تعلمت من الحياة
الحياة مدرسة كبرى.. ونعمة عظمى حبانا الإله بها.. فيال سعادتنا ونحن نطبق ما تعلمه النبي في ذلك الزمان، ويال تعاستنا ونحن نحيد عن الطريق، فنسقط في الهاوية، لكننا رغم ميلنا عن الطريق نؤمن ونتبع ونتعلم، ونحاول التغلب على النفوس بجهادها، وما إن يضيء الدرب ويسطع النور، ويلوح أمامنا طيف الجنان.. نمتلئ بالحبور، وندرك أن النصب يورث الراحة..
إنها الجنة.. هدية الرحمن لعباده المؤمنين،،
تعلمت من الحياة أن لا أنتظر الشكر والعطاء من أحد، بل أن أسعى أنا للمدح
والعطاء والشكر فالانتظار ملل أصنعه بنفسي، وليس البشر متفرغون للاعتكاف
على مدح أعمالـي أو عطائي أو مساعدتي لهم فكل يحب أن ينتظر لا أن يقدم ،
وأن يُمدح لا أن يَمدح .
لكني ورغم ما علمتني الحياة أجد نفسي بحاجة إلى التقدير والثناء، عندها
أحب أن أنتظر الأجر والإحسان من الخالق لا من عبيده..
الهم والحزن يهجمان على القلب دون استئذان،
فتتعكر الحياة تعكر الماء الزلال،
وتبقى الأحزان مسيطرة على القلوب
حينها نحتاج إلى من نشكو إليه عصف الهموم بأفئدتنا،
ومن نبوح إليه بكآبة أرهقتنا لكننا قد لا نجد من يحتضن الغموم بالأمل،
وقد نشكو إلى القريب فيزيد الهم، وقد نشكو إلى البعيد فيشتت الأسرار هنا وهناك
ونشعر بالإحباط
ومن نبوح إليه بكآبة أرهقتنا لكننا قد لا نجد من يحتضن الغموم بالأمل،
وقد نشكو إلى القريب فيزيد الهم، وقد نشكو إلى البعيد فيشتت الأسرار هنا وهناك
ونشعر بالإحباط لكن تدارك هذا الشعور سهل يسير
لا بأن نحتجز الهم داخل القلوب، بل بالشكوى
لا بأن نحتجز الهم داخل القلوب، بل بالشكوى إلى رب القلوب،
عندها سنشعر بالراحة، ونواجه الأحزان بنظرة أخرى.
عندها سنشعر بالراحة، ونواجه الأحزان بنظرة أخرى.
كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين.. لا شك في ذلك فأعاظم البرية يخطئون ويصيبون ولا أحد معصوم عن الخطأ، لكن طوبى لمن يسمو بروحه، ويتواضع ليُرفع، ويعتذر ويأسف لأخطاء ارتكبها في حق الرب وعباده، فيعلو مكانا ويرتفع منزلة، ويحظى بالمحبة والمودة..
الاعتذار حلة الأخلاق، ولا يدرك ذلك إلا من عقِل وفِهم أن أقواما تواضعوا فعلوا مقاما، وأن أقواما تبجحوا فكانوا تحت الأقدام، يُنظر إليهم كأنهم حثالة البشر، وأسوأهم..
**
العفو بلسم للأرواح، وجلاء للقلوب، وغسل للأفئدة من الحقد والحسد والضغائن، وأخطاء الناس لا تنتهي، ولا تحصى، فجميل أن نعفو ونصفح، لا أن ننتقم ونحقد..
ما أجمل الإنسان حينما يسامح ويغفر فلا يحمل لأخيه إلا كل محبة وود وجميل أن نرى القلوب صافية، فليس للعفو موسم، ولا للصفح زمن، فلا يدري الإنسان متى يغادر، ومتى يودع لذا تعلمت من الحياة أن أزين صحيفة الأعمال بالعفو عن عباد الله، فوجدت سرورا فريدا، وراحة استثنائية..
هذا يندب حظه، وذاك يتمنى أنه لم يولد بعد!! ، وكل لم يعلم أن الرضا بالأرزاق انشراح للصدور، واطمئنان للقلوب، وسعادة ملموسة، لا يختارها إلا ذوي الحكمة، من اختاروا أن يكون سعداء راضين ليرزقهم الباري من حيث لا يحتسبون ، فلم يقعدوا على هامش الحياة، يحلمون حلما مستحيلا، أو يرتقبون الفرج دون اتخاذ أسبابه، ولو أنهم علموا أن ضيق الرزق ابتلاء لما جرفتهم الأمواج هنا وهناك ، ولكن حيل بينهم وبين بر الأمان.. الرضا بالأرزاق.. الوقت .. إكسير الحياة القويمة المثالية، فبه تنهض الأمم، وبه ترقى..فمن دعائم الحياة المثلى ، احترام الوقت، والحذر من سطو الشيطان، وهجوم المعاصي والنفس الأمارة بالسوء..
تعلمت من الحياة أن الوقت كنز نفيس لا يعود لصاحبه إن أهدره بالكسل ولم يستثمره بشكل صائب، فيتحسر على ضياعه وفقدانه وهو عنه غافل ومُضَيِّع
<!--
تتقلب الأحوال بأصحابها، فليس الفقر دائم، وليس الغنى دائم، وليست السعادة دائمة، ولا الحزن دائم..تعلمت من الحياة أن العافية نعمة أعظم من أن ندرك عظمتها، تلك نعمة أعطاها الإله لعباده كي يستعملوها في طاعته ومرضاته رغم تقلب أحوالهم، لذا فإني أدرك أن العافية مع الفقر، خير من السقم مع الغنى ووفرة المال، فبالعافية نصنع الغنى، والسعادة، وليس السقم من يصنع الحياة الرغيدة..تعلمت من الحياة أن أستغل العافية في مرضاة الإله وعبادته، كي يرضى عني قبل أن يعطيني أجر ما أفعل..
**
تحل المصائب والأحزان ببني البشر اختبارا لهم لتقوية علاقتهم بربهم، وابتلاءً لهم كي يزيد المولى أجورهم، ويوسع في أرزاقهم، ويمنحهم الرضا بالحال، والقرب والصلة بالقادر العزيز..والبشر ضعفاء الحيلة، محتاجون لبارئهم في كل الأحوال والأزمان، كي ييسر أمورهم ويصلح أحوالهم..تعلمت من الحياة الصبر على المصائب والأتراح، واستغلالها في التقرب إلى المولى القادر على كل شيء، والرضا وعدم التذمر والتسخط، فلا يعلم خفايا الأمور إلا العليم وكم من مصيبة حلت بنا كانت سببا لدفع مصيبة أكبر، فسبحان عالم الغيب..
تصدر الزلات والعثرات منا،
ليس لأننا سيئين،
بل لأن البشر دائمو الأخطاء،
لكن الجميل أن نعتذر كي يُصفح عنا،
ولا نكابر ونصر على أخطائنا التي اقترفناها،
كي تصفو النفوس ويزول الحقد..
تعلمت من الحياة أن أمسح خطئي بالاعتذار،
ولا أزيده سوءا بالإصرار عليه،
لأن الإصرار على الخطأ وتكراره يورث اعتياد الزلل،
وسهولة اقترافه.. لا يولد المرء عالما ومثقفا، لكنه ينهل خلال سنوات عمره العلم والمعرفة فيصيرانه كما يريد، إما مستفيدا من هذا العلم، أو كمن صبه في شهادات ووثائق دون أن يستغله، فمات جاهلا مجهولا..في الحياة عبر وحكايا لأناس رفعهم العلم فلم يرضوا بالدون، ولم يروا إلا الثريا هدفا، فحققوا واستغلوا مواهب منحها الله لهم ليعمروا في الأرض وينفعوا أنفسهم وعبيد الله..
من الحياة تعلمت أن أستغل كل حرف تعلمته وكل موهبة أجدتها كي أنفع العباد بما يرضي الله، فوجدت لها طعما رائعاأن يقرأ الآخرون ما كتبت ويستفيدوا منه رغم خبرتي الضئيلة، لكني حاولت والمحاولة خير من أن أحلم بالمستحيل، وأقعد دون حراك أنتظره يأتي إلي على طبق من ذهب!!
الحق.. واضح كوضوح شمس الظهيرة، ولا يحاول إخفاءه إلا منافق كذوب، لذا فلا أجمل من قول الصدق ولو كان مؤذيا..
تعلمت من الحياة أن أقول الحق ولو على نفسي لأني أعلم أنه سبيل للنجاة رغم ما يظهر به أحيانا من غموض، ورغم ما يحمل أحيانا معان ظاهرية توحي بالهزيمة والضرر، لكنه وبالتأكيد يحمل كل خير ومنفعة، وأؤمن غاية الإيمان بأن الحق منصور من الخالق، لذا لا أتردد في قوله لأني أعلم أن من ينصره الله لا غالب له..
تعلمت من الحياة أن أقول الحق ولو على نفسي لأني أعلم أنه سبيل للنجاة رغم ما يظهر به أحيانا من غموض، ورغم ما يحمل أحيانا معان ظاهرية توحي بالهزيمة والضرر، لكنه وبالتأكيد يحمل كل خير ومنفعة، وأؤمن غاية الإيمان بأن الحق منصور من الخالق، لذا لا أتردد في قوله لأني أعلم أن من ينصره الله لا غالب له..
حكي أن ناسا ذهبوا إلى ضاحية بعيدة، فوجدوا بيتا صغيرا فيه امرأة عجوز رثة الثياب، يبدو عليها الفقر والجوع فسألوها: هل تشعرين بالسعادة؟
قالت: نعم
قالوا: رغم ما تعانينه من الجوع والفقر؟!
فقالت: الحمد لله.. من حكمة الله أنه لم يرزقني ما أشتهي من اللحم والفاكهة، لأنني لا أملك أسنانا جيدة لتناولها كما ترون!!
*********
تعلمت من الحياة أن أنظر إلى الجانب المشرق من النقم
التي تنزل بنا ابتلاء وامتحانا، كما نظرت هذه العجوز إلى فقرها جوعها بنظرة أخرى منحتها الشعور بالرضا والقناعة، فأن نظر المرء إلى الأمور من جوانبها المشرقة سيحيا سعيدا قنوعا بما أعطاه الله.. جوهر الحياة يكمن في العطاء والمساعدة وقضاء الحوائج، لذا فإن العاقل يحرص على مساعدة الآخرين، ومد يد العون لهم كي يجد من يساعده وقت الحاجة.. تعلمت من الحياة أن المساعدة والاهتمام مفتاح القلوب فبها يوصي الدين وبها يرقى الناس في نظر أشقائهم..تأملت في حياة الأنبياء فوجدت أنهم يقضون جل وقتهم في مساعدة الضعفاء في مواقف ذكرها القرآن، فيال سعادتهم وهم يسعدون الخلق..
العلم زاد الراكب في قطار الحياة، به تتقدم الأمم وتنهض الشعوب وهو ما تحتاج إليه الأمة الإسلامية اليوم كي تنهض وتتطور وتكون الأولى بين الأمم..
تعلمت من الحياة أن العلم كالغذاء الذي يحتاج إليه الجسم لينمو وكالماء الذي نشربه عندما نعطش فأحببته ونهلت منه وسأنهل منه سنوات أخرى قادمة..
الصمت.. ليس أن تطبق على فمك وتذهب بفكرك إلى عوالم أخرى فحسب..بل هو لغة كثيرة المفردات، سهلة الممارسة، مبهرة النتائج.. تعلمت من الحياة أن الحياةَ مواقف تستلزم الصمت ربما في كثير من الأحيان ورأيت أن في الصمت حكمة حينا، وضعف أحيانا أخرى فما أجمل أن تختار الصمت الحكيم.. في الموقف المناسب.!
ساحة النقاش