اضغط هنا لتنزيل الملف

مقدمة

                           

إن الكتابات العربية فى بعض المجالات النفسية  بصفة عامة واضطرابات التخاطب بصفة خاصة لازالت غير ملائمة لمعطيات الواقع العلمي و العملى ، فقد أصبح  التطور البيوتكنولوجي Biotechnology  الذي يشهده عصرنا الحالي يفرض أمراً لا مفر منه-آجلاً أو عاجلاً-ألا وهو ضرورة استناد نظرية المعرفة السيكولوجية إلي العقلانية الواقعية التي تستند بدورها إلي المعرفة العملية العلمية .

لذا فإن التكوينات الفرضية المتعلقة بالبنية السيكولغوية  Psycolingustic structure  لم تعد مجرد تكوينات حدسية بل أصبحت ذات أسس عصبية نفسية   N euro psychological  محددة كناتج لجهود علماء علم نفس الأعصاب ، ومن ثم فإن الوقائع المعرفية الخاصة بالظواهر السيكولوجية لا بد وأن تُستثمر من خلال البحث التجريبي في مجال النيوروسيكولوجي Neuro psychology ، كما أنها لا بد وأن تخضع بعد ذلك لعمليات تحليل منطقى نظري يستهدف الوصول إلي ما يترتب عليها من نتائج .

 إن مثل هذا التحليل المنطقى القائم على الأدلة التجريبية النيوروسيكولوجية لا بد وأن يكون العاملون فى مجال علم النفس أجدر على ممارسته من سواهم ، خاصة في مجال اللغة التى تتدرج من الخصائص الفسيولوجية المتصلة بالسمع والرؤية إلي الجوانب النفسية الاجتماعية على النحو المؤدى إلى التفاعل والتواصل بين الأفراد ، وحيث تحاول الدراسة السيكولوجية للغة كنظام سلوكي معقد أن تستكشف العوامل المعرفية والوجدانية المتضمنة في ارتقاء وإنتاج واستخدام اللغة لدى الأسوياء ، ثم تمتد بناءً على ذلك باستبصارات طب نفسية Psychartic إلي جمهور المرضى النفسيين ، وذوي الحاجات الخاصة special needs حيث يعاني معظم هؤلاء من اضطرابات لغوية  language disorders  عديدة مما يسبب لديهم مشاكل في إيجاد لغة اتصال للتعامل مع المجتمع المحيط  وما يترتب على ذلك من اضطرابات نفسية لكون الاتصال عنصراً أساسيا للأحداث اليومية ، وهنا يكمن دور إخصائي اضطرابات التخاطب ، ومن ثم فلا بد وأن يكون هذا الإخصائي على دراية كافية بالأسس النيوروسيكولوجية لاضطرابات التخاطب ، حيث دعت الحاجة إلى الكتاب الحالى.

ولقد جاء الكتاب الحالى نتيجة لسنوات من الخبرة المكتسبة داخل مراكز الإرشاد النفسي والتأهيل التخاطبي ، وأيضا داخل قاعات ومدرجات التدريس لطلبة دبلوم التربية الخاصة وخلال العمل في دورات إعداد وتدريب إخصائي التخاطب بالجامعة ، واعتماداً على فرضية أساسية تجد مزيداً من القبول العالمي الآن ،مؤداها إن جميع الفئات الخاصة يمكن مساعدتهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم وشخصياتهم وإعادة تأهيلهم ليتواصلوا مع عالمهم بغض النظر عن مدى العجز الظاهر لديهم أو مستوى القصور في نموهم.

إن الكتاب الحالى يوفر دليلا للممارسة المهنية والأسرية حيث يساعد ليس فقط إخصائي اضطرابات التخاطب وإنما كل من يعمل مع ذوي الحاجات الخاصة على اكتساب معرفة نظرية تطبيقية ضرورية في مجال التربية الخاصة ، وذلك ليتفهموا الحالات التي يتعاملون معها بطرق علمية موضوعية سليمة ، كما أنه يمثل مرشداً هاماً للأهل والأسرة يساعدهم على فهم الجوانب المختلفة لإعاقة طفلهم وأساساً لعقد شراكة ضرورية مع إخصائي التربية الخاصة تسمح بأن يُكّون الجانبان فريق عمل متكامل يهدف إلى خدمة هذه الحالات.

ولقد ركزت الكتابات العربية في مجال التخاطب-للأسف - على اضطرابات الكلام فقط سواء أكانت اضطرابات صوت ، أو اضطرابات نطق ، أو اضطرابات طلاقة وإهملت العديد من اضطرابات اللغة مثل (الأنوميا Anomia  ، والأيكولاليا Echolalia) ،  والديسلكيا Dyslexia ، والديسجرافيا Dysgraphia ، وإبريكسيا اللغة Language apraxia ، والاضطرابات السينتاكتية (الأجراماتيزم Agrammatism ) واضطرابات المعالجة المركزية للمعلومات السمعية (CAPD) Central auditory processing Disorders  ، واضطرابات المعالجة المركزية للمعلومات البصرية (CVPD)  Central visual processing Disorders  .. إلخ ، اللهم إلا القليل من قشور عامة عن الأفازيا aphasias ، أو إشارة سريعة لأحد مصطلحات هذه الاضطرابات ، أيضا أهملت مجرد توضيح الأسس النيوروسيكولوجية لهذه الاضطرابات رغم أن معظمها ذات أصول نيورولوجية ، كما جاءت هذه الكتابات مفتقدة للسياقية في عرض هذه الاضطرابات ، فمعظم اضطرابات اللغة لا تظهر لدى العاديين وإنما تظهر مرتبطة بالعديد من الفئات الخاصة ، فمنها ما يتصل بحالات التخلف العقلي Mental Retardation  ومنها ما يتصل بحالات الاضطرابات السلوكية : كالأوتزم Autism  وحالات ضعف الانتباه وفرط النشاط (ADHD) Attention Deficit & Hyperactivity Disorder

 ومنها ما يتصل بحالات الإعاقة الحسية كالعلل السمعية
Auditory Impairment  والعلل البصرية Visual Impairment  ، والشلل الدماغي Cerebral palsy، ومنها ما يتصل بالإعاقات الإدراكية وصعوبات التعلم learning Disabilities  ومنها ما يتصل ببعض حالات الذهان ، كذهان كورساكوف Korsakoff والصرع Epilepsy ، وحالات اللاجاسئيون Commissurotomy syndrome   أو ما يسمى بمتلازمة الصوار المقطوع، وحالات الإصابة الدماغية ، ومنها ما يظهر مصاحباً لأمراض الشيخوخة كالزهيمر Alzheimer  ومرض باركنسون Parkinson   .

وقد دعى هذا مؤلف الكتاب الحالى إلى تبنى المنحى السياقي Contextual approach  في عرض اضطرابات اللغة مع التركيز على التحليل المفصل لهذه الاضطرابات في محاولة لسد جوانب القصور في الكتابات السابقة. متناولاً لأصولها النيورسيكولوجية بالتحليل والتمثيل مقترنةً بالتشخيص وبرامج العلاج وتوجيهات أسرية لازمة . وبعد..أرجو من ربى سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل ، يوم لاينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم ..

                                         أ.د. حمدى الفرماوى

                                         شبين الكوم ، فى

                                              5-10-2010

 Hamdyfahl2005 @ yahoo.com

الموضـــــــــــوع	الصفحة
مقدمة	1
الفصل الأول : سيكولوجية اللغة    منظومة اللغة (6) مكونات اللغة كمنظومة للتواصل اللغوى (10) أبعاد عملية الاتصال اللغوى (12) معوقات التواصل اللغوى(12) مهارات اللغة (15) القراءة كنشاط معرفى وميتا معرفى (17) مهارة الكتابة والميتاكتابية (27) مراحل النمو اللغوى (31) نمو مهارات الاتصال اللغوى (35) مراحل نمو البُنى والتراكيب المعرفية الخاصة بالمعالجة اللغوية (38) النمو الميتالغوى للأطفال العاديين (48) العلاقة بين اللغة والتفكير (53) اكتساب اللغة(55)	6
الفصل الثانى : نيورو سيكولوجيا معالجة المعلومات اللغوية : أولا : مرحلة معالجة المدخلات اللغوية (62) ثانيا : مرحلة المعالجة الأساسية الشاملة للغة (81) سعة المعالجة اللغوية (91) المعالجة اللغوية المتوازية الموزعة (91) المراكز العصبية الخاصة بالمعالجة  الشاملة(96) ثالثا : مرحلة معالجة المخرجات اللغوية (98) الأجهزة الفسيولوجية الخاصة بمعالجة المخرجات (102) نموذج تفسير عملية إنتاج الكلام (111) مستويات المعالجة اللغوية (115) النموذج النيورومعرفى فى المعالجة المعجمية (124)	61

 

 

الموضـــــــــــوع	الصفحة
الفصل الثالث : المراكز العصبية الخاصة بمعالجة اللغة   السيادة المخية ووظائف اللغة (131)الأدلة التجريبية على سيادة نصف المخ الأيسر فى وظائف اللغة (134) دور نصف المخ الأيمن فى معالجة اللغة (146) المعالجة الكلية للغة وتكامل عمل نصفى المخ (154) الدماغ الأمامى ودوره فى المعالجة اللغوية (155) القشرة المخية ومعالجة اللغة (155) الفصوص الأمامية الجبهية (157) الفصوص الصدغية (159) الفصوص الجدارية والفصوص العنقية (161) المهاد (الثلاموس) ومعالجة اللغة (162) الدماغ الأوسط ومعالجة اللغة (163) الدماغ الخلفى ومعالجة اللغة (164) الجسم الجاسئ ومعالجة اللغة (166) الأعصاب المخية ومعالجة اللغة (168) المراكز العصبية للغة بين المدارس التقليدية والاتجاهات المعاصرة(171)	130
الفصل الرابع : اضطرابات الكلام   تصنيف عام لاضطرابات التخاطب (177) اضطرابات الطلاقة (181) الديساريثا (181) قلق الكلام (188) اللجلجة (210) اضطرابات النطق (228) الديزلاليا الجزئية (228) الديزلاليا الكلية (234) اضطرابات الصوت (244) الأفونيا (244)	177

 

 

 

الموضـــــــــــوع	الصفحة
الفصل الخامس : اضطرابات اللغة   الأفازيا (251) الأنوميا (292) الإيكولاليا (306) أبراكسيا اللغة (324) الأجراماتزم / الباراجراماتزم (331) التفسير النيوروسيكولوجى للاضطرابات السينتاكتية (335)	250
الفصل السادس : صعوبات تعلم اللغة   الألكسيا / الديسلكسيا (342) الأجرافيا / الديسجرافيا (371) نظرة تكاملية لاضطرابات التخاطب (387)	339
المراجع :	389