ورسب الإخوان .. في إبتدائية السياسة

رسب الإخوان بدرجة ضعيف جداًً في ابتدائية الحياة بصفة عامة والسياسة بصفة خاصة.. رسبوا بأسرع مما تصور البعض , وكان لابد أن يرسبوا.. المتتبع لتاريخهم ومنهجهم منذ لابد أن يتوقع ذلك , فمنذ عام 1928 لايتعجب لتقلباتهم ، فلم يوفوا بعهد الدعوة أو التعامل مع الغير .. لقد سعوا دائماًً في سبيل المصلحة الخاصة بغض النظر عن مصالح الوطن الكبرى,, ولم يسيروا أبداًً نحو الهدف الذي تجمعوا من أجله  منذ تكوين جماعتهم وأنجزوه.. فحياتهم اضطراب تلو آخر ..واليوم أحبطوا الشعب المسكين وتولوا عن آماله لتسيطر عليهم نزعاتهم غير السوية.. لكن تخبط مسيرتهم طوال زمن مضى كان يعود بالضرر عليهم وحدهم ..أما الآن – للأسف - فإن مسيرتهم المضطربة قد تؤدي بمصر الى نفق مظلم وهذا هو المؤلم .. أخطأ الإخوان في حق المجتمع بل المجتمعات حين تركوا سبيل الدعوة التي بها كان يمكن أن يحتلوا موقع السمو والرقى ، ويكونوا أكثر فائدة لمجتمعاتهم دنيا وآخرة ، ولكنهم فضلوا السلطة والتسلط فانخرطوا في بئر السياسة ..بئر الظلمات .. ولا أعتقد أبداً أن ربي وريهم يرضى عن ذلك الانحراف ، وبالتالى لن يكون في مسيرتهم بركة حتي لوكان بينهم أحمد أبو بركة !!.. لقد سيطروا بفكر المصلحة الخاصة والأنانية على توجهات المجلس العسكري فكان تخبط مصر في مسيرة الفترة الانتقالية والطريق المتعرج لمسيرة الدستور وفقدت مصر استقرارها  .. ففي الوقت الذي كان لابد أن نبنى مؤسساتنا على الأساس المتمثل في الدستور أبوا إلا أن يسيروا نحو كراسي البرلمان في اطمئنان .. وفي الوقت الذي كان لابد أن يفهموا أن الشعب قد صوت لصالح توجهاتهم الإجتماعية لا السياسية .. لم يثبتوا عكس ذلك ولم يمارسوا سياسة جادة وفشلوا في ابتدائية الممارسة السياسية.. وترتب على أنانيتهم أن ظلت مصر غير مستقرة للآن ، وكان لذلك الأثر السالب على اقتصاد مصر ووحدة أطيافها .. وهاهم في الممارسة البرلمانية يثيرون الاشمئزاز لدى الشعب الذي جاء بهم.. وجاءت مسيرتهم في تكوين لجنة الدستور لتتجلى نزعتهم للإستحواز .. وفشلوا أيضاً في إقناع الشعب بهم .. ثم نقضوا العهد الذي أعلنوه ، ذلك الذي فصلوا الدكتور أبو الفتوح على أساسه ليعلنوا اليوم ترشيح الشاطر !!, وغضوا بصرهم عن سمات الشاطر أوأي شاطر .. فالتجارة شطارة ومصر في حاجة الى رئيس تاجر شاطر !! وهكذا ..هم لا يستطيعوا العيش دون أن يسود على سلوكهم ثلاث نزعات كبرى ، وهي : الأنانية – نقض العهد – والتسلط أو الإستحواز ..وفي تفاعل الثلاث لا يمكن إنتاج  شخصية ذات جوهر إسلامي ..أو حتى شخصية ذات مهارات سياسية ..

المصدر: Educpsychology
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د حمدي علي الفرماوي

Educpsychology
موقع علمي سيكولوجي وثقافي يهدف الى: * نشر ماتيسر من انتاجي وانتاج تلاميذي العلمي والثقافي ( الكتب - الأبحاث - المقاييس النفسية - المقالات ) * مناقشة الظوامر السلوكية المستجدة في المجتمع والتواصل معها * مناقشة المغلوط في الثقافة النفسية * التواصل مع الجمهور من المثقفين والباحثين والمتخصصين من »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

101,894