مدرسة الحصوة الإعدادية بأبوكبير

نحن مؤسسة تعليمية وتربوية نحمل على عاتقنا تربية النشىء العلم

  ملخص قصة

 

ظلـم الأيـــام

 تـأليــــف  :  لـــواء أميــن منصــور

سيناريـــوا : فــــايـــز رشـــــوان

[email protected]

0103899384

 

 

 

 

 

 

 

 

جملات شخصية مال بها الهوى والصعود إلى الهاوية البشرية والتي تغيرت مسارها بدرجة كبيرة داخل مطحنة الحياة نتج عنها الكثير من الأبناء التائهين في طرق الأيام . وجملات كانت فتاة جميلة حسناء المظهر ذات دلال وأنوثة طاغية وكانت تعيش في جو أسرى يملئه الحب والود والكفاح ومستورة الحال حيث كان أبيها الحاج إبراهيم حماد يمتلك عمارة سكنية في أحد أحياء مدينة فاقوس بالشرقية . ولأن جملات تفوح بالأنوثة الطاغية والدلال كانت محط أنظار العديد من الأشخاص والأفراد . وفى يوم من الأيام تقدم لها شاب يدعى سمير القنيشى والذي كان يراقب تحركاتها في كل مكان والتي استطاعت أن تخطف قلبه فأخذ سمير القنيشى يبحث عن مفاتيح قلب جملات للوصول إليها ورغبة منه في الزواج منها والفوز بها قبل غيره من الشباب الذي كان يتمنى الارتباط بها فوجد سمير أن أقرب مفتاح إلى جملات هو أبيها مباشراً وأخوها الأكبر ولما لا وهو لا يرغب إلا في الزواج والاستقرار مع حبيبته فلم يضيع سمير الفرصة أو الوقت في التفكير وفاتح أخيها في رغبته في الزواج بأخته جملات وطلب منه أن يقوم هو بتبليغ والده بالأمر وبعد عدة أيام تلقى سمير القنيشى رداً على طلبه من أخو جملات بأن والده يرحب به وقد وافق على طلبه ويريد أن يشرفه بالبيت للتحدث في كافة التفاصيل . وتزوج سمير بجملات وعاش الأثنيين في هناء وسعادة وأثمر هذا الزواج عن طفل وتم تسميته سعد ولم تمضى سنوات قليلة وهو ما يقارب 3 سنوات بعد إنجاب جملات لطفلها حتى كانت بداية دوامة الحياة التي ابتلعت جملات في جنابتها حيث توفى سمير زوج جملات فجأة بعد أن بلغ ابنهما 3 أعوام وانقلب البيت إلى حزن وانقلبت الحياة رأساً على عقب وأصبحت جملات الشابة الحسناء وحيدة مع طفلها سعد وما زاد الطين بله هو أن بعد وفاة زوج جملات بعام فقط لا غير توفى والد جملات والذي كان يعتبر الحامي لها من غدر الزمان بعد وفاه زوجها فتوالت المصائب على رأس جملات حيث سرعان ما دب الخلاف بين أخوة جملات بعد وفاة والدهم طمعاً في الميراث وإيراد العمارة واستمر الحال فترة زمنية كبيرة من الشد والجذب واضطراب أسرى بين جملات وأسرتها حتى اعتادت جملات على العيش في جو الاضطراب والأزمات . وفى يوم من الأيام خرجت جملات من بيتها وأمام بوابة بيتها إذ وقعت عينيها في عين رجل يقف أمام سيارته النقل بمدخل العمارة ولكن سرعان ما همت جملات بالسير لقضاء حاجيات ومستلزمات لها وعندما انتهت من التسوق بالسوق وعادت فإذا بها تجد هذا السائق مازال بجوار سيارته ويريد أن يستوقفها بعض الوقت .

 

(1)

 

والسائق هذا يدعى السيد وهو من الإسكندرية وهو معتاد على المجيء بسيارته إلى فاقوس محملة بالبضائع التي يحملها من ميناء الإسكندرية لتجار فاقوس والخاصة بالبويات والحدائد ومستلزمات العمارة والبناء . واستطاع السائق هذا أن يتعرف على جملات نتيجة تردده على الشارع الذي تسكن فيه والذي يقع فيه كثير من المحلات التي يوصل إليها البضاعة المستوردة وفى دردشة حوارية بين الأثنيين تعرف كل منهما على الأخر مما ساعد السائق السيد على التجرؤ في طلب يدها وبعد أن تأكد أنها تريد الاستقرار أو على الأقل فهم أنها تريد الخلاص من دوامة المشاكل التي تعيش فيها والفرار بإبنها ولكنه تيقن بأن جملات ليست كما يظن بأنها امرأة لعوب كما هو معتاد على ذلك وإنما تريد العيش في الحلال . ولم يجد السيد أمراً أو مفر غير أن يطلب مقابلة أخوها الأكبر حتى يطلب يد جملات من أخيها بعدما تمكن السيد من لفت نظر جملات إليه وبالفعل قامت جملات بإبلاغ أخيها الأكبر بما يريد السيد وأنه يطلب مقابلته إلا أن أخيها الأكبر اعترض من أول وهلة على هذا الزواج ولكن تحت ضغط جملات لأخيها وافق على مضض على مقابلة السيد وتم تحديد ميعاد لمقابلة السيد وبالفعل في اليوم المحدد للمقابلة طلب السيد الزواج من جملات ولكن الأخ الأكبر لجملات أصر على رفضه لهذا الزواج وانتهت المقابلة بأن نهض السيد من مجلسه غير راضى من مقابلته له وفى أثناء خروج السيد من البيت نظر إلى جملات نظرة كلها أسى وضيق وبعد ذهاب السيد دار نقاش بين جملات وأخواتها وأحتد النقاش فيما بينهم وهى تعاتب أخيها وأخواتها لماذا أخيها الأكبر لا يريد الموافقة على زوجها من السيد بالرغم من أنه يعرف ظروفها جيداً بأنها كانت متزوجة ومعها طفل وأن السيد موافق على زوجها بأبنها فوضح الأخ الأكبر لجملات بأنه لم يوافق عليه لاعتبارات عديدة لعل من أهمها أنه غريب ولا يعرف أي شيء عنه ولا يعرف أصله أو فصله كما يقولون ثم أحس أخيها بأن هذا الشخص ربما  يكون طامعاً فيها وسوف يكون مصيرها الفشل ولكن جملات لم تقتنع بكلام أخيها وأصرت على الزواج من السائق السيد مما أدى إلى تهديد أخيها الأكبر وباقي أفراد الأسرة لها بأنهم سوف يحرمونها من الميراث إذا أصرت على الزواج من السيد . وبعد مرمر عدة أيام على هذه المناقشات بين جملات وأفراد عائلتها تتقابل جملات مع الأسطى السيد السائق في مكان خارج بيتها وتطيل الجلوس معه في حوار أخذ الوقت الكثير الذي انتهى باتفاق الطرفين السيد وجملات على الزواج والارتباط بدون علم وموافقة أهلها وعلى أن تترك فاقوس وتذهب معه للعيش في سيدي جابر بالإسكندرية

 

(2)

 

وبالفعل هربت جملات بطفلها من بيت أبيها وخرجت دون علم أخيها وبدون أن يشعر بها أحد مع السيد وتم عقد القران بالإسكندرية وعاشت جملات مع السيد فترة زمنية من الحب والهيام والعشق وحملت جملات من السيد وأنجبت له طفل ففرح به وأطلقوا على هذا الطفل الجديد اسم جابر تيمناً بسيدي جابر واستقر الحال بجملات وطفليها مدة تبلغ من الزمن 4 سنوات وعاشت بعدها في حياة روتينية وتسرب إليها الملل التام والقلق والإهمال وأصبحت غير مستقرة وانقلب الحال رأساً على عقب حيث اعتاد السيد زوجها على السهر خارج المنزل لفترات متأخرة من الليل وبدأت حياة الركود والملل النفسي الذي تسلل إلى جملات والسيد وبدأ الاغتراب النفسي والحسرة تتسرب إلى نفس جملات شيئاً فشيئاً وبدأ الفتور والبرود في العلاقات تدب في أوصال حياتهم . وتبدل حال السيد مما استرعى انتباه جملات وبخاصة أن السيد بدأ التوقف عن الإنفاق على جملات وأولادها والذي اعتاد على النوم وقت الظهيرة ثم ينهض من نومه طالباً كوب الشاي ثم يشرب السجائر المحشوة بالمخدرات ثم يقوم بارتداء ملابسه ويخرج ولا يأتي إلا أخر الليل . وفى يوم من الأيام استدعت جملات جاره لها تسمى أم إبراهيم لكي تشتكى همها وحال زوجها وإذ بأم إبراهيم تخبر جملات بأن زوجها السيد على علاقة بنساء وله عاشقة يذهب إليها وقد فاحت أخباره في المنطقة مما أصاب جملات بصدمة نفسية كبيرة ولكن تتمالك جملات أعصابها حتى ترى ماذا سيكون الأمر بعد هذه المفاجئة الغير سارة وتطلب من أم إبراهيم معرفة المكان الذي يذهب إليه السيد واسم العاشقة التي تستقبل زوجها في بيتها وبالفعل أخبرت أم إبراهيم عن اسم هذه المرأة العاشقة التي على علاقة بزوجها وأخبرت عن التوقيت الذي يذهب فيه السيد إلى هذه العاشقة . وفى اليوم التالي انطلقت جملات خلف زوجها متتبعة سيره دون أن يراها وعندما تأكدت من دخول زوجها إلى بيت العاشقة (س) قامت جملات بعدها بفترة زمنية تقدر بنصف ساعة بدق جرس الباب فأسرعت (س) بفتح الباب وهى قلقة ممن يدق جرس الباب في هذا الوقت وإذ بها تجد جملات تسأل عن زوجها السيد ولكن (س) تنكر أنها تعرف أي فرد بهذا الاسم وتحاول غلق الباب في وجه جملات ولكن جملات تقوم بدفع (س) بقوة وعصبية شديدة داخل البيت لتبحث عن زوجها بداخل البيت وإذ بها ترى زوجها في غرفة النوم على سرير العاشقة (س) وكانت لحظات درامية بها الكثير من الخجل والقلق والحيرة والاضطراب وعدم القدرة على الكلام أو التفكير من الموقف الذي حدث ومن المفاجئة التي أحدثتها جملات للسيد والذي نظر إليها دون أن ينطق بكلمة واحدة وبعدها تخرج جملات مسرعة خارج بيت

(3)

 

 

العاشقة (س) وهى تبكى بحرقة شديدة وتعود إلى بيتها بينما يحاول السيد زوجها في هذه اللحظة أن يلملم نفسه أو يسترها بارتداء ملابسه لكي يلحق بجملات ويعود السيد إلى جملات ويدور نقاش حاد وتدب المشاكل والذي وصل إلى حد العراك والتشابك بالإيدى بين الطرفين والذي انتهى بإصرار السيد على هذا السلوك المشين له وخلع برقع الحياء كما يقولون والذي وضح لها كيف أنه لا يستطيع الاستغناء عن هذه العاشقة التي سهلت له كل أنواع المتعة الحرام ولكن جملات تقاطعه وتقول له : ( معلهش الغلطة مش غلطتك ولكنها غلطتي أنا التي عاديت وخاصمت أهلي ولم أنصت لنصائح أخي الكبير وأنا التي تنازلت عن أهلي وبلدي وناسي ..... ألخ أنا التي تنازلت عن كرامتي ولم اسمع مجرد كلام أخواتي وترك السيد جملات وهى تبكى بكاء الحسرة والندامة على ما فرطت به من نصيحة أخواتها وأصبحت في حيرة من أمرها وأصبحت في موقف لا تحسد عليه حيث لم يعد لها من سبيل للتصرف في الأمر إلا بحكمة بالغة لأن البديل سيكون طعمه مر مثل العلقم فأرسلت جملات إلى أم إبراهيم لكي تشتكى لها وتستشيرها في الأمر وتدبر أمرها والتي توصلت إلى ضرورة الخروج للبحث عن عمل لكي تتمكن من الإنفاق على أولادها وبخاصة أن زوجها كان قد توقف عن الإنفاق عليها هى وأولادها وبالفعل تم تدبير عمل لجملات بعد فترة من البحث عن عمل فوجدت عمل كممرضة في مستشفى سيدي جابر بعد ما علم مدير المستشفى بظروفها واستقر الحال بعض الوقت ومع ذلك لم يترك السيد جملات في حالها حيث قام بابتزازها طمعاً في المرتب الزهيد الذي تتقاضاه من المستشفى وانتهى المطاف بجملات إلى طلاقها من السيد وحملت أطفالها وركبت قطار الندم والحيرة وعادت جملات بالفعل إلى مسقط رأسها بفاقوس بالشرقية . وبالفعل عادت جملات بأولادها ونزلت في ضيافة صديق لوالدها لأنها لم تستطيع الذهاب إلى بيت أبيها لدى أخواتها وأخوها الكبير وطلبت جملات من صديق والدها أن يساعدها في تدبير مسكن لها وأنها سوف تخرج لوكالة الخضار والفاكهة من أجل التجارة والإنفاق على أولادها . وتدور الأيام ويستقر الحال بجملات سنوات معدودة بعد رحلة العذاب التي يأتي تفاصيلها في سرد القصة نفسها ويظهر شخص صعيدي من محافظة المنيا والذي يتردد على جملات بالسوق وبدون الدخول في تفاصيل الدقيقة لهذه القصة وبخاصة موضوع زواج فتحي الصعيدي من جملات

ملحوظة L التفاصيل مذكورة بالدقة في القصة التفصيلية

يتزوج فتحي الصعيدي من جملات وتنجب له بنتان ويشارك فتحي

(4)

جملات في تجارة الفاكهة والخضروات وتسير الحياة على منوال من الهدوء والاستقرار لعدة سنوات إلى أن تعرضت جملات لمصيبة أخرى وهى أن أبنها الأكبر (سعد) كان قد تعرف على فتاة بالسوق يعمل والدها قهوجي بجوار الورشة التي يعمل بها (سعد) وتدور قصة حب بين سعد وبين هذه الفتاة التي تسمى (كوثر ) ويطلب سعد من أمه أن تذهب معه لخطبة كوثر ويطلب بإلحاح وبالفعل ( وبدون الدخول في تفاصيل    القصة ) يتزوج سعد من كوثر ويا ليته ما تزوج حيث أثقل هذا الزواج كاهل جملات التي ليست في حاجة لمعاناة جديدة أو ظلم جديد من الأيام حيث اضطربت أحوال سعد وانحرف أبنها انحراف شديد وبسرعة كبيرة وتدهورت حياته حيث أنه انزلق في دوامة المخدرات حيث أن والد كوثر كان يعمل في تجارة المخدرات عن طريق قهوته التي كانت تدار في هذا المجال والذي شد معه (سعد) في طريق اللاعودة بل وما زاد الطين بله أن كوثر كانت تمتلك من عدم الحياء الكثير وكانت سليطة اللسان والتي اعتادت السب والشتم في والدة زوجها سعد . ومن هنا ونتيجة لكل تلك المصائب المتوالية على جملات أصيبت بمرض السكر والضغط وبدأت مرحلة المرض من كثرة ما ألم بها من مصائب وتدهور الحال بها سريعاً وتدهورت صحتها وبخاصة بعدما قامت الشرطة بضبط أبنها سعد متلبس في تجارة المخدرات حيث استغله صهره في توزيع البضاعة وتم تقديم سعد للمحاكمة والتي حكمت عليه بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ . وفى يوم من الأيام الحياتية المعتادة لخروج جملات للتجارة بالسوق في الخضروات والفاكهة تطلب جملات من فتحي زوجها أن يذهب إلى مجلس المدينة لمقابلة الأستاذ عطية بالشئون الإدارية لأنه كان قد كتب محضر مخالفة إشغال لفرش جملات بالسوق وذكر فيه أن فرش الخضروات والفاكهة يشغل الطريق وغير مرخص له . وفى أثناء مداولة فتحي الصعيدي وجملات فيما بينهم وإذ بسيارة مباحث الإشغالات التابعة لمجلس المدينة تقف أمام فرش جملات وبسرعة ينزل منها أفراد من جنود وموظفي الإشغالات ويحملون البضاعة الموجودة بالفرش من خضروات وفاكهة ويأمرون جملات بصعود السيارة ويأخذونها إلى قسم الإشغالات بمجلس المدينة وتصيح جملات وتبكى وتلطم الخدود فيهم بقولها ( يا ناس حرام عليكم اتقوا الله كفاية بهدلة الأيام ...........ألخ ) وتذهب السيارة بها في وسط ضجيج من الناس بالسوق مع صفارة سيارة الإشغالات ويحاول فتحي اللحاق بها فلم يستطع اللحاق بها فيمشى سائراً على قدمه وبخاصة أن المسافة بين السوق وبين مجلس المدينة يبلغ حوالي 500 متر ولكن هذا الطريق يقاطعه شريط سكة حديد وفى منتصف الطريق وفى أثناء عبور فتحى هذا الشريط وإذ بقطار قادم من مدينة الزقازيق في لحظة عبور فتحى

(5)

 

لشريط السكة الحديد ويقوم الناس المارين بجوار الطريق بالصراخ والمناداة على فتحى لكي ينتبه ويأخذ باله ويلتفت لرؤية القطار  القادم والذي أخذ بدوره يصفر ويحذر بصفارته من يعبر هذا الشريط ولكن لا توجد أذان صاغية عند فتحى الذي كان على موعد مع تنفيذ القدر في لحظة عبوره وعبور القطار عند نقطة لكي يضربه بعدما أفاق فتحى نتيجة كثرة المناداة من المارة ولكن في أخر لحظة مع قدوم القطار فارتبك وشل تفكيره وحاول أن يفادى نفسه في اللحظات الأخيرة إلا أن القطار تمكن من بتر رجله اليسرى التي بترت تماماً وبعد مرور القطار الذي لا يمكن له التوقف وإلا حدثت كارثة كبرى بركاب القطار تجمع كثير من الناس المارة والذين شاهدوا المنظر أمامهم فأخذ بعضهم يغطى فتحى بورق الجرائد

ملحوظة : ( بدون الدخول في التفاصيل الدقيقة للحادثة لأنها مذكورة بالقصة ) تم نقل فتحى بسيارة الإسعاف إلى المستشفى وفى تلك الأثناء كانت قد خرجت جملات من قسم الإشغالات بعدما تحرر لها محضر مخالفة ودفع الغرامة وعادت إلى بيتها في نفس يوم الحادثة لزوجها وقد شعرت بالقلق وعدم الارتياح وشعرت بالحيرة لعدم وجود فتحى بالبيت أو الفرش بالسوق حتى أسدل الليل والتي خرجت هي وبعض جيرانها للبحث عن زوجها فتحى والسؤال عنه في قسم الشرطة وبعد بحث طويل عرفوا أن فتحى قد أصيب في حادثة القطار اليوم وقد بترت ساقه اليسرى فأغمى عليها حيث زاد معدل السكر في الدم ويحاول الجيران إفاقتها من الغيبوبة بأن أسرع البعض بإحضار روائح والبعض الأخر بإحضار بصل ونشادر ووضعها أمام أنف جملات على أساس أنها مغمى عليها من الخبر فقط ولكن جابر أبنها يعلم أن الإغماء هو ناتج عن ارتفاع نسبة السكر في الدم وعندما علم الحاضرون قاموا باستدعاء سيارة الإسعاف والذهاب بجملات إلى المستشفى فأصبح فتحى وجملات طريحي الفراش بالمستشفى وتم علاج جملات وضبط السكر وخرجت من المستشفى ولكنها أصرت على البقاء بالمستشفى بجوار زوجها الذي كان في عنبر حوادث الرجال حتى تطمئن عليه وحتى يستعيد صحته وحيويته ولذلك طلبت من أبنها جابر بأن يقوم بدورها في السوق من أجل توفير المال الذي يدبر بهم حالهم حتى يخرجون من المستشفى . وتمر الأيام والشهور في علاج فتحى بالمستشفى ويخرج معافى ولكنه لا يستطيع التحرك إلا على عكازيين وأصبح قعيداً لا يقوى على العمل وأصبحت الأعباء أكثر ثقلاً على جملات لدرجة أنها لم تعد تحتمل مزيد من المصائب ورويداً رويداً تعودت جملات على الوضع المستجد وتأقلمت على ذلك وبدأت الخروج إلى السوق للتجارة مرة أخرى

(6)

والإنفاق على أولادها وزوجها وتحت ضغط الحياة الشديد لها كان يمر عليها رجل يدعى الأستاذ حلمي والذي اعتاد على التسوق من جملات مستلزمات بيته من خضروات وفاكهة وكان حلمى هذا موظف في إدارة الشئون الاجتماعية ويعرف الأستاذ حلمى بمشاكل جملات ويتفهم ما تتعرض له من مصائب وكيف أنه لا تستطيع تحمل تكاليف الحياة وبخاصة أعباء العلاج لزوجها ومصاريف أولادها ولا ننسى أبنها سعد المسجون في تجارة مخدرات فيعرض عليها الأستاذ حلمى المساعدة بأن تقوم بتصوير شهادات ميلاد الأبناء وعمل شهادة فقر لها لكي يستطيع خدمتها في عمل معاش شهري من وزارة الشئون الاجتماعية وبالفعل

( وبدون الدخول في التفاصيل الدقيقة لهذه الفقرة ) تم عمل معاش شهري لجملات . وفى إحدى زيارات جملات لأبنها سعد بالسجن وبعد عودتها للبيت أحست جملات بآلام شديدة في صدرها فاشتكت من شدة الألم فأشار عليها أفراد أسرتها بضرورة الذهاب إلى أحد الأطباء للكشف عليها خوفاً من أن يكون هذا الألم صادر عن ارتفاع نسبة السكر في الدم ولكنها ترفض الانصياع للنصيحة وتقول لهم أنها بخير وأن الموضوع مجرد تعب خفيف . وفى ذات مرة أثناء ذهاب جملات إلى عملها بالسوق وإذ بجملات تحس بشوق وحنين إلى رؤية بيت أبيها وفى شوق لرؤية أخيها الأكبر وأخواتها وتذهب إلى هناك وتقف أمام بيت والدها وهى تنظر إليه في تأمل شديد ويسيل على خديها دموع غزيرة والتي تجهش بالبكاء الشديد وفى  هذه اللحظة وبدون موعد تنزل أختها سعدية بالصدفة والتي كانت ذاهبة إلى شراء بعض الأشياء وإذ بها تفاجئ بجملات أختها غارقة في بكائها وتقف سعدية لمدة دقائق مشدودة أمام أختها جملات التي لم تراها منذ سنين

ملحوظة : ( وبدون الدخول في التفاصيل لهذه الفقرة نذكر أنها مفصلة في القصة )

تتردد سعدية في مصافحة أختها جملات وفى تلك اللحظة يشتد الأم مرة أخرى بصدر جملات وتلاحظ أختها سعدية وتشاهد وجه أختها الشاحب وكيف أنها تعانى من شدة الألم وإذ بعاطفة الأخت لأختها وبدون وعى تجرى سعدية من على السلم خطوات قليلة مسرعة نحو أختها وهى تحتضنها في محاولة أمساكها ومساندتها حتى لا تسقط على الأرض وتقوم بإحضار كرسي لها أمام بوابة البيت وتأتى إليها مسرعة بكوب من الماء والسكر وهى لا تعلم أي شيء عن مرض أختها والذي تمكن من جسد جملات وتحاول سعدية أن تجفف عرق أختها وبعد مرور الأزمة الصدرية لبعض الوقت لجملات وإحساسها بالراحة المؤقتة تترك

 

(7)

 

أختها سعدية وهى تنظر إليها نظرة شديدة مليئة بالمحبة والعطف والشوق والحنين .........ألخ

وتذهب جملات إلى السوق ولكنها لا تستطيع أن تواصل عملها وتعود إلى بيتها من شدة الألم ويقوم أهل الشارع والحي الذي تسكن فيه والذين يحملون صفات الشهامة والجدعنة يحملون جملات في سيارة إلى المستشفى لعمل فحوصات وتحاليل طبية وإذ كانت المفاجئة الغير سارة وهى أن جملات مصابة بسرطان الثدي وفى مراحل متأخرة وتحتاج إلى إجراء عملية لإزالة الورم الخبيث من ثديها وعندما علمت جملات من الأطباء حقيقة الموقف وإذ بها لا تهتز وينزل الله عليها السكينة والهدوء والاطمئنان وراحة البال المفاجئ وكأنها استسلمت للواقع ورضيت بقضاء الله . وتمكث جملات ما يقارب ثلاثة شهور بالمستشفى حتى تعافت بعد إجراء العملية وعادت إلى البيت فقررت الجلوس في البيت وعدم الخروج إلى العمل بالسوق مرة أخرى لأنها أصبحت لا تقوى على ذلك مكتفية بما تحصل عليه من معاش وخرج فتحى الصعيدي زوجها إلى السوق مكانها للعمل على فراش الخضروات والفاكهة . وبعد هدوء عاصفة الأيام فترة من الزمن أخذت جملات المواظبة على الصلاة والتسبيح لله وتجتهد في التقرب إلى الله وفى ذات يوم كالمعتاد قامت جملات بإيقاظ جابر من نومه في الصباح لكي يذهب إلى عمله في الورشة التي كان يعمل بها ولكن جابر في ذلك اليوم يرفض الذهاب إلى العمل بحجة أنه متعب ويريد قضاء هذا اليوم بجوارها بالبيت وترضخ الأم جملات لمطلب أبنها ويتولى جابر هو وأخواته البنات سهير ووردة تجهيز وجبة الإفطار وخرج جابر إلى المخبز لإحضار الخبز ويلتف الأبناء حول الأم على وجبة الإفطار في مودة وألفة ودفء أسرى كبير وهدوء وطمأنينة غريبة وغير معتاد عليها وإذ بجملات تطلب من الأبناء وتوصيهم بالألفة والمحبة فيما بينهم وتدعوهم لمراعاة الطفل الصغير حفيدها أبن سعد المسجون حتى يخرج من السجن وتوصيهم بأنهم لهم حق الميراث في ميراثها من أبيها وهو ما يسيطر عليه أخوها الأكبر عبد المنعم . وفى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً من ذلك اليوم وبعد أذان الظهر تنهض جملات للذهاب إلى حوض الغسيل لكي تتوضأ للصلاة الظهر ولكنها لا تستطيع التركيز في الوقوف حتى ساندها جابر أبنها وساعدها على الوقوف على الحوض وهى تدعوا له بالستر من الله وفى أثناء الوضوء وإذا بجملات يختل توازنها فتسقط في لمح البصر على الأرض وفى أثناء سقوطها تقع برأسها على حافة الحوض الذي يشق رأسها من المقدمة ويهرع أبنائها بعدما سمعوا صوت ارتطام شيء بالداخل وإذا بهم يجدون أمهم جملات ملقاة على الأرض فتصرخ سهير ووردة من المنظر والخوف على أمهم

(8)

 

ويجرى جابر للاستغاثة بالجيران وتم إحضار طبيب للاطمئنان على جملات ولكن كانت على موعد مع قدر الله إذ فارقت جملات الحياة وتموت تاركة أولادها في مهب ريح الأيام .

ومن هنا تبدأ المعاناة الحقيقة لجابر الإسكندرانى وصراعه مع فتحى الصعيدي زوج أمه الذي يقوم بتزوير الأوراق الرسمية لجابر من أجل ضمان استمرار المعاش والطمع في مكسب جابر من الورشة حيث أن فتحى راودته فكرة خبيثة بأنه لابد من استخراج شهادة ميلاد جديدة لجابر على أن تكون باسم فتحى أي أن يكون جابر في الشهادة الرسمية ابن فتحى لهذا هداه تفكيره الشيطاني إلى استخراج شهادة ميلاد مزورة لجابر وقام بإخفاء شهادة ميلاد جابر الأصلية وقام بالاتفاق مع أحد المزورين المشهورين في عالم التزوير بتزوير شهادة ميلاد جابر وبعمر أقل من عمره الحقيقي

ملحوظة : ( التفاصيل الدقيقة لمراحل التزوير مذكورة بالقصة التفصيلية )

ويحتد النقاش بين جابر وفتحي عندما طلب جابر منه أن يعطيه الأوراق الدالة على طريق والده السيد بالإسكندرية ولكن فتحى يطلب من جابر أن ينسى هذا الموضوع مطلقاً ويلتفت إلى عمله بالورشة من أجل مساعدته في تربية أخواته البنات مستغلاً أنه رجل قعيد ويرفض جابر تنفيذ أوامر فتحى الصعيدي ولكن تحت الضغط والشتم والطرد من البيت يرضخ جابر لأوامر فتحى ومع ذلك يقوم فتحى بطرد جابر من البيت بالليل بعد مشادة بينهم مرة أخرى ويقوم فتحى بغلق الباب ويقف جابر حائراً فلم يجد منه مفر إلا الذهاب إلى جامع الحي للمبيت فيه وليالي أخرى يبيت على كراسي محطة السكة الحديد ويستمر تشرد جابر فترة كبيرة من الزمن إلى أن يتدخل الحاج مدبولى صاحب الورشة التي يعمل فيها جابر ويتفق مع فتحى على مبلغ معين من جابر مساهمة له في تربية بناته . ونتيجة لهذه المعانة يحاول جابر أن يعرف طريق والده الحقيقي السيد بالإسكندرية ويقوم باستشارة أهل الرأي والخبرة فأشار عليه الأستاذ أحمد سعيد وهو صاحب الحاج مدبولى صاحب الورشة أن يذهب إلى الإسكندرية إلى السجل المدني وإلى مستشفى سيدي جابر الذي كانت تعمل فيه والدته جملات والبحث في ملف والدته بالمستشفى والسجلات الرسمية بالإدارة الصحية بسيدي جابر عن طريق هذه الجهات سوف يصل جابر إلى والده الحقيقي السيد

ومازال البحث مستمر

(9)

المصدر: لواء أمين منصور كاتب وباحث وعضو المنظمة العالمية للكتاب الأفريقيين والأسيويين بالقاهرة
ElHaswaprepschool

يسمح بذلك

  • Currently 70/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 540 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2010 بواسطة ElHaswaprepschool

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

lewaa Ameen Mansouer El sayed--لواء أمين منصور (مدير مدرسة الحصوة الإعدادية بأبوكبير )

ElHaswaprepschool
موقع مدرسة الحصوة الإعدادية بأبوكبير من المواقع التربويـة الهدف منه هـو تعليم النشىء الأهداف التربوية والاجتماعية والسياسية وكافة أنواع التربية من أجل الإسهام المعرفى والعلمى الثقافى والتربوى والاجتماعى من منطلق وقل ربى زدنى علما ونركز فى موقعنا هذا على التربية الأخلاقية من منطلق تأدبوا فإن كنتم ملوكاً سدتم وإن كنتـم »

عدد زيارات الموقع

98,262