زيادة فرص المنتجات المصرية في النفاذ إلى الأسواق العالمية من خلال التكتلات التصديرية
“دائماً ما حلمت بتأسيس شركة تحمل اسم ابنتي، لذا اتفقت مع شركائي على إطلاق اسم الرحاب على التكتل التصديري الذي أنشأناه، تيمنًا بابنتي رحاب”. جاءت هذه الكلمات على لسان جابر معتوق، المدير العام لتكتل الرحاب التصديري. يبلغ معتوق من العمر 37 عامًا وهو تاجر من محافظة الفيوم، كان عمله يتركز في مجال جمع النباتات الطبية والعطرية وتجفيفها وبيعها. يقول معتوق: “واجهتني الكثير من المشكلات أثناء العمل بمفردي سواء مع المزارعين الذين اعتادوا على توريد مواد خام منخفضة الجودة أو المصدرين الذين يشترطون معايير جودة مرتفعة جدًا، الأمر الذي دفعني إلى التفكير في التوجه للسوق الخارجي وتصدير منتجات النباتات الطبية والعطرية”
في نفس الوقت، كان الصديقان ياسر خضير وهشام عبوده اللذان يبلغان من العمر 35 عامًا يفكران في تكوين نشاط مشترك. خضير صيدلي يعمل في مجال استيراد المواد الخام المستخدمة في صناعة الأدوية، في حين يعمل عبوده في مجال استيراد الماكينات الزراعية؛ ويتمتع كلاهما بخبرة في المجال الزراعي ولكن تنقصهم الخبرة في مجال التصدير.
بينما كان معتوق وخضير وعبوده يستكشفون فرص التصدير، بدأ مشروع تطوير قطاع النباتات الطبية والعطرية في مصر ( إيماب) برنامج التكتلات التصديرية الذي يهدف إلى الترويج لصادرات السلع والخدمات المصرية من خلال القيام بأنشطة مشتركة. فالتكتل التصديري هو تحالف بين شركات تٌكون بمقتضاه كيانًا قانونيًا يهدف إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي بينها، الأمر الذي يسهل وصولها إلى الأسواق الخارجية. ولا تحول مشاركة الشركات الأعضاء في التكتلات التصديرية بينها وبين إبرام صفقات مع كيانات أخرى بصفتها المستقلة.
برعاية من برنامج التكتلات التصديرية الخاص بإيماب، تمكن معتوق وخضير وعبوده من تأسيس تكتل الرحاب في الفيوم، مما ساعدهم على تنظيم أنشطة مشتركة لتسهيل وصول منتجاتهم إلى الأسواق العالمية. في نوفمبر2013، شارك تكتل الرحاب في معرض المنتجات الغذائية في فرانكفورت بألمانيا بمساعدة من إيماب والبرنامج السويسري لدعم الواردات SIPPO.
يقول عبودة:
“أتاح لنا المعرض الفرصة للقاء الموردين من مختلف الأماكن، الأمر الذي ساعدنا على توسيع حجم نشاطنا، وفي نوفمبر2014 ، تمكننا من المشاركة في معرض الخليج للأغذية بدبي واكتساب المزيد من الخبرات والعلاقات في مجال الأعمال، ونحن نتطلع حالياً إلى حضور المزيد من المعارض المحلية والدولية”.
قسَّم معتوق وخضير وعبوده العمل فيما بينهم؛ شغل معتوق منصب المدير العام لتكتل الرحاب، في حين أُسند إلى عبودة منصب مدير المبيعات وإلى خضير منصب مدير التصدير. يقول عبودة: “استفدنا الكثير من خلال العمل كشركاء؛ فقد تبادلنا الخبرات المختلفة وتقاسمنا أعباء العمل بالإضافة إلى التكاليف والإيرادات، وقد نجحنا بفضل توحيد جهودنا في التغلب على مشكلاتنا وتحسين قدراتنا التصديرية وبالتالي زيادة حجم صادراتنا وتقليل أعباء الإنتاج والنفاذ إلى أسواق التصدير”.
شارك إيماب في إعداد خطط العمل الخاصة بتكتل الرحاب، وقدم لأعضائه خدمات التدريب ومبادرات تقييم الجودة لدعم هؤلاء الأعضاء في التعرف على الشهادات اللازم الحصول عليها للامتثال لمعايير التصدير الدولية.
قبل تكوين تكتل الرحاب، سبق لإيماب أن حدد الأعضاء الذين يمكن ضمهم إلى التكتلات من خلال إجراء عدة اجتماعات فردية وجماعية لتقييم إمكانية التوافق بين هؤلاء الأعضاء في العمل. استعان برنامج التكتلات التصديرية بالخبرات الوطنية والدولية لتقييم المجموعات التي وقع عليها الاختيار وتقديم المشورة بشأن الخطوات المستقبلية. أُخضعت ظروف الأعضاء المحتملين في البرنامج للدارسة بغرض تحديد قدراتهم في مجال التصدير وتحليل جوانب القوة والضعف في مجالات الإنتاج، ومراقبة الجودة والتسويق لأغراض التصدير ووضع خطط العمل.
أنشأ إيماب تكتلين للتصدير هما الرحاب وروفانا، وذلك على اعتبار أن هذه التكتلات تمثل أداة لتسهيل نفاذ المنتجات المصرية إلى الأسواق العالمية، وتهدف إلى تقليل المخاطر التجارية والحد من تكاليف التشغيل وإتاحة الفرصة للوصول إلى أسواق أكبر ودعم تراكم المعرفة بين المجموعات المعنية. انتشرت فكرة التكتلات التصديرية بشكل أساسي من خلال برنامجين تدريبيين وثلاث حلقات عمل مركزة نُظمت في القاهرة والوجه القلبي. تم التركيز علي التعريف بالمفهوم وتبادل الخبرات ونشر قصص النجاح. وبجانب ذلك، تمت صياغة مواد دعائية للترويج للمفهوم وتطبيق فكرة التكتلات التصديرية لاستخدامها في حملات التوعية المقبلة.