والإسلام كرم المعاق، وحرص على عدم جرح مشاعر هذه الفئة من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث والروايات التى تحث على رعاية المعاق، مشيرا إلى الواقع المختلف فى الوقت الحالى، حيث تخجل الأسرة التى لديها معاق، والجيران لا يعاملون الأسرة التى لها معاق بشكل جيد، والمعاق نفسه لا يحصل على معاملة جيدة ومناسبة من المجتمع، وهذا يدل على غياب الوعى بالدين نفسه وبتقاليده وأخلاقه وأوامره وتعاليمه.فهل يعقل بعد كل التعاليم الدينية أن نعامل المعاق بهذا السوء وفى بلد معظمه علمانية كهولندا تولى اهتماماً خاصا بالمعاق وكان الاهتمام شديدا لدرجة أنهم جهزوا لهم مدنا خاصة، وحلوا لهم المشاكل المادية بتوفير العمل، وهيأوا لهم أماكن تناسبهم، كما أن أسر المعاقين هناك لديها وعى وتهتم بأبنائها المعاقين، وتعمل على التعامل مع الإعاقة بأخذ دورات تدريبية وتثقيفية حول نوع الإعاقة وأسبابها. إن هذه الحياة التى نعيشها، ونُسقى من جميع كؤوسها، مليئة بالمفاجآت، معجونة بالعناء والتعب،وكل ما فيها يعطى دلائل قاطعة على ما نقول، ولقد صور لنا سبحانه وتعالى هذه الحقيقة بقوله: (لقد خلقنا الإنسان فى كبد( ومع ذلك كله نجد الإنسان يتعلق بها، ويهيم بحبها حتى الثمالة، والسر فى ذلك هو ما أودعه الله فى الإنسان من نفس طموح، وقدرة خلاقة، والذى يبعثه على ذلك هو الأمل. كما قال الشاعر: أعلل النفس بالآمال أطلبها / ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ، والغريب أن بيتًا ابتلى بمعاق يرى أن القدر ألقى بجمرة نار فى طريقه وسبباً من أسباب التعاسة التى ستؤرق حياته مدى العمر ، ناهيك عن النظرة المتدنية التى ينظرها المجتمع للمعاق رغم أنه لاذنب له فيما ابتلى به ولو سألوه لتمنى أن يكون أكثر الناس معافاة من كل ابتلاء ، أما الإعاقة فهى حالة تحد من مقدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التى تعتبر العناصر الأساسية لحياتنا اليومية، ومن بينها العناية بالذات، أو ممارسة العلاقات الاجتماعية، أو النشاطات الاقتصادية، وذلك ضمن الحدود التى تُعتبر طبيعية). وكلمة المعاق، خير من كلمة العاجز، وذلك لأن كلمة العجز فكرة جبرية معطلة، وهى تتعارض مع المنطق والعقل، كما تتعارض مع كرامة الإنسان، والإعاقة تختلف عن العجز اختلاف النور عن النار، واختلاف القوة عن الضعف، واختلاف الحياة عن الموت. إن العاهة الحقيقية فى الروح لا فى الجسد، فى البصيرة لا فى البصر، والدليل على ذلك، ما صوره الله تعالى فى قوله: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس، لهم قلوبٌ لا يفقهون بها، ولهم أعينٌ لا يبصرون بها، ولهم آذانٌ لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام، بل هم أضل، أولئك هم الغافلون). ويصور الله تعالى هذه الحقيقة بأسلوب آخر فيقول: (فكأّيِن من قرية أهلكناها وهى ظالمة، فهى خاوية على عروشها، وبئرٍ معطلة، وقصرٍ مشيد، أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها، أو آذانٌ يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور) إن كان الأمر كذلك فلماذا ينظر الواحد منا تلك النظرة السيئة للمعاق بدلاً من احتضانه ورعايته؟!
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,507,849
ساحة النقاش