هذا الأسبوع في بريطانيا تم عرض فيلم تسجيلي يؤكد فيه رئيس المجلس الأعلي المصري للآثار زاهي حواس نظرية موت الملك توت عنخ آمون التي ترجع سبب الوفاة إلي كسر القدم اثر سقوط الفرعون من فوق العربة الحربية أثناء رحلة صيد .
وفي الآونة الأخيرة أجريت فحوص جديدة علي المومياء باستخدام أجهزة متطورة أظهرت أن الملك الفرعوني كان يعاني من كسر في القدم قبل موته مما يرجح حدوث تسمم في الدماء، وأشارت الأوساط العلمية المصرية الي أنه من المرجح أن الفرعون سقط وكسرت قدمه, وان هذا هو سبب الوفاة .
وكان الاعتقاد السائد في الماضي في الأوساط الأثرية المصرية والعالمية يشير الى أن الفرعون المصري الذي تم اكتشاف مقبرته عام 1922 بواسطة المنقب الإنجليزي هاوارد كارتر مات مقتولا, حيث أن صورا تم التقاطها بالأشعة السينية عام 1968 أظهرت ثقبا كبيرا في أسفل الجمجمة الخاصة بمومياء توت عنخ آمون, قوت الاعتقاد الذي يشير الي قتله .
وان هذا الافتراض يضع حدا للجدل السائر حول قتله للاستيلاء علي الحكم من خلال مؤامرة, وهو ما يغلق الباب أمام آراء بعض المؤرخين الغربيين الذين يروجون لنظرية المؤامرة .
وأكد خبراء مصريون في علم النبات - وفق جريدة "الرأي" المستقلة - أن الزهور التي عثر عليها حول عنق الفرعون هي زهور "الدردار" والتي تزهر في مصر في شهري مارس وأبريل، وأن معني ذلك أن الفرعون مات في نهاية شهر ديسمبر أو بداية يناير, حيث أن تجهيز المومياء يستغرق سبعين يوما, إذا طرح منها موسم قطف نبات الدردار فمن المؤكد انه مات في هذه الفترة من فصل الشتاء.
بداية الاكتشاف
توت-عنخ-آمون
في السادس من نوفمبر 1922 أرسل المنقب الانجليزي "هاورد كارتر" برقية إلى مموله اللورد كارنرفون ينبئه فيها اكتشاف رائع في وادي الملوك عبارة مقبرة عظيمة, وان الأختام لم تمس، ووجد كارتر إناءا خزفيا في إحدى الغرف كتب علية نقشا هيروغليفيا يقول "الموت سيرفرف بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هذا الفرعون أو يعبث بقبره "
أظهرت الفحوص بعد أيام أن القبر قد نهب وسرقت أشياء قليلة من الكنز وبدا أن هذه السرقة تمت بعد فترة قليلة من دفن الفرعون . فقد العاملون في الموقع وغالبيتهم من المصريين حماسهم بعد العثور على مخطوط يهدد كل من يعبث في هذا القبر بالموت, فاضطر كارتر إلى محو هذا النص من السجل المكتوب لاكتشاف المقبرة وحتى المخطوط نفسه اختفى من المجموعة لكنه لم يختفي من ذاكرة الذين قرأوه !
شائعات "لعنة الفراعنة"
بدأت الشائعات عن لعنة الفراعنة عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 حيث اعتقد البعض ومن بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة أن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها.. حيث قيل إن عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة.
وقد اكتشف العلماء كتابة علي ظهر احد التماثيل تقول "أنا من يطرد لصوص القبر الي لهيب الصحراء، أنا حامي قبر توت عنخ آمون".
بدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر.. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول الأمر اسم "مقبرة العصفور الذهبي".. وجاء في كتابه "سرقة الملك" للكاتب محسن محمد.. بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة وضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر إستغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات..
وعلي الفور قيل أن "اللعنة" بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.. واعتبرت صحيفة "النيويورك تايمز" وفاة العصفور حادثا فريدا ورأي عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوف يحدث.
لكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلي ظاهرة خارقة للطبيعة وواحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتي لم يجد العلم تفسيرا لها إلي يومنا هذا.. ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد كارنارفون.. بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا.. وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة.
وقالت بعض الصحف -وفقا لنفس المصدر - بأن أصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن السم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وقالت إن نوعا من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان.. لقد انتقم توت عنخ آمون.
وبعد ذلك بدأ الموت يحصد الغالبية العظمي إن لم نقل الجميع الذين شاركوا في الاحتفال، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمي الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدي الاصابة بالحمي في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير.
ويعد كتاب لعنة الفراعنة للمؤلف الألماني فيليب فاندتيرج من أكثر الكتب التي تحدثت عن ذلك..
يقول المؤلف: إنه في أحد الأيام جلس مع د.جمال محرز مدير الآثار.. وجاء الكلام عن لعنة الفراعنة فضحك الدكتور جمال وهو يقول إنها شيء عجيب ولكن لا أصدق شيئا من ذلك..
وسأله المؤلف : كيف تفسر عشرات الحوادث التي أذهلت الطب والكيمياء ورجال الآثار ورجال الدين؟.
وضحك العالم المصري وهو يقول لا أصدق أنظر ماذا جري لي أنا شخصيا لا شيء !
في ذلك الوقت كانت مصر تعد رحلة لتوت عنخ آمون إلي لندن احتفالا بمرور خمسين عاما علي الاكتشاف الانجليزي لمقبرته.. وجاءت طائرتان حربيتان ونقلت مجوهرات الملك وتابوته وكان مؤمنا عليها جميعا بأكثر من خمسين مليونا.. وفجأة توفي الدكتور جمال محرز عن 52 عاما والتشخيص سكتة قلبية..كما جاء بمجلة "آخر ساعة".
حالات غريبة
يذكر الكاتب محسن محمد في كتابه "سرقة ملك" بأن صديق كارنارفون المليونير جورج جاي جولد الأمريكي حضر إلي مصر وسافر إلي الأقصر فدخل المقبرة ليشاهد الكشف الأثري الشهير وفي صباح اليوم الثاني أصيب بحمي ومات.
وانتحر ايفيلين هوايت عالم الآثار المصرية بجامعة ليدز في ظروف غامضة بعد أن ترك رسالة يقول فيها "حلت بي اللعنة"، ومات ليون باسكت مصمم الأزياء الفرنسي الذي صمم مجموعة ايزيس ومات ليلة الافتتاح.
ومات جورج بتيريت أمين قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر بضربة شمس وهو يغادر مقبرة الملك توت، وكازانوفا الأستاذ بكلية فرنسا الذي حفر في وادي الملوك مات فجأة.
وبعد أربع سنوات من تلك الحوادث توفي عالم الآثار "والتر ايمري" دون سبب أمام عيني مساعده في نفس الليلة التي اكتشف فيها أحد القبور الفرعونية.. وهناك الطبيب بلهارس مكتشف دودة البلهارسيا.. الذي توفي بعد يومين من زيارته لآثار الفراعنة الموجودة في الأقصر .
أما أغرب ما حدث علي الاطلاق.. فهو قصة مفتش الآثار المصري محمد إبراهيم الذي طلب منه المسئولون في مصر أن يرسل بعضا من كنوز الفراعنة إلي باريس لتعرض في المتاحف لفترة بسيطة ثم تعود إلي القاهرة.. إلا أن المفتش توسل إليهم ألا يجبروه علي فعل هذا فقد كان يسمع كثيرا عن لعنة الفراعنة، وقد حاول كل جهده أن يمنع عملية انتقال الآثار من مصر إلي باريس إلا أنه فشل في ذلك.. وكان المفتش يعبر الشارع فدهسته سيارة مسرعة ومات.
توت عنخ
وفي الطائرة الحربية البريطانية التي شحنت بها آثار توت عنخ آمون لعرضها في لندن عام 72 ركل الضابط الفني لاتسدون بقدمه الصندوق الذي يضم القناع الذهبي وهو يقول متفاخرا لزملائه:ركلت أغلي شيء في العالم، وبعد فترة كان يصعد سلما انهار تحته فجأة وكسرت رجله وظل في الجبس 5 شهور.
وفي بريطانيا يشعر الكثيرون ممن يزورون المتحف البريطاني في لندن بنذير شؤم عندما ينظرون إلي المعروض رقم 220542 وكثيرا ما تسمع نصائح المرشدين السياحيين في المتحف للزوار بعدم المكوث طويلا أمام تابوت في صندوق زجاجي يحمل الرقم 35 وذلك بسبب شهرته بوجود لعنة مصدرها المومياء الموجودة بداخله.. وهي لكاهنة معبد آمون رع وهي اللعنة التي أودت بحياة 130 شخصا منذ عام ..1880 وفق لمجلة "آخر ساعة".
ولأن اكتشاف تلك المقبرة الفرعونية كان ومازال أحد أهم اكتشافات القرن الماضي وحديث الساعة في ذلك الوقت , فقد كانت المقبرة هائلة الحجم وفي منتهى الفخامة وكانت أقرب إلى السرداب من كونها مقبرة عادية, تماثيل كبيرة الحجم لحيوانات مختلفة مصنوعة من الذهب الخالص ومرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة, كمية ضخمة جدا من قطع الذهب الشبيهة بالسبائك موجودة في كل مكان بالمقبرة التي قدر العلماء عمرها بأكثر من ثلاثة آلاف عام . بل إن جسد الفرعون نفسه كان مكفنا بقماش فاخر جدا مرصع بالجواهر .
العلماء يفسرون "اللعنة"
دائمًا ما يبحث العلماء عن تفسير علمي ومنطقي لكل الظواهر الغريبة، ولقد فسر بعض العلماء - وفق "إسلام أون لاين" - لعنة الفراعنة بأنها تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون (Radon (Rn وهو أحد الغازات المشعة.
الرادون (Radon (Rn هو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة. وهو غاز عديم اللون، شديد السمية، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف، ثم إلى مادة صلبة معتمة ومتلألئة. والرادون هو أحد نواتج تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذي يوجد أيضًا في الأرض بصورة طبيعية، ولذلك يشبهه العلماء بالوالد بينما يطلقون على نواتج تحلله التي من بينها الراديوم والرادون بالأبناء.
أيضا كان هناك عالما ألمانيا فتح ملف هذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب والكيمياء كيف أن أربعين عالما وباحثا ماتوا والسبب هو ذلك الملك الشاب.. توت عنخ آمون..
من هو؟
توت عنخ آمون هو الملك الثانى عشر بين فراعنة الأسرة الثامنة عشرة. ولى العرش فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد أى منذ قرابة 3500 عام وفى ختام تلك الثورة الدينية التى أشعل لهيبها الملك أخناتون .
كان عمره 9 سنوات عندما اصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة تعني "الصورة الحية للاله أمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة.
ويشير الدكتور حواس الى أن الفرعون الذهبى الصغير توت عنخ آمون توفى وهو شاب صغير إذ إن الابحاث التى تمت على مومياته تؤكد أنه مات فى العام الثامن عشر من عمره .
ولعل شهرة توت عنخ امون ترجع الى اكتشاف مقبرته كاملة دون أن تمسها أيدى اللصوص والذين حاولوا سرقتها فى العصر القديم ولكنهم فروا منها خارجين بعد أن سمعوا خطوات الكهان وهم قادمين مما أدى إلى أنهم قاموا بغلق المقبرة مرة أخرى وختموها من جديد حيث كشفت كاملة وبداخلها أكثر من خمسة آلاف قطعة ذهبية مثل القناع وكرسى العرش والعجلات الحربية، بالإضافة إلي أن هذا الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب.
ساحة النقاش