شخصيات القصة وأبطالها من الواقع:
1. النسر الذي أصبح دجاجة: ربما يكون أنت
2. مجموعة الدجاج: المجتمع السلبي الذي نعيش فيه
3. سرب النسور: المجتمع الإيجابي، أو الجانب الآخر من المجتمع.
الأحداث
يحكى أنه كان هناك نسر يعيش على ذروة أحد الجبال، ويسكن مع رفيقته في عش جميل بناه علي قمة ذلك الجبل، ومضت الأيام، ووضعت زوجته بعض البيض الذي عما قريب سيفقس ليخرج منه سرب من النسور الصغيرة، لكن الرياح لا تأتي دائمًا بما تشتهي السفن، هز زلزال عنيف الأرض من تحت ذلك الجبل، فسقط العش بما فيه فتحطم البيض عن آخره، سوى بيضة واحدة أخذت تتدحرج رويدًا رويدًا فالتفت حولها بعض الأعشاب حمتها من التحطم، حتى استقرت أخيرًا على تلك الأرض المخضرة الموجودة حول ذلك الجبل.
وكان يعيش في تلك الأرض مجموعة من الدجاج المسالم، يشرب من مائها، ويتغذى على نباتها، ثم يأوي إلى عشه آخر النهار لينام، فبينما الدجاج يرعى في تلك الأرض إذ رأى تلك البيضة الكبيرة التي سقطت من عش النسر، وعلى الفور أدرك الدجاج بفطرته، أن تلك البيضة لا تخصه، فهي لا تشبه أبدًا بيضة الدجاجة، ومع ذلك فقد قرر أن يرعى هذه البيضة حتى تنتهي فترة حضانتها، وبالفعل تطوعت دجاجة كبيرة أن ترقد على البيضة حتى تفقس، ويخرج منها جنينها سالمًا.
بعد مدة فقست البيضة، وخرج منها نسر صغير جميل، تربى هذا النسر مع الدجاج ونشأ كما ينشأ، فجعل يعيش كما يعيش الدجاج، حتى استقر في نفسه بل وفي نفوس من حوله أنه فعلًا دجاجة بكل ضعفها وعجزها وسلبيتها، ومضت الأيام علي ذلك النسر الداجن، وهو يعيش في سلبية وخنوع، تاركا للظروف والآخرين مهمة تنظيم حياته، دون أن يكون له رأي أو فعل إيجابي فيها.
وذات مرة رأى هذا النسر سربًا من النسور، يحلق عاليًا، فلاحظ بعض الشبه بينه وبين تلك النسور، فتمنى لو يحلق كما تحلق، تمنى أن يكون نسرًا إيجابيًا فاعلًا، بدلًا من أن يكون دجاجة مسلوبة الفعل والإرادة، وجعل يحرك جناحيه محاولًا التحليق، ولكن ضعف جناحيه من طول حياة الكسل والخمول حال دون نجاحه، إضافة إلى ضحكات السخرية والاستهزاء، التي انطلقت مدوية من حلوق الدجاج، تريد أن تقول له: ماذا تظن نفسك تفعل؟ هل تحاول الطيران مثل النسور؟
أيها المسكين، أنت لست سوى دجاجة، تربيت وعشت كدجاجة، فلن تستطيع أبدًا مهما حاولت أن تحلق عاليًا مثل النسور، وهنا تحطمت تلك البقية الباقية، من إرادة ذلك النسر الداجن، وبلغ منه اليأس والإحباط مبلغًا عظيمًا، فقرر أن يستسلم لواقعه المرير، وأن يقنع بعيشة الدجاج بكل ما فيها من سلبية وفشل وخمول وكسل.