واشنطن: تظهر الكآبة سنويا لدى 1 إلى 2 في المائة من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة. ولا تتداخل هذه الحالة المزاجية مع الأعمال المدرسية والتحصيل الدراسي والعلاقات العائلية فحسب، بل إنها تزيد من خطر حوادث الانتحار، كما يزيد الظهور المبكر للكآبة أيضا من خطر ظهور أعراض أشد وأخرى مزمنة في الحياة، لاحقا.

 

وذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" أن الباحثين يحددون وجود ثلاثة عوامل خطر تهدد المراهقين بحدوث حالات قوية من مرض الكآبة لديهم.

 

* كآبة الوالدين. الأطفال الذين يعاني الوالد أو الوالدة أو كلاهما من الكآبة حاليا أو في السابق يتعرضون أكثر بـ3 إلى 4 مرات لحدوث الكآبة مقارنة بنظرائهم من المراهقين الآخرين. وهذا ما يعكس على الأكثر حقيقة أن للكآبة عنصرا وراثيا يمكنه أن ينتقل من الوالدين إلى الأبناء. إلا أنه قد يجسد أيضا تأثير العيش سوية مع الوالدين المصابين.

 

* أعراض اكتئابية. المراهقون الذين يظهر لديهم واحد من الأعراض الاكتئابية، أو الكثير منها - إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى العتبة الكآبة، يتعرضون أكثر بمرتين إلى 3 مرات لحدوث أعراض الكآبة لديهم لاحقا، مقارنة بالمراهقين الآخرين.

 

ولا تظهر الكآبة لدى الفتيان بالشكل المعهود الذي تظهر فيه لدى الكبار. فقد توصلت دراسة إلى أن 20 في المائة فقط من أصل 439 من الفتيان بين أعمار 12 و17 سنة من المصابين بحالات شديدة من الكآبة عانوا بالدرجة الرئيسية من الأعراض الاكتئابية القياسية.

 

وفي الغالب تظهر الكآبة عند الفتيان على شكل انزعاج، مشكلات سلوكية، رفض الذهاب إلى المدرسة، صعوبات في التحصيل الدراسي، وأوجاع وآلام، وأعراض جسدية أخرى من دون أي مسببات بدنية ظاهرة لها.

 

* الإصابة السابقة بالكآبة. إن كان الطفل أو المراهق قد شخص سابقا بالكآبة فإن هناك احتمالا كبيرا في إصابته بها مجددا. وتفترض الدراسات أن 50 إلى 70 في المائة من المراهقين الذين عولجوا من الكآبة وتخلصوا منها سيعانون من عودتها مجددا خلال 5 سنوات من العلاج.

 

وتؤدي برامج درء الكآبة دورها وتحدث تأثيرها في الغالب عندما توجه نحو المراهقين المهددين بخطر الإصابة بها. وعلى الرغم من اختلاف البرامج فيما بينها، فإنها تضم مبادئ العلاج السلوكي المعرفي، مثل سبل حل المشكلات ووسائل مجابهة التفكير المتشائم.

 

واقترحت دراستان أن ينظر إلى الاستراتيجيات البسيطة على أنها وسائل قد تكون فعالة في العلاج. وشملت الدراسة الأولى تحليلات لبيانات "الدراسة الوطنية طويلة الأجل لصحة المراهقين" حيث وجد الباحثون أن 4 في المائة (148 من 3795) من المراهقين الذين أعلنوا أنهم شاركوا في ممارسات رياضية 5 مرات أو أكثر في الأسبوع كانوا يعانون من الكآبة، مقارنة بـ10 في المائة من الذين لم يشاركوا في الممارسات الرياضية على الإطلاق (387 من 3922).

 

وقد قل خطر الإصابة بالكآبة في علاقة خطية مع ازدياد المشاركة في الممارسات الرياضية.

 

وأوضحت الدراسة الأخرى أن الحرمان من النوم يساهم في خطر الإصابة بالكآبة. ووجدت الدراسة أن الفتيان الذين خلدوا إلى النوم بعد منتصف الليل تظهر لديهم الكآبة في الغالب مقارنة بالآخرين الذين خلدوا إلى النوم عند الساعة العاشرة مساء.

 

لكن أيا من هاتين الدراستين لم تبرهن على أن الحرمان من النوم أو عدم إجراء التمارين الرياضية يتسبب في حدوث الكآبة، فمن الممكن أن يحدث أن الأطفال الذين يعانون فعلا من مزاج اكتئابي لا ينامون بشكل جيد أو لا يشاركون في الممارسات الرياضية.

المصدر: موقع لهن
Education-Commerce

Asmaa Elnahrawy

  • Currently 150/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
50 تصويتات / 525 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

895,119