كتب / مجدي عاطف
عاش النجم الكوميدى سعيد صالح رغم موهبته التمثيلية الطاغية وخفة ظله التي لا مثيل لها حياة مليئة بالمأسي منذ سنوات عديدة. وتعرض «صالح» للسجن أكثر من مرة كان أولها عام 1983 بسبب مقولته الشهيرة «أمي اتجوزت ثلاث مرات الأول أكلنا المش والتاني علمنا الغش والثالث لا بيهش ولا بينش » قاصداً بذلك رؤساء الجمهورية الثلاثة الذين تناوبوا على حكم مصر. بينما سُجن للمرة الثانية عام 1991م بتهمه تناول المخدرات، وهو ما نفاه سعيد صالح عدة مرات؛ مؤكداً أن سجنه كان بسبب آرائه السياسية المعارضة والمنتقدة لنظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك. ولم تكن هي الأزمة الوحيدة في حياة سعيد صالح الشخصية، بل إنه كان يعاني من عدم استقرار أسري بعدما انفصل عن زوجته الأولى، كما أنه لم يرزقه الله بـ«الولد» الذي كان يرغب سعيد في أن يحمل اسمه ويكمل مسيرته الفنية. تعرض سعيد صالح لأزمة أخرى بعد خروجه من السجن وهي عدم مشاركته في الأعمال الفنية وإحجام المنتجين والمخرجين عنه لآرائه السياسية وغضب النظام منه. أصيب بعدها بالعديد من الأزمات الصحية التي استنزفت أغلب ثروته التي جمعها من الفن ليتعرض إلى أزمة جديدة وهي حاجته إلى الأموال التي تكفل له حياة شبه كريمة إلا أنه لم يجد ذلك. كما تعرض نجم الكوميديا إلى حريق منزله مما اضطره إلى العيش في شقة مفروشة بالشيخ زايد مع زوجته الثانية. ويعد تخلى أصدقاء النجم الكوميدى عنه خلال حياته أكبر الأزمات، مما أثر على حالته النفسية بشكل كبير، واستمرت تلك الأزمة حتى بوفاته ورحيله لمثواه الأخير حيث تخلف أغلب رفقاء الرحلة عن حضور الجنازة.