أصبح التوجيه والإرشاد ضرورة ملحة في الوقت الحاضر نتيجة تعقد الحياة وتنوع حاجات الأفراد وظهور الاختراعات الحديثة وتغير الظروف التي يعيش فهيا الفرد واختلاف مجالات العمل وتعدد مطالبها وتطور نظام التعليم وبروز العديد من المشكلات: ولعل من أهم العوامل التي زادت الحاجة إلى التوجيه والإرشاد في الوقت الحاضرهي :
1-التغيرات الأسرية في البناء والوظيفة :
إن تلاشي الأسرة الممتدة في الوقت الراهن المكونة من الزوج والزوجة والأولاد والآباء والأجداد وبقاء الأسرة الصغيرة وضعف التماسك بين أفرادها وزيادة أعباء الحياة على الأب مما جعل الأم تخرج إلى سوق العمل ما سببه من قلة الوقت لتقديم الخدمات الإرشادية المناسبة للأبناء وتبصيرهم بمستقبلهم والعمل على تعديل سلوكهم وبالتالي كان هناك ضرورة أو حاجة إلى تقديم خدمات إرشادية منظمة في المدرسة.
2-التغير الاجتماعي السريع :
تتغير المجتمعات بمرور الزمن سوء كان هذا التغير ضئيلاً أو كبيراً مما يتوجب على أفراد المجتمع مراعاة هذا التغير ليتمكنوا من التكيف معه ، فقد تغيرت نظرة المجتمع إلى التعليم وإلى المهن وكذلك التغير في بعض العادات الاجتماعية ونظم المجتمع والظواهر السلوكية مما أدى إلى ظهور خلل في العاقلات الاجتماعية وظهور التنافس والصراع بين أفراد المجتمع في الأفكار والاتجاهات وما عكسه ذلك من أحداث أدى إلى حدوث فجوة بين الأجيال وظهور العديد من المشكلات التي يجعل من الخدمات الإرشادية ضرورة ملحة لعلاجها.
التقدم العلمي والتقني :
إن التقدم العلمي والتقني الهائل في العصر الحديث وظهور المخترعات الحديثة أصبح من الضروري على الفرد أن يواكبه ويتعايش معه بالإعداد العلمي والمهني وهو في هذا يمر ببعض المشكلات الناتجة عن هذا الانفجار المعرفي والثورة التقنية المتسارعة وبذلك تكون هناك حاجة ملحة إلى إرشاد منظم وهادف.
3-التغير في مجال التعليم :
لقد كان التعليم منصباً على نقل التراث والمعلومات للطالب بطريقة التلقين والحفظ ولكن في العصر الحديث تغيرت أهداف التعليم وبالتالي طرائق التدريس وأصبح الطالب هو محور العملية التربوية وأصبح الاهتمام ببناء شخصيته وتنمية ما لديه من استعدادات وقدرات كذلك الاستفادة من وسائل التقنية في التعليم وإيصال المعلومات إلى الطالب ، كذلك من ملامح تتطور التعليم إشراك أولياء الأمور في العملية التربوية وعقد مجالس الآباء والمعلمين وأهمية التعاون بين البيت والمدرسة ،كما أن النمو السكاني المطرد أدى إلى زيادة إعداد التلاميذ ففي المدارس فظهرت مشكلات التوافق المدرسي والتأخر الدراسي والرسوب والتسرب ونوجد بين الطلاب متفوقون ومعاقون وحالات فردية مما أدى إلى الحاجة إلى التوجيه والإرشاد كجزء من العملية التربوية.
5- الهجرة من الريف إلى المدينة :
إذا لوحظ في الاختلاف بين طبيعة الناس في كلا المجتمعين وما سوف يؤدي إليه ذلك من خلل واضح في العادات والتقاليد والقيم والاتصال الواضح في الحياة الاجتماعية.
6- التغيرات التي طرأت على العمل :
إن التطور العلمي والتقني وتطور الصناعة أدى إلى تغيرات في العمل فقد تغير البناء الوظيفي وتعددت المهن وظهرت التخصصات في العمل مما أدى إلى ظهور بعض المشكلات عن ذلك مما يجعل العمل الإرشادي وخاصة المهني منه ضرورياً لمساعدة الأفراد على اختيار المهنة المناسبة وتحقيق التوافق المهني.
7- المراحل الانتقالية :
يمر الفرد خلال حياته بفترات انتقال من مرحلة إلى أخرى مثل الانتقال من الطفولة إلى المراهقة ومن المراهقة إلى الرشد ، كما أنه ينتقل في مسار حياته من وضع إلى أخر مثل الانتقال من البيت إلى المدرسة ومن الدراسة إلى العمل ومن العزوبية إلى الزواج كل هذه المراحل الانتقالية يتعرض خلالها الفرد إلى الخوف والقلق مما يتطلب العون والمساعدة . ( العولقي : 2005: ص 38).
8- الفراغات النفسية والاحباطات المتكررة :
أن كثرة الصراعات النفسية وعدم القدرة على تحملها او حلها بطرق لا توافقيه مسئوله إل حد كبير باصابة الفرد بامراض سيكوسوماتية نتيجةهذه الصراعات و الاحباطات التي يتعرض لها الفرد وتبرز أهمية الحاجة للتوجيه والإرشاد هنا من خلال تفعيل برامج الارشاد الوقائية والإنمائية والعلاجية وذلك من اجل :-
1-تنمية الاليات التي تمكن الفرد من التعامل مع ضغوطات الحياة واحتياطاتها بأسلوب عقلي وتقبلها على أنها أمور عادية.
2-مساعد الفرد على استخدام قدراته وإمكاناته استخداماً سليماً في حل المشكلات بطرق توافقية.
نشرت فى 20 أغسطس 2010
بواسطة Education-Commerce
عدد زيارات الموقع
714,640
ساحة النقاش