يعتبر العنصرين الاخيرين وهما ( الذوق العام في اختيارعناصر الاثاث والتركيبة الشخصية ) وجهان لعملة واحدة حيث ترتبط صورة الديكور العامة الموجودة بمنزل كل منا بشخصيته وتركيبته وميوله ، ويأخذ كل منزل طابع شخصية صاحبه ... فعلي سبيل المثال اذا كان صاحب / صاحبة المنزل منطلقة ومحبة للحياة فتجد االألوان متعددة تتميز بالبهجة وتأخذ الدرجات الفاتحة والمساحات في المنزل شاسعة ، واذا كانت الشخصية بسيطة وعملية فنجد الاثاث مودرن والالوان سادة وليست بكثيرة في المكان الواحد والمنزل عندها يحتوي علي الاهم فقط والحيوي من قطع الاثاث اما اذا كانت شخصية صاحب المنزل رسمية او جادة فنجد في اغلب الاحيان ان المنزل يتسم بالكلاسيكية في الاثاث وقليلا ما تجد قطع المودرن في ارجاؤه ، يميل لكثرة التحف وتغلب الالوان الداكنة علي المنزل
وهكذا فان اساس كل لمسة في المنزل هي شخصية صاحبه .. وعليه فاذا تكلمنا عن انعكاس كل شخصية علي المنزل والافكار المقترحة المناسبة لكل منا سوف يكون حديثنا كالتالي :
هناك الشخصية المتحفظة في الانفاق التي لا تحب ان تنفق كثيرا علي تجديد اثاث منزلها علي فترات متقاربة ، حيث تميل للمحافظة علي اثاثها الاول الذي اقتنته سواء في منزل الزوجية او في مكان العمل ... الي اخره .. هذه الشخصية اقترح عليها عند اقرب محاولة تتم فيها تجديد اثاثها او الوانها ان تلجأ الي اللمسات العملية في اعمال النجارة والتنجيد ، بمعني ان تتخلص من الدعامات او الارجل الضعيفة للكنب والدواليب ذات الطابع الكلاسيكي وتستبدلها باخري عريضة ومتماسكة تعيش اطول فترة ممكنة .. كما يفضل تنفيذ الدهانات الغامقة التي تعيش اطول فترة ممكنة وتحتمل عوامل المناخ .. اما فيما يخص التنجيد فان هذه الشخصيات تحب ان تحتفظ بقيمة وحدات الجلوس في شكلها القديم وتحقيقا لذلك فمن المفضل استخدام القماش الشينيليا الذي يرفع من قيمة الانتريه واناقته علما بأن هذا النوع من الاقمشة له درجات عديدة واسعار متفاوتة حتي يغطي احتياجات جميع الفئات وتكون في المتناول.
اما ذو الشخصية الدقيقة المحافظة فنجد انه يميل للصالونات الغير مبالغ فيها التي تتسم بالاناقة الهادئة ، كما تميل لتعددية وحدات الجلوس مع المحافظة علي مساحات كافية للحركة وغالبا ما تجد في منزل هذه الشخصية كل قطعة في مكانها .. لا تكثر من استخدام الاكسسوارات وان كانت تلجأ في بعض الاحيان لنثر بعض التحف صغيرة الحجم وتوزعها بشكل مدروس في انحاء المنزل كل في مكانه محافظة علي طبيعة كل حجرة ومتطلباتها – فما يوضع في غرفة المعيشة لا يصلح للاستقبال .
وفكرتنا المقترحة لاصحاب هذه الشخصية الذين يتمتعون بالذوق ولكن يواجهون محدودية الميزانية - وهو ما يواجهنا جميعا ، ان من لا يملك منهم ان تكون في منزله اكثر من وحدة جلوس واحدة فقط ( صالون او انتريه او حجرة معيشة ) يمكن ان يختار الانتريه المودرن المطعم بقليل من الخشب الداكن الذي تنعدم فيه شغل الأويمة وليس به اي تفاصيل ويستخدم ايا من اقمشة الشينيليا او الدماسيهات بألوان هادئة رصينة .. مع استخدام ستائر الفوال السادة من روح درجات الانتريه واطوال من اقمشة متقاربة معه مع توظيف اضاءة واضحة موزعة في الحجرة وليست فجة ، بالاضافة للاستعاضة عن التحف بقليل من الاكسسوارات او صور عائلية علي احدي الترابيزات الجانبية مع وحدة اضاءة خلفية ذات شابوه بليسيه .. اما بالنسبة للوحدات الخشبية واعمال النجارة فنقترح علي صاحب او صاحبة الشخصية الدقيقة المحافظة اللجوء علي الفور الي الذوق المودرن مع قليل من لمسات كلاسيكية وليست غالبة حيث ان صاحب هذه الشخصية نادرا ما يلجأ الي تحريك الاثاث من مكانه ويفضل ان يبقي عليه حيث هو لفترات طويلة مما يجنبه التلف.
ومن الشخصيات المفضلة عندي هي الشخصيات العملية المنطلقة التي لا تتقيد بدراسات او قوانين ونجد ذلك لحد بعيد في تأثيثها لمنزلها ، فالمهم عند هذه الشخصية هو اثاث جيد متين ، بسيط ، عملي في الاستخدام والتنظيف واخيرا مريح للعين.. فنجد صاحب / صاحبة هذه الشخصية ترفض التفاصيل تماما في تأثيثها للمنزل ، تنعدم عندها اي قطع كلاسيك او تحف غالية وانما تجد دائما وحدات جلوس قليلة و اماكن واسعة و انواع خشب تميل للون الفاتح اكثر منه للغامق وكل حجرات المنزل والاثاث الموزع فيه يتسم بالبساطة المطلقة يسهل تنظيفها جدا بدون عناء يذكر وهو مانطلق عليه المودرن الحديث سواء ذو طابع امريكي / فرنسي / صيني / تركي او حتي مصري ، المهم انه عند ارتيادك لاحدي منازل اصحاب تلك الشخصية تشعر براحة العين لانهم في طبيعتهم يبسطون الحياة جدا ولا يقحمون التفاصيل .. فتجد كل شيء بسيط ، وحدات اضاءة سقفية علي شكل اطباق انارة بدلا من النجف ، وحدة جلوس عملية جدا – قد تكون ركنة في بعض الاحيان - تقوم بعمل غطاء لها سهل الخلع والتنظيف ( throw / loose cover )
ستائر فوال سادة فقط بدون اي اطوال ، سجادة صغيرة تتوسط المكان سهل تحريكها عند التنظيف ، واخشاب فاتحة صغيرة الحجم سواء في حجرات النوم ، السفرة او حتي في المطبخ . فمنطقهم ( خير الكلام ما قل ودل ) .. ولدرجة كبيرة انا ارجح هذه النظرية لحد كبير لانها الانسب لظروف معيشتنا الحالية اقتصاديا واجتماعيا وفيها مراعاة لعامل الوقت والجهد ( الوقت فيما يخص نظافة الاثاث والجهد فيما يخص تحريكه ونقله ) كما ان معظم اصحاب تلك الشخصية سيدات عاملات او رجال يعملون في مجالات متباينة بها حركة كثيرة وكلام كثيرمثل المبيعات او الارشاد السياحي اوالتدريس او المهن التي تتسم بالسفرالكثير ، كلها اعمال تحتاج للحركة والكلام والايقاع السريع وهو ما يحتم بعد ذلك وجود منازل مريحة جدا للاعصاب والعين تهديء من وطئة وجهد العمل.
وان اردنا ان نقترح شيئا علي اصحاب تلك الشخصية فنقول لهم انه مع توزيع وحدات زرع طبيعي في اماكن متفرقة بالمنزل تضفي بهجة ورونق رائع علي المنزل ويكسر اي رتابة أو بهتان قد تشعر به العين احيانا اذا لم يحسن صاحب المنزل توظيف الوانه ، كما نقترح عليه بوضع سجاد من نفس الوان الاثاث وليس غريبا عنه ولكن يفوقه بدرجتين او ثلاثة حيث يوجد تناغم مريح ومبهج في ذات الوقت .
والكثير والكثير من الشخصيات المختلفة والتي تختلف معها الاذواق وكيفية التأثيث والديكور ، الكل يبدع ويبتكر ويغير والنتيجة دائما في صالح الجميع .. فتعدد الاذواق والنظريات يخلق افادة عامة ويخلق حالة من الرضا للضيف والمضيف .
ساحة النقاش