القرضاوي يدعو الي صلاة المرأة خلف الرجال دون حواجز وعدم التمسك بمذهب ابي حنيفة والعمل بقانون الاحوال الشخصية ايام وحدة مصر وسوريا

 

 


عاد الدكتور يوسف القرضاوي الي الدوحة بعد انتهاء رحلته الهامة التي
استمرت مدة أسبوع إلي جنوب أفريقياوالتي تعرف فيها علي احوال المسلمين هناك، والقي خلالها عدة محاضرات كما التقي مع الزعيم نيلسون مانديلا، ومع علماء المسلمين وموجهيهم.

وقد تأخرت هذه الزيارة لمدة خمسين عاما حيث كانت أول دعوة وجهت إلي القرضاوي لزيارة جنوب أفريقيا من زميله في الأزهر وفي الدعوة الشيخ عبد الحميد خبير، والذي دعاه لزيارة بلده جنوب أفريقيا منذ خمسون عاما، وقد لقيه الشيخ القرضاوي في هذه الزيارة بعد أن انقطعت أخباره عنه طوال هذه المدة.
كما لقيت الزيارة اهتماما خاصا، وترحيبا حارا من مسلمي جنوب أفريقيا والجالية العربية هناك.
وقد ألقي الشيخ مجموعة محاضرات في المساجد الكبري بجوهانسبرج وكيب تاون عن 'واجبات الأقلية المسلمة في الاعتزاز بالإسلام وحسن الفهم له، والعمل به، وحسن العمل له'، وعن 'المبشرات بانتصار الإسلام'، ومحاضرة عن 'تقنين الأحوال الشخصية في بلاد الأقليات المسلمة'، مؤكدا ان الدستور يسمح للمسلمين بالاحتكام إلي قانونهم الخاص في الأحوال الشخصية، كما ان الحكومة شكلت لجنة من علماء المسلمين لهذا الغرض.

وقد استعرض الشيخ في محاضرته تاريخ تقنين الشريعة، بدءا من مجلة الأحكام العدلية أيام الدولة العثمانية، مشددا علي أهمية التقنين، ليعرف المتقاضي القانون الذي يحتكم إليه، واكد القرضاوي علي أهمية الاستفادة من المذاهب الإسلامية جميعا بما فيها المذاهب الأربعة وغيرها، واجتهادات الصحابة والتابعين، وعدم الاقتصار علي مذهب واحد مهما بلغ اتساعه، ونبه كذلك علي أهمية الاستفادة من قوانين الأحوال الشخصية في البلاد الإسلامية، خاصة مصر وسوريا، وقانون الأحوال الشخصية الموحد الذي قام عليه العلامة الدكتور مصطفي الزرقا أيام الوحدة بين البلدين، حيث تعتبر الأحوال الشخصية من أكثر جوانب الفقه حيوية لتطبيقها في كل البلاد الإسلامية، وأكد الشيخ كذلك علي أهمية مراجعة القوانين كل فترة من الزمن، لتلافي ما يمكن أن يلحق بها من قصور ناتج عن كونها اختيارا من اختيارت البشر. كما ركز الشيخ ا علي قضية القدس، ومكانة المرأة المسلمة ومشاركتها في الأنشطة الاجتماعية، والتيسير في الفتوي، والتبشير في الدعوة

كما لقيت دعوة القرضاوي لاتاحة الفرصة للمرأة المسلمة لعمارة المساجد، وحضور المحاضرات، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية ترحيبا واسعا حيث اكد علي ضرورة عدم التمسك بمذهب الإمام أبي حنيفة في هذه المسالة،مشيرا الي انه لو كان أبو حنيفة حيًّا لسمح للمرأة التي ذهبت إلي المدرسة والجامعة والسوق، أن تذهب إلي المسجد لتتعلم دينها.

وقد استجاب مجلس القضاء الإسلامي في المحاضرات التي ألقيت في مدينة كيب تاون لدعوة القرضاوي فحضرت النساء في مسجد القدس ومسجد زينة الإسلام خلف الرجال من غير حاجز من بناء أو خشب أو قماش، كما كان الأمر علي عهد الرسول صلي الله عليه وسلم. وقد قام موقع القضاء الإسلامي باستطلاع للرأي بين مسلمي جنوب أفريقيا، حول تأييدهم لدعوة الشيخ القرضاوي لإتاحة الفرصة للمرأة المسلمة للحضور للمساجد، واستماع المحاضرات، والمشاركة في الأنشطة العامة، فحظيت بتأييد أغلبية المصوتين بنسبة 52.2%

وقد لقيت هذه المحاضرات اهتماما كبيرا من الأقلية المسلمة، فنقلتها إذاعة كيب تاون التابعة لمجلس القضاء الإسلامي، وشهدت حضورا كبيرا في المساجد، وتم تصويرها لتوزع علي نطاق واسع وسط أبناء الأقلية المسلمة.

كما التقي القرضاوي خلال زيارته بعلماء المسلمين في جنوب افريقيا و كان في استقباله في مطار أولافار تامبو الدولي 'جوهانسبرغ'، وفي مطار كيب تاون الدولي، رئيس مجلس القضاء الإسلامي، ونائبيه، الشيخ إحسان هندركس، والشيخ إبراهيم جبريل، والشيخ إحسان طالب، ومسئولو جمعية العلماء بخاوتنك، والجالية العربية بالمدينة، والعلماء من أنحاء جنوب أفريقيا، حيث استقبلوا الشيخ باللافتات والهتافات والتكبير والأناشيد

وزار الشيخ مقر جمعية العلماء بخاوتنك، ومكتب مؤسسة القدس الدولية فرع جوهانسبرج، ومجلس القضاء الإسلامي بكيب تاون، ومركز النور التعليمي بكيب تاون.

كما زار منطقة رأس الرجاء الصالح، عند التقاء البحرين، وقام بجولة بحرية حول جزيرة 'روبن آيلاند'، التي سجن فيها الزعيم نيلسون مانديلا، ومن قبله الشيخ عبد الله عبد السلام القاضي، الذي نفي من أندونيسيا لمقاومته الاستعمار الهولندي، ويعتبر أول من أنشأ مسجدا في الجنوب الإفريقي.

والتقي القرضاوي خلال الزيارة بنيلسون مانديلا زعيم جنوب أفريقيا، في عصر أول أيام زيارته، يوم الجمعة رغم أن مانديلا لا يقابل أحدا في هذا اليومالا انه رحب بزيارة القرضاوي واعتذر أن حالته الصحية لا تسمح له أن يقف لاستقبال زائريه ولا لتوديعهم وحياه الشيخ القرضاوي علي نضالهمؤكدا أن العالم العربي والإسلامي كان يقف معه في قضيته العادلة، من أجل الحرية والمساواة، كما شكره الشيخ علي موقفه من مسلمي جنوب أفريقيا، وزيارته لأحد المساجد التي كانت قلعة من قلاع مقاومة التمييز العنصري، عقب خروجه من السجن مباشرة، وشكره كذلك علي مواقفه من القضايا العربية الإسلامية، وخصوصا قضية فلسطين، وطلب صوته القوي هذه الأيام في نصرة المسجد الأقصي والقدس من الخطر الذي يتهددهما.

وأكد له الزعيم أنه مع القضية الفلسطينية، وأن مؤسسته تعني بهذه القضية ولن تتخلي عنها.
وقد اعتبرت الأقلية المسلمة أن لقاء العلامة القرضاوي بالزعيم نيلسون مانديلا يمثل دعما كبيرا للمسلمين في هذا البلد.
كما التقي خلال الزيارة بمستشار السفارة المصرية والقنصل العام.
وقد أهدته مؤسسة القدس الدولية عملة القدس الذهبية، وكتاب نيلسون مانديلا، ومسبحة بألوان العلم الفسلطيني، وأهداه مجلس القضاء الإسلامي عملة جنوب أفريقيا الذهبية، وجائزة الشيخ الشهيد عبد الله بن عبد السلام القاضي لخدمة الإسلام وقضاياه ليكون الشيخ القرضاوي أول من يحصل علي هذه الجائزة

المصدر: محمد السطيحه المحامى
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 526 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2010 بواسطة ELstehaAveocato

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,896,870