<!--
<!--<!--<!--<!--<!--<!--
مقدمة
الحمد لله على نعمة الاسلاكم وكفى بها نعمة والصلاة والسلام على رسول الله نبى الملحمة ونبى المرحمة
وبعد:
العيد فى الإسلام نعمة عظيمة من رب العبادسبحانه وتعالى
والزوجة الأصيلة والأم المربية الحكيمة تعتبر المواسم والأعياد فرصة تربوية عظيمة للسعادة والتربية
فالزوجة المسلمة هي المربي الأول في بناء الأسرة المسلمة, والحارس الأول في تحصينها من الداخل.
والأم هي أكثر من يتحمل في المواسم والأعياد لكنها ترحب بالأعباء لأنها تسعد أسرتها وتثمر في تربيتها.
ودور الأم عظيم في مساعدة الأسرة على قضاء العيد كما يحب الله تعالى ويسعد الأسرة ويربيها تربية سليمة.
ولذا فنحن نهمس فى أذن كل زوجة مؤمنة بهذه النصائح الغالية لعل الله ينفعنا وإياها بهاراجين الله تعالى أن يعين نساء أمتنا على أداء دورهن ومسؤليتهن فى إحياء الأمة وتربية أجيالها وإعداد رجالها .وأن يتقبل ومنهن هذا الدور العظيم
الجماعة الإسلامية
أولًا: ماهو العيد عند أهل الإيمان؟.
ـ. إسمه العيد لأنه يعود إلينا كل عام
ويأتى العيد بعد موسم من الطاعة والعبادة, فعيد الفطر يأتى عقب صيام رمضان، وعيد الأضحى بعد العشر الأوائل من ذي الحجة التي يُستحب أن نكثر فيها من العبادة والصيام وفيها يوم عرفةركن شعيرة الحج العظيم
فكلما تعبدنا لله قبل العيد كلما كانت فرحة العيد أعمق فى قلوبنا وأرواحنا لأن هذه الفرحة فرحة الروح باتصالها بخالقها الذى خلقها بيده وفطرها على محبته والذل له والشوق إلى لقائه وهذه هى الفرحة الحقيقية التى يبتهج بها القلب ويسعد بعبادته لربه وطاعته له ومخالفته لعدوه وانتصاره على نفسه وهواه وعلى الشيطان وهذا سرور لمن جربه مابعده سرور قال تعالى :0 قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) فضل الله : الإسلام . ورحمته : القرآن .rقال ابن القيم.( وذكر سبحانه الأمر بالفرح بفضله وبرحمته عقيب قوله : ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) يونس ولا شيء أحق أن يفرح العبد به من فضل الله ورحمته ، التي تتضمن الموعظة وشفاء الصدور من أدوائها بالهدى الذى يتضمن ثلج الصدور باليقين ، وطمأنينة القلب به ، وسكون النفس إليه ، وحياة الروح به . والرحمة التي تجلب لها كل خير ولذة . وتدفع عنها كل شر ومؤلم .( مدارج السالكين
الفرح بالمال يزول بزواله والفرح بالولد يذهب بعقوقه أو سفره أو مرضه والفرح بالمنصب يضمحل بذهابه ، والفرح بالملابس ينتهى بقدمها
وهكذا كل فرح مؤقت سرعان ما يذهب سريعاأما الفرح الخالد الذي يلتصق بالروح والقلب هو الفرحة بطاعة الله والرضا به وعنه سبحانه
فرحة العبد بأنه يسجد ويخشع ويذل لربه الرحمن الرحيم الغفور الودود اللطيف البر الجواد الكريم المؤمن المهين القوي العزيز
فرحة تسكن في القلب نفسه إنها جنة الدنيا التى تحدث عنها الصالحون
ثانيا ماالحكمة من العيد ؟
شرع النبي صلى الله عليه وسلم هذين العيدين لأمته كما روي أنه قدم للمدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال عليه الصلاة والسلام: إن الله قد أبدلكما بهما خيرا منهما عيد الفطر وعيد الأضحى ) رواه ابو داود
فالعيد يوم للفرحة والسرور واللهو المباح وهو المنهج الوسط الذي يعتني بمطالب الروح ومطالب الجسد، ويوفّق بين الدين والدنيا،قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) { البقرة
وهو يوم لاجتماع المسلمين وإظهار قوتهم ووحدتهم وشفقتهم على فقرائهم ومساكينهم وحبهم وتمسكهم بدينهم وهذا ما يغيظ شياطين الانس والجن وأعوانهم
والعيد يوم شكر لله على ما أنعم من فضله، وما وفق من طاعته
ويوم مكافأة إلهية كريمة ليعرف المسلم قدر ما قدم، وقيمة ما عمل، وتشجيعا له على متابعة أمر الله، والسير على منهجه حتى يلقى يوم عيده الأكبر بلقاء وجه ربه الكريم.
و العيد في الإسلام هو مظهر الاعتزاز بقيم المجتمع الإسلامي، التي هي من شعائر الله، حيث إنَّ تعظيمَها مطلوب من كل مسلم ومسلمة، قال تعالى:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج
ويوم الجهر ورفع الصوت بتكبير الله وإظهار شعائر الإسلام
في يوم عيد الأضحى تذكرةٌ بيوم الذبح العظيم،وما فى هذاه الذكرى من المعانى العظيمة ومنها الارتباط بأبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتذكير للأجيال بأصولهم التى ينتمون إليها وجذورهم التى يجب أن يعتزوا بها وهويتهم التى يجب أن يحافظوا عليها إنه التفاف الأمة وتوحيدها حول دينها وشعائرها وثوابتها وتاريخها العظيم
فهو يوم يساهم فى تربية الأمة وبنائها وتقويتها وإعزازها والأسرة هى لبنة هذه الأمة والأم هى شجرة الأسرة وظلها الظليل ونبعها الفياض
ثالثا: ماهو دور الأخت المسلمة ؟
1- ـ. إن المؤمن غايته ومنتهى أمله في الحياة هو الوصول إلى رضا الله عنه, فعليه أن يجتهد في إرضاء ربه في كل الأحوال؛ فى فرحه وحزنه وغناه وفقره
و في كل موقف ومناسبة يجب أن يسأل كل منا نفسه : كيف يحقق عبوديته لله تعالى, ويصل إلى ما يرضي الله تعالى في هذه المناسبة؟ ثم يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه أن يوفقه, ويسدده, ويبلغه ما يرضيه عنه.
ويجب على كل مسلم تعلم فقه هذه المناسبة وأحكامها والحلال والحرام فيها حتى يعبد الله كما يريد الله.
2- أن تتذكر أن فرحة العيد وأي فرحة يجب أن لاتجعلها ترتكب ما يغضب الله تعالى فتخسر من حسناتها.
3- أن تتجنب منكرات العيد الشائعة بين الناس؛ مثل ترك الصلوات أو تأخيرها، أو الاختلاط بالرجال، ولبس الملابس الغير شرعية, والتعطر, وإظهار الزينة التى لايجوز إظهارها، والإسراف والتبذير.
4- أن تجتهد في مساعدة أفراد الأسرة على الخروج إلى صلاة العيد مبكرًا, وتنوى بذلك إعانتهم على العبادة كما تنوي تربية أبنائها وتعويدهم على تعظيم شعائر الله حتى تنال الأجر على هذه النية الصالحة التي تصلح القلب وتجدد الإيمان.
5- أن تجتهد وتستعد للخروج لمشهد العيد مع المسلمين لأن خروجها مستحب شرعًا ولها فيه ثواب حتى لو كانت حائضًا, ولكنها لا تصلي وإنما تقف بجانب المُصلَىَّ .
6- أن تتعلم فقه صلاة العيد فهذا التعلم واجب عليها شرعًا.
.. وصلاة العيد فرض كفاية على المسلمين, إذا قام به البعض سقط عن الباقين, وإذا لم يصلوا العيد أثموا جميعًا, و ثواب صلاة العيد ثواب عظيم فهي من شعائر الله التي يحب أن يعظمها عبده المؤمن قال تعالى: (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج: 32) كما أنها تجمع بين كثير من الأعمال الصالحة كالتكبير، والمشي الى الصلاة، والصلاة ذاتها، والسلام على المؤمنين، ولقاء المؤمنين، وسماع الخطبة، والاجتماع, وشهود مجمع من المؤمنين تحضره الملائكة ويحبه الله تعالى, فلعل الله أن يطلع عليهم جميعًا فيغفر لهم كما في حديث الرجل الذى حضر مجلس علم لكنه جاء لأجل مصلحة له فغفر الله له معهم (هم القوم لايشقى بهم جليسهم)، وكذلك ثواب إظهار قوة المسلمين وعددهم, وإظهار هوية الأمة وأنها متمسكة بدينها مما يمنع طمع أعدائها، وثواب تربية الأبناء وتعويدهم، وثواب فرحة الأبناء بالصلاة, وبلقاء أصدقائهم هناك، وغير ذلك من الأعمال الصالحة العظيمة التى تفرح بها الروح, وتبتهج ويسعد القلب سعادة حقيقية فيذوق المؤمن فرحة العيد.
ـ. ويستحب التبكير للصلاة, ولبس أحسن الثياب الشرعية, والتعطر للرجال فقط ولاتخرج المرأة من بيتها متعطرة.
ـ. ويستحب التكبير في الطريق ويرفع الرجل صوته به, بينما تكبر المراة سرًا.
ـ. وتكبيرات العيد: تكبيرة الإحرام, ثم ست تكبيرات, وفى الركعة الثانية.. تكبيرة القيام, ثم خمس تكبيرات.
ـ. وترفع اليدين في التكبيرات.
ـ. يستحب أن تنتظر لسماع الخطبة وتنصت لها للاستفادة منها في دينها.
7- عدم إرهاق الزوج بطلبات العيد ولا تخضع لضغوط الأبناء فتجبر الزوج على الاقتراض بل تفهمهم الصواب وتتصرف على قدر رزق الله لأسرتها, ولاتحاول أن تقلد غيرها, قال تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق:7), وانظري إلى الأقل منك رزقًا فالزوجة المؤمنة لاتنظر حسدًا إلى غيرها, والذكية تحسن التصرف, وتقنع بالقليل فيبارك الله فيه, وانظري إلى الأعلى منك في الطاعة والدين, والزوجة المسلمة مهتمة بقضايا أمتها وبالتالي تعيش واقع المسلمين ومايحدث لهم, وترى مايحدث في غزة وجهاد أهلها وصبرهم وتضحيتهم وحبهم لبعض وتفانيهم في الجهاد في سبيل الله, وكل ذلك يرفع همة المؤمن, ويجعل اهتماماته عالية, فالإسلام يكره تعلق الانسان بسفاسف الأمور.
8- الزوجة المؤمنة تتعامل مع الأمور بإيمانها وليس بطبعها وهواها وشهواتها أي عليها أن تعرف ماهو الأحب إلى ربها تعالى في هذا الموقف وتتصرف وتنفذ مايحبه الله وتعالى ويرضاه لا ما تهواه نفسها.
9- إن الأمور عندما تكون لله تعالى تنزل فيها البركة, وعندما نتركها ليتدخل الهوى والشيطان والغيرة والعناد فيكلنا الله إلى أنفسنا, فتفسد الأمور وتنشأ المشاكل.
10- الزوجة المؤمنة تفهم مقصود الشرع وتتجاوب معه, ففي العيد مقصود الشرع وحكمته؛ هو الحب والتزاور والفرحة والبهجة في الأسرة, وصلة الأرحام والتصدق على الفقراء, فعليها أن تسير مع حكمة الشرع فتدخل البهجة على بيتها, وتحذر أن تكون تصرفاتها سبب نكد أو مدخلًا للشيطان ليعكر جو العيد.
11- إن الشيطان يحسد الأسرة المسلمة, ويحاول دائمًا أن يحرمها من السرور, والأسرة الواعية هي التي تفوت الفرصة على الشيطان وجنوده, وذلك بتجنب الأخطاء, لأنها ثغرة الشيطان إلى الأسرة, وبكثرة الذكر؛ لأنه يطرد الشيطان ويقمعه, وبالعفو والصفح؛ لأنه يغيظ الشيطان, وهذه مسؤلية الأم في التربية.
12- في يوم العيد لايجوز تجديد الأحزان بتذكر الأموات, وزيارة قبورهم, والتأسف على الغائبين، وتمني وجود المفقود, فالميت لن ينفعه تجديد الأحزان، والغائب لن يعيده الأسف عليه, وإن إدخال السرور على الأسرة عبادة وهو الأحب إلى الله, والحزن هو هوى النفس وغرض الشيطان, والإيمان هو أن نتغلب على هوى النفس حتى يصبح تبعًا للشرع, وأن نتبع الأحب إلى الله, وهذا هو لُبُّ العبودية لله تعالى, وارفعي همتك فنحن أمة صاحبة رسالة مأمورة بالدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله, وانظري إلى أحوال المجاهدين في كل مكان حتى لاتبالغى فى الترف
13- صلة أرحامها وأقاربها, وإدخال السرور عليهم بنية التقرب إلى الله وليس مجرد عادة.
14- صلة أرحام وأقارب زوجها كحق للمسلمين عليها؛ وحتى تدخل السرور على قلب زوجها.
15- إصلاح ذات البين هو الأحب إلى الله تعالى, فالمؤمن يبادر بالصلح, ويبدأ بالسلام, ويعفو ويصفح لله حتى لايمنع عمله من الصعود إلى السماء, فإن الأعمال ترفع إلى الله يومي الاثنين والخميس إلا المتخاصمين فيقال أخروا هذين حتى يصطلحا أخروا هذين حتى يصطلحا, ونحن في الأيام العشر والعيد قد تقربنا إلى الله بأعمال صالحة فلنرفعها إلى الله بالصلح والعفو.
16- الإحسان إلى ضيوفك وإكرامهم بنية العمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) (متفق عليه) وخصوصًا أقارب زوجك بهذه النية, وبنية الإحسان إلى زوجك.
17- إن إكرام أهل الزوج لا يتوقف على العلاقة مع الزوج, فلو كان بينك وبين زوجك شيء فلا تقصري في حقوق أهله فهم ضيوفك وإكرام الضيف حق للضيف, وعمل يحبه الله تعالى, وهو من الإيمان كما في الحديث.
18ـ خذي من العيد فرصة لتربية أبنائك وتعويدهم على الأخلاق الإسلامية, فأبناؤك تلقنيهم آداب العيد وأذكاره وتساعديهم على العمل بها, وتشجعيهم على الالتزام بالأخلاق؛ فيتعودون على حسن الضيافة واستقبال الضيوف، وعلى الوقوف بجوار أبيهم وعدم تركه وحده في المواقف وعلى الجلوس مع الرجال وعدم مخالطة النساء, وعلى تنظيم الوقت وتقسيمه فيما بينهم ما بين التمتع بالعيد وبين المشاركة في المسؤليات.
أما البنات فالعيد فرصة لتعويدهن على ضبط الفرح بضوابط الشرع, وفرصة لتدريبهن على تحمل المسؤلية في جو المرح والبهجة, وتوزيع الوقت بين الفرح ومشاركة الصاحبات وزيارة الأقارب, وبين المشاركة في مسؤليات البيت وأعماله.
19- إن بعض الأمهات تميل إلى تفريغ بناتها للتمتع بالعيد فقط وهذا ليس في صالح تربية البنات وتأهيلهن لتحمل المسؤلية غدًا في بيت الزوجية
20- شجعي زوجك على صلة رحمه, وزيارة أقاربه, وإذا كان يحب مصاحبتك في زيارتهم فلا تتمنعي بغير عذر؛ حتى لا توغري صدره عليك, وإذا كان في هذه الزيارة ما تكرهين فالجئي إلى الله, واجعلي هذه الزيارة لله, واحتسبي أجرها عند الله حتى يصبرك على ماتكرهين, قال تعالى: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرً) النساء
إن بعض الزوجات تطير فرحًا إذا زارها أهلها, أو زارتهم, وهذا جميل لكنها تموت كمدًا إذا زارت أهل زوجها, أو زاروها, وهذا خطأ يسبب تغير قلب الزوج وعكارة فى العلاقة الزوجية.
ـ. إذا كانت هناك خلافات أو مشكلات مع زوجك فانسي ذلك في هذا اليوم, وقومي بحقه كاملًا؛ حتى يكون هذا العيد فرصة للإصلاح, وتجديد الحب, وليس العكس.
21- جددي نيتك في كل أعمالك في البيت واجعليها لله, فالله تعالى يحب الإحسان إلى الزوج, ويحب إتقان العمل.
22- إن إعداد مطالب الأسرة أمانة متروكة لك ولضميرك فراقبي الله فيها, وإن من الإحسان أن يظهر زوجك وأبنائك بالمظهر اللائق بهم بين أهلهم وزملائهم.
23- إنه ليس من العدل أن تهتمى بمظهرك وتهملى مظهر أبنائك وزوجك.
24- لاتنس الفقراء في هذا اليوم فهو يومهم الذى قد لايذوقون اللحم إلا فيه, وتذكري قول الله تعالى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) (النحل( وقال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (الحديد:11).
قسمت عائشة رضي الله عنها لحمًا على الفقراء وكانت صائمة فقالت لها الخادمة: لم تتركي شيئًا لتفطري عليه. فقالت: لو ذكرتيني لأبقيت. نسيت نصيبها
25ـ لا تتعمدي اختيار اللحم الرديء للفقراء قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ))البقرة:267) أي لاتقصدوا الرديء وتجعلوه للفقراء ولكم الجيد فتنفقوا لله ما تكرهون.
26ـ العيد فرصة للإحسان إلى جاراتك قال تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)النساء. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره) متفق عليه
27ـ العيد فرصة جميلة لتجديد الحب بيننا وبين المسلمين بدأ بالزوج والأبناء والأهل والجيران والأصدقاء فابدئي بالسلام والتهنئة, واختاري كلمات جميلة, وعبري عن مشاعرك بصدق وكرم, ولا تبخلي بإظهار حبك وتقديرك وخصوصا مع زوجك فهو أحق بتهنئتك له بالعيد.
وتذكري دائما أن المراة في بيت زوجها راع وهي مسؤلة عن رعيتها, وأن مسؤليتك ليست الطعام والشراب والملابس فقط وإنما أكبر مسؤلية هي تربية أبنائك على الإسلام وهي أثقل شيء في ميزانك بإذن الله.
28ـ العيد فرصة لتعويد الأبناء على التصدق بالملابس الأولى كلما اشترينا ملابس جديدة مادامت حالة الأولى جيدة والتصدق بها لمن يحتاجها خير من بقائهافائضة
29- وإن كنت ممن كتب الله عليهن غياب الزوج في سفر أو اعتقال؛ فإننا ندرك أن حمل الزوجة التى غاب عنها زوجها ثقيل وندعوا الله تعالى أن يعينها على حمله, وعلى أداء هذه الأمانة, وإعطاء هذه الرسالة حقها, فلتستعن هذه الأخت بالله تعالى, ولن يضيعها الله مادامت قد أخذت أبناءها وتوجهت بهم إلى الله لتحتمي بجنابه, وتستنير في ظلمة الحياة بدينه, وتتخذ التدين لله وحده سفينة نجاة لأسرتها يعصمها ويحفظها ويقودها إلى الخير والحق, وعما قريب سيفرج الله الكرب, ويغير الحال (سيجعل الله بعد عسر يسرا ( وساعتها ستجلس الأم تتذكر مسيرتها فتفرح روحها, وتبتهج بأنها ظنت بربها خيًرا, ووثقت في رحمته وكرمه وقد كان فأعانها الله على هذا الأمر العظيم الذى يقصر فيه كثير من الرجال, ولتذكر الأخت المسلمة أن الله اختارها لهذه المدرسة مدرسة الابتلاء التي سبقتها إليها كثيرات منذ أمنا هاجر زوج أبينا إبراهيم وأم أبينا إسماعيل عليهما السلام ثم كثيرات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله قوما ابتلاهم ) وقال ( يُبتلى المرء على قدر دينه )
على قدر أهل العزم تأتى العزائمُ وتأتى على قدر الكرامِ المكارمُ
وتعظُم فى عين الصغير صغارُها وتصغُر فى عين العظيم العظائمُ
30- إن قيام الزوجة المسلمة بمسؤليتها التي ائتمنها الإسلام عليها ليست أهميته ولا ثوابه في الدنيا والآخرة على أنه بناء وحفاظ على أسرة مسلمة فحسب؛ بل هو مساهمة في بناء أمتنا العظيمة, وفى تحقيق النصر لها, ولكل قضاياها, كقضية القدس وغيرها, ولكل المستضعفين من المسلمين في الأرض كالفلسطينيين وغيرهم بإذن الله.
وختاما أختنا المسلمة
تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُم |
تقبل الله حبك المتدفق لأسرتك وحنانك وعطفك عليها
تقبل الله صبرك وعطائك وجهدك وتحملك وجزاك الله تعالى خيرا الجزاء
تقبل الله دعوتك لأبنائك وكتب فى حسناتك كل عمل دعوتيهم إليه وربيتيهم عليه (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ) (الدال على الخير كفاعله )
ـ تقبل الله صبر الصابرات على غياب أزواجهن وأبنائهن وعلى تحملهن لمسؤلية جسيمة وأعانهن الله عليها وجعل الفرج قريبا ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )
ـ تقبل الله تضحية كل من ضحت بشبابها وزهرة حياتها وكافحت من أجل أبنائها وتربيتهن
ـ تقبل الله تضحية من ضحت بأبنائها فى سبيل الله بعد أن ربتهم على حب الدين والتضحية من أجله والعمل على رفعته
ـ تقبل الله صبر المعتقلات فى غيابات المعتقلات وكتب أنفاسهن هناك فى ميزان حسناتهن وجعل الله لهن مخرجا كريما وفرجا قريبا ونصرا عزيزا ( إن مع العسر يسرا )
تقبل الله منك أما صابرة مضحية
تقبل الله منك أختا رحيمة حانية
تقبل الله منك زوجة قانتة حافظة لزوجها ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ) راعية لبيتها (والزوجة فى بيت زوجها راع وهى مسؤلة عن رعيتها )
|