مصر .. إيوان الإسلام وينبوع الصنائع
تاريخ مصر الإسلامية هو صفحة مهمة فى حياة مصر وخاصة فى القرون الأولى للهجرة التى تكونت فيها الأسس التى قامت عليها مصر الإسلامية وأصبح الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الاساسية.
وإذاكانت مصر قبل الإسلام أعظم درة فى العالم فهى أغلى درة بعده بما أسهمت من جهود مخلصة لنشره فى انحاء العالم.
لذا فمن الواجب علينا ان ندرس دور مصر الإسلامى فى (إصلاح) المجتمع السالف. وإحياء هذه الفترة من جديد للتعلم منها وترسيخ مفهوم (إصلاح) المجتمع وزرع العزة والطموح والقيم العليا بما يتماشى مع العصر
الحديث .
وعندما أصبحت مصر ولاية رومانية منذ إنتصار أكتافيوس على كيلوباترا فى موقعة أكتيوم البحرية"30 ق.م"وقضائه نهائيا على الدولة البطالمة صار أهم ما يميز الحكم الرومانى فى مصر الانحلال كما أن الإصلاحات التى أدخلت فيها لم تكن ترمى إلا لغرض واحد وهو تنظيم استغلال البلاد لصالح الامبراطورية لالمصلحة السكان ، فلم يدع الرومان وسيلة إلا ابتكروها لإستغلال موارد البلاد إلى أقصى حد ممكن ولم تختلف مصر فى هذه الناحية فى العهد البيزنطى بل ازدادت الأعباء المالية تعقيدا ولم ير المصريون مخرجا من هذه الأعباء المالية سوى الهروب الى الأديرة والصحارى وهجر المزارع والقرى ، وانتشرت الفوضى فى أنحاء البلاد ولم يكن المصريون يشتركون فى حكم بلادهم ، أو في الجيش.
واعتبرت مصر فى الولايتين سلة الغلال للعالم وكذلك اعتبر المصريون وسائل لجمع الضرائب لصالح الامبراطورية مثل ضريبة الرأس وهى طابع العبودية ، وضريبة على الحيوانات والاملاك العقارية ، وضريبة لشراء
تاج لكل حاكم .
فى ظل هذه الأحداث عانى الأقباط من طبقية تتماشى مع سياسة الرومان فالطبقة العليا كان الرومان يشغلونها ومنهم رجال الادارة والجيش وكبار رجال الأعمال ويتمتعون بكافة الحقوق السياسية والمدنية ، أما
الطبقة الدنيا فتضم باقى افراد مصر وهو ما أدى إلى هروبهم ، كما لجأ البعض الآخر إلى وضع نفسه وأرضه تحت حماية كبار رجال ألأعمال تجنبا للاضهاد .وبدأت "الأبعديات" التى يملكها كبار الاسر والحكام من غير
المصريين في الظهور .
خلاصة القول ان الحكم الرومانى فى مصر كان يهدف الى أقصى درجات الاستغلال والاحتفاظ بمصر تحت السيطرة الامبراطورية ، ومن أجل ذلك كان الاحتفاظ بقوى العسكرية فى المناطق المختلفة تجنبا للثورات ،
ومن ناحية اخرى كان اختيار الشخصيات التى يعتمد عليها فى إدارة البلاد واقعا على الرومان وحدهم كما أقصي أبناء البلاد عن المجالس السياسية والتشريعية ، وأهمل كل صوت يحاول رفع الظلم ووقعت مصر تحت
قبضة الاستعمار قرابة سبعمائة عام والرومان (أجداد الأوربيين والغرب) يستنفذون ثروات البلاد ويذلون شعوبها بطرق مباشرة أو غير مباشرة .
يتبع ...
شيماء بلتاجى