محمد طه
التركة الثقيلة
========
لاشك أن التركة ثقيلة ، نتفق كلنا على ذلك تماما ، وأن الفساد مستشرى بضراوة فى مفاصل الدولة المتآكلة ،
ومن أجل ذلك كنت أرى أن إئتلاف وطنى شامل فى كل أجهزة الدولة هو الحل الأنسب للأربع سنوات الأولى _والمشبهة بمرحلة غسل وتنظيف القاذاورات المتعلقة_ ، وألا يستأثر فصيل بالحكم فى أول مرحلة بعد الثورة ،
وهى المرحلة التى فى الغالب تشهد إضطرابات عديدة ، وصعود وهبوط فى كل منحنيات ومؤشرات البلاد ،
حتى لا يحمل هذا الفصيل كل الأخطاء بمفرده ، ويقع تحت الإختبار وتكون كل العدسات والمناظير موجهة إليه ، ويصبح هو فأر التجارب ، وحائط الشكوى ،والقنطرة التى تمر عليها البلاد إلى فترة أخرى ثم يقذف به فى قاع البحر ، أو بالعامية (يشيل الليلة) وحده ،،
ولكن فات الميعاد...ولا حياة لمن تنادى ...وبالنية الطيبة فى هذا القول من الممكن أن تصبح عدو الدين ورافض للإسلام..!! الإسلام الخصوصى..
المهم..حتى لان نبكى على ما فات وننقد ما هو جارى فقط ،،أرى أن من أهم أسباب وعوامل "زق" العجلة ، والسير نحو بعض من الإستقرار والخطوات الملموسة التى ترضى المواطنين ، القيام بالآتى :
1_ تكوين وزارة مهنية من أصحاب الخبرات والكفاءات من كل التيارات (التيارات الحقيقية القوية) .
2_ العمل وفق برنامج زمنى محدد لكل مسئول وإعطاءه مهمات محددة بتاريخ إنجاز ، وعرض المُنجز شهر بشهر على القيادة .
3_ قرارات وإجراءات سريعة لها أثر واضح فى حياة المواطن ،وتيسير حياته اليومية .
4_ إعطاء كل تخصص لصاحبه وعدم الإعتماد على "البركة" و"العشم" (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، الإدارة الناجحة أساس نجاح الدول القوية ، ومشكلة بلادنا تكمن فى الإدارة.
5_ أهل الكفاءة الآن دورهم حتى وإن كانوا شباب ، والبحث عنهم سهل ،فلا نعتمد على "الأمين" ونغفل "القوى" المعادلة ثنائية.
6_ مشروعات خدمات وتطوير لسد العجز وتطوير المرافق وبنية المجتمع ،يفتح فيها الباب للجميع من كل التيارات ويسمح لهم بوضع بصماتهم وعرض إنجازاتهم للشعب .
7_ تقسيم المحافظات إلى مربعات عمل بمهمات محددة ،لا يكون العمل على طول المحافظة _للسرعة والإنجاز_و يشرف عليها فرق شبابية من القيادات المجتمعية .
8_ الجماعة مكانها فى البيت ....وظائف الدولة الحيوية لأهل العمل لا لأهل البيت ..على الأقل فى هذه الفترة ، وإبعاد كل من له علاقة بالحزب الحاكم من القيادة _فترة مؤقتة_ .
9_ قيادة المحليات فى هذه الفترة_عامان_ لا تكون بالإنتخاب ولكن بترشيح من المحافظة وتعيين مباشر من رئيس الجمهورية شريطة أن يكون المكتب التنفيذى لا يحتوى إلا على شخصية واحدة من حزب الرئيس والباقى أعضاء من أحزاب المعارضة ، ولكن المعارضة الحقيقية ، أو أصحاب الأيادى فى الجتمع.
10_ إنشاء حكومة موازية من الشباب المبدع الفعال ، تعمل فقط على إعطاء التصورات والأفكار الإبداعية لحل الأزمات ، والنقد البناء لقرارات الوزارة الأصلية ، مع إبداء الملاحظات على أعمال الوزارة ، والتواجد الدائم فى الشارع ونقل تقارير كتابية للوزارة الأصلية .
11_ إذا طبقت الفكرة السابقة أو لم تطبق نبدأ بإنشاء جهاز موازى لكل جهاز حكومى قيادى_المحافظة مثلا_ ، يقوم بإبداء الملاحظات ويكون من الشباب القيادى _يعمل متطوعا_ لإكتساب الخبرة.
12_ تكوين أجهزة حيوية للتعامل مع الكوارث وأخطاء الماضى ، سواء للتعامل مع ما يقع أو لتفادى حدوثه .
13_ الوضوح فى مصارحة الشعب بالحقائق والمشكلات وعرضها أول بأول .
هناك الكثير من مثل هذه الأفكار الغير مجردة فى كلمات ، ولكن بخطط تنفيذية لها وتصور شامل للتطبيق والتقويم ،،
لكن أدرى تماما أن هذا الكلام لن يلقى له بالا ، ما باليد الحيلة ، فقط نحاول ، وهى إشارة لمن يهمة الأمر ، وبيان لكل مهتم ، وتفريغ لما فى الصدر ، ووجهة نظر لا تمثل إلا صاحبها ..
ولكن الرسالة المهمة والتى سواء أُهتُم بها أو لم يُهتم فسيحاسب الله عليها ،رسالة الى السيد الرئيس ،،
أٌقول له أن كل ما تئول إليه الكلمات السابقة يدور فى عقول أبناء هذا الوطن ، فاتق الله فيهم واعمل لوطنك ، ولا تركن إلى التركة الثقيلة والنظام السابق ، فكلها حجج وإن صحت فلن تقبل من شعب توقع الخير ، ولن يصبر عليه، لن يستطيع الصبر ،ووسط أعداء يصطادون الأخطاء ،ويتربصون بكل زلة ،،التبريرات الواهية لن تفيد ، نريد عمل ، وسرعة إنجاز، وخطوات ملموسة ، وتخصص واضح ، وإدارة عالية.
والله كنت اتمنى رئيس غيرك فى هذه المرحلة_ نوهت عنها_ حتى لا تقع فى الفخ ، ليس لكونك محمد مرسى ، ولكن كونك رئيس إسلامى محسوب على الإسلاميين ،،
قدر الله وماشاء فعل ، ونسأل الله التوفيق...
نشرت فى 16 يناير 2013
بواسطة Eslahmt
أقسام الموقع
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
18,961