وحيد.....

ماهر الصاوى.. نعم انه ماهر الصاوى ثانيةً ولا تتعجبوا أو تسألونى عنه فربما سوف تعرفونه هذه المرة وربما يأتى فى مرات قادمة وتتعرفون عليه وربما لن يأتى ابداً فقط دعوا هذا الأمر للزمن ...........

لنرى ما الذى اتى به هذه المرة ربما ... أقول ربما كان شيئاً مهماً نراه الآن وحيداً أو لنقل فقط يشعر بالوحدة على الرغم من ازدحام الناس حوله وكثرة من يحبهم ويحبونه

لكن ...؟؟؟ هل هو يحبهم حقا ؟ وهل هم حقاً يحبونه ؟ سؤالان سكت عنهما منذ زمن فهى أشياء لا تقاس لكنها فقط موجودة لكن ...... مهلاً مهلاً هل سوف يحول الأمر الى فلسفة كعادته ؟ لا فالموضوع أبسط من ذلك بكثير........

ها أنت تتوه فى دهاليز العقل ثانيةً انتبه وأكمل ارتداء ملابسك فلا ينبغى عليك ان تُفّوت الخروج هذه الليلة ......... كانت ليلة هادئة من ليالى مايو العجيب هكذا اعتاد أن يطلق على هذا الشهر فمزاجه دائماً متقلب خلال هذا الشهر واليوم هو هادئ مثل ليلته التى لا يعكر صفوها سوى مرور بعض السيارات المسرعة أسفل النافذة .

كان قد اتفق مع عمر على اللقاء فى الزمالك فى ذلك العقل الصغير هناك لا زال هناك بعض الوقت على ميعاد اللقاء ومع ذلك انتهى من ارتداء ملابسه ونزل من البيت يسير قليلا على مهل حتى يصل الى مكان يستقل منه السيارة المتجهة الى القاهرة .

هدوء , نسمات هواء جميلة مزيج يدعو الى الراحة وصفو البال ومع ذلك لم يكن له اى منهما فالأفكار تتصارع فى رأسه تكاد تخرقها ولم يفلح فى تهدئتها حتى ذلك الحذاء المريح الذى يرتديه أليست راحة الجسم تبدأ من القدمين ؟ أو ليس عقله بجزء من جسده ؟ ربما ليس كذلك وكيف ذلك وهذا العقل لا يظل كثيراً مع هذا الجسد يخرج ويسافر ويجول هنا وهناك بكل الأنحاء تاركاً جسده ملتصقاً بالأرض حقا لهذا لم تفلح راحة جسده فى تحرير عقلة من تلك الأفكار والمشاحنات عما حدث بينه وبين غريب هل كان حقاً مخطئاً فيما فعل؟

أم لا؟ كل ما كنت افعله هو أننى أصحح بعض الأوضاع القائمة بدأ بالخطأ من جهته .... لكنه كان فى طريقه للاعتذار لكننى قطعت عليه الطريق فتعقد الموقف غريب هو حقا ليس اسمه فقط لكن كل شيء بينهما هو يعنى له الكثير لكن علاقتهما تشوبها الكثير من الغرابة لقاءهما كان غريباً تعلقهما بشيء سوياً على الرغم من اختلافهما الشديد كان غريباً........

راح يلوح بيده للسيارات الآتية ...... رمسيس ...؟؟ ركب السيارة التى راح السائق يدور بها بعض الوقت فى الحى علّه يلتقط آخرين وأخيرا عاد بها الى الطريق انه نفس الطريق لكنه الآن تحده تلك الصحراء السوداء من الجانبين يقطعها من حين لآخر تلك الأضواء الخاصة بتلك التجمعات السكنية على جانبى الطريق... تُرى ما سر العلاقة الغريبة التى تجمعهما وتربطهما سوياً ؟؟ ربما هو حلم .... حلم..؟؟ انهما عالمين مختلفين وكل منهما يحاول جذب الآخر الى عالمه برهة ثم يتركه ... يظنان أنهما يقربان عالميهما لكنهما فى الحقيقة يبتعدان أكثر فأكثر .... ربما كان هذا هو ما يشعر به فى تلك الأيام الاخيرة لماذا ....؟؟ لماذا ...؟؟ راح تارة يراقب جانب الطريق والسيارات تمرق فى الاتجاه المعاكس وتارة أخرى يشرد بصره الى هناك الى الظلمة القابعة فى جوف الصحراء التى سرعان ما تلاشت مع مرور الطريق لتظهر علامات الخضرة المتدثرة بثياب الليل الآتى من الصحراء هذا أعاد الى ذهنه صورة حقول قريته وبساتينها التى لم يعد يراها على الرغم من وجودها الدائم كانت ولازالت هو الذى ابتعد... ابتعد عن رحيق أزهار البرتقال فى الربيع ورائحة الحقول المحروثة فى الصيف وجمال كآبة أشجار الخريف كانت السيارة قد دخلت المدينة التى ظهرت أضوائها تتراقص ربما فرحاً أو سكراً وهناك وفى قلبها الجميل التقاه داخل ذلك العقل الصغير رآه منتظراً اياه لم يكن عمر وحده بل كان معه شريف أو المستر كما يحلو لعمر أن يناديه اتخذ كرسيا على طاولتهما وأخذو يتجاذبون أطراف الحديث وهناك فى ركن صغير مرتب من عقله رأى غريب منتظراً اياه... لا تقلق سوف آتى اليك قريبا.... عندها تولدت ابتسامة صغيرة على شفتيه وهو يومئ برأسه موافقا على كلام شريف حول كتاب كان يتصفحه ........

وليد القاضى

مدينة أكتوبر

29/5/2005

المصدر: قصة قصيرة من تأليفى
Elkadypharmacy

وليد القاضى

  • Currently 109/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 319 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2010 بواسطة Elkadypharmacy

ساحة النقاش

وليد عبد التواب القاضى

Elkadypharmacy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,815