نعود إلى منازلنا المدمرة..
وكأننا نرى الذل.. كأننا نرى القهر والأوجاع..
لكننا نعاود الصمود مجبرين!
نعاود بناء المنازل كما نفعل في كل مرة تدمر فيها المدافع بيوتنا..
نبنيها حجرا حجرا.. بقوة الأرض..
تلك القوة التي نستمدها من رمل {غزة}..
تلك القوة التي تنمو فينا كلما حملنا (الطوب) لبناء المنازل التي نوقن تماما أنها ستدمر مرة أخرى..
قد لا نكمل البناء لأن الدبابات ستدوس ذلك (الطوب) غير مبالية بقيمته لدينا..
لكننا نعود لنبدأه من جديد فالأمل هو ما يدفعنا لفعل ذلك مرة أخرى..
نضع كتل الطين في قوالب كي تصبح حجارة صلبة فور إخراجها من الفرن..
وكذا نحن..
نصير أصلب كلما عصفت بنا ظروف قاسية..
كلما أرهقتنا مرارة الحياة.. التي تذيب الأمل في داخلنا شيئا فشيئا..
لكننا عندما نلحظ فتور هممنا..
نعود لوضع كتل الطين داخل القوالب التي صدئت من حرارة الشمس وحرارة الفرن..
ونعود لنستمد قوتنا من قوة أرضنا..
فرغم ما نعانيه من جوع وفقر.. إلا أننا صامدون..
إنها ليست قصة أسرة أو حي أو مقاطعة..
إنها قصة شعب بأكمله..
شعب يعاني بصمت، ولسان حاله يقول:
أما آن للنور أن يسطع؟..
أما آن للفجر أن يبزغ؟..
أما آن لأولئك العرب أن ينهضوا؟!
أما آن للحصار أن ينفك؟!
أم أن قدر {غزة} أن تتحمل نتيجة حماقة عرب حادوا عن طريق نهضتهم؟؟
غَزَّاوِي
ساحة النقاش