وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].
عزيزي المربي اذا تمعنا في هذه الاية الكريمة نجد بانها منهاج تربوي كامل فيه من العبر الرائعة التي تقيم اسرة ومجتمع وفرد بعض هذه العبر:
*تحديد الاولويات: ونجد ذلك بان الله تبارك وتعالى يقول بان علينا ان نامر بالصلاة ولا نفكر بالرزق لان الصلاة هي من الاولويات التي يجب ان نعمل على زرعها.......وهنا نجد بان على الانسان ان يحدد اولوياته يوميا ويعمل على ذلك فاذا لم يحددها فان الامور ستختلط ولن يحقق شيئا فالاهم بالاهم
*طريقة التربية هنا تاتي بالامر فقط وليس بالغصب والصراخ وهي عملية مستمرة مبنية على اساس وهدف فان الامر بالصلاة عمل يومي ففي كل يوم علينا ان نامر اطفالنا خمس مرات فان هذه العملية عملية تراكمية تفيد في زرع عادة مستقرة 
*امر الاهل وهو الشعور بالمسؤولية فان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته, فان الشعور بالمسؤولية هو الذي يجعلنا ان نجد وسيلة للاقناع ووسيلة للحوار فالشعور بالمسؤولية يجعلنا نستخدم جميع الوسائل والطرق وان نبتكر ونبدع في سبيل زرع الصحيح فاننا سنساءل عن كل صغيرة وكبيرة ويكفي بهذا ان يكون وازع للعمل والجهد والابتكار
*الاصطبار وهو التصبر اي ان نصطنع الصبر لما في الامر من مشقة فالصبر لا ياتي لعند الانسان ويقول خذ هذا هو الصبر فاصبر وانما هو فضل من الله مع جهد الانسان لايجاد مايصبره فالانسان عليه ان يصبر ويصبر ويصبر وهذا ماامرنا به الله سبحانه وتعالى بان علينا ان نصطبر.....فالصبر هو الذي يجعل الانسان هادئا , هو الذي يجعلنا نفكر بتوازن وحكمة, الصبر هو الذي يساعدنا على الاستمرارية, وهو الذي يزرع الامل في نفوسنا, الصبر دواء لكل نفس تمر باي امر, الصبر عنوان النجاح وعنوان الفوز ....للصبر شرح كبير لا يكفيه
سطور.....فاللهم اجعلنا من الصابرين
*والنقطة المهمة جدا نجدها بان الاية الكريمة حددت ماعلينا عمله وهو تحديد الاولويات والعمل عليها والاصطبار ولم تقل اي شئ على نتيجة هذا العمل....وهذه رحمة من الله سبحانه وتعالى فان النتيجة هي بيد الله وبفضل منه وليست بايدينا فان الله سبحانه وتعالى بين لنا ماعلينا عمله وواجبنا والطرف الاخر وهو النتيجة ليست من ضمن الخطة لئلا نتعب انفسنا ونشك في امرنا فعلينا ان نتبع ماوصف وان نتوكل على الله رب العالمين

اذن المنهاج التربوي الذي نتعلمه من هذه الاية الكريمة هو
ان نحدد اولوياتنا, ونركز على الاهم بالاهم,ونعمل علىهم بعملية مستمرة وعملية تراكمية ونتوكل على الله و نسلم امرنا ولا ننتظر النتيجة فاننا مسؤولون على الزرع فقط وليس على المحصول فان هذا بيد الله واتمنى ان لا يختلط على البعض بان اذا النتيجة ليست بايدينا فاننا نتوقف عن العمل عندما نرى اي علامة لنتيجة ما وهذا غلط فان علينا العمل لاخر لحظة في حياتنا وان الله لا يصيع اجر مثقال ذرة من خير ولا ننسى بان قلب كل عمل ناجح هو الصبر. 

والله اعلم