بدأ الجدل حول التعليم عن بعد Distance Learning منذ زمن بعيد لكن تطورات الانترنت وبخاصة أدوات التعليم وأدوات الاتصال جعلا من التعليم عن بعد منافساً للتعليم التقليدي وخاصة بعد أن قررت الكثير من الجامعات الغربية ذات الصيت توفير برامج للتعليم عن بعد ومنها على سبيل المثال جامعة لندن العريقة. ولأن الجدل ما زال دائراً حول التعليم عن بعد فإننا سنحاول من خلال هذا المقال أن نوضح مزاياه وعيوبه وبخاصة في مجال دراسة إدارة الأعمال.
ربما كانت الميزة الرئيسية للتعليم المباشر هي سرعة الاستيعاب وسهولة التعلم لكن هناك كذلك الكثير من المزايا للتعليم عن بعد فهو يسمح للدارس بأن يستمر في العمل مع الدراسة وهذا ينمح الدارس ميزتين: فأولاً لا يضطر الدارس لأن ينقطع عن العمل وعن التطور المهني. ثانياً استمرار الدارس في العمل يوفر له الموارد المالية المطلوبة للدراسة.
بعد أن دخلت العديد من الجامعات المميزة مجال التعليم عن بعد ولم يعد الأمر قاصراً على جامعات الدرجة الثانية أصبح من الممكن دراسة الماجستير في أفضل الجامعات من خلال الانترنت وهذه ميزة تضاف إلى مزايا التعليم عن بعد.
كذلك إذا لم يكن لدى الدارس الكثير من الوقت المتاح للدراسة فإن أغلب برامج التعليم عن بعد تمنح فترة كافية من الوقت للحصول على الشهادة وهي عادة تتراوح بين 4 سنوات إلى 7 سنوات وهذا يعني قدرة الدارس على القيام بواجباته العملية والأسرية مع الدراسة.
أحياناً تتطلب ظروف العمل الكثير من السفر ويحتاج الدارس لبعض المرونة في حضور الدروس وقد لا يستطيع أحياناً الانتظام لبعد الجامعة وهنا تأتي ميزة إضافية للتعليم عن بعد.
لقد عددنا مزايا التعليم عن بعد ولكن هناك أيضاً مشكلات لا يمكن إغفالها فالدارس الذي لا يستطيع المذاكرة وحيداً من خلال الكتب قد يجد الكثير من المشقة في الدراسة عن بعد. كذلك لو لم يكن لدى الدارس ما يكفي من الدوافع فإنه قد لا يجد لديه ما يكفي من الرغبة في الاستمرار وذلك لأن الدراسة عن بعد ربما تمنع الدارس من الحصول على تشجيع الطلبة الآخرين. عندما لا يكون لدى المرء القدرة على السيطرة على النفس وعلى الوقت فربما لا يستطيع الطالب ترتيب أموره بشكل سليم يسمح له بالانتظام في المذاكرة وهنا يجب أن نتذكر أن الحافز على الدراسة يجب أن ينبع من الداخل وأن يكون لدي المرء رغبة حقيقية لتنمية الذات والحصول على الدرجة.
هناك كذلك عيب في التعليم عن بعد فهو لا يسمح للدارس بالتقاء الآخرين وقد لا يستطيع الطالب أن ينمي شبكة معارفه وهذه بلا شك إحدى المزايا الرئيسية للتعليم المباشر لأن الحقيقة هي أن أغلب الوظائف المتميزة تكون فقط متاحة من خلال دائرة معارف محدودة لمقدمي الوظيفة وغالباً لا يتم نشرها بصورة رسمية من خلال الصحف وشركات التوظيف وغالباً ما يبحث المرء أولاً بين معارفه لشغل الوظائف. لذلك فإن الدارس عن بعد قد لا تتوفر لديه تلك الميزة.
يخطئ الكثيرون عندما يعتبرون الحصول على ماجستير إدارة الأعمال MBA وسيلة لزيادة الراتب لأن الأمور لا تسير بهذه السهولة لكن إذا حصل المرء على درجة إدارة الأعمال ليوسع من إدراكه ولينمي علومه وخبراته فلا شك أن هذا قد ينعكس على الفرص المتاحة لديه على المدى البعيد وقد يعني هذا دخلاً أعلى ولكنه قد لا يأتي بصورة مباشرة. وهذه نقطة شديدة الأهمية للدارس الذي يجب أن يعرف بوضوح ماذا يريد قبل أن يخوض تجربة التعليم عن بعد.
ساحة النقاش