عندما قامت الثورة كانت لدي حالة من القلق والترقب ، أخشى على وطني الغالي وعلى أهله ، وبمرور الوقت بدأت أشعر بالتفاؤل والثقة بكل ما هو أتِ ،  ورأيت بساتين من الخير تثمر ولكن وللأسف الشديد بدأت تحدث أشياء كثيرة هنا وهناك قللت من سعادتي وزادت مخاوفي ، وحاولت أن أقاوم لأظل متفائلة حتى لا أُجر إلى منطقة اليأس والإحباطات ، وهذه الأحداث لا تتعلق فقط بمحاولات خلق فتنة طائفية ،ولكن عدة أشياء مثل حدوث جرائم وترويع المواطنين ،وتعدي البعض على رجال الأمن ، وبعض حالات تصفية الحسابات .

فلقد كنت آمل بشدة أن تقضي هذه الثورة حتى على الجرائم التي كانت من الممكن أن تحدث في أي مكان ، كنت أتمنى أن تكون هذه الثورة محطة فاصلة في حياة شعب بأكمله ، كنت أتمنى أن تُزيدنا قرباً وتألفاً وتناغماً ،وأعتقد أني كان لدي المنطق في ذلك ،فعندما يشعر كل مواطن أن وطنه يمنحه حقه بأن يُحاسب من ظلموه وسرقوه ،وأن صوته مسموع ويُستجاب له ،لابد أنه سيشعر بأدميته كاملة

وبالتالي سيصبح أكثر تحضراً ورقياً و إيماناً وحباً لمن حوله .

وما لا يروق لي أيضاً هو تدني لغة الحوار بين البعض ، فأنا لا أجد أي غضاضة في إختلاف الرأي ولكن يجب أن لا يصحب ذلك تخوين وتبادل إتهامات .

كما لا يجوز أن يستغل البعض ظروف المرحلة الراهنة لتحقبق مآرب شخصية ، فإذا كانت الثورة قد حركتنا جميعاً للتعبير عن آرائنا وفجرت طاقات كثيرة كانت مكبوته من قبل ،فلا يجب أن نستغل ذلك في إثارة الفتن والقلاقل والمزايدة على الأخرين .

وما يزعجني أيضاً نفاد الصبرلدى الكثيرين ، فلقد تحققت لنا مطالب بفضل الله لم نكن نتخيل يوماً تحقيقها رغم مشروعيتها ، فيجب أن نتمهل ونعطي الفرصة الكاملة للحكومة الجديدة المؤقته وللجيش لينهضا بهذا البلد ، فهل يتخيل أحدنا نفسه جالساً في منصب ما مهما كانت مسئولياته ضئيلة أن يُلم بكل تفاصيله في ليلة وضحاها ويصل إلى قمة النجاح فيه ،حتماً يحتاج لبعض الوقت والكثير من الدراسة والتمحيص والتدقيق حتى يصل إلى نتائج مُرضية .

ما بال هذا بلد كبير ومهم وخارج للتو من محنة قاسية وله همومه و أعبائه .

كما أني أتعجب ممن يغالون في الطلبات أو يطلبون طلبات غير مشروعة تصل لحد المهزلة مثل ما قرأت عن مظاهرات طلابية جماعية في إحدى الكليات تعترض على نتائجهم الدراسية ويريدون أن يأخذوا ماليس من حقهم .

أرجو أن نعي جميعاً خطورة ما يحدث ،وإذا أردنا أن نُطاع فلنطلب ما هو مستطاع .

على الجميع أن يتوقف عن كل ما هو سلبي من إشعال وتزكية نار الفتنة ،و ركوب الموجة لتحقيق مصالح شخصية ، و أن لا نبحث في ضمائر الغير ونفوسهم و أن نبتعد عن سياسة التشفي حتى مع من ظلمنا ونترك أمرهم للقضاء ولله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد .

و أخيراً كل كلامي ومطلبي يتلخص في كلمتين " لنبدأ بأنفسنا " فلو بدأ كل فرد منا بنفسه و أصلحها وراجعها وحاسبها ووقف وقفة صادقة يحسب ما له وما عليه نحو وطنه ومن حوله ، لتغيرت مصرنا الحبيبة ولعوضت كل ما فاتها ، ولإستعادت

كل أمجادها ، فمصر هي قلب العروبة النابض ولابد أن تحافظ على مكانتها رغم كبوتها ، حفظها الله وحماها أبد الدهر .

 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 4 أكتوبر 2011 بواسطة Gehanalhussini

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

9,547