في الوقت الذي ملئت فيه الاسواق الخليجية من البضاعة الصينية اتجه العديد من اصحاب المساكن الى الاستيراد المباشر من السوق الصينية واليكم قصة احد الاخوة وتجربته مع البضاعة الصينية.
في الشهر الرابع من عام 2004 ميلادي قررت أخيرا النزول و السكن في بيتي الكائن بأحدي ضواحي بلدي الكويت و قد شغلني عندها موضوع شراء و اختيار أثاث المنزل الجديد و صرت أنا و أهلي ندور على محلات الأثاث عندنا في الكويت و وصلت عندها إلى نتيجة خلاصتها أن البضائع الصينية قد عمت واكتسحت أسواق الأثاث و هذا الأمر يشمل المحلات الرخيصة والمحلات الغالية و الفخمة أيضا...

و كنت قد رصدت ميزانية معينة لشراء الأثاث و لكني اكتشفت أن شرائي من المحلات الرخيصة سيكلفني 16000 دينار( 50000$) و من المحلات الفخمة ستكون التكلفة بحدود 27000 دينار(80000$) و زيادة!
فاحترت فيم العمل ؟؟ و ما هو الحل لهذه المشكلة؟؟
و لم يكن على الإطلاق ثمة فكرة في رأسي للسفر إلى الصين فهذا لم يخطر يوما على بالي!

و بينما أنا غارق في التفكير بهذا الأمر في ديوانية العائلة سلم علي ابن عمي قال لي: أشفيك كأنك مشغول البال؟
فقلت له نعم و هذه هي مشكلتي و أخبرته بقصتي مع الأثاث... فقال لي: هذه مسألة بسيطة جدا! هل تعرف فلان و فلان و فلان قلت نعم!
قال: هؤلاء للتو قد وصلوا من الصين و اشتروا أثاثا لمنزلهم و ما كلفهم شي!
فقلت له : كيف؟؟
فأخبرني بالقصة كلها من أولها إلى أخرها جزاه الله خيرا... و ابن عمي هذا تاجر فتح الله عليه و ما ترك لي شاردة و لا واردة إلا أخبرني عنها و هو إن شاء الله تعالى ما سأكتبه لكم في هذه المشاركة لتعم الفائدة إن شاء الله...
الاستعداد للسفر إلى الصين
بعد الله.مع ابن عمي اقتنعت كثيرا بهذه الفكرة و خصوصا أن فيها توفير في المال( و فلوسي أنا أولى بها من غيري(
فذهبت إلى البيت و أخبرت الأهل بهذا الموضوع (ما شاء الله حمش!) فرحبت بالفكرة و قالت توكل على الله ..
في اليوم التالي ذهبت إلى ابن عمي و أخذت منه كل العلوم الزينة و أهمها المكتب الرائع الذي يتعامل معه في الصين و الذي يملكه شاب بحريني مقيم في جوانزو منذ سنوات...
و في خلال أيام قليلة وجدت نفسي اركب طائرة الخطوط الجوية الكويتية المتجهة إلى بانكوك في تايلند .
الوصول إلى مدينة جوانزو في الصين
في اليوم التالي ركبت الطائرة من مطار بانكوك على الخطوط الصينية و بعد 3 ساعات من الطيران وصلت بحمد الله إلى مدينة جوانزوه Guangzhou في جمهورية الصين الشعبية...

و تعتبر مدينة جوانزوه من أكبر المدن التجارية الحديثة في الصين و يقام فيها المعرض السنوي للمنتجات الصينية في شهري أبريل و أكتوبر من كل عام....
وصلت إلى جوانزوه و كان من المفترض أن يقوم باستقبالي موظف من المكتب الذي اتصلت به سابقا و اتفقت معه بتيسير مهمتي و أموري داخل الصين ... و لكني لم أجد أحدا في استقبالي
عندها توكلت على الله و اشتريت شريحة جوال صيني و أتصلت على المكتب الذي اعتذر لي و قال اذهب إلى الفندق حسب العنوان الذي أرسلناه لك على الإيميل و كان باللغة الصينية و الحمد لله!
أعطيت راعي التاكسي الورقة و على طول بعد ربع ساعة تقريبا وجدت نفسي في الفندق و اسمه:
فندق هو تيان Hu Tian Hotel:
و هو فندق بصراحة سيئ و لكن سعره ممتاز و الأهم من ذلك هو وجود مطعم إسلامي فيه و أكله جيد و الحمدلله... و كنت أنوي تغييره في اليوم التالي و لكني وجدت نفسي بعد ذلك أغوص في دوامة العمل المتواصل من الصباح إلى المساء في البحث عن الأثاث المناسب لمنزلي...
وصلت الفندق و وجدت مديرة المكتب الصينية في استقبالي فرحبت بي و تكلمت مع الاستقبال و أعطوني مفتاح الغرفة و تواعدنا في الغد في تمام الساعة التاسعة صباحا ... فودعتها و انصرفت هي و انصرفت أنا إلى غرفتي و نمت ...
في الصباح
نزلت إلى مطعم الفندق و أفطرت ثم في الساعة التاسعة وصلت مندوبة المكتب و رحبت بي و قالت هل أنت مستعد؟ قلت نعم... و توكلت أنا على الله أما هي فما أدري على من تتكل!
استأجرت هي التاكسي و اتفقت معه على السعر و رحلنا في مشوار مدته ساعة كاملة إلى مدينة شوندا و هي مدينة تبعد عن جوانزوه مسافة 60 كم و لكن الطريق لها مزدحم جدا ...
و تعتبر مدينة شوندا Shunde هي مدينة الأثاث على مستوى الصين و فيها المعارض الكبرى و المصانع و المكاتب الفخمة لبيع و عرض و تصنيع الأثاث بجميع أنواعه و أشكاله سواء كان الأثاث المنزلي أو المكتبي أو حتى أثاث المستشفيات و الفنادق و وووووووووو

وصلت إلى أرض المعارض و هي عبارة عن مجمعات بعضها متعدد الأدوار و البعض الآخر يحتوي على دور واحد أو دورين و هي معارض كبيرة جدا و فيها ما لذ و طاب من أنواع الأثاث و هذه صورة مدخل أحد المعارض :
للأمانة فقد صدمني المعرض الأول و هو المتعدد الأدوار إذ لم أجد بغيتي في أي محل من محلاته الكثيرة جدا جدا ... و مر اليوم الأول و لم أشتر شيئا بل لم أقتنع بشيئ أصلا لأن الذوق الصيني و هو سيئ لا يتناسب مع ذوقنا العربي فنحن نميل بشكل أكبر للأثاث الأوربي و الأمريكي و عند ذلك أسقط في يدي!

بعد لف و دوران في المعرض الأول أشارت الساعة إلى السادسة مساءا و عندها أغلقت المحلات أبوابها و رجعت إلى الفندق أجر أذيال الخيبة إذ لم تنجح خطتي في التوفير في شراء أثاث لمنزلي ...
اتصلت على الكويت و أخبرتهم بالخبر المحزن فقالوا الله كريم و باكر يصير خير إن شاء الله!

و في الغد صباحا
وصلت المندوبة كالعادة في التاسعة صباحا ركبنا التاكسي و وصلنا هناك بعد ساعة تقريبا و دخلت إلى المعرض الكبير الثاني و بعد ربع ساعة تقريبا وجدت معرضا لبيع غرف الأطفال و كانت بضاعته ممتازة جدا من حيث الشكل و التصميم و الحجم فاشتريت 6 غرف نوم:
و الغرفة عبارة عن سرير 120*200+ زانة ملابس 3 أبواب+ رج مدرسة مع كرسي+ زانة صغيرة جانبية+ لاق ملابس+ زانة 5 أرفف صغيرة بسعر 90 دينارأي 300 دولار للغرفة الواحدة يا بلاش!
نفس الغرفة وجدتها تباع في الكويت بسعر 270 دينار!
اخترت ألوان الغرف و دفعت المندوبة عربون قيمته 20 دولار فقط!
فقلت الحمدلله تيسرت الأمور إن شاء الله
بعد ذلك وجدت غرفة لي و كانت فخمة جدا جدا و سعرها 4000 دولار و لو وجدت مثلها في الكويت لبيعت بسعر 10000 دولار بدون أدنى شك... و لكني لم اشتريها ...
فوجدت لابني الكبير غرفة جميلة جدا و سعرها 2500 دولار فقلت هذه رائعة و لكني لم اشتريها له لغلاء سعرها و لكني جعلتها في ذهني كحل أخير ... و بعد قليل وجدت غرفة رائعة له بسعر 1000 دولار فقط و كانت عبارة عن سرير 160*220 و خزانة ملابس 4 أبواب + درج دراسي و كرسي+ منظرة جميلة درج+ رفف تسجيل و خلافه فاشتريتها له ...
و اشتريت لنفسي تلك الغرفة التي كنت أنوي شراءها له
و هكذا استمر الحال لمدة 5 أيام
من الصباح إلى المساء دوران في هذه الأسواق و اشتريت بحمد الله تعالى كل ما احتجته من غرف النوم و أطقم الجلوس للضيوف و الديوانية و الجلسات اليومية و طاولات الطعام و حتى اللوحات و الاكسسوارات وووو
كما اشتريت أثاثا لمكتبي و اشتريت أيضا 20 خزانة كتب لمكتبتي و هي راقية جدا من الخشب الكامل السنديان و عندي نجار باكستاني و هو على كفالة شركتي لما رآها قال لي أنا أعمل لك مثلها بسعر خاص جدا لك فقط لأنك كفيلي بسعر 120 دينار!!

و هناك فكرت بشراء الأواني المنزلية الصينية و ذهبت بالفعل إلى المنطقة المختصة بذلك في جوانزو و لكني لم اشتر شيئا لأني وجدت الأواني المنزلية مفرقة مبعثرة و أنت عليك تجميعها و ضمها لبعض و هم عليهم التعبئة فقط يعني لو أردت أنا شراء طقم صحون واحد و بثلاث أحجام لاستغرق مني ذلك ساعتين فتركت هذه الفكرة لعدم جدواها ...
و عندها تنفست الصعداء و الحمدلله أولا و آخرا ....
و قد كلفني تأثيث منزلي مبلغا و قدره 5500 دينار كويتي
و كلفني رسوم الشحن و التخليص و عمولة المكتب 5% و مصاريف السفر أيضا مبلغا و قدره 1700دينار.
فكان المجموع 7200 دينار كويتي و لو اشتريت هذه البضاعة من الكويت لكلفتني و بدون أي مبالغة مبلغا و قدره 15000 دينار كويتي...

و وجدت لنفسي فرصة في اليوم الخامس للخروج لمحلات الأجهزة الالكترونية لأني فكرت بشراء الأجهزة الكهربائية و التلفزيون من هناك أيضا! و لكني لم أجدها فكرة مفيدة فأسعار أجهزة السوني و الباناسونيك مثلا لا تختلف كثيرا عن سعرها في الكويت ....
و لكني قمت عندها بشراء بعض الهدايا للأولاد من هناك و اشتريت لنفسي جهاز MP3 الرائع بسعر 50 دولار! ...و في السوق كانت هذه الصور ...




في اليوم السادس
أخبرت المندوبة بعدم حاجتي لها و أني سأخرج غدا إلى الأماكن السياحية التي قرأت عنها عبر الانترنت لما كنت في بلدي الكويت ...
خرجت من الفندق و ركبت مع التاكسي و كان معي عنوان المسجد الجامع في جزانزو مكتوبا باللغة الصينية و هي مسألة هامة لأن التكاسي لا يفهمون إلا لغتهم فقط و لو حاولت التلفظ بالعنوان حسب لغتهم فلم يفهموك لذلك احرص دائما على أم تكون معك ورقة بالعنوان المراد السير إليه ...
و صلت المسجد الرائع و كان الجو مطيرا فكانت هذه الصورة:

شكرتهم و ودعتهم في فجر اليوم السابع إلى هونغ كونغ بالباص ...

و لما وصلت الكويت حمدت الله على ما يسر ثم أرسلت لهم المبلغ كاملا و فورا فالثقة موجودة و التلاعب في مثل هذه الأمور في الصين نوع من الانتحار فالحكومة هناك متشددة جدا في قضايا التلاعب و الاحتيال كما إن هذا المكتب مشهود له بالأمانة و الاهتمام بالزبائن ...
بعد شهر و نصف تقريبا وصلت البضاعة إلى الكويت و قبلها بأيام أرسل لي المكتب رسالة عبر بريد ال DHL فيها كل ما يلزم من أمور التخليص الجمركي ... قمت بعمل اجراءات الافراج عن البضاعة فاستلمتها بحمدالله تعالى و نقلتها إلى البيت ....
و هنا واجهت مشكلة جديدة و خطيرة!!
فالبضاعة وصلت في الكراتين مفككة قطعة قطعة فدرج الدراسة مثلا كان عبارة عن 20 قطعة يلزم تركيبها و تجميعها بأيد فنية خبيرة ....
فسألت أخي الكبير و له تجربة سابقة في استيراد أثاث منزله من أمريكا و كندا ...فقال لي هل عندك نجار؟؟
قلت نعم .. قال خلاص هذه مهمته ... فاتصلت به فأبدى استعداده مشكورا و بعد عمل متواصل لمدة 12 يوما بواقع 5 نجارين يوميا انتهى العمل و لله الحمد و المنة

المصدر: منقول
Furniture4home

MiDiDaRs

  • Currently 100/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
27 تصويتات / 495 مشاهدة

ساحة النقاش

Furniture4home

Furniture4home
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,352,744