الحمد لله الذى أتم علينا النعمة وجعلنا من خير أمة ورزقنا بالإنساب إلى هذه الملة والصلاة والسلام على المبعوث للناس رحمة فكان على الطائعين له نعمة وعلى العاصين له نقمة وعلى آلة وصحبة إلى يوم إنكشاف الغمة وذهاب الظلمة،

أما بعد:

هذا السؤال قد يأتى على خاطر البعض ( هل كان عمر أشجع من النبى صلى الله عليه وسلم ؟! ) وذلك لأن عمر لما أراد الهجرة خرج جهاراً ونادى على قريش فى ناديهم وقال : ( من أراد ان تثكله أمه وترمل زوجته وييتم طفله فليتبعنى خلف هذا الوادى) وهذا بلغة العصر ( الى مش عجبه يطلعلى برة ويورينى نفسه) هذا عمر الذى كان له صنم من عجوة كلما جاع أكله وهذا عمر الذى كان من أشد أعداء الإسلام فيا ترى ما الذى غيره ؟ ...السبب فى ذلك لنا لقاءات معه ان شاء الله تعالى ، والإجابة على سؤالنا الاول هى : بالطبع لا ، لماذا ؟!..لأن عمر رضى الله عنه كان فرد واحد إن هلك وإن حيا فهو فرد وحده ولم تكن أفعاله وحياً من ربه ولكنها من نفسه ومن رأسه لاتنفع ولا تضر غيره ، أما النبى صلوات الله وتسليماته عليه أفعاله تشريع لأمته من بعده ، فتخيل لو أن النبى فعل مثلما فعل عمر بذلك قد تكون قد ضاعت على الأمة دروس وعبر كثيرة منها كتم السر والاستعانة على قضاء الحاجة بالكتمان ،والأخذ بالأسباب ،والتوكل على الله حق توكله وغيرها الكثير من الدروس المستفادة من الهجرة فهل كان من الأفضل إذن الهجرة جهاراً فتضيع كل هذه الدروس عى الأمة ،ولكن يا ترى ما الذى جعل عمر الذى كان له صنم من عجوة كلما جاع أكله عمر الذى كان يحارب الاسلام وأهله بكل ما أوتى من قوة أن يتحول من هذا كله إلى الهجرة بهذا الإسلوب الذى رأيناه ؟!!!!!!! هذا الذى لنا معه لقاءات إن شاء الله بعد المقال القادم ومع درس جديد نتعلمه من التاريخ الهجرى