تسهيل وصول المنتجات المصرية للأسواق العالمية من خلال تطوير آليات التصنيع
“لقد كان والدي يتمنى دائمًا أن أسير على خطاه وأعمل في مجال تصنيع وتصدير النباتات الطبية والعطرية، ولم يكن بوسعي إلا تلبية رغبة والدي ونيل رضاه”،هذا ما قاله الدكتور أحمد فتحي ذو الاثنين وأربعين عاما، وهو صاحب مصنعالأهرام للأعشاب بمحافظة الفيوم.
كان فتحي الأب يمتلك مخزناً يقوم من خلاله بجمع الأعشاب وتصنيعها وبيعها. بعد حصول ابنه أحمد على درجة الدكتوراه في القانون التجاري حيث كان مدرسًا بالجامعة، قرر أحمد الاستقالة من وظيفته الأكاديمية ليحقق حلم والده ويبني مصنعًا لتصنيع الأعشاب.
بدأ أحمد في مساعدة والده إلى أن نجح في تأسيس مصنع الأهرام للأعشاب عام 2007 . في بداية الأمر استخدم أحمد طرقًا بدائية جدًا في المصنع الذي كان يضم عددًا قلي من العمال، وقد كان المصنع يفتقر إلى الهيكل التنظيمي الفعال اللازم لإنجاز الأعمال المختلفة، حيث كان أحمد بصفته المالك مسؤولاًعن جميع المهام الإدارية على شتى المستويات مستعينًا في ذلك بعدد محدودللغاية من الأيدي العاملة. بدأ أحمد في تصدير منتجاته دون أن يتمكن من تلبية معايير الجودة الخاصة بأسواق التصدير العالمية، الأمر الذي أدى إلى حدوث مشكلات كثيرة من بينها فقد كميات كبيرة من المنتجات النهائية بسبب غياب معايير السلامة واسترجاع المنتجات المصدرة التي كانت غالبًا لا تلبي شروط التصدير، إلي أن انتهى الأمر بأحمد بتكبد خسائر فادحة وبصفة مستمرة.
تعرف أحمد على مشروع “تطوير سلسلة القيمة للنباتات الطبية والعطرية النفاذ للأسواق التصديرية” (إيماب) في عام 2013 من خلال “المجلس التصديري للحاصلات الزراعية” حيث اتفق مع فريق المشروع على مباشرة التعاون بينهما.
يقول أحمد:“قام فريق مشروع إيماب بزيارات إلى المصنع بغرض الفحص والتقييم، وبالفعل حدد الفريق الاحتياجات الفعلية للمصنع فيما يتعلق بفرص القيمة المضافة، والطرق الخاصة بزيادة الإنتاجية وتقليل االفاقد، بالإضافة إلى الماكينات اللازمة لعمليات التصنيع النهائية وآليات التصدير”.
أخذ الدعم الفني الذي قدمه إيماب أشكا مختلفة من بينها وضع هيكل تنظيمي فعال، وإنشاء أقسام إدارية داخل مصنع الأهرام للأعشاب، وتأسيس نظم التكويد والتتبع، ووضع آليات خاصة بتدابير السلامة، وإنشاء قسم مختص بمراقبة الجودة ووضع نظام للتوثيق.
نجح أحمد بعد حصوله على الدعم الفني في إرساء هيكل واضح للمصنع وعيَّن مجموعة من الموظفين الإداريين من بينهم مسئول عمال، ومحاسب، ومسئول صيانة، وأمين مخازن، ومسئول جودة، ومدير إنتاج، ومدير تسويق ومدير خدمات لوجيستية. بجانب ذلك، نُفذت الأساليب الجديدة المقترحة وطُبقت منظومة للمتابعة من خلال مشروع إيماب.
حصل عمال المصنع أيضًا على تدريب على مراحل التصنيع المختلفة وممارسات التصنيع الجيدة، الأمر الذي أدى إلى بناء قدراتهم المهنية وكان له أثر واضح على أداء مهامهم اليومية. ولم يعد المصنع يشهد أي خسائر أو إسترجاع أي منتجات مُصدرة. يقول أحمد: “تمكننا من خلال الدعم الذي قدمه إيماب و“البرنامج السويسري لدعم الصادرات(SIPPO)” من الانضمام لبعثة تجارية إلى البرازيل في يونيو/ حزيران 2013 حيث تمكننا من بيع منتجاتنا، ودراسة السوق، وتكوين علاقات وعقد اجتماعات عمل، ونجحنا بعدها في إبرام صفقات تجارية.
يجهز أحمد لحضور معرض ”Biofach “ وهو المعرض التجاري العالمي الرائد في مجال الأغذية العضوية والذي سيعقد خلال الفترة من 11 إلى 14 ، فبراير/ شباط 2015 في مدينة نورنبيرغ الألمانية. يصر أحمد على المضي قدمًا في تطوير المصنع على حد قوله: “تتمثل الخطوة التالية في تطبيق منظومة جديدة للميكنة وتفعيل سياسة الثواب والعقاب مع العمال حتى نصل في نهاية المطاف إلى عملية تصنيع بلا أخطاء ونتمكن من زيادة صادراتنا”.
جدير بالذكر أن مصنع الأهرام للأعشاب لم يكن المصنع الوحيد الذي حصل على دعم فني من مشروع إيماب، بل نجح المشروع أيضاً في دعم اثنتى عشرة شركة تصدير في تطبيق شروط الجودة العالمية، لاسيما في الفيوم، وبني سويف والمنيا، حيث تتركز عمليات التصنيع النهائية. حصلت الشركات على الدعم من خلال التدريب أثناء العمل وهو ما يلزم لتلبية اشتراطات أسواق التصدير والحصول على شهادات الجودة الدولية.