كثر الحديث مؤخراً عن أضرار وسلبيات الأرق الليلي وتأثيره المباشر على الحالة الصحية لدينا. فمعظمنا بات يعلم أن الأرق يمكن أن يرتبط بالسمنة والوزن الزائد، حيث إن عدم القدرة على أخذ ساعات كافية من النوم يمكن أن يزيد من الوزن. إلا أن هناك أضراراً أكثر خطورة من الوزن الزائد والتي كشف الخبراء ارتباطها الوثيق بعدم أخذ ساعات كافية من النوم خلال الليل. ولكن ما هي هذه الأضرار؟ وإلى أي مدى يمكن لبعض الأغذية التي لطالما اعتقدنا أنها تساعدنا على مواجهة الأرق الليلي، هي أن تكون قادرة على ذلك؟
لا يعتبر النوم مفيداً فقط في إعطائنا الشعور بالراحة ومساعدتنا على التخلص من تعب يوم كامل، بحيث نستطيع مواجهة اليوم التالي بحيوية ونشاط. إذ إن هناك عدة وظائف للنوم إلى جانب القدرة على إعطائنا الشعور بالراحة. ويقول الخبراء، إن هناك عدة مشاكل يمكن أن ترتبط بقلة النوم والتي لم نكن نعرفها قبل الآن. ولكن ما هي هذه المشاكل؟. وهل يمكننا أن نعتمد على بعض الأغذية التي لطالما اعتقدنا أنها مفيدة لمواجهة مشاكل الأرق؟.ضعف جهاز المناعة
يمكن أن لا يدرك الكثير من الأشخاص أن النوم يمكن أن يساعد على تقوية جهاز المناعة لدينا. وبالتالي، فإن عدم الحصول على كفايتنا من النوم يعرض جهاز المناعة لدينا للضعف. ويقول الخبراء، إن جهاز المناعة يكون أكثر قوة أثناء النوم.
إذ بينت الدراسات أن جهاز المناعة يفرز أثناء نومنا نوعاً من البروتين يدعى سيتوكينز والذي يساعد على مواجهة الأمراض. ويكون جهاز المناعة في أعلى قدراته على مواجهة الأمراض أثناء النوم. وفي حال لم نأخذ ساعات كافية من النوم، فإننا بالتالي نصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض كالرشح.
القلب وضغط الدم
لا يمكن أن نستهين أبداً بقدرة النوم على مساعدتنا على مواجهة الحياة بصحة وسعادة. ويعتبر النوم ضرورياً لمساعدة القلب على الاسترخاء والراحة بعد يوم عمل شاق ومتعب. وفي حال أردت المحافظة على حياة صحية بعيداً عن الأمراض، فإنه من الضروري أن تحاول أخذ ساعات كافية من النوم. وأوضح الخبراء، أن الإنسان أثناء النوم يتناقص عدد ضربات القلب لديه، كما أن نسبة ضغط الدم تقل، حيث إن عملية جريان الدم حول الجسم لا تتطلب الكثير من الجهد أثناء النوم. ولذلك فإن النوم يعتبر مفيداً في مساعدة القلب على الاسترخاء. أما في حال عدم القدرة على النوم، فإن دقات القلب تستمر بنفس المعدل، كما كانت أثناء النهار وبالتالي لا يحصل القلب على فترة من الهدوء والراحة، ويكون مضطراً لمواجهة اليوم التالي بشكل متواصل من دون راحة.
تجديد حيوية الجلد والبشرة
يمكن للجلد أن يتجدد خلال الليل، حيث إنه يحصل على كمية أكبر من الدم خلال فترة النوم. ويزداد معدل إنتاج الجلد للخلايا الجديدة أثناء النوم.
وبين العديد من الدراسات أن الجلد يمكن أن يتجدد خلال نومنا أثناء الليل. وفي حال لم نكن قادرين على أخذ ساعات كافية من النوم، فإننا نعرّض بشرتنا إلى أن تصبح متعبة وغير متجددة وتفقد نضارتها. وبالتالي في حال لم تنم جيداً خلال الليل، فإنك ستبدو شاحباً وستبدو بشرتك غير صحية وذلك بسبب لون البشرة الذي يتأثر بعدم النوم.
ماذا عن الغذاء؟ هل يمكننا مواجهة مشكلة الأرق الليلي وعدم القدرة على النوم بالغذاء الطبيعي؟.
من المؤكد أن تناول الأطعمة الطبيعية وبشكل معتدل يمكن أن يساعدنا على اكتساب عادات نوم صحية بعيداً عن الأرق. ولكن في حال أردنا فعلاً الحصول على نوم هانئ، هل يكون بإمكاننا الاعتماد على غذاء معين يكون موجوداً وبشكل طبيعي بين أيدينا؟. هناك العديد من الأطعمة التي لطالما اعتقدنا أنها قادرة على مساعدتنا على النوم. إلا أن الخبراء أكدوا أن بعض الأطعمة لا تسهل عملية النوم كما كنا نعتقد. وقام الخبراء بتحديد الأطعمة التي اعتقدنا أنها مفيدة، إلا أن الدراسات أكدت أن فائدتها ليست بهذه الأهمية.
الجبنة
يمكن أن يعتقد الكثير منا أن الجبنة يمكن أن تساعد على تسهيل عميلة النوم لدينا. ولكن في حال أردنا الحصول على نوم هانئ، فإنه من الأفضل أن نقلل من تناول الجبنة قبل التوجه إلى النوم مباشرة. وبينت الدراسات أن الجبنة ليس لها هذه الفائدة المهمة في المساعدة على النوم، كما كان يعتقد.
إذ تحتوي الجبنة على كمية من الدهون والتي تبقى في المعدة مدة أطول قبل أن يتم هضمها، ما يصعب من عملية النوم ويؤدي إلى الأرق الليلي.
وفي حال أدرت تناول الجبنة قبل التوجه إلى النوم، فإنه من الأفضل أن تعتمد النوع الخالي من الدسم.
الشوكولا الساخنة وشراب الشعير الساخن
إذا أردت أن تحصل على ساعات من النوم الهانئ أثناء الليل، فإنه من الأفضل أن تبتعد عن شرب كوب من الكاكاو الساخن قبل ذهابك إلى الفراش. إذ لا يساعد شرب الشوكولا الساخنة على تسهيل عملية النوم بل على العكس، حيث إنه يمكن أن يبعدك عن النوم ويسبب الأرق الليلي. وأوضح الخبراء أن الشوكولا الساخنة وشراب الشعير يحتويان على كمية غير قليلة من الغلوكوز، ما يرفع من نسبة السكر في الدم. وتعطي هذه الكمية من السكر نسبة كبيرة من الطاقة، وبالتالي لا تستطيع الخلود بسهولة إلى النوم في حال تناولتها قبل التوجه إلى النوم مباشرة.
مشروب الزنجبيل
قد يعتقد الكثير من الأشخاص أن الزنجبيل يمكن أن يساعد على تهدئة الأعصاب. إلا أن شرب الزنجبيل قبل التوجه إلى النوم، يمكن أن يكون له رد فعل عكسي، ويوقظنا ويمنع عنا القدرة على النوم.
الحليب الساخن
لا تعتقد أن الامتناع عن شرب الشوكولا واعتماد الحليب الساخن لوحده يمكن أن يساعد على الخلود إلى النوم. وعلى الرغم من أن الحليب يحتوي على مادة حمض الأمينو ترببتوفان والتي تعزز القدرة على النوم، إلا أن كوباً واحداً من الحليب لا يقدم النسبة الكافية من هذه المادة ليعطيك الشعور بالهدوء والقدرة على النوم. وبالتالي، فإن كوباً من الحليب عند المساء لن يساعد على تسهيل عملية النوم.
ساحة النقاش