إن العمل التربوي الناجح الذي يقوم به كل متعلم محكوم بسلسلة من الخطوات التي تبدأ ببحثه عن هدف معين تمليه ظروفه الخاصة وتساعده على تحقيقه مقدراته العقلية ، ومدى نضجه وخبراته التي حصلها ، وتنتهي بالوصول إلى تحقيق هذا الهدف . وفيما بين التفكير في الهدف والنجاح في تحقيقه يجتاز المتعلم عقبات ، ويتغلب على المشاكل التي تصادفه ، ويتمرس بكثير من الأعمال والمهارات ، ويسترشد بالتوجيهات والمعارف التي يحصل عليها من المصادر العديدة كالمدرس والكتاب والزميل الكبير داخل المدرسة وخارجها وغير ذلك . ويظل المتعلم أهم العناصر الفعالة في هذه العملية ، فيتقدم نحو الهدف بمقدار ما يزداد بصيرة بالموقف التعليمي ، ويحلل أخطاءة ويسترجع تصرفاته واستجاباته في ضوء هذا الهدف ليتخلى عما يضل به الطريق نحوه ويبقى على ما عداه مما يساعده في اجتيازه ، وحينئذ يتعرف على الاستجابات الصحيحة فيحرص عليها ليستخدمها في مواقف الحياة الأخرى . وهو لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا إذا قامت المناهج الدراسية التي توضع له على هدف جعل الفرص التربوية وأوجه النشاط التعليمي المتضمنة فيها ذات قيمة ومعنى حيوي له .

وصفة المتعلم تتحقق في الفرد إذا استطاع أن يستجيب لموقف ما بما لم يكن يستطيعه قبل ذلك . فهو حين يقرأ قراءة سليمة مثلا يحسن فيها النطق بالألفاظ ورعاية القواعد النحوية واختيار الوقفات ونحو ذلك مما كان مجهولا لديه فقد تعلم شيئا ..

والتعلم الذي يكسب الفرد هذه الصفة يقوم على تكامل الخبرات وارتباط بعضها ببعض بمعنى أن يكون ما تعلمه الفرد قاعدة للبناء لما لم يتعلمه .. والأ تجزأ له الموضوعات في عملية التعلم بل تساق أليه في كل متكامل مسايرة لطبيعته الإنسانية في اكتساب الخبرات ، فإن هذه الطبيعة الإنسانية تقتضي التعرف على المواقف بجملتها وبكل ما يتعلق بها سواء من الناحية الاجتماعية أو الرياضية أو التاريخية أو الجغرافية أو اللغوية وغيرها ..
وإذا كان التعلم يلتصق بالمتعلم على هذا النحو ، فكل فرصة تربوية ينبغي أن تجعل منه مركز النشاط فيها والأ كان مآلها الفشل ، فلا ينتفع بها الفرد نفسه ولا تقوى على تحريك المجتمع حركة نهضة أو نمو حقيقي في الاتجاه المرغوب فيه ، وإنما تدعه يتعثر ويتخبط في طريق الوصول إلي ما يهدف إليه ..
* * * *
مفهوم أسس المناهج :

أن المقصود بالأسس هي تلك المؤثرات والعوامل التي تتأثر بها عمليات المنهج في مراحل التخطيط والتنفيذ ، وتعتبر هذه المؤثرات والعوامل بمثابة المصادر الرئيسة لكافة الأفكار التربوية التي تصلح أساسا لبناء وتخطيط المنهج الصالح ، والمقصود بالتخطيط هو عملية بناء المنهج وتصميمه ، أما التنفيذ فهو عملية تطبيق المنهج وتجريبه ..
أن المنهج لابد أن يستند الي فكر تربوي أو نظرية تربوية تأخذ بعين الأعتبار جميع العوامل التي تؤثر في عملية وضعه وتنفيذه وحتى تكون هذه النظرية متكاملة فيفترض فيها أن تكون ذات أبعاد تشمل فلسفة المجتمع الذي نعيش فيه ، وطبيعة المتعلم الذي نقوم بإعداده وتربيته ، ونوع المعرفة التي نرغب في تزويده بها ..
- وقد أكد أحد التربويين هذا الاتجاه فقال إن أي نظرية في مجال المناهج يجب أن تكون ثلاثية الأبعاد ( متعلم ، معرفة ، مجتمع ) .
ولكي تكون هذه النظرية عملية وشاملة فلابد أن تؤخذ بعين الاعتبار الخبرات السابقة في بناء المنهج ، والإمكانيات المادية والبشرية المتاحة في البيئة والتجارب والخبرات العالمية في وضع المنهج والتي تقوم على الدراسة والتجريب العلمي .

** أسس المناهج :

يتحدد ميدان المناهج بثلاثة اتجاهات رئيسة تمثل الأسس التي يقوم عليها بناء المنهج وهذه الاتجاهات هي :
- الأول : ويري أن التلميذ أو المتعلم هو محور بناء المنهج ، وهذا الاتجاه يجعل من المتعلم وقدراته وميوله وخبراته السابقة أساسا لاختيار محتوى المنهج وتنظيمه ، وهذا الاتجاه يمثل ( الأساس النفسي للمنهج )
- الثاني : ويري أن المعرفة هي محور بناء المنهج ، وبهذا الاتجاه يجعل من المعرفة الغاية التي لايماثلها شئ في الأهمية حيث توجه كافة الجهود والإمكانات لصب المعلومات في عقول التلاميذ بصورة تقليدية، وهذا يعني عدم إعطاء أي اعتبار لإمكانيات التلميذ وميوله أو خبرات السابقة ، مما يجعل مهمة المعلم تقتصر على نقل المعرفة من الكتب إلي عقول التلاميذ وهذا الاتجاه يمثل ( الأساس المعرفي للمنهج )
- الثالث : يري أن المجتمع هو محور بناء المنهج ، وهذا الاتجاه يركز على ما يريده المجتمع بكل حاجاته وفلسفته وثقافته وهو يمثل ( الأساس الفلسفي والاجتماعي للمنهج ).

* * * *
الأسس النفسية للمنهج :

- مفهوم الأسس النفسية :
هي المبادئ النفسية التي توصلت إليها دراسات وبحوث علم النفس حول طبيعة المتعلم وبخصائص نموه وحاجاته وميوله وقدراته واستعداداته وحول طبيعة عملية التعلم التي يجب مراعاتها عند وضع المنهج وتنفيذه.ومن المعروف أن محور العملية التربوية هو الطالب الذي تهدف إلي تنميته وتربيته عن طريق تغيير وتعديل سلوكه ، ووظيفة المنهج هي إحداث هذا التغيير في السلوك ، يقول علماء النفس التربوي : إن السلوك هو محصلة عاملين هما الوراثة والبيئة ، ومن تفاعل الوراثة وما ينتج عنها من نمو ، مع البيئة ومع ما ينتج عنها من تعلم يحدث السلوك الذي نرغب فيه في الطالب المتعلم ..

** علاقة المنهج بطبيعة المتعلم :
أولا : طبيعة الطالب المتعلم .
ثانيا : طبيعة عملية التعلم .



أولا : علاقة المنهج بطبيعة المتعلم :

يعود الاهتمام بدراسة طبيعة الإنسان المتعلم لكونه محور العملية التعليمية ، وإن تقديم أي خبرات تعليمية له دون معرفة مسبقة بخصائصه وحاجاته وميوله ومشكلاته تؤدي إلي الفشل في بلوغ الأهداف التي يرمي إليها المنهج ، ومن هنا فإن معرفة طبيعة الإنسان المتعلم أمر أساسي في وضع المنهج وتنفيذه ..
ولقد اختلفت النظرة إلي طبيعة الإنسان باختلاف العصور ، مما أثر على تشكيل المنهج وعناصره ، ومن أهم هذه النظريات التي تتحدث عن الطبيعة الإنسانية ما يلي :

 

 


1- النظرية الثنائية للطبيعة الإنسانية :
وتعود هذه النظرية إلي المفكرين اليونانيين الذين قالوا أن طبيعة الإنسان تنقسم إلي جسم وروح ، وترى أن المعرفة النظرية التي يحصل عليها العقل عن طريق التأمل والتذكر أسمى من المعرفة التي تتم عن طريق تفاعل الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها ، وقد ترتب على هذه النظرية اهتمام بالنواحي النظرية العقلية دون اهتمام بالنواحي الجسمية وما تتطلبه من نشاط وعمل .
غير أن التربية الحديث أثبتت خطأ هذه النظرية ، واعتبرت إن الإنسان وحدة متكاملة ، مما يعني عدم جواز الفصل بين نموه العقلي والاجتماعي والعاطفي .


2- نظرية الاختزان العقلي :
وترى أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء كمخزن أو وعاء ، وأن واجب المدرسة يتمثل في ملئه بالتراث والخبرات الإنسانية المتنوعة ، وهذه النظرية ترى أن المتعلم ليس الأ مجرد مستقبل للمادة الدراسية التي يقدمها المعلم باعتباره مسئولا عن ملء عقل المتعلم بالتراث الثقافي سواء أكان مفيدا للتلميذ أو غير مفيد .
ولكن علم النفس أثبت خطأ هذه النظرية ، وأكد أن الإنسان يولد ولديه استعدادات تنمو عن طريق تفاعله مع البيئة ، وأنه لا يتعلم الأ إذا كان عاملا فعالا وليس مجرد مستقبل لما يقدم له من معرفه ، كما أنه لا يتعلم الأ مالم يعتقده أنه مفيد لحياته .


3- نظرية التدريب العقلي :
سيطرت هذه النظرية على الفكر التربوي عدة قرون ، وترى أن عقل الإنسان يتألف من مجموعة من الملكات تستقل كل منها عن الأخرى ، مثل ملكة التفكير ، والذاكرة وغيرها ، وان هذه الملكات تدرب بالمواد الدراسية التي تناسبها ، ولذلك نظمت المناهج المدرسية على أساس اشتمالها على المواد اللازمة لتدريب هذه الملكات ، فالتاريخ يدرب ملكة الذاكرة ، والعلوم تدرب ملكة التحليل ، غير أن علم النفس أثبت خطأ هذه النظرية نظرا لصعوبة الفصل بين الجسم والعقل ، حيث أن كلا منهما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه .


4- نظرية الغرائز :
وتقول هذه النظرية أن طبيعة الإنسان تسيطر عليها غريزة واحده أو مجموعة غرائز ولكن الأبحاث النفسية أثبتت أن طبيعة الإنسان متغيره متطورة تسعى دائما الي تكييف نفسها حسب الظروف وانها قادرة على التحسين والتقويم .

 

 



*** المنهج ونمو المتعلمين :


تستهدف التربية مساعدة كل فرد على أن ينمو وفق قدراته واستعداداته نموا موجها نحو ما يرجوه المجتمع وما يهدف إليه ، ويهتم المربون بشكل عام ومخططو المنهج بشكل خاص بما توصلت إليه الأبحاث حول سيكولوجية نمو الفرد من أجل مراعاة خصائص النمو في المراحل التعليمية المختلفة .
ويعرف النمو بأنه مجموع التغيرات التي تحدث في جوانب شخصية الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والتي تظهر من خلال إمكانيات الإنسان واستعداداته الكامنة على شكل قدرات أو مهارات أو خصائص .


- مبادئ وأسس النمو :
أظهرت الدراسات النفسية أن هناك مبادئ وأسسا عاما للنمو ينبغي أن تراعى في وضع المنهج وهي تمثل فيما يلي :

1- النمو يتأثر بالبيئة :
أن عملية النمو لا تحدث من تلقاء نفسها وإنما تتوقف على ظروف البيئة التي يعيش فيها الإنسان سواء كانت بيئة طبيعية أو اجتماعية ، فالبيئة الصالحة تساعد على النمو السليم ، في حين إن البيئة الفاسدة تعيقه .
ولما كانت البيئة تمثل الجانب الذي يمكن التحكم به ، فإن على المدرسة بكل مافيها أن تهيئ أفضل الظروف لنمو التلاميذ ، وعلى المنهج أن يتيح للتلاميذ أفضل فرص للنمو السليم كما وإن على المنزل والمدرسة والمجتمع كبيئات يتفاعل نعها الفرد وتؤثر في نموه أن تتعاون في تحقيق أهداف المنهج .

2-النمو يشمل جميع نواحي شخصية الإنسان :
تشمل عملية النمو جميع نواحي شخصية الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية ، وتؤثر كل ناحية من هذه النواحي في غيرها وتتأثر بها ، ولهذا يجب أن يهتم المنهج بجمع نواحي النمو في شخصية التلميذ باعتبارها أجزاء متكاملة بدلا من العناية بجانب واحد على حساب الجوانب الأخرى .

3-النمو عملية مستمرة :
ينمو الإنسان نموا تدريجيا متصلا ، فالتغيرات التي تحدث للفرد في حاضره لها جذورها في ماضيه ، وهي تؤثر بدورها فيما يحدث له من تغيرات في مستقبله ، ورغم أن النمو عملية مستمرة الأ أن حياة الإنسان يمكن تقسيمها إلي مراحل لكل مرحلة منها خصائصها وأنماط سلوكها .
ومن واجب المنهج في ضوء ذلك أن يقدم خبرات مترابطه ومتدرجة بحيث تستند على خبرات التلاميذ السابقة ، وتؤدي الي اكتساب خبرات أخرى في المستقبل ، فعلى سبيل المثال لا يجوز أن ينتقل المنهج بالطفل من المدرسة الابتدائية الي المرحلة المتوسطة انتقالا مفاجئا غير متدرج .

1- النمو عملية فردية :
أي ان كل فرد يختلف في سرعة نموه وفي معدل هذا النمو عن الأفراد الآخرين ، لذلك ينبغي أن لانتوقع أن يتعلم جميع التلاميذ في سن معينة القراءة والكتابة أو العمليات الحسابية ، فالفرد الواحد تختلف معدلات نموه في الجوانب العقلية أو الجسمية أو الاجتماعية أو الانفعالية ، فقد يكون نموه سريعا في الناحية الجسمية ومتوسطا أو بطيئا في الناحية العقلية ونحو ذلك .


* ومن هنا نلمس وجود الفروق الفردية بين التلاميذ في مظاهر النمو المختلفة ، ولهذا فإن من واجب المنهج أن يراعي هذه الفروق الفردية بين التلاميذ على نحو مايلي :
- أن ينوع المنهج من أنشطته حتى يجد كل تلميذ النشاط الملائم له .
- أن يوفر خبرات مرنه تتيح لكل تلميذ أن ينمو وفقا لظروفه الخاصة .
- أن ينوع من طرق التدريس وأساليبه بحيث تناسب استعدادات اللامي وقدراتهم .
- أن يتيح أمام التلاميذ فرصا أكبر للنجاح لأنه لاشئ أدعى للنجاح من النجاح نفسه .
- أن يوفر توجيها دراسيا ومهنيا ونفسيا لكل تلميذ في ضوء استعداداته وميوله وظروفه الخاصة .
* إن الاهتمام بمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ ليس معناه عدم وجود خصائص مشتركة بينهم في كل مرحلة من مراحل نموهم ، فالواقع أن هناك قدرا كبيرا من النواحي المشتركة بين الأطفال في كل مرحلة ..
5- يتأثر النمو بالمواقف الاجتماعية التي يعيشها الفرد :
تتكون البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد عوامل لاحصر لها ، ومن بينها المطالب التي يفرضها على الفرد والداه وزملاؤه ومدرسوه والجماعات يضعون معايير للتعلم والتكيف والنمو ، ينبغي أن يصل إليها التلميذ حتى يستمتع بوجوده في الجماعة الاجتماعية التي يعد جزءا منها وهي ما تسمى بمطالب النمو .

 

 

 

 

 

 


* المنهج والمطالب الاجتماعية للنمو :
وضع الباحثون قوائم بالمطالب الاجتماعية للنمو ، ومنها القائمة التي وضعها ( هافجهرست ) وتقترح المجالات التي يجب على المتعلمين أن ينمو فيها معلوماتهم وخبراتهم حتى يحيوا حياة ناجحة كأطفال وشباب ورجال .
* مطالب النمو في المرحلة المبكرة (من 2-6 سنوات ) :
- تعلم المشي .
- تعلم الكلام .
- تعلم أكل الأطعمة الصلبة .
- تعلم الفروق الجنسية .
– تحقيق الاتزان الفسيولوجي .
– تكوين مفاهيم بسيطة عن الحقائق الاجتماعية والطبيعية .
– تعلم التمييز بين الخطأ والصواب ( نمو الضمير ) .
– تعلم الارتباط العاطفي بالوالدين والأخوة

* مطالب النمو في الطفولة المتأخرة ( من 6-21 سنة ):
- تعلم المهارات الجسمية اللازمة للألعاب العادية .
– تعلم التوافق مع الرفاق .
– تعلم الدور الاجتماعي المناسب كذكر أو أنثى .
- بناء اتجاهات سليمة نحو النفس كعضو تام .
– تنمية المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب .
-تنمية المفاهيم اللازمة للحياة اليومية .
- تنمية الضمير والخلق ومجموعة القيم .
– تحقيق الاستقلال الشخصي .
– تكوين اتجاهات نحو الجماعات والمؤسسات الاجتماعية
* مطالب النمو في المراهقة ( 21 فما فوق ) :
- تحقيق علاقات أكثر نضجا مع أقرانه من الجنسين .
- تحقيق دور اجتماعي مناسب لجنسه .
- تقبل التغيرات الجنسية واستخدام جسمه بطريقة فعاله .
- تحقيق الاستقلال العاطفي عن الوالدين والكبار وتحقيق الاستقلال الاقتصادي .
- اختيار عمل والاستعداد له والاستعداد للزواج والحياة العائلية .
- تنمية المهارات العقلية والمفاهيم اللازمة للكفاية المدنية ( الحياة العامة ) والحصول على مجموعة من القيم والعادات الخلقية الموجهة للسلوك .

* ومن واجب المنهج أن يساعد التلاميذ على تحقيق مطالب نموهم في المراحل التي يعيشونها ...

*** المنهج وحاجات التلاميذ *** :
المتعلم كائن نام يستجيب للبيئة التي يعيش فيها بتأثير دوافعه الداخلية من أجل تحقيق حاجاته الأساسية ويمكن تقسيم حاجت الإنسان إلى :
أ‌- حاجات أساسية : ويطلق عليها حاجات بيولوجية أو فسيولوجية مثل حاجة الإنسان إلي الأكل والشرب والهواء .
ب‌- حاجات عقلية : مثل التعرف إلي أساليب العمل والتعبير عن الذات ، واتخاذ القرارات وتذوق الجمال والتزود بالمهارات العقلية والمفاهيم الضرورية اللازمة للحياة .
ت‌- حاجات نفسية – اجتماعية ومن هذه الحاجات :
- الحاجة إلي النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والعاطفي والروحي .
- الحاجة إلي الانتماء إلي جماعة إنسانية مثل الأندية والفرق الرياضية والمهنية .
- الحاجة إلي المحبة والحنان.
- الحاجة إلي الحرية .
- الحاجة إلي الشعور بالنجاح.
- الحاجة إلي اعتراف الآخرين بالفرد وبدوره بينهم .
- الحاجة إلي الاطمئنان والأمن .
- الحاجة إلي حب الاستطلاع والاستكشاف ومعرفة الأشياء الجديدة غير المألوفة
• ومن واجب المنهج أن يساعد التلاميذ على معرفة حاجاتهم وكيفية تحقيقها .

*** المنهج وميول التلاميذ :
يعرف الميل بأنه شعور أو قوة تدفع إلى الاهتمام بشي معين وتفضيله على غيره والانصراف عما سواه
إن الفرد يقبل على العمل الذي يميل إليه ويسبب له رضي وسرورا ومن هنا كانت أهمية استثمار الميول في عميلة التعلم لان ميل الفرد يقوى كل ما كان مرتبطا بإشباع حاجاته والميول مظهر من مظاهر نمو الفرد وهي تعكس عامل النضج واثر البيئة ومعرفة ميول الأفراد في مختلف أعمارهم وصفوفهم الدراسية يساعد على اختيار وتنظيم المادة التي يدرسونها بشكل تكون معه ذات معنى لهم فالميول تعبر عن شخصية الفرد وتدل على رغباته .
فمن واجب المنهج أن يراعي ميول التلاميذ ويعمل على تلبيتها واشباعها بالخبرات والنشاطات المناسبة

ثانيا : علاقة المنهج بطبيعة المتعلم :
أن الهدف من عملية التربية ووسائلها المختلفة هو تعديل السلوك الأنساني في ضوء أهداف معينة ، ويستلزم هذا التعديل تعلما ، ويعرف بأنه النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا معينا من الخبرة الجديدة التي لم يسبق ان مر بها .
- أسس التعلم وانعكاساتها على المنهج :
تتمثل المبادئ التي ينبغي مراعاتها في تخطيط المنهج وتنفيذه بما يلي :
1- يتعلم التلاميذ بشكل أفضل إذا كان العمل ملائما لمستوى نضجهم :
ونتيجة لذلك لا يجوز فرض خبرات على التلاميذ لا تناسب مستوى نضجهم ، لان فرضها يضر بصحتهم النفسية والجسمية والعقلية ، وتنفيذا لهذا الأساس ينبغي عند وضع المنهج دراسة مستوى نضج التلاميذ بحيث لا يقل المنهج عليهم في موضوعاته أو مجالات نشاطه .
2- يكون التعليم أكثر كفاية حين يرتبط بإغراض وواقع التلميذ :
وهذا يعني أن النشاط الذي يقوم به التلاميذ يكون ذا معنى عندما يرتبط بالدوافع الحقيقية الموجودة لديهم ومثل هذا النشاط يتيح الفرصة لاشتراك التلاميذ فيه ، كما ينمي عندهم روح الابتكار والاستقلالية .
وتنفيذا لهذا الأساس يجب على المنهج أن يدرس رغبات التلاميذ وحاجاتهم وميولهم ويعمل على تلبيتها ، حتى تكون لما يتعلمونه معنى وقيمة لديهم .
3- النمو والتعلم عمليتان مستمرتان :
ينمو التلاميذ ويتعلمون قبل دخولهم المدرسة ويستمرون في تعلمهم خارجها بعد دخولهم فيها ، فمن واجب المنهج أن يربط بين ما يتعلمه التلاميذ في المدرسة وبين ما سبق لهم أن تعلمواه قبل دخولهم فيها ، وعليه أن يربط أيضا بين حياتهم خارج المدرسة وداخلها بحيث يكون الخبرات التي تشتمل عليها مترابطة ومتكاملة ، مما يحقق استمرار النمو والتعلم في آن واحد .
4- يختلف كل تلميذ عن الآخر في سرعة تعلمه :
من واجب المدرسة الأهتمام في هذه الناحية والعمل على توفير الخبرات المتنوعة في مناهجها بحيث تناسب المستويات المختلفة للتلاميذ ، كما أن عليها أن تعيد النظر في ظام الأمتحانات وطرق التدريس بما يتلاءم مع تباين التلاميذ واختلافهم في التعلم .
5- يتعلم التلميذ عدة أشياء في آن واحد :
فمن واجب المنهج أن ينمى أشياء عديدة في التلميذ في الموقف التعليمي الواحد وهذا المبدأ يأخذ به أصحاب نظرية ( الجشتالت ) ويراعونه في المنهج .

6- يتعلم التلميذ بطريقة أفضل نتيجة الخبرات المتصلة بالحياة :
أن أفضل المواقف التعليمة هي التي يشترك فيها التلاميذ مباشرة تحت اشراف مدرسهم ، ولاسيما أسلوب حل المشكلات ، وهذا الأسلوب يعد أحدث نظرية في التعلم وتبدأ المشكلة عندما ترتبط رغبة شديدة أو حاجة ملحة بهدف يريد الأنسان الوصول اليه .


 

 

- انتقال أثر التعلم :
لقد أثبتت التجارب أن هناك انتقالا لأثر التعلم ويتم ذلك عندما توجد علاقة بين تعلمنا السابق وبين المواقف الجديدة التي تواجهنا ، ومن واجب المنهج إزاء ذلك أن يكثر من العموميات ومن الترابط بين الخبرات التي يقدمها للتلاميذ .

6- التمــــــريــن :

التمرين هام في تعلم المهارات الجسدية وهو وحده لا يكفي إذ يجب أن ينبع التعلم من خبرات ذات هدف ومعنى بالنسبة للمتعلم ، وتقل الحاجة إلي التمرين كلما رافق التعلم خبرة مباشرة .ومن المبادئ الهامة التي يجب مراعاتها في التمرين مايلي :
- يجب أ يدرك المتعلم الهدف من التمرين .
- تقل الحاجة إلي التمرين كلما رافق التعلم خبرة مباشرة كالتجارب والعمل بالورش أو المعامل .
- التمرين الموزع أكثر فائدة من التمرين المتصل .
- ضرورة ربط الجزئيات بالكل الذي ينتمي إليه وضرورة التدرب على الكل قبل التدرب على
جزئياته ..
- ضرورة الترابط والتكامل بين طبيعة التعلم وخصائصها وبين أبعادها المتمثلة في الطالب المتعلم باعتباره محور التعلم والمنهج باعتباره يمثل الخبرات التي تقدم للمتعلم ، والمعلم باعتباره الشخص الذي يوصل بأسلوبه الخبرات إلي المتعلم .



الأسس السيكولوجية والمنهج :

لا يمكن تخطيط مناهج متطورة الأ على أسس سيكولوجية سليمة فعندما نريد تخطيط أو تطوير أي منهج ، لابد أن نأخذ في الحسبان طبيعة الإنسان وطبيعة عملية التعلم ، وتوجد أسس سيكولوجية بني عليها المنهج التقليدي وأسس حديثة بنيت عليها المناهج الحديثة ..

- ** الأسس السيكولوجية القديمة :
أن أهم الأسس السيكولوجية القديمة التي اعتمدت عليها المناهج التقليدية تعتمد على :

1- نظرية الملكات ( نظرية التدريب الكشكلي ) :

وتعتمد هذه النظرية على أراء ( جون لوك ) 1632-1704) عن ميول الأطفال وعلى نظرية
( هربارت ) (1776-1841) ، ويرى أصحاب هذه النظرية أن الإنسان ملكات عقلية مختلفة مثل : ملكة التذكر ، ملكة التخيل ، ملكة الانتباه ، وغيرها أي إنها لم تنظر الي العقل كوحدة متكاملة .
ويؤمن أصحاب هذه النظرية بأنه يمكن تدريب العقل بدراسة أي مادة دراسية ، وقد نصح لوك بالاهتمام بالعلوم لتدريب عقول التلاميذ ، وذهبوا الي أنه إذا دربت ملكة التفكير عن طريق دراسة لغة أجنبية أو الرياضيات مثلا ، فإنه ينتج عنه تحسن في التفكير بشكل يجعل التعليم وفق هذه النظرية على أساس النظام المنطقي لمحتوى هذه المناهج .

** الأسس السيكولوجية الحديثة :

تهدف الدراسة إلي مساعدة المتعلمين على ممارسة الحياة العادية الحالية والاستمتاع بها ، ولا يمكن أن يتحقق ذلك الأ إذا وضعت في الاعتبار طبيعة الكائن الحي وهو المتعلم ( التلميذ ) الذي ترعى نموه ، ليكون رحل المستقبل واضعين في اعتبارنا :
1- نوع التلميذ الذي تحاول المدرسة ان ترعاه وتربيه .
2- الإمكانيات والأساليب التي تستخدمها المدرسة لتحقيق أهدافها .
**
أ‌- ( المنهج والتلميذ ) :

أن العملية التعليمية تشكل الإنسان ، أي أن محور العملية التعليمية هو المتعلم ، وكلما كان المعلم مدركا طبيعة هذا الكائن الحي كلما كان قادرا على توجيه المتعلم وإرشاده ..

ب- ( المنهج ونمو التلاميذ ) :
يمر الطفل منذ ولادته بفترات نمو مختلفة في بناء جسمه وفي قدرته على التفكير ، وتؤثر عوامل عدة في نمو الفرد مثل : عوامل الوراثة والبيئة والظروف الصحية والبيئة وغيرها .


ودراسة المعلم لسيكولوجية نمو التلاميذ تفيده في :

- فهم التلاميذ فهما يساعدهم على توجيه سلوكهم .
- تكييف الخبرات التربوية تبعا لمستويات التلاميذ .
- توجيه التلاميذ حسب الفروق الفردية فيما بينهم .
- توجيه التلاميذ على أسس علمية سليمة .
-
** وعند تخطيط أي منهج يجب مراعاة خصائص النمو وهي :
- النمو عملية مستمرة .
- النمو يتأثر بالبيئة .
- النمو يشمل جميع نواحي الفرد.
- النمو عملية فردية ( تختلف من شخص لأخر )

ج - ( المنهج وميول التلاميذ ):

عند تخطيط أي منهج ينبغي أن يراعي مايلي :
1- أن تحديد الميول ليس بالأمر السهل .
2- أن ميول التلاميذ وخاصة الصغار ليس لها صفة الثبات والاستمرارية .
3- قد يختار التلاميذ موضوعات غير ذات الأهمية .
4- قد تهمل المناهج القائمة على الميول كثيرا من حاجات المجتمع ومطالب الحياة .

د- ( المنهج ومشكلات التلاميذ ) :
عندما تعترض التلميذ مشكلة أمام إشباع إحدى حاجاته فإنه يحاول حل هذه المشكلة .
والتعليم الجيد يقوم على وجود مشكلة تهم التلميذ وتتصل بحياته وحاجاته فتؤدي إلي القيام بنشاط بهدف الوصول إلي حل لهذه المشكلة ، والمعلم الناجح هو الذي يبين لتلاميذه كيفية حل هذه المشكلات .
والمدارس الحديثة تساعد التلاميذ على حل مشكلاتهم ، ولذا فإن مناهج التعليم ينبغي أن تتضمن مشكلات التلاميذ المشتركة في كل مرحلة من مراحل التعليم ، وعدم إهمال المشكلات الخاصة .

 

 



د- ( المنهج والتعلم ) :

يلعب المتعلم دورا هاما في حياتنا اليومية وذلك لأنه مرتبط بإدائنا لسلوكنا ، ويعرف التعلم بأنه تغير في سلوكه الكائن الحي .
ولقد اختلفت النظرة للتعليم حسب نظريات التعلم المختلفة في علم النفس .
وتوجد عدة عوامل تؤثر في عملية التعلم مثل التلميذ واستعداداته – بيئة التعلم – اختيار مادة التعلم وتنظيمها.
ونلاحظ أنه يوجد نوعان من التنظيم لعبا دورا هاما في تنظيمات المادة المتعلمة الأ وهما :
1- التنظيم المنطقي : ويهتم بتنظيم المادة حسب تتابعها المنطقي .
2- التنظيم السيكولوجي : ومحور الاهتمام فيه هو الفرد المتعلم من حيث نضجه وميوله وخبراته .

هـ- ( المنهج والخبرة ) :

إن التربية الحديثة إلي المدرسة على أنها ميدان للخبرة الحقيقية لأنه في الخبرات الحقيقية يستطيع التلميذ أن يتعلم ، وذلك لان التربية الحقيقية تتحقق عن طريق الخبرة .
ولقد نادي كثير من رجال التربية الحديثة مثل ( جون ديوي ) بضرورة اتخاذ الخبرة أساسا للتعلم .
والخبرة هي عملية تأثير يربط المتعلم بينهما فيستفيد من ذلك في تعديل سلوكه وتوجيه خبراته أي انه يتعلم
- وتضمن مواقف الخبرة ثلاثة عناصر رئيسية ( الهدف – النشاط – بناء الخبرة ) وهي :
• القيام بعمل ما نتيجة دافع أو هدف يسعى الفرد لتحقيقه .
• أثناء تحقيق هذا الهدف يحس الفرد برد فعل أو يستجيب استجابات معينه
• الربط بين العمل والنتيجة ( التأثير والتأثر )

* أنواع الخبرات :

يمكن تقسيم الخبرات إلي خبرات مباشرة ، تعتم على فاعلي المتعلم ونشاطه في التعلم ، وخبرات غير مباشرة قد لاتعد مجرد ألفاظ يرددها المتعلم بدون فهم ، وما يعيننا في التعليم وفي تخطيط المناهج هو الخبرات المباشرة .
ويقسم المربي الخبرات إلي :

1- خبرات تساعد على اكتساب المعلومات .
2- خبرات تساعد على تنمية الاتجاهات .
3- خبرات تساعد على تنمية الميول والاهتمامات .
4- خبرات تساعد على اكتساب المهارات .
5- خبرات تساعد على التفكير السليم .

معايير الخبــرة :
- ينبغي أن تكون الخبرة مربية .
- ينبغي أن يتوفر عنصر الاستمرار في الخبرة .
- التفاعل بين التلميذ والبيئة.
- الاهتمام بجميع جوانب الخبرة .

المراجع :


1- كتاب ( المناهج ) / د : خليفة عبد السميع خليفة / الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية .

2- كتاب ( الأصول التربوية في بناء المناهج ) / د: حسين قورة / الطبعة الثامنة 1985/ الناشر : دار المعارف

3- كتاب ( التربية والمناهج ) / أ ،م : فرنسيس عبد النور / دار نهضة مصر للطبع والنشر

4- كتاب ( المناهج التربوية المعاصرة ) / د: مروان أبو حويج / الطبعة الأولى 2000/ الدار العلمية الدولية ، ودار الثقافة للنشر والتوزيع .

5- كتاب ( أسس بناء وتنظيم المناهج ) / د: امام مختار حميدة / الطبعة الثانية / الجزء الأول 1996-1997 / الناشر : دار زهراء الشرق .


 


المصدر: منتدي فونام
Education-Learning

Asmaa Alnahrawy

  • Currently 128/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 10548 مشاهدة
نشرت فى 1 أكتوبر 2010 بواسطة Education-Learning

ساحة النقاش

Asmaa Alnahrawy

Education-Learning
Instructor »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,578,709