حب مميزة إستمرت سنوات طويلة كان فيها لي الحبيب و الصديق و الأب و الأخ ، كان لي الملجأ والملاذ ، كانت طلباتي بالنسبة إليه أوامر يلبيها بسعادة بالغة
لم أحتاجه يوماً إلا وجدته بجواري يدعمني ، أحببته حباً عظيماً فلقد كان يغمرني بفيض من المشاعر
والحنان ويخصني بألقاب تدليل تختلف عن ما يناديني بها سائر المقربين ،كان دمث الخلق خفيف الظل طويل البال فهو كما يقولون ابن بلد بكل معنى الكلمة من شهامة ونبل أخلاق و عون للمحتاجين.
كان يشاركني كل لحظاتي و يصحبني في جميع تنقلاتي ويرعاني في مرضي كما ترعى الأم صغيرها
كان يفعل أي شئ وكل شئ لأجلي ولم يشعرني يوماً إنه فعل شئ ، كنت أسعد و أفخر بتقديمه لصديقاتي وكن ينبهرن به لشخصيته الإجتماعية الودودة و بخفة ظله وكرمه وبثقافة الحياة لديه.
و عندما قرر الإرتباط و الزواج كنت أول من عرف و شاركته كل لحظات و تفاصيل الإعداد و التجهيز وكنت سعيدة جداً من أجله .
لم أشعر بخيانته لي بإرتباطه فمثله لا يعرف إلا الصدق و الطهارة والإخلاص والعطاء ، أما الخيانة
فهي أبعد ما تكون عن سلوكه ، وكيف لا أسعد من أجله و أتمنى له الخير وهو قد منحني كل شئ...
......إنه خالي الحبيب ،خالي الأوسط الذي كان يكبرني بإحدى عشر عام لكنه كان قادر و منذ صغره على أن يكون الأب و الأخ والصديق و الحبيب ، إنسان لا يختلف عليه أحد يحبه الكبير والصغير ،
شخص أتى الدنيا في هدوء و رحل عنها في هدوء ، لم يترك خلفه ذرية ولكن ترك رصيد كبير من الحب في قلوب الناس و دعواتهم له ، كان رمز للعطاء يساعد الجميع ، لا تراه إلا و هو يعمل و يمد يد العون أو وهو يتوضأ و يصلي ، كان الرضا والحمد ملازمين له و كانت أخر كلماته لي قبل وفاته بأيام أن الله منحه كل شئ ، و كانت أخر أعماله يوم وفاته بعد صلاة الفجر هي غرس الأشجار ورعايتها أمام منزله فكان عاشق للطبيعة و الخضرة وبعد أن انتهى من رعاية الأشجار جلس ليرتاح توفي في وضع أشبه بالقيام من السجود ، وبذلك يكون عطاؤه متدفق لأخر لحظة في عمره .
توفي منذ خمسة أعوام بعد عمر قصير لكنه زاخر بالعطاء ، كانت علاقته بأمه مثالية فهو أكثر الأبناء
براً ورعاية لأمه فبعد وفاته و إنتباهي من صدمة فقده قلت لنفسي إنه من الطبيعي أن يكون أسبقنا لحاقاً بأمه فهو أكثرنا حباً لها .
برغم خسارتي الفادحة بفقده لكن ما يعزيني هو إن مماته كان رائع مثل حياته و إنه انتقل إلى رحاب الله راضي مطمئن و إنه مثل الأشجار والنخيل يموت واقفاً شامخاً معطاءاً .
وبموته تذكرت رثاء ابن الرومي في ابنه الأوسط وتشبيهه له إنه واسطة العقد ، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عني وعن كل من أعانه خير الجزاء و أسكنه الدرجة العلا في جنة الفردوس .
ساحة النقاش