شاعت في وقتنا الحاضر مسابقات متنوعة، وبعض هذه المسابقات خطرة.. فعلى سبيل المثال، هناك سيدة أمريكية في العقد الثالث من عمرها وأماً لثلاثة أطفال من ولاية كاليفورنيا تدعى جنيفر سترينج فقدت حياتها لاشتراكها في مسابقة لشرب الماء حيث حدث لها تسمم مائي.. وتحدثت والدتها في مقابلة تلفزيونية بأنها وجدت ابنتها ميتة في منزلها بعد ساعات من محاولتها لكسب مسابقة أجرتها محطة راديو أمريكية لشرب أكبر كمية ممكنة من الماء بدون السماح للمتسابقين بالتبول أثناء المسابقة! وقد أقامت عائلة السيدة جنيفر دعوى قضائية على محطة الإذاعة..
ولكن ماذا عن شرب الماء أكثر من اللازم؟ وهل التمادي في شرب الماء له أضرار؟ يعتقد البعض أن نقص الماء فقط يمكن أن يكون خطيراً! ولكن أيضاً الزيادة المفرطة للماء في الجسم أيضاً لها خطورتها كأية مادة أخرى. ينبغي أن نتناولها ضمن حدود معينة.. فشرب الماء أكثر من اللازم يمكن أن يؤدي إلى حالة يطلق عليها التسمم المائي Water Intoxication . فماذا يحدث أثناء التسمم المائي؟ تدخل كمية مفرطة من الماء إلى داخل خلايا الجسم، مما يؤدي إلى انتفاخها وتخفيف سوائل الجسم الحيوية.. وبالتالي يسبب ذلك انتفاخاً في المخ وغيبوبة وعدم انتظام ضربات القلب.. ويمكن أن ينتج عن ذلك وفاة.. وتكمن المشكلة الرئيسية ليس في مقدار ما نشربه من ماء ولكن في السرعة التي نشرب فيها الماء، لأن كلية الإنسان البالغ السليم لها القدرة على التعامل مع أكثر من عشرة لترات في اليوم! ولذلك من المستبعد أن يعاني الشخص من التسمم المائي، حتى ولو شرب كثيراً من الماء، طالما وزع تناوله على فترات متباعدة، بعكس ما إذا تناول كميات مفرطة من الماء في وقت واحد. وعموماً فإن التسمم المائي حالة غير شائعة..
وينبغي أن يحصل الإنسان على حاجته من الماء لأهميته العظيمة للجسم. فالماء مركب بسيط ضروري للحياة، ويتركب جزيء الماء من ذرتي هيدروجين مرتبطتين بذرة أكسجين، وهو من مكونات الجسم الأساسية، ويدخل في تركيب جميع الخلايا، كما يكون الجزء الأكبر من الدم وسوائل الجسم الأخرى. ولا تستمر حياة الإنسان بدون ماء إلا لبضعة أيام، بينما يمكن أن يبقى على قيد الحياة لعدة أيام بدون طعام. قال الله سبحانه وتعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) [الأنبياء: 30]. ويحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي ثلثيه من الماء. ومن أهم وظائف الماء في جسم الإنسان: هو الوسط الذي تتم فيه جميع التفاعلات الأيضية، ويدخل في بناء خلايا الجسم وأنسجته، وهو ضروري لنقل المواد المختلفة في الجسم، ويدخل في تكوين العصارات الهاضمة، ويسهل مرور الطعام في القناة الهضمية وامتصاص المغذيات إلى الدم، ويلطف درجة حرارة الجسم عند تبخره من الجلد. ويحصل الجسم على الماء من ثلاثة مصادر: ماء الشرب والسوائل، والماء الموجود في الأطعمة، والماء الناتج من عمليات الأيض وتوليد الطاقة ويسمى ماء الأيض. أما الماء الزائد عن حاجة الجسم فيتم التخلص منه بواسطة الكليتين (البول) والجلد (العرق) والرئتين (هواء الزفير) والقناة الهضمية (البراز).. ولابد أن تكون هناك حالة توازن بين دخل الجسم من الماء وبين ما يخرجه.. ويحدث الجفاف إذا كان إخراج الماء أكثر مما يتناوله الشخص، مثلما يحدث في حالة الإسهال أو القيء أو العرق الغزير، ويلاحظ أن الماء المفقود يشتمل على أملاح، ولذا ينصح في حالة الجفاف أن يعطى الشخص ماء ومعه أملاح لتعويض الفقد، وإذا ساءت حالة الجفاف فقد تؤدي إلى الموت، وهناك عدد من العوامل تؤثر على مقدار ما نحتاجه من ماء. فعلى سبيل المثال، يرتفع احتياج الشخص للماء عندما يكون الطقس حاراً أو جافاً، أو أثناء ممارسته للرياضة، بينما يقل احتياجه أثناء الراحة أو النوم.. ويجب أن لا ننسى أهمية الماء لسلامة العقل والجسد..
والنصيحة التقليدية هي أن نشرب في اليوم على الأقل ثمانية أكواب من الماء والسوائل..
المصدر: الصحة والحياة
نشرت فى 4 سبتمبر 2010
بواسطة Eng-fatma
عدد زيارات الموقع
479,265
ساحة النقاش