هل نستطيع أن ننجز كل أعمالنا .. دون إدارة ؟ و دون مديرين .. و إذا كانت الإجابة لا ... فدعني أتساءل .

* كيف أصبح مديراً جيداً ؟

أشياء يجب أن تكون عليها :

1 – كن مسؤولاً:
ما زال لفظ ( المدير ) لدينا يستعمل كمرادف للسلطة و الهيمنة و هو مرادف عجيب للكلمة ، و الأعجب منه أن يستخدم مع كلمة "مسؤول" المرادفات نفسها التي تعني الهيمنة و السلطة .. مع أن ( مسؤول ) تعني أنه سوف يُسأل عما يقوم به .. و ما زال الكثير من المديرين يؤمنون بهذا .. لكنني أعتقد أنك لا تحب هذا الكلام : لذلك أدعوك إلى أن ننسى مرادفات الهيمنة و السلطة و نتذكر المرادف الوحيد الصحيح و هو " الرعاية " فكلكم راعٍ و مسؤول عن رعيته .

2- كن قدوة :
قد يتيح لك عملك الجديد فرصة عدم التوقيع عند الحضور و الانصراف في دفتر الحضور و الانصراف ، لكن عليك أن تتذكر أن توقع في مكان آخر هو عيون و قلوب و عقول زملائك ، فأنت مثال حي لكل من يعمل معك ،و إذا لم تكن قدوة فلن يتبعك أحد ، كما أنه عليك أن لا تتوقع من الآخرين أن يبذلوا قصارى جهدهم ، ما لم تقم أنت بذلك ، كذلك احذر من كبوات الجياد المسماة بنوبات الغضب ، فلو ارتفع صوتك بالصياح مرة واحدة فتوقع أن تتحول مؤسستك بعد قليل إلى خلية نحل ، و لكن نحل لا ينتج عسلاً ، بل يسمعك دوماً الطنين !! إن القائد القدوة هو الذي يخطط ميدان المعركة لزملائه ثم يسبقهم إليه.

3- كن صحفياً... أدر من موقع الحدث :
كله تمام ... الأمور تسير بانتظام شديد .. العمل يتم على أكمل وجه .. لا شكاوى .. لا مقترحات .. بالتأكيد أن هذا الكلام هو كلام الورق الذي يخدع أحياناً، أما الإدارة فشيء آخر .. الإدارة هي أن تكون هناك بجوار العاملين تسألهم و تعيش معهم.. تشعر بحرارة الأماكن غير المكيفة فتشعل في نفسك جذوة الحماس، إن المنتج الذي يخرج من مؤسستك لن يشعر به الناس إلا إذا عرفت أنت قيمته ، و لن تعرف قيمته إلا إذا عايشت لحظات بنائه حجراً حجراً.
عندما كون مديراً صحفياً .. سوف تشخص المشكلة بدقة ، كما تستطيع أن تصف العلاج الفعال لها.
عندما تكون مديراً صحفياً : سوف تسخر من التقارير الورقية التي تخبرك أن كل شيء تمام و أنه لا مشاكل على الإطلاق. إنني أعرف أحد أهم صانعي القهوة في العالم الذي يصر في صباح كل يوم أن ينزل إلى مطاحن البن ليضرب بيده وسط البن ثم يرفعه ليستمتع برائحته، و لا يذهب إلى مكتبه قبل أن يجلس مع عماله ليستمتع معهم بفنجان قهوة الصباح، فهل شربت قهوة الصباح مع زملائك في ميدان معركتهم.. أقصد مواقع عملهم ؟!




4- كن أنت .. بعد التحسين:
نحن جميعاً كجبل الجليد .. ما يظهر منا أصغر مما يختفي.. فلكل منا شخصيتان : الظاهرة و الباطنة .. يرانا الناس بشخصياتنا الظاهرة ، و قد يستطيعون معرفة بواطننا من تصرفاتنا ؛ لذلك كن على طبيعتك وسط الناس .. و لكن اعمل على تحسين هذه الطبائع.
إذا كان من طباعك أنك تحب النوم كثيراً ، فهذا يعني أنك سوف تحضر متأخراً، أو على الأقل غير مهندم أو عيونك حمراء، كل ذلك يراه من حولك فيك فيثير لديهم انطباعاً منك بالكسل ؛ لذلك عليك بتحسين تلك العادة .

و ذلك بالآتي :
قم من نومك قبل موعد نزولك من البيت بساعتين على الأقل .
كن أول من يأتي إلى العمل .
تناول طعام إفطارك مبكراً .
مر على مواقع العمل مع أول ساعة عمل.
إن الله تعالى قد جعل للكون نواميس ، فجعل الليل لباساً ، و جعل النهار معاشاً ، و حين نحارب هذه النواميس فإننا بذلك نظلم أنفسنا .

5- كن موقداً للشموع :
ِتستطيع في أي وقت أن تقف و تقول بين الناس جميعاً : هذا الموظف كسول .. أو إنه أخطا في عمله .. أو إنه دائم التأخير.. و سوف تكسب الموقف .. و لكن دعني أسألك أيهما أولى .. أن تكسب موقفاً ضد موظف ارتكب خطأ أم أن تكسب قلب موظف فيستحي أن يخطئ في عمله من أجل إرضائك ، و عند ذلك فلن تعلن ظلام الخطأ ، بل ستكون موقداً لشموع العمل ، و تعال معي نستمتع ببعض فقرات البحث الرائع " لجيمس ميلر " و الذي يتكلم فيه بعض الموظفين عن مديريهم .. يقول أحدهم : نسميه ( حلال العقد ) فله حل مبتكر لكل مشكلة ؛ مهما كانت معقدة ، و هو يرصد مكافأة شهرية لأفضل مبتكر لكل جديد يساهم في رفع الإنتاجية أو تقليل النفقات ، عندما يكون في المكتب تشعر أنك لن ترتكب أي خطأ ، و يرجع الفضل لطريقته الماهرة في المتابعة و التحفيز . و يقول الآخر : " ليس مجرد مدير بل قائد لفريق ، كل شيء لديه يسير وفق خطة مدروسة يعرف كل موظف موقعه فيها بدقة ، و هو يحرص على توعية الموظفين بالمهام المنوطة إليهم؟ ثم يدرس معهم اقتراحات التنفيذ و الأداء، و يترك لهم حرية تحديد فترة العمل التي تكفي لإنجاز المهام تبعاً للخطة .

* إن إيقاد الشموع في العمل يتطلب منك الآتي :
• أبرز السلوك الإيجابي أكثر من السلوك السلبي ، فالسلوك الإيجابي يجعل الموظفين يحتذون به ، أما السلوك السلبي فهو يشجع الموظفين على اقتراف أعمال سلبية ، بحجة أن هناك أعمالاً أكثر سلبية يتم اقترافها .
• احرص على إعلان المكافآت و أسبابها .
• تجنب محاولات المنافسة و المقارنة بين الموظفين ، لا تقل لموظف أبداً إن فلاناً ينتقد عملك ، بل على العكس ، قل له " إن فلاناً يحيي فيك كذا و كذا " .
• اربت على كتف المحسن ، و تجاوز عن المسيء و لكن لا تنس أبداً إساءته حتى يصير محسناً .
• افتح قنوات الاتصال الحر .. هاتفك .. بريدك الالكتروني .. الرسالة الفورية .
• احرص على إبراز رسالة المؤسسة كلما سنحت الفرص لذلك .
• اجعل العاملين عندك كفريق كرة القدم لكل موقعه ، و لكن إذا أحرز هدفاً فإن الجميع يهنئه حتى و لو كان من المدافعين .
• ركز على النتائج.

* مبادئ المدير الجديد :
• أنا لست أهم من الموظفين ، أنا فقط أكثرهم مسؤولية .
• لن أستطيع قيادة الناس بدفعهم من الخلف إذ يجب أن أسير أمامهم أولاً .
• انس "أنا " تذكر "نحن" .
• يرزق الله تعالى الطير الحب ، لكن الحب لا ينبت في الأعشاش.
• قائد الفريق يبنيه ... و يحرز به أهدافاً .
• عندما يتحدث عاملك عن نفسه لا تقاطعه أبداً .
• كلما ساعدت الآخرين على النجاح ...كلما ازددت نجاحاً .
• الصمت وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي .
• تستطيع أن تكسب موقفاً من زميل ، لكن الأفضل أن تكسب قلبه ... لا الموقف .
• إذا كنت تظن أنك وصلت إلى القمة ، فلن تبذل أي جهد في سبيل مزيد من الارتقاء .

Education-Commerce

Asmaa Elnahrawy

  • Currently 177/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
59 تصويتات / 791 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2010 بواسطة Education-Commerce

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

894,910