مجرد رأى

قد نختلف وقد نتفق فى ارائنا ومعتقداتنا وهذا لا يقلل من فرص ان نكون اصدقاء فقد يكون رأى صواب او خطأ

 

كان غصنا متميزا بين اقرانه منذ صغره فكان اكثر نضارة يتلاعب بنسمات الرياح يملآه دائما الامل في الغد والثقة بالنفس .وكان مرتبطا باسرته االصغيرة ويمد جذوره ناحية الشجرة الام واخوته من الاغصان الصغيرة

ومع مرور الأيام نما الغصن وكبر  واشتد عوده ليصبح شجرة صغيرة الا انه شاهد اصوله من الأشجار الكبيرة تتقدم بالعمر وتذبل اوراقها وتتساقط ثم تختفى منها الحياة لتنكسر مع هبوب الرياح وتسقط ارضا كقطعة من الخشب لينتهى عمرها.

وهنا شعر الغصن انه اصبح ملزما بان ان يقيم له اسرة خاصة به بلا من اسرته التي اختفت مع الزمن . وكم كانت فرحته عندما ظهرت له نتوءات نامية  واحدا تلو الاخر , منسى نفسه واصبح كل همه توفير كل مايلزم لنموهم والعمل على حمايتهم ليصبحوا افرع له يستند اليهم عندما يحين وقته حتى لا يقف وحيد وسط الرياح فيسهل كسره .

ومرت الأيام ثقيلة وهو يرقب افرعه الصغيرة تنمو لتتخطاه طولا وهو فرحا بهم والامل يداعبه بانه قد أدى رسالته وتحقق حلمه بانه قد اصبح له سندا تزداد قوته على مر الأيام بينما يزداد هو وهنا وضعفا وبدات أفكاره تتلاعب براسه بانه قد قرب وقت تساقط أوراقه .

ومع تغير الظروف الحيطة ومرور الوقت واختلاف الأجيال اصبح ترابط الجذور وتشابك الأوراق مع الأصول من الأشجار الكبيرة في نظر الأجيال من الافرع الصغيرة قيودا عليها وتبعيتها لها عبودية وليس ترابطا واتحادا لمواجهة صعوبات وتقلبات الأيام .

وبدات الافرع تمد جذورها وتعمل على نمو الاغصان بالاتجحاه الاخر بعيدا عن اصلها املا في الانفصال وتحقيق حريتها المزعومة غير مدركه الالام التي يتسببون بها لاصلهم نتيجة تمزيقهم الروابط المتصلة بينهم .

وفى يوم من الايام هبت الرياح الموسمية الا انها في هذه المرة كانت الافرع تشعر بقوتها اكثر من ذي قبل وهى تتلاعب بهم يمينا وشمالا وتكاد ان تقتلعهم من الأرض لعدم تماسك جذورهم وقربها من سطح الأرض وعندا رات ذلك الشجرة الأصل التي لم تنس يوما بانهم صغارها بالرغم من تمزيقهم لجذورها وانفصالهم عنها قالمت بالانحناء تجاههم بحيث تشابكت اغصانها مع الافرع الشابة وتلاحمت الأوراق جنبا الى جنب حتى انتهت الرياح بسلام ، الا انها لم تعد قادرة على النهوض مرة أخرى حيث ان ما مرت به قد اثر عليها وكسر شيئ ما بداخلها فبقيت على انحنائها منادية ربها ان يفيق صغارها ويعودوا الى اصولهم وجمع اغصانهم معا حتى يكونوا سندا لاصلهم في وقت قد دنا حتى لا تسقط ارضا لتنهى حياتها واقفة ولعلهم ينقلون للاجيال القادمة ما يجعلهم سندا لاسرهم فالتبعية للاصل ليس عبودية والانفصال ليس بالضرورة هو طريق الحرية .

 

المصدر: راى الكاتب
FORSAAKHYRA

قد نختلف وقد نتفق فى ارائنا ومعتقداتنا وهذا لا يقلل من فرص ان نكون اصدقاء فقد يكون رأى صواب او خطأ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2019 بواسطة FORSAAKHYRA

مجرد رأى

FORSAAKHYRA
قد نختلف وقد نتفق فى ارائنا ومعتقداتنا وهذا لا يقلل من فرص ان نكون اصدقاء فقد يكون رأى صواب او خطأ وفى النهاية اتمنى ان نكون اصدقاء وتشاركنى برأيك فقد يكون معينا لى لاكون على صواب »

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,412

ابحث