دوامات تبتلع السفن وطائرات تختفي في السحاب

 
     
مقبرة مائية شاسعة ، بها طائرات وسفن تختفي بدون أن تترك أثراً لحطام لأسباب لا تفسير لها ، إنه "مثلث برمودا" أو "قاعدة الشيطان" كما يطلق عليه الجميع ، الذي يقع بمنطقة غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
 
مثلث برمودا يعد أسطورة ولغز مع تكرار حوادث اختفاء مئات من السفن بدون أثر ، وضياعها مع النسيان ، ومنذ أن أبحر كولومبس لأول مرة خلال هذه المنطقة وسجل أضواءً غريبة في السماء ، توالت سلسلة من حوادث الاختفاء غير المبررة للسفن والطائرات في مثلث برمودا بكل بساطة من دون أن تترك أي أثر وبدون سابق إنذار ، وبدون أن تطلق إشارات استغاثة أو تخلف أي حطام ، ويقال أن هذا المثلث يغطي مساحة مليون ونصف متر مربع من المياه الغادرة التي تمتد بين "برمودا" و "ميامي" نزولاً حتى "بورتريكوا".

وتعد الأعاصير والعواصف القوية والبحار الهائجة المسئول الرئيسي عن اختفاء الكثير هناك، فقد يتحول المناخ في غضون دقائق من مناخ معتدل إلى عاصف وقاتل وغريب ، ويقول خفر السواحل الأمريكيون أن حوالي 120 سفينة تختفي سنوياً من دون أن تخلف أثراً ، هذه الاختفاءات الغامضة هي السبب في بقاء مثلث برمودة لغزاً حياً حتى اليوم.

وعن هذه الاختفاءات ، كتب الكاتب والباحث العلمي الأمريكي ريتشارد واينر قائلاً : نحن لا نعرف كوكبنا حق معرفة ، نحن نعرف الكثير عن القمر وعن المريخ أكثر من المعلومات التي نعرفها عن كوكبنا .. فهناك ثمة خلل ما في الأسفل هناك ، خلل لا يمكن تفسيره، هناك أمر ما يجري في الأجواء العميقة في أماكن أعمق بكثير لتلك البحار.. هناك شئ غامض في الأسفل شيئاً لا يمكن تفسيره.. الله وحده هو من يعلم سر هذا الشيء الغامض.

وتتردد بعض القصص عن هذه السفن ، منها وجود حيوانات بحرية عملاقة أو أطباقاً طائرة أو ثورات فى المحيط أو دوامات ابتلعت السفن ، ولكن مع كل هذا التباين مازالت الاختفاءات مستمرة ، وقد وجدت قصص الاختفاء والانحراف عن المسار الزمني ودوران إبرة البوصة وحفر المحيط التي تبتلع السفن صداها حول العالم ، ولا يجد العلماء تفسيراً لرجال يختفون ، ولا يطفو شيء أثر الحادث ولا حتى سترة نجاة واحدة ، هذا الأمر لا يخلف إلا الأسئلة المحيرة ، أما الذين تمكنوا من الخروج من "مثلث الرعب" فتطاردهم الذكريات التي لا يصدقها سوي قليلين.

لغز الرحلة 19

 
     
ظلت الأسرار المدفونة فى المثلث المائي ومخبأة إلى أن وقع أشهر حادث اختفاء في الخامس من ديسمبر عام 1945 للرحلة 19، وهو الاختفاء الذي استحال على العالم حله ، وهو ما حدث بعد مضي 6 أشهر على الحرب العالمية الثانية ، عندما غادر أفراد الرحلة الروتينية الأربعة عشر محطة "فورت لودردايل" للملاحة الجوية لتقييم رحلتهم التقيمية الأخيرة فوق المياه ، وكان المسئول عن هذه الرحلة هو الطيار الملازم "تشارلز تايلور" ، حيث كانت تقتضي الرحلة الاتجاه شرقاً نحو "الباهاما" ثم العودة خلال ساعتين ونصف ، وسجلت تسجيلات الراديو خلال هذه الرحلة ما حدث بين الطيارين.

يقول دايفيد وايت معلم طيران في قاعدة "فورت لودردايل" الجوية والذي شهد أحداث الرحلة المفقودة  التي صارت رمزاً لغموض مثلث برمودا ، وكان كثيراً ما يطير في نفس خط السير وبنفس نوع الطائرات التي اختفت : كانت هذه الطائرات تقلع يومياً ، وكانت هذه الرحلة ضمن 3 أو أربع رحلات وكانت بسيطة وخالية من المشاكل .

ولكن حدث شئ فظيع فى الرحلة 19 بعد أن أضلت الطريق بعد 90 دقيقة من بدئها ، وعلق وايت على الأمر قائلاً : كون طيار بخبرة تايلور يضل طريقة فوق "الباهاما" فهذا شئ نادر ، ولا أذكر حدوث ذلك من قبل .

وطبقاً للنسخ المطبوعة الرسمية التي اعتمدت على تسجيلات الرحلة قبل اختفائها ، أبلغ الطيار تيلور باللاسلكي بأن بوصلاته معطلة ، واعتقد أنه قاد الرحلة 19 بعيداً عن خط السير المفترض ، والشئ الغير واضح هو إن باقي طيارون السرب كانوا يرون أنهم فى الطريق الصحيح ولكنهم لم يعترضوا ، هذا الأمر عجز الخبراء عن تفسيره .

واللغز الأكبر هو لماذا لم يستطع أحد رؤية الرحلة 19 في الرادار ، وأياً كان السبب ، فقد سُمع صوت "تيلور" عبر تشويش رسائل اللاسلكي المتقطعة الذي أشار لبقية الطائرات أنه فقد المسار الصحيح ، وفى الساعة 5.19 دقيقة ومع غياب ضوء النهار وعجز الطائرات عن وجود اليابسة أمامهم ، سُمع "تايلور" وهو يعد أعضاء الرحلة 19 للهبوط  في المحيط ، وبحلول الساعة السابعة مساءاً مع الطقس الرديء والظلام الحالك فوق المحيط ، سمع صوت طيار آخر بالرحلة 19 وهو "جوزف بوسي" يقول رسالة موجزة يمكن سماعها بوضوح ينادي القائد تايلور ،وكانت هذه الرسالة القصيرة آخر شيء سمعه أحد من الرحلة 19 الغامضة قبل اختفائها. 

وفى الصباح الباكر انضم "دايفيد وايت" لأكبر عملية إنقاذ في تاريخ البحرية ، والغريب أن البحرية لم تفقد أفراد طاقم الرحلة 19 فقط ، ولكنها فقدت أيضاً طائرة بحث ضخمة ذهبت للبحث عن تلك القاذفات كانت تحمل 13 رجلاً ، يبدو أنها تبخرت في الهواء بعد حدوث بريق في السماء تاركة فقط بقعة زيت على وجه المحيط.

وباستمرار البحث المكثف لم يتمكنوا من وجود أي أثر لحطام من أي نوع ، حيث كانوا يتوقعون وجود أي دليل عن ما حدث بالماء حتى ولو سترة نجاه ، وبعد أربع أيام ألغيت عملية البحث وتم تسجيل أسماء 27 جندياً بشكل رسمي على أنهم فقدوا فى الماء ، ولكن لا يتأكدون من أن ذلك قد حدث بالفعل في ظل عدم وجود أي دليل .
 
بعد إلغاء البحث بـ 3 أسابيع ، استلمت عائلة أحد الطيارين تلغرافاً غامضاً يؤكد صاحبه أنه على قيد الحياة ، الأمر الذي زاد الغموض غموضاً ، ولم يكن الأمر دعابة من أحد المزعجين ، ولكن أكدت أم الطيار بأن الرسالة حقيقة من ابنها لإمضائه بالاسم التى اعتادت أمه أن تلقبه به ، ومن هنا تزيد الاحتمالات التي اقترحها بعض العلماء أن هناك مفترق طرق كوني لا تنطبق فيه قوانين الزمان والمكان ، أو بقايا لوجود حضارة متقدمة تحت الماء لازالت تسيطر على هذا المحيط الشاسع .
 
حوادث متكررة

 
     
وفى نفس المنطقة اختفى حوالي 1000 قارب وطائرة بدون أي أثر ، ذهب أثرها أكثر من 8 آلاف ضحية ، من بينهم طاقم السفينة "يو إس إس سايكلوبس" عام 1918 التي كانت تحمل 309 رجل ، ولم يوجد لأي بحارة أثر بأي مكان أو ما يدل على حدوث تمرد أدي لغرق أو ماشابه  ، أيضاً واجهت ناقلة البضائع "مارين سالفر كوين " نفس المصير فى عام 1963 ، و"سيلفيا أوسا" عام 1976 ، وفي عام 1980 اختفت الناقلة "بوينت" طولها 520 قدماً ، كانت تحمل الذرة الصفراء واختفت شمال "برمودا" بدون أي إشارة ، وفي عام 1978 كانت طائرة مستأجرة تطير من "فورت لودردايل" إلي "هافانا" اختفت من شاشات الرادار ،وفي عام 1954 كانت طائرة بسلاح البحرية على متنها 44 راكباً وطياراً كانت ذاهبة لجزر "آزور" ولكنها اختفت ، ومكتوب بسجل الرحلة أنه كان يوجد 111 سترة نجاه و5 قوارب على متنها ، ولم يظهر لها أي حطام  ، ولا يزال يختفي 12 أو 20 قارب فى العام  ، وبين عامي 2000 و 2001 اختفت سفينتان فى "الكاريبي" .. وتوالت الاختفاءت الغامضة إلى يومنا هذا

بوصلة غير متطابقة
 
وإلى الآن لم يتوصل العلم إلى تفسير واضح لهذه الظاهرة ، ولكن هناك أشخاص خاضوا هذه التجربة وخرجوا من مثلث الرعب ولا زالوا على قيد الحياة ، ولكن ذكريات الدخول بالمثلث مازالت تؤرقهم ، ومنهم معلمة الغوص الأمريكية "كرستينا براون" التى حكت تجربتها قائلة : "أنا وزوجي كنا هناك على متن القارب ، ومعنا بوصلة وجهاز تحديد الموقع ، وكلاهما لم يكونا متطابقين ، أحدهما يقول أننا نتجه 25 درجة اتجاه معين ، والآخر يقول أننا 25 درجة فى الاتجاه المعاكس "  وتضيف : بالفعل يوجد هناك قوة ما أو طاقة تجعلهما لا يتطابقان.

وتسرد قصتها : علي بعد حوالي ميل ، غطي الضباب القارب بأكمله ، بعد أن ظهر فجأة وكأنه سحابة ، ثم بدأ يتجمع حولنا ، كان الأمر مشوشاً لأننا لم نعرف إلى أين كنا ذاهبين ، ولم نستطيع رؤية أي علامات أرضية .

ويؤكد العلماء أن الضباب يتكون فوق الماء حينما تكون المياه أكثر سخونة من الهواء ، ولكن تقول كريستينا أن تلك الظروف لم تكن قائمة والأمر كان مروع ومخيف وغريب للغاية.

غيوم سوداء

 
  نقطة الاختفاء    
أما موظف برج المراقبة الأمريكي "ويليلم كيتيجر" فقد شهد طائرة تختفي ، وواجه انحرافات كهرومغناطيسية أثناء عمله كطيار ، وعن مغامرته يقول : "كنت ذاهباً من "جرانت آناجوا" إلي "بورت أو بربنس" ، وبينما كنت أقلع ، ارتفعت حوالي 6000 قدم وبدأت بوصلتي بالدوران بطريقة لم أراها من قبل ، واستمر ذلك حوالي 5 أو 10 دقائق" .

ولكنه تمكن في النهاية من الخروج سالماً بدون أن يشعر بالرعب الذي شعرت به الطيارة الأمريكية "كاري ترانثام" التي مازالت تزعجها ذكريات رحلتها المرعبة فوق المثلث والتي تزعج مضجعها حتى الآن بعد رحلة مخيفة منذ عدة سنوات ، عندما كانت تطير وحدها إلى "كي وست" في المساء ، وكانت تتوقع رحلة سهلة ، ولكن أثناء الطيران وسط السحب المرتفعة ، بدي الأمر لها وكأن ملاءة سقطت فوق الطائرة ، وصار الظلام حالكاً ، وفقدت السيطرة تماماً على الطائرة ، وأصبحت لا تري الأفق ، بعد إصابة عدادات الطائرة بحالة غريبة ، ولم تجد وسيلة أخرى للملاحة بعد أن أحاط الضباب الكثيف طائرتها ، وكانت تطير بوضع مقلوب ، إلي أن ظنت في هذه اللحظة إنها ميتة ، ولكن حاولت ضبط جناحي الطائرة بوضع أفقي والاتصال لطلب النجدة ، لكن حتى اللآسلكي تعطل بشكل غير مفهوم ، وأخيراً وبعد ما بدا لكاري وكأن دهر مر عليها ظهرت أنوار "ميامي" ، ثم بدأت عداداتها تعمل ثانية ، واستطاعت العثور على طريق العودة.

نفق زمني

 
     
والشخص الذي يعتقد أنه يمسك مفتاح لغز "مثلث يرمودا" هو الطيار الأمريكي "بروس جيرنون" الذي مر بتجربة شبه خيالية ، بينما كان يطير من جزيرة "آندروس" بـ"الباهاما" إلي ميامي عام 1974 ، ومنذ ذلك الحين قضي 30 عاماً من عمره لدراسة سر مثلث برمودا وعمل أبحاث ودراسات في هذا المجال.

وبينما كان يقلع برحلة عادية ، وجد نفسه بعد حوالي 30 ميلاً من بدء رحلته وسط سحابة غريبة خرجت من المحيط نفسه ، لم يكن لديها قاعدة أو سقف ليطير تحتها فاخترقها ، وعلى حد وصفه كانت مخيفة من الداخل ويقول عنها : كانت مليئة بالكهرباء ، ولكن لم يكن هناك أي تكثف ، وسرعان ما تحولت السحب السوداء لنفق غريب كنت عالقاً بداخله ، بعد أن تكونت من خطوط تدور بعكس اتجاه عقارب الساعة ببطء شديد .

ويضيف : لاحظت أن عداداتي الإلكترونية لم تكن تعمل بشكل صحيح ، حتى البوصلة المغناطيسية كانت تدور ببطء في عكس اتجاه عقارب الساعة ، اتصلت بمدار "ميامي" ولم يستطيعوا رؤية الطائرة فى شاشات الردار ، وبعد بضع دقائق مخيفة ، اختفت خطوط النفق الدوارة فجأة ، وأدركت إنني فوق شاطئ ميامي ،نظرت حينها إلى ساعتي فوراً ، ولاحظت إنني طرت حوالي 33 دقيقة فقط ، وحينما دخلت النفق بدأ الفضاء والزمان يتغيران ، ومررت بانحراف زمني وفضائي ، ولم أستغرق سوي 3 دقائق كي أصل إلى شاطئ ميامي ، وبذلك أكون اجتزت 100 ميل في 3 دقائق .

بعد سنوات طويلة من الأبحاث استنتج الطيار "جيرنون" أنه كان محاطاً بظاهرة الضباب الالكتروني الذي لدية القدرة علي ربط نفسه بالسفن والطائرات ، وذكر أنه بإمكان الطيارين أن يجدوا أنفسهم فجأة وسط هذا الضباب الذي يتعلق بالمركبات مسبباً تشوشاً في الاتجاهات ، ويسبب عطلاً كهرومغناطيسياً فتتعطل العدادات ، ويطير الطيار بدون أي حس بالاتجاه وبدون أي وسيلة ملاحية ، مؤكداً إن الضباب الالكتروني يمكن أن يكون شديداً لدرجة تكوين عاصفة زمنية مثل النفق الذي نجا منه بأعجوبة ، مشيراً إلى أن قد تكون الطائرات والسفن المختلفة دخلت فى عواصف زمنية شديدة لدرجة جعلتها تتحلل .

ليس "جيرنون" وحده هو من يعتقد أن الانحرافات في الزمان والفضاء تحدث داخل المثلث ، ولكن تقول نظريات العلماء في هذا المجال أن الرحلة 19 مرت عبر بوابة تنتمي إلى بعد آخر ، وهو ما يطلق عليه بلغة العلم "ثقباً دودياً" الذي عرفوه العلماء أنه بمثابة طريق قصير شبيه بفكرة نفق مترو الأنفاق الذي يسمح لك الانتقال من النقطة ( أ ) لنقطة ( ب ) والتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء ، حيث يسمح لك بفتح ثقب في الفضاء وسلوك الطريق القصير للوصول إلى نقطة بعيدة في الفضاء والزمان.

عالم الطبيعة "ميشيو كاكو" من جامعة نيويورك أكد إن الرياضيات تبين أن الثقوب الدودية يمكن أن تكون موجودة نظرياً ، ولكن لم يستطع أحد حتى الآن أن يجد طريقة للسيطرة عليها ، ويقول : علينا فتح أذهاننا وتقبل احتمال وجود حضارة متقدمة علينا بمليون سنة ، حضارة قد تستطيع استخدام معادلات اينشتاين لفتح ثقب فى الفضاء واستخدام الطاقة الموجودة هناك.

عرش الشيطان

 
     
لغز مثلث برمودا تناوله الدكتور عائض القرني برؤية أخري خلال كتابه  "الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا و التنين من القرآن و السنة" حيث أرجع ظاهرة مثلث برمودا بأنها مملكة الشيطان وأتباعه من جيوش الجن عندما تم نفيهم هناك بعد هزيمتهم في حربهم ضد الإنس بقيادة سيدنا "مهلائيل" عليه السلام موثقاً ذلك بآيات من الذكر الحكيم و بعض أقوال النبي عليه الصلاة و السلام.

وإليكم بعض ما جاء في رواية د. عائض القرني في كتابه والذي شرح فيها قصة تأسيس إبليس لعرشه على الماء وحربه المستمرة ضد البشر :

"وجد إبليس أن ذرية آدم هدفه ، فتجنب آدم وحواء لإيمانهما القوي وتوبتهما العظيمة (بعد هبوطهما من الجنة)، ووضع جلَّ أهدافه في ذريتهما التي رآها أضعف أمام الأهواء ، فبدأ شرّه يظهر للوجود وبلا حدود ، وبعد أن مات آدم و حواء ظن إبليس أن موتهما انتهاءً لهروبه من المواجهة، وأن بإمكانه الظهور علناً للبشر وشنّ حربه عليهم، لأنهم ضعفاء لا يقدرون على المواجهة فظهر للعلن ومعه خلق من شياطين الجن والمردة والغيلان ليبسط نفوذه على الحياة في الأرض. لكن الرب شاء أن ينصر بني الإنس على الجيش الإبليسي الذي أسسه إبليس من الجن والمردة والغيلان، حين نصرهم برجلٍ عظيم اسمه "مهلاييل" ونسبه هو:مهلاييل بن قينن بن انوش بن شيث عليه السلام بن آدم عليه السلام ، ويروى أنه ملك الأقاليم السبعة وأول من قطع الأشجار، قام (مهلاييل) بتأسيس مدينتين محصنتين هما: مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى، ليحتمي بها الإنس من أي خطرٍ يهددهم ثم أسس جيشه الإنسي الذي كان أول جيش في حياة الإنس للدفاع عن بابل والسوس الأقصى، وقامت معركة رهيبة بين جيش مهلاييل وجيش إبليس، وكتب الرب النصر بها للإنس، حيث قُتل بها المردة والغيلان وعدد كبير من الجان، وفرّ إبليس من المواجهة (حسب كتاب: البداية والنهاية لابن كثير)".

"بعد هزيمة إبليس وفراره من الأراضي التي يحكمها مهلاييل ظل يبحث عن مأوى يحميه ومن معه من شياطين الجن الخاسرين في المعركة ضد مهلاييل ، واختار أن يكون هذا المأوى بعيداً عن مواطن الإنس، يبني به مملكة يحكمها وتلم شمل قومه شياطين الجن الفارين من غزو الملائكة آنذاك فأي مأوى اختار (إبليس) لبناء مملكته؟ طاف (إبليس) في الأرض بحثاً عن المنطقة الملائمة لبناء حلمه ووقع اختياره على منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين وكان اختياره لهاتين المنطقتين لأسباب عدة هي: تقع منطقتي برمودا والتنين (التنين: المقصود هنا مثلث فرموذا الواقع بجوار جزيرة تايوان)على بُعد آلاف الأميال عن المناطق التي يستوطنها البشر آنذاك".

"أراد إبليس أن تكون مملكته في المواطن التي فرّ إليها معظم شياطين الجن إبان غزو الملائكة والتي كانت لجزر البحار التي يصل تعدادها عشرات الآلاف، استغل إبليس قدرات الجن الخارقة في بناء المملكة، والتي كان من أهم تلك القدرات التي تلائم طبيعة البحر ما ذكرها القرآن الكريم: {والشياطين كل بناء وغواص} آية 37 سورة ص".

"وبعد ذلك وضع عرشه على الماء، وأسس جيشه من شياطين الجن الذين التفوا حوله في مملكته، ينفذون كل ما يأمرهم به ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا، فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال: فيقربه ويدنيه ويقول: نعم أنت"- رواه مسلم. ووضع إبليس للحيات مكانة خاصة عنده، جزاء ما فعلت له الحية في السماء من مساعدة تسببت في خروج (آدم) و(حواء) من الجنة وذلك بأن جعلها من المقربين لعرشه في مسند أبي سعيد: عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صائد: "ما ترى" ؟ قال: "أرى عرشاً على البحر حوله الحيات"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صدق ذاك عرش إبليس".

"وأسس "إبليس" مجلس وزرائه الذين سيقود مخططاته الشيطانية في عالم الإنس ، وعن كتاب "آكام المرجان للشلبي"روي عن زيد عن مجاهد قوله:"لإبليس خمسة من ولده، قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره، ثم سماهم فذكر: ثبر، الأعور، سوط، داسم، زلنبور .. أما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية .. وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه، وأما سوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيُخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيتُ رجلاً أعرف وجهه وما أدري أسمه حدثني بكذا وكذا .. أما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يُريه العيب فيهم ويُغضبه عليهم ... أما زلنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق".

"ولم يكن إبليس وشياطين الجن فحسب من تسنى لهم بناء مملكة قوية، بل أيضاً الإنس بنوا حضارات عظيمة، حتى غدى العالم لبني الإنس قرية صغيرة، ولم يعد المكانين المنعزلين عن العالم المسميين برمودا والتنين غائبتين عن عيون الإنس، ذلك أن بفضل التكنولوجيا المتطورة التي اخترعها الإنس من طائرات حلقت في السماء، وسفن طافت البحار، وغواصات بلغت كل قاع، جعلت كل شيء تحت مرمى الأبصار وظلت مملكة شياطين الجن آمنة لعصور عدة لكن ما أن عرف الإنس ركوب البحر ومرورهما بكلتا المنطقتين، إلا وأدرك شياطين الجن الخطر الذي يهددهم فاختطفوا أعداداً من السفن والقوارب والغواصات والطائرات التي ربما رأت سراً عن عالم شياطين الجن، فخشي الجن افتضاح أمرهم، وبالتالي خسارة مملكتهم، كما خسروا من قبل الأرض التي كانوا وحدهم يعيشون فيها، وخسروا معركتهم مع مهلاييل الذي شردهم عن الأراضي القريبة من مواطن الإنس فعمدوا إلى الاختطاف كل طائرة وسفينة ونحوهما مارة حتى حققوا بذلك نصراً ، عندها صدر قرار دولي بمنع الملاحة في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين".

 

المصدر: moheet
Eng-fatma

Eng.fatma

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 304 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2010 بواسطة Eng-fatma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

479,259