بين الصيني والعراقي
تعد مهنة النجارة مهنة أبداع فالعاملون في هذا المجال يشبهون في عملهم الرسامين عندما يبدعون في لوحاتهم التشكيلية، ويعتبر البعض بأن مهنة النجارة أخذت بالازدهار بعد زوال النظام السابق في الربع الاول لعام2003 لاسباب عدة منها القدرة الشرائية لدى المواطن العراقي حيث أخذ يقتني ما يحتاجه بعد ان كان يفتقد أبسط الاحتياجات المنزلية في الحقبة التي سبقت تغيير النظام آنذاك وكذلك الاقبال الكبير على الزواج بعد التحسن المعيشي لدى الفرد لكن لاصحاب هذه المهنة هموم ومعاناة على الرغم من التطورات في مجالي الصناعة والاقتصاد ناهيك عن عشوائية الاستيراد الذي ترك آثاره على تطور المهنة.
يقول حليم علوش 40 سنة يعمل بالاضافة الى مهنة النجارة في سلك التدريس والذي يملك ورشة للنجارة في منطقة شارع فلسطين ، «عملت في هذه المهنة منذ صغري وامتهنتها بالوراثة عن اب وجد واعدها من المهن الجميلة وهي بالنسبة لي مثل لوحة فنان وقافية شعر عند الشاعر،صحيح أن عمل السنوات الخمس الاخيرة توازي عشرات السنيين من حقبة النظام السابق لان المهنة انذاك كانت شبه مندثرة بسبب عزوف المواطن العراقي عن أقتناء الاخشاب وكان همه الوحيد هو توفير الطعام لافراد الاسرة لكن اليوم تشهد اسواق النجارة ارتفاع أسعار في المواد الاولية الداخلة في العمل. ويضيف «الاستيراد العشوائي للموبليات والاخشاب رمى بكل ثقله على عملنا ما سبب ازدياد طابور العاطلين عن العمل لدى اصحاب ورش النجارة لكساد عملهم بسبب غزو البضائع الصينية والايرانية والماليزية للاسواق المحلية ،وكذلك غياب دور المؤسسة الحكومية متمثلة بغياب التقييس والسيطرة النوعية وغياب دور الشركة العامة للمواد الانشائية التي لعبت دورا يوماً ما في توفير الاخشاب والمواد الاولية الداخلة في مهنة النجارة .
ويشير حليم الى ان اسعار غرف النوم الصينية والماليزية تباع ب 1300 و1100 دولار لكنها لا تصمد اكثر من سنة واحدة لان خشبها يتكسر وعند تعرضه للماء او الرطوبة فسوف تتفتح الالواح عن بعضها وتنفصل . في حين سعر غرفة النوم ذات الاربعة ابواب كما تسمى ، يصنعها النجار العراقي بما يقارب (2) مليون الى (2) ونص المليون دينار عراقي، والغرفة ذات 6 ابواب تصنع بسعر مابين ( 3) مليون و (3) مليون ونص المليون دينار عراقي، واذا اضيف اليها النقش فسيزداد سعر الغرفة 250 الف دينار . كما ان اسعار ( التخم ) الاثاث ، يصل الى 210 آلاف دينار عند النجار العراقي لكن في المحلات ربما الاسعار اكثر لكن صناعتها خفيفة لاتتحمل الجلوس عليها طويلا ، كما ان اسعار خزانات الملابس تتراوح بين 250 _ 300 الف دينار والذي يقول عنه حليم النجار لو جلبته بعد 20 سنة يمكن بلمسه واحده ان اعيده لك مثلما كان في الاول ، في حين اسعار الخزانات الصينية لا يتعدى سعرها ال 120 الف دينار.
ارتفاع اسعار المواد الاولية
فيما كان ينشر الخشب حدثنا ابو رائد (50 عاما) من سكنة منطقة الصدرية ولديه محل نجارة في نفس المنطقة قائلا: في الوقت الحالي تواجهنا بعض المتاعب والمشاكل وبالرغم من كل شيء نحن مستمرون في العمل، لكن ليس كالسابق. اكيد الان ظروفنا تزداد سوءا وان من هذه المشاكل، مشكلة انقطاع التيار الكهربائي واستخدام المولدات التي تعمل على الوقود والاجور العالية للمولدات الكهربائية والاسعار الباهظة للمستلزمات المستخدمة في النجارة كالخشب والمسامير وغيرها من المستلزمات المستخدمة في تلميع الاخشاب المجهزة وارتفاع اجور النقل واجور الايدي العاملة، وبنفس الوقت تواجهنا صعوبة في تعريف منتجاتنا وذلك لارتفاع الاسعار، اضافة الى الوضع الامني الهش الذي ادى الى شلل تام اصاب مهنة النجارة من حيث القلة في الايدي العاملة. ويضيف « ان اسعار خشب الجام تصل الى 500 الف دينار للمتر المكعب الواحد ، والمعاكس المتر المربع يتراوح بين 10 الى 15 الف دينار ، بينما ألواح الصاج فيباع (الفوت) الواحد ب 130 الف دينار ، كما ان كيلو ( الدملوك) الذي يستخدم بصبغ الأخشاب يكون سعر الكيلو ب 8 آلاف دينار ، ولكن المكائن والادوات قد انخفضت اسعارها لانها اصبحت عديمة الفائدة لان البضاعة الصينية قد عوضت ذلك فقد انخفض سعر الآلة (المجموعة) كما تسمى وهي تقوم بعدة اعمال نجارية من 20 مليوناً الى 6 ملايين دينار عراقي .
المصدر: منقول
نشرت فى 21 مارس 2010
بواسطة Furniture4home
Furniture4home
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,352,722
ساحة النقاش