أخطر تحقيق جنائي عن اغتيال حسن البنا
|
حسن البنا |
من بين ما يصر عليه أحمد سيف الإسلام نجل حسن البنا الأكبر، أنه يعرف من قتل والده، وأنه يملك مستندات علي ذلك، يفعل ذلك وكأن الأمر مازال سرا، رغم أن هناك ما يشبه الإجماع علي أن الملك فاروق هو من قتله، وأن رجاله في وزارة إبراهيم عبد الهادي نفذوا ذلك، ليس إرضاء للملك فقط، ولكن انتقاما لمقتل النقراشي باشا، الذي قتلته جماعة الإخوان، وهتف مشيعوه : دم البنا..بدم النقراشي. لكن يبدو أن اغتيال البنا لا يزال يداعب خيال الباحثين والكتاب والمؤرخين، وكان غريبا أن أجد مجلة أمريكية تصدر باللغة العربية للعرب يرأس تحريرها الدكتور محمد عبدالوهاب، تحقق في اغتيال حسن البنا، بل وتنشر صور المجموعة التي قامت بقتله، والغريب أن المجلة حصلت علي صورة زوجة حسن البنا السيدة لطيفة الصولي، وعلي ما أعتقد فهي أول مرة تنشر صورة زوجة البنا. بعد أن جلست مع الدكتور محمد عبد الوهاب، أدركت سر حصوله علي الصور النادرة، فهو أحد عشاق التحف النادرة، وأحد الحريصين علي أن يجمع كل ما يقع تحت يديه من المقتنيات الثمينة، صور عملات وأسلحة، وبنفس حرصه علي اقتناء التحف، حرص الدكتور عبدالوهاب علي أن ينقل تفاصيل عملية اغتيال حسن البنا، وهو ما يمكن أن نعتبره أجرأ تحقيق جنائي عن حادث لا يزال مؤثرا وحاكما في الحياة السياسية المصرية، التفاصيل كثيرة، وهو ما يجعلني أروي القصة كاملة مع إعادة ترتيبها. بعد أن قامت جماعة الإخوان المسلمين باغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء في ديسمبر 1948، بعد أن أصدر قرارا بحل الجماعة، لم يكن البنا يريد اغتيال النقراشي، كان يعرف أن جماعته التي بناها في 20 عاما توشك علي الانهيار، وكان يعرف أنه سيدفع الثمن وحده. وقد بدأت إجراءات دفع الثمن بالفعل. كلف إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء عبدالرحمن عمار المشرف علي البوليس السياسي والأمن العام والرقابة بمراقبة البنا، وبالفعل فرض الرقابة عليه ليلا ونهارا، ومن يحاول أن يقابله يلقي القبض عليه، كل ذلك دون أن يتم القبض علي البنا نفسه، فقد صدرت الأوامر إلي الأميرالاي محمد إبراهيم إمام ضابط البوليس السياسي (القسم المخصوص) بعدم اعتقال البنا. بدأ البوليس السياسي يكتب تقارير يومية عن تحركات البنا، وتعرض في نفس اليوم علي عبدالرحمن عمار، وكان عمار قد عمل قبل ذلك مديرا لمديرية جرجا، وكان يعمل معه قائمقام حكمدارا لبوليس جرجا اسمه محمود عبد المجيد خليل. كان محمود عبد المجيد ضابطاً دموياً، ومن بين ما قام به طبقا للتقارير التي طالعها عمار، أنه من بين 18 مطلوبا للعدالة، كلف بالقبض عليهم قتل منهم 15، وكان يربط جثة من يقتله عارية في سيارة ويطوف بها العساكر في الأماكن التي كان يمارس فيها سطوته منادين : الرطل من ده بمليم. استدعي عبد الرحمن عمار محمود عبد المجيد وعينه مديرا لإدارة المباحث الجنائية بوزارة الداخلية، وطلب منه بشكل مباشر تصفية البنا، علي الفور أرسل محمود عبد المجيد في طلب الصاغ أمين حلمي والصاغ حسين كامل والملازم أول عبده أرمانيوس، وكانوا يعملون معه في جرجا. أرسل كذلك إشارة تليفونية إلي جرجا طلب فيها ندب المخبر أحمد حسين جاد، والمخبر محمد سعيد إسماعيل، والمخبر حسين محمدين رضوان، علي أن يسلموا أنفسهم في وزارة الداخلية، وكان هؤلاء المخبرون الثلاثة من رجال محمود عبدالمجيد، وعرفوا بالقسوة الشديدة والجرأة والطاعة العمياء، وعندما فاتحهم في أمر اغتيال حسن البنا وافقوا علي الفور ودون تردد. تم تكثيف المراقبة علي البنا، ونجح الصاغ عبد المجيد العشري من ضباط البوليس السياسي في تجنيد اثنين من كوادر الإخوان كي يعملا مرشدين له وينقلا ما يدور في كواليس الجماعة، وهم عبدالفتاح عشماوي ومحمد أحمد سليمان المدرس بمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة، أخبر الاثنان البنا بأنهم جندا للعمل كمرشدين مع البوليس السياسي فوافقهما علي ذلك كي يعرف نوايا البوليس السياسي تجاه الجماعة، وتم تكليف المخبر عبدالمنعم علي إبراهيم بمراقبة منزل البنا في 15 شارع سنجر الخازن قسم الخليفة وإبلاغ تحركاته أولا بأول للقلم السياسي. كان محمود عبد المجيد يمر يوميا علي منزل عبد الرحمن عمار، ليتلقي منه الأوامر . كانت هناك أكثر من محاولة لتنفيذ اغتيال البنا، أولها أن يتوجه الصاغ حسين كامل والملازم عبده أرمانيوس إلي منزل البنا، وإبلاغه أن النيابة أمرت باعتقاله، ثم يتوجها به إلي منطقة الهرم طريق الفيوم ثم يقتلانه ويدفنانه في حفرة تعد مسبقا، ولكن عندما عرضت هذه الخطة علي اللواء أحمد طلعت رئيس البوليس السياسي رفضها. الخطة الثانية كانت علي وشك التنفيذ، فقد وقف الأمباشي أحمد حسين أمام بيت البنا ليغتاله عند خروجه، لكن الخفير الخاص بالبنا قبض عليه بعد أن اشتبه به ، واقتاده إلي قسم الدرب الأحمر، وعندما أبرز أحمد حسين هويته للمأمور مثبتا بها عمله كمخبر، قال المأمور للخفير:هذا تاجر مواشي ولا علاقة له بشئ. الخطة الثالثة التي فشلت أيضا، كانت عندما كان يسير البنا مع محمد الناغي ( وهو سكرتير جمعية الشبان المسلمين وقتها وقريب إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء في الوقت نفسه ) في شارع الملكة نازلي، رصدته كتيبة الإعدام، كان البكباشي محمد وصفي رئيس حرس الوزارات، والمفتش بالقسم السياسي يقود السيارة وكان يجلس بجواره المخبر أحمد حسين جاد، وفي الخلف الصاغ حسين كامل، وكان حول السيارة اليوزباشي عبد الرؤوف عاصم، والملازم أول عبده أرمانيوس، والمخبر محمد السعيد والمخبر حسين محمدين بملابسهم الميري، بحيث إذا تم القبض علي أحمد حسين يستلمونه من الجمهور، ويقومون بتهريبه . وفي آخر لحظة عندما أخرج أحمد حسين مسدسه ليطلق الرصاص علي البنا، صرخ فيه الصاغ حسين كامل وقال له: امنع يدك، لأنه في هذه اللحظة كان يمر أحد ضباط البوليس. وفي صباح السبت 12 فبراير 1949، استدعي إبراهيم عبدالهادي قريبه محمد الناغي وطلب منه أن يستدعي حسن البنا إلي جمعية الشبان المسلمين ليبحث معه أمر معتقلي الإخوان، ويقول له إن رئيس الوزراء سمح له بمقابلتهم يوم 14 فبرابر. ذهب محمد الناغي إلي جمعية الشبان المسلمين، وسأل: هل جاء البنا، ولما قالوا له إنه لم يحضر، طلب من محمد الليثي أن يحضره لمقابلته الليلة لأمر ضروري، وبالفعل ذهب إليه الليثي وجاء به إلي الجمعية، طلب البنا من زوج شقيقته عبدالكريم منصور المحامي أن يرافقه، ففعل رغم مرضه، وفي الطريق لاحظ البنا أن هناك سيارة تتبعهما لكنه لم يلتفت لها، وعندما دخل البنا جمعية الشبان المسلمين توجه إلي غرفة الناغي وانتظر صهره في غرفة محمد الليثي. لكن أين كان قتلة حسن البنا في هذا التوقيت؟ كان أحد ضباط البوليس السياسي قد ذهب إلي كوبانية الكهرباء، بحيث تكون الرؤية خافتة، وجلس الجاويش محمد سعيد إسماعيل والأمباشي حسين محمدين رضوان علي قهوة العسيرات بملابسهما الرسمية، حتي إذا تم القبض علي الجناة يستلموهما من الأهالي، وكانت سيارة البكباشي محمد وصفي تقف قريبة من مكان الجمعية، حتي يركب فيها الجناة للهرب بها . اصطحب الملازم أول عبده أرمانيوس المخبر أحمد حسين إلي أحد البارات القريبة وسقاه عدة كئوس من الخمر، ثم اتجه إلي شارع الملكة نازلي، ووقف أحمد حسين أمام محطة الترام التي تقع أمام جمعية الشبان المسلمين عدة دقائق، ووصل مصطفي أبوغريب ووقف بجوار أحمد حسين، وعلي الناحية الأخري كان يقف الصاغ حسين كامل مرتديا ملابس مدنية، وقريبا منه وقف عبده أرمانيوس. أراد القائمقام محمود عبدالمجيد أن يثبت أنه بعيد تماما عن موقع الحادث، فظل في مكتبه بوزارة الداخلية حتي الظهر، ثم ذهب إلي المعرض الصناعي مع مدير الشرقية محمود بك ثابت وعبد الله خليل فواز سكرتير الغرفة التجارية بجرجا، وتناولوا الغداء في مطعم الشيمي بالألفي، ثم أمر السائق محمد محفوظ بتوصيل مدير الشرقية إلي مقر إقامته بفندق كونتيننتال بالعتبة، ثم ذهب مع صديق له إلي قهوة لونا بارك، وهناك قابل القائمقام اسماعيل فهمي أبو ذكري مفتش الداخلية، والصاغ توفيق علام مأمور مركز إمبابة، ثم ذهب إلي لوكاندة ايدن هاوس حيث قابل البكباشي محمد اسماعيل أبوالسعود حكمدار بوليس طهطا، والصاغ محمود فهمي علي رئيس مباحث جرجا، والحاج عبد الرؤوف الضبع عمدة جهينة وابنه أحمد الضبع من أعيان جهينة والأستاذ محمود عبيد من أعيان مشطا ونائب العمدة، وكان أغلب الموجودين في اللوكاندة قد حضروا إلي مصر للقبض علي شقي خطر يدعي محمد ابراهيم الصغير الشهير بالكاروف. أنهي البنا مهمته في جمعية الشبان المسلمين، وطلب عبدالكريم منصور من صالح عوض ساعي الجمعية أن يحضر لهما تاكسي، فسأله الساعي: مين اللي هيركب؟ نزل محمد الليثي مع حسن البنا، وأثناء خروجهما نادي أحد السعاة علي محمد الليثي وقال له : تليفون لك، فطلب منه البنا أن يعود كي يتحدث في التليفون، تحرك التاكسي ببطء، كان أحمد حسين ومصطفي أبو غريب يرتديان جلابيب، ولكن أبو غريب كان يلبس بالطو أسود وأخفيا وجهيهما بالكوفيه، اقترب أحمد حسين واطلق الرصاص علي زجاج الباب فهشمه. توقف التاكسي وارتمي السائق أسفل الأرضية، التف مصطفي أبو غريب ناحية الباب الآخر كي يمنع عبد الكريم منصور من النزول، حاول أبو غريب منعه، وعندما تغلب عليه منصور أطلق أول رصاصة استقرت في ساعده الأيمن، واستمر في المقاومة رغم إصابته في الفخذ الأيسر، كان أحمد حسين يفرغ رصاصه في البنا، فأصيب بست رصاصات، رصاصة في صدره من الجهة اليمني، وخمس رصاصات بظهره. في أثناء الضرب نزل زكي عبدالتواب الموظف بالجمعية، فشاهد الشخص الذي يطلق الرصاص، وتعرف عليه لأنه كان يعمل كاتبا بالمباحث الجنائية في الوزارة، وتأكد أنه مخبر جرجا أحمد حسين، تحرك عبده أرمانيوس وصاح قنابل .. قنابل...ف تفرق المارة وأغلق أصحاب المحلات محلاتهم وحدث هرج ومرج بالشارع. وقتها هرب الصاغ حسين كامل، واختفي المخبرون الجالسون علي المقهي، بعد أن تأكدوا أن أحدا لم يمسك بزملائهم، وقتها أيضا نادي محمود عبد المجيد علي سائقه الجاويش محمد محفوظ، وقال له، تعرف نادي نقابة الصحفيين، قال له:أيوه يا فندم، فقال له:اذهب هناك وانتظر واجعل مقدمة السيارة ناحية عبد الخالق ثروت، وهاييجي لك اتنين لابسين ملابس بلدية هاتهم علي هنا في اللوكاندة . نعود إلي البنا مرة أخري. توجه البنا إلي داخل الجمعية والدم يخرج من فمه وبقية جسده، قابله زكي عبد التواب فقال له البنا:قتلوني ..قتلوني، هاتوا الإسعاف، ثم عاد البنا إلي التاكسي ليطمئن علي صهره عبد الكريم، كان السائق لا يزال في دواسة السيارة، جذبه محمود جبر أحد أعضاء الجمعية من ملابسه وأجلسه وقال له:سوق علي الإسعاف. في هذه الأثناء جاء أحد الشباب يجري من الناحية الأخري، وقال صائحا أنا أخذت رقم العربية اللي هرب فيها القتلة ورقمها 9979 خصوصي مصر، كان عمر هذا الفتي حوالي 17 عاما، اسمر ويلبس جلبابا، كتب البعض رقم السيارة التاكسي وتوجهوا إلي الإسعاف، وقام محمود جبر بالتقاط الطلقات الفارغة وكان عددها 7 أظرف. في السيارة التاكسي كان عبدالكريم منصور يردد آه آه ، وكان البنا يقول لا إله إلا الله، وعندما وصلوا إلي جمعية الإسعاف كان الدم ينزف منهم، وعندما كشف د.محمد طلعت عليهما وجد أن البنا مصاب بعيار ناري في صدره من الجهة اليمني، وخمس رصاصات بظهره، وعبد الكريم مصاب بعيار ناري في العضد الأيمن، وأثناء تضميد جراح البنا قال للطبيب :مفيش فايدة أنا هاموت، ثم نطق بالشهادتين..وقال إن الله حق. في تحقيقات النيابة، تم استدعاء صاحب السيارة رقم 9979 الأستاذ فهيم بولس المحامي الذي قرر أن السيارة مؤجرة لحساب وزارة الداخلية، وهي مخصصة لاستخدام القائمقام محمود عبد المجيد مدير المباحث الجنائية بالوزارة، وقد انتشر الخبر بأن السيارة الضالعة في تهريب الجناة تخص محمود عبد المجيد. الغريب أن المتورطين في الجريمة كانوا يتفاخرون بما فعلوه، السائق محمد محفوظ يحكي لكل من يقابله سواء من أعيان جرجا أو من خارجها عن عملية الاغتيال، وأنه تم توريطه فيها دون علمه، ويطلب أن يرقي إلي رتبة الباش جاويش، وأحمد حسين جاد أصبح هو الآخر يسردها بتفاخر. وكانت المفاجأة أن مجهولا أرسل خطابا إلي النيابة سرد فيه تفاصيل ما جري، وجاء فيه: "بعد قتل النقراشي باشا فكر عبد الرحمن عمار في قتل حسن البنا، اتفق مع محمود عبدالمجيد مدير المباحث علي تنفيذ الجريمة، وأخذ رأي إبراهيم عبدالهادي فوافق، واستحضر محمود عبد المجيد أحمد حسين ومحمد سعيد وحسين محمدين المخبرين في مباحث جرجا للوزارة، وأحضر معهم شخصا يدعي عبد الله من سوهاج، معروف بالاستئجار علي القتل وادعي محمود عبد المجيد بأنهم حاضرون للبحث عن شخص مجرم هارب، وسلمهم للصاغ حسين كامل. وكانت هناك سيارة بها مخبرون والضابط الجزار تراقب حسن البنا باستمرار، لتعرف الجهات التي كان يتردد عليها وقبل قتله بشهر انقطعت المراقبة، ومحمود عبد المجيد وسيارته اللي الشاهد قال علي نمرتها كان يركبها ويسوقها محمد محفوظ المخبر بالمباحث في الوزارة، كان يراقب حسن البنا، ومعاه المخبرين اللي من جرجا وعبد الله والصاغ حسين كامل. الناغي سكرتير مدير البوستة نسيب إبراهيم عبد الهادي باشا ونسيب حرم النقراشي باشا هو اللي رتب حضور حسن البنا إلي جمعية الشبان المسلمين في يوم القتل، والبوليس بواسطة عبد الرحمن عمار قلل النور عند جمعية الشبان المسلمين، وكان شطب القهوة اللي أمامها والمخبرين محمد سعيد وحسين محمدين كانوا لابسين عساكر من مصر، وأحمد حسين وعبدالله لابسين جلاليب ومخفين وشهم، وقالوا لعمار إنهم قتلوا البنا وعمار اتصل بابراهيم عبدالهادي، ويوم 15 صرف 800 جنيه من المصاريف السرية لمحمود عبد المجيد، أما المخبرون فسافروا علي جرجا بعدها بيومين، وضباط المباحث والعساكر والمراسلات الدور الأول بوزارة الداخلية وعامل المصعد شافوا المخبرين، ويعرفوا كل المسألة، لأن السواق محفوظ كان يقول علنا بأنهم قتلوا البنا، ومحمود عبد المجيد مكافأته بـ600 جنيه، وقالوا عشان ضبط أشقياء لما كان في جرجا وخد نيشان ورتبة بك، وأحمد حسين إذا عرضتموه علي المحامي راح يعرفه والشهود كلهم لم ينكروا، والسواق محفوظ يمكن يعترف بالحقيقة، الضابط الجزار كان موجود بشارع نازلي بأمر أحمد طلعت والمسدس اللي اتقتل بيه البنا أخذه عمار ومحتفظ بيه، والتحقيق الدقيق يبين كل شيء". انتهي الخطاب الذي كان من مجهول، لكن علي ما يبدو أن كاتبه يعمل في وزارة الداخلية، لأنه ملم بكل شيء جري، وأغلب الظن أنه سمعه أو عرف به من بعض من شاركوا في عملية الاغتيال. ظل قتلة حسن البنا أحرارا، حتي تمت محاكمتهم أمام محكمة الشعب بعد الثورة، أيام كان هناك وفاق بين الجماعة والثورة، وفي أغسطس 1954 حكمت المحكمة علي كل من: الأمباشي أحمد حسين جاد بالأشغال الشاقة المؤبدة، والأميرالاي محمود عبد المجيد خليل بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة، والباشجاويش محمد محفوظ محمد بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة، والبكباشي محمد محمد الجزار بالحبس مع الشغل لمدة سنة، وبراءة كل من مصطفي أبوالليل يوسف، ويوزباشي عبده أرمانيوس سرور، والبكباشي حسين كامل، وجاويش محمد سعيد اسماعيل، وأمباشي حسين محمدين رضوان. لكن وبعد أن ساءت العلاقات بين الثورة وجماعة الإخوان، بعد أن حاول الإخوان اغتيال عبدالناصر في ميدان المنشية، ونكاية في الإخوان، فقد أمر عبدالناصر بالإفراج عن الأميرالاي محمود عبد المجيد ولم يمض علي وجوده في السجن عام فقط، وقررت المحكمة رد اعتبار البكباشي محمد الجزار في 25 نوفمبر 1957، وعمل بالمحاماة وأفرج عن الباشجاويش محمد محفوظ عام 1960، قبل انتهاء مدة العقوبة وأفرج عن الأمباشي أحمد حسين جاد في عام 1967 قبل انتهاء مدة عقوبته. |
القائمقام محمود عبد المجيد |
المصدر: محمد السطيحه المحامى
0127105575
نقلا عن جريدة الفجر
نشرت فى 7 سبتمبر 2010
بواسطة ELstehaAveocato
عدد زيارات الموقع
1,898,575
ساحة النقاش