في عصرٍ مليء بالمتغيرات والتطورات الهائلة لم يعد من الحكمة ألا تعرف أكثر مما درسته في كليتك أو معهدك, حتى إن كنت قد وصلت إلى أعلى الدرجات العلمية فكل ساعة يطل علينا العالم بنظرياتٍ وتطورات تجعل ما كان بالأمس خرافة يصبح حقيقة مسلماً بها

وما كان غير متوقع أصبح عادياً يألفه الجميع، ولهذا السبب ظهر مصطلح جديد كلنا نعرفه الآن، وذلك لأن المنظمات في مجال العمل قد بدأت تستخدمه وتوليه أهمية كبيرة.. إنه

التدريب..
ظهر التدريب ليلبي هذا الاحتياج الذي ظهر عند العاملين ليطور من أدائهم وإمكاناتهم حتى يلحقوا بهذا الرَّكب ويكونوا على تواصل في المعلومات والخبرات والثقافات التي تتجدد في كل لحظة, فلم يعد التدريب من الرفاهية في شيء, بل أصبح ضرورة من ضروريات العمل التي لا غنى لأي منظمة عنها.

ما معنى التدريب وما هدفه؟

إن التدريب هو تلك العملية التي تهدف إلى إحداث التغيير في سلوك المتدربين تجاه شيء معين, ويتحرك التدريب ليشمل ثلاثة عناصر أساسية هي:
1-
المعرفة
2-
المهارة
3-
السلوك
إن التدريب يكسبك المعلومات الجديدة التي تريد معرفتها ثم يكسبك مهارة استخدام تلك المعلومات, ثم بتكرار تنفيذك هذه المهارة تتحول إلى سلوك تفعله تلقائياً.


وهنا يكمن التحدي في مجال التدريب, إذ أصبح على المدرب أن يغير توجهات متدربيه ويقنعهم بأن يغيروا من عاداتهم وسلوكياتهم السابقة ويكسبهم عادات جديدة يمارسونها بعد انتهاء التدريب, ولمواجهة هذا التحدي وجب على المدرب امتلاك عديد من المهارات...

وقبل امتلاك المهارات يجب أن يكون المدرب ممن يمارس ما يقول, فمثلاً... إذا كــان يدرب في مجال المبيعات, فعليه أن يكون عاملاً في المبيعات أو قد عمل بها قبلاً، وذلك ليستطيع أن ينقل خبراته للمتدربين ليكونوا على ثقة مما يقول، وإلا تحول التدريب إلى محاضرة نظرية غرضها نقل المعلومات وليس التدريب..

مهارات المدربوتنقسم المهارات التي يجب أن يمتلكها المدرب إلى ثلاثة أقسام:

1-
مهارات يستخدمها قبل التدريب
2-
مهارات يستخدمها أثناء التدريب
3-
مهارات يستخدمها بعد التدريب
وسنتكلم عن كل قسم بالترتيب

أولاً : مهارات قبل التدريب

1-
مهارة جمع المعلومات وترتيبها.
2-
مهارة تحليل الجمهور واحتياجاتهم.
3-
مهارة إعداد المادة التدريبية بناءً على طبيعة المتدربين.
4-
مهارة إعداد وإدارة الوسائل التوضيحية للمادة التدريبية.
5-
مهارة إعداد بيئة العمل والألعاب التدريبية المناسبة.
6-
مهارة القضاء على الخوف من مواجهة الجمهور.
وتعدّ المهارة الأخيرة من أخطر المهارات التي يجب أن يمتلكها المدرب، وذلك لأنه مهما بلغت درجة احترافه فإنه يواجه الخوف من الجمهور قبل بدء التدريب، فعليه دائماً أن يذكّر نفسه بأن المتدربين قد جاؤوا ليَسمعوا له ويتعلموا منه..
وأيضاً عليه أن يكون متمكناً من مادته العلمية، وأن يكون قد اطمئن من كفاءة الأجهزة التي سيستخدمها في التدريب مثل: (حاسب, عارض فوق الرأس, مكبرات صوت, أقلام, وغيرها) وأيضاً أن يكون قد تدرب على استخدامها..

ثانياً: المهارات التي يستخدمها المدرب أثناء التدريب

1-
يجب على المدرب استخدام قدراته الهائلة في التواصل مع المتدربين..
2-
مهارة الرد على الأسئلة وإدارة الحوار.
3-
مهارة الرد على الاعتراضات..
4-
مهارة الإقناع الهائلة ( ليقنع المتدربين باستخدام المفاهيم الجديدة التي يسوقها إليهم التدريب (.
5-
مهارة الانتقال من نقطة إلى نقطة داخل التدريب.
6-
مهارة إدارة الألعاب التدريبية وصياغة التعليق عليها..
7-
مهارة إنهاء التدريب في نقطة الإثارة ليحفز المتدربين إلى التطبيق الفوري للمهارات التي علمهم إياها..

ثالثاً: المهارات التي يجب أن يستخدمها المتدرب بعد التدريب :

1-
مهارة تقييم نفسه.
2-
مهارة تقييم المتدربين.
3-
مهارة تقييم مادته العلمية ثم القيام بتطويرها.

كل هذه المهارات على سبيل المثال لا الحصر يجب على المدرب إتقانها تماماً لكي يستطيع أداء رسالته التدريبية في إكساب متدربيه القدرة على تطبيق السلوكيات الجديدة..

ومن هنا يظهر الفرق جلياً بين التدريب والتعليم، حيث يتوقف التعليم عند توصيل المعلومات فقط، إنما التدريب يتجاوز ذلك إلى إكساب المتدربين المهارة وتحويلها إلى سلوك, وهنا يكون الفرق بين المعلم والمدرب، فالمعلم ينقل معلومات, والمدرب ينقل خبرات وتجارب, فكما سلف وجب على المدرب أن يمتلك الخبرة في مجال تدريبه قبل أن يمتلك مهارات التدريب

Education-Commerce

Asmaa Elnahrawy

  • Currently 127/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 1792 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2010 بواسطة Education-Commerce

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

894,908