الصدمة النفسية لها مراحلها .. والتي تتمثل في :الدهشة - إنكار الواقع - ومراجعة الذات .. وهذه المراحل تطول وتقصر بحسب حجم الصدمة وآثارها المترتبة.. وكذلك قد يصل الفرد أو الجماعة الى مرحلة ما ويعود الى سابقتها ..و صدمة الإخوان من نوع الصدمات المركبة ..فهم على كرسي الحكم ساكنون ..وبزمام الأمور قابضون .. وبشرعية الصناديق محصنون .. فكيف للآخرون أن يتمكنون ؟.. هذا كان واقعهم كما كانوا يعيشونه مطمئنون .. وفجأة جاءت الطامة الكبري والصاعقة العظمي من بين أيديهم ومن خلفهم ومن تحت أرجلهم .. فهى الصدمة النفسية الطاحنة بكل أركانها كما وصفها علم النفس .. لذا كان من الطبيعي أن يمروا بمراحل الصدمة مرورا بطيئا حثيثا متفاعلا ومتناوبا .. إن حالهم الآن في تناوب بين الدهشة ثم إنكار الواقع ثم الدهشة .. وهكذا .. ويمكن أن يطول الحال حتى يصلوا الى المراجعة مع الذات .. تلك التي أتوقع فشلهم فيها أيضا لتصبح مراجعة سالبة غير فاعلة مع الواقع ..وذلك لأسباب تعود الى البنية النفسية الإخوانية التي قادتهم أصلا الى الفشل السياسي .. فالبنية النفسية لديهم - كما ذكرت مرارا قبل وبعد الثورة - تقوم على ثلاثة محاور مهمة هي: فليل من الذكاء ..كثير من التفكير المنغلق ( التسلطي).. ومزيد من الإستحواذ .. ومن ثم فإن تفاعل هذه المحاور في الشخصية سوف يؤدي بهم الي مراجعة سالبة .. تصل بهم في النهاية الى الإستكانة والخضوع للواقع وعجز عن التعلم .. لكن قد يبرز منهم إصلاحيون .. وخاصة من شباب الإخوان يحاولون المراجعة الموجبة .. التي تحاول أن تدرك الحقيقة وتستجلي الأسباب .. وتقف عند بعض الإصلاحات التنظيمية والسياسية .. وقد يسرعون في تعديل خطاب التواصل مع أطياف المجتمع لإستقطاب فئات شعبية وقوي وطنية .. إن الذي سردته في مقالى المتواضع الحالى ليس كلاما مرسلا أو من قبيل الإنطباعات والخواطر ، بل هي كلمة لعلم النفس وقراءة في سيكولوجية الإخوان .. التي كتبت عنها قبل ثورة ٢٥ يناير وبعدها ..إضافة الى الكثير المتواضع مما كتبت في سيكولوجية الشعب المصري بصفة عامة .. أعني أن كتابات رجل أكاديمي مثلي لايصح أن تصدر عن هوى أو خلفية كارهة للإخوان كما يدعي البعض منهم عني وعن غيري من المخلصين للكلمة والموقف والمصلحة العامة .. وأرجوا أن يتأكد الإخوان وإخوان الإخوان أن الإنسان المصري المسلم السوي بالذات كان يتمني لحكمهم النجاح .. أتعرفون لماذا ؟ لأن نجاحهم كان ببساطة سيمثل حجر الزاوية في التغيير الموجب للفكر الغربي والأمريكي عن الإسلام من دين للإرهاب في فكر شعوبهم الى ىدين دولة وسلام ..فقد أخطأ الإخوان ومازالوا حين ربطوا بين توجهاتهم السياسية والإسلام للأسف الشديد .. وبالتالي أصبح سقوطهم فرصة ذهبية للغرب في الترويج لفشل الإسلام ..لقد إستخدم الإخوان والتيار المتأسلم الإسلام أفيونا للشعب المصري وظنوا أن أفيونهم المفتعل يؤثر في الجسد والعقل المصري الذكي والعميق .. الواعي .. الوسطي .. هل ترون أن هناك مسلم لا يسعد بنجاح مبادئ دينه في بناء دولة العلم والإيمان ؟ .. لكن الإخوان للأسف أضاعوا الفرصة الذهبية .. التي حثهم عليها الإمام الأول المرحوم حسن البنا "" إستعينوا على أعدائكم بالصبر وإقتناص الفرص "" وهم حتي الآن في تخبطهم السلوكي في الشارع والميادين والأعداد المفتعلة يؤكدون على مسيرتهم الفاشلة وعلى ضياع الفرصة كاملة.. بل مستمرون في التأكيد على أن فشلهم هو فشل للإسلام . !!! والإسلام من مسيرتهم برئ ..

المصدر: Educpsychology

ساحة النقاش

أ.د حمدي علي الفرماوي

Educpsychology
موقع علمي سيكولوجي وثقافي يهدف الى: * نشر ماتيسر من انتاجي وانتاج تلاميذي العلمي والثقافي ( الكتب - الأبحاث - المقاييس النفسية - المقالات ) * مناقشة الظوامر السلوكية المستجدة في المجتمع والتواصل معها * مناقشة المغلوط في الثقافة النفسية * التواصل مع الجمهور من المثقفين والباحثين والمتخصصين من »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

108,722