ذا سألك الناس كيف حالك، فكيف ستجيب عليهم؟ هل ستقول أنك بخير أم مرهق؟ وإذا كنت منهكا لدرجة أنك غير قادر على إجابة هذا السؤال، فإنك لست وحدك: حيث إن الإرهاق الزائد والتعب المنهك شىء معد هذه الأيام.
نقدم لك بعض الأسباب الأساسية خلف هذا التدهور فى الحالة الجسمانية، وكيفية العودة إلى قمة النشاط والحيوية.
1- أنت شاعر بالملل الشديد:
يقول الأطباء النفسيون أن الإنسان يصاب بالملل الشديد عندما تتحول جوانب حياته إلى روتين متكرر ليس به تجديد.
وتصرح الدكتورة (جودث سلز) طبيبة الأمراض النفسية العلاجية أن الإنسان من مخلوقات العادة، لذلك فإن الروتين شىء ضروري لحياته.
لكن الروتين أو العادات المريحة يمكن أن تصبح عازلة عن مجريات الحياة وما بها من جديد، وهذا يحدث عند نقص عنصر الحيوية الذى يتحول إلى نوع من التعب والإرهاق، كما يكون هناك فقدان للطاقة عندما لايكون هناك شىء يحفزك.
الحل لهذه المشكلة:
لحل مشكلة الملل يمكن اتباع هذه النصائح:
- قم بعمل أى شىء جديد
- الهروب لقضاء يومين بعيدا عن العمل، حيث يقول الأطباء أن هناك علاقة ورابط قوي بين مشاعرنا والدافع للإحساس بالرضا والطاقة الجسمانية.
- تغيير روتينك يمكن أن يكون من العوامل المساعدة.
- حاول أن تسلك طريقا جديدا للذهاب إلى العمل.
- يمكن أن تتناول طعاما جديدا لم تتذوقه من قبل.
- يمكنك الحصول على معلومات جديدة، وذلك لأن روحك ستشعر بشىء من التنشيط لأن المعلومات هي غذاء العقول.
2- تعاني من الحساسية:
الحساسية عبارة عن سلاح يستخدمه الجسم لمحاربة الضيوف غير المرغوب بهم لديه، وتحدث إضطرابات الحساسية عندما تبدأ الأشياء المثيرة للحساسية مثل الغبارالموجود بالجو، أو أنواع معينة من الأطعمة، أو وبر الحيوانات فى غزو الأغشية المخاطية للعين والحلق.
حيث تقوم هذه الأشياء بتهييج الأجسام المضادة الموجودة بالجسم، لكي تحارب هؤلاء الغزاة مسببة إفرازا لهرمون الهستامين، وغالبا يكون رد فعل الجسم تجاه تلك المصادر المثيرة له زائدا، مما يؤدي إلى إصابته بالعطس وقصر النفس أو الحكة (الهرش)، وهذه الردود هي التى تسبب حالة من الإرهاق والتعب وخاصة عندما تمنعك من النوم.
الحل لهذه المشكلة:
لا تخطىء فى تشخيص الحالة التي تعاني منها، حيث يعاني معظم الناس من الحساسية من أشياء كثيرة، لذلك يجب اللجوء إلى طبيب أمراض جلدية متخصص، كما يجب عمل اختبار للجلد لتحديد المثيرات التي تسبب لك الحساسية والتي تؤثر سلبا عليك، فهناك مضادات الهستامين، وسترويد الأنف الذى يرش داخلها من العلاجات النموذجية لعلاج الحساسية.
3- الإفراط في شرب المنبهات:
هناك اختلاف حول المنبهات، لكن الشىء الحقيقي هو أن المنبهات من المنشطات للجهاز العصبى المركزى، وعند الإفراط فى تناولها يتسبب ذلك في الإجهاد والتعب، وينصح الأطباء بتناول المنبهات مرة واحدة فى اليوم في فترة الصباح.
ولكن بعض الأشخاص يعتادون على خلق حلقة مفرغة، عندما يستمرون فى شرب المزيد من المشروبات المنبهة لمقاومة الإنهاك الذى يشعرون به بعد انتهاء مفعول الجرعة السابقة من المنبهات.
كما يضيف المختصون أن التأثيرات السلبية للمنبهات، تتراكم مع الوقت وتظهر فى صورة زيادة فى ضربات القلب وارتفاع في الضغط وهذا ينتج عنه عدم القدرة على النوم العميق مما يسبب الإرهاق.
الحل لهذه المشكلة:
عليك باللجوء إلى مضادات الأكسدة، مثل الشاي الأخضر، حيث يعلن الخبراء أن فنجانا من الشاى الأخضر يحتوى على 50 مليجرام من الكافيين، بينما يحتوي فنجان القهوة على 137 مليجرام منه، وفنجان الشاي الأسود يحتوى على 65 مليجرام.
ابتعد عن تناول المشروبات أو الأطعمة التى تحتوي على نسبة مرتفعة من الكافيين، ومنها الشكولاتة السوداء فى فترة المساء فهي خطوة إيجابية نحو النوم الهادىء والعميق، أى أن تقليل الكافيين إلي أقل حد ممكن هو أفضل طريقة للاستمرار.
4- أنت شخص متعدد المهام:
القيام بعمل واحد فى وقت واحد من علامات الرفاهية لكثير من الناس، بينما تعدد المهام له جوانبه السلبية، فعندما تكون من متعددي المهام، فأنت تحتاج إلى التراجع والانتهاء من مشروع أو مهمة واحدة والانتقال إلى الأخرى وترصد جميع المشروعات أو المهام فى وقت واحد.
يعلن الخبراء أن القيام بمهام متعددة من أخطر الأسباب التى تؤدي إلى استنزاف الجلوكوز، الذى يزود كل المهام التى يقوم بها المخ، ومن المفاجىء ما أثبتته الدراسات من أن الإجهاد والتنقل من مهمة إلى أخرى يؤدي فى النهاية إلى الاضطرابات والإجهاد الجسماني، والتزود بالسكريات يمكن أن يساعدك بشكل مؤقت، لكن فى النهاية تصاب بالانهيار.
الحل لهذه المشكلة:
الحل الذكي هو أن تقلل مهامك إلى الحد الأدنى، بحيث لا تقوم بأكثر من ثلاث مهام في وقت واحد، كما يجب أن تبدأ بالمهام الأكثر أهمية وتحرص على الحصول على أوقات للراحة القصيرة بين حين وآخر، حتى تسمح للجسم باستعادة نسبة الجلوكوز التي يحتاج إليها.
5- تعاني من فقر الدم:
الإصابة بفقر الدم يعني معاناة الشخص من قلة خلايا الدم الحمراء فى الجسم، ولأن هذه الخلايا تمثل الجهاز المسئول عن نقل الأوكسجين للجسم، فإن قلتها تعني قلة نسبة الأوكسجين الذى تحتاج إليه جميع خلايا الجسم ومنها خلايا المخ.
فمن يعانى من هذه المشكلة تقل لديه نسبة الطاقة والقدرة على التركيز ومنها إلى الإرهاق والتعب.
نقص الحديد بالدم هو النوع الأكثر شيوعا من الأنيميا، لكن فقدان خلايا الدم من خلال التعرض للنزف يعتبر سببا آخر لفقر الدم، والأنيميا من أخطر العوامل التي تضر بالأطفال لأنهم بحاجة ماسة إلى الدم لبناء أجسامهم ونمو خلايا المخ لديهم.
الحل لهذه المشكلة:
النصيحة التى يقدمها الأطباء هي عمل اختبار دم، مثل القيام باختبار الدم من نوع (CBC) فإذا كان هناك انخفاض في نسبة الدم فهذا مؤشر يدل على نقص فى خلايا الدم الحمراء.
كما أن هناك نوعا آخر يحدد مقدار الحديد بالدم، ويمكن أن يحدد قلة نسبة الحديد، التى يمكن أن تسبب أعراض التعب والهبوط، لذلك ينصح المختصون بتناول هذه الأنواع من الأغذية:
- اللحم الخالي من الدهن.
- لحوم الطيور.
- البقول.
- الفاكهة.
- الأطعمة الغنية بفيتامين C.
- تناول المكملات الغذائية وخاصة للمرأة والأطفال لكن باستشارة الطبيب.
ومن المهم أن نعرف أن زيادة نسبة الحديد يمكن أن تسبب مشاكل أيضا وتأتي بنتائج عكسية تؤدي إلى الإرهاق والتعب.
6- وضع الجسم سىء من ناحية الجلوس والوقوف:
اعلم أن الوقوف باستقامة يمنحك مظهرا جذابا، كما يفيد من الناحية الصحية، فإذا كانت كتفاك منحنية إلى الأمام، فلا توزع وزنك بالتساوى على كلا القدمين، أو تخلق منحنى للداخل فى المنطقة المنخفضة من ظهرك، لأنك فى هذه الحالة تتسبب في شعورك بالتعب.
وهذا لأن الدم يجد صعوبة فى تغذية العضلات التي تتخذ أوضاعا جسدية غير صحيحة، وعندما يقل تدفق الدم إلى هذه المناطق فإن كلا من قلبك ورئتيك تبذلان جهد أكبر وهذا ما يشعرك بالتعب والإرهاق، كما أن الجلوس والجري، والجسم فى وضع غير صحيح يسبب نفس المشكلة.
الحل لهذه المشكلة:
عليك بالتدريب على اتخاذ الأوضاع الصحيحة للجسم، حيث يقول الخبراء أن الأكتاف المرتخية علامة تدل على أن عضلات الصدر غير متناسبة القوة، لذلك أنت بحاجة إلى استقامة العضلات وخاصة فى منطقة الظهر العلوية.
ولأن الوضع الغير صحيح للجسم هو خير دليل على عدم توازن العضلات، فمن المهم قيامك بتدريب جميع عضلات الجسم بشكل متساو.
7- لديك ضعف في نشاط الغدة الدرقية:
من أهم الأسباب التى تؤدي إلى بطء الأيض وانخفاض طاقة الجسم هي الغدة الدرقية، ويصرح الأطباء بأن المرأة أكثر عرضة لهذه الحالة التى تنتج عن قلة إفراز الغدة الدرقية للمعدل الطبيعي من هرموناتها.
وهذا فى المقابل، يسبب التعب والإرهاق مع زيادة فى الوزن، والإصابة بالبرد وجفاف البشرة والشعر.
ويطلق الأطباء على هذه الحالة (تأثير السلحفاة) فلسوء الحظ، فى معظم الأحوال يكون هذا هو رد الفعل الذاتي للجسم والذى يجب أن يلقى اللوم عليه، كما يمكن أن يحدث تدمير تدريجي للأجسام المضادة الموجودة بالجسم وهذه الحالة تعرف بـ (هاشيموتو الغدة الدرقية).
وفى الحالات الشديدة يحدث بطء شديد لعملية الأيض بشكل كبير، وعندئذ يكون المريض بحاجة إلى جرعة من هرمون الغدة الدرقية تعطى له عن طريق الوريد.
الحل لهذه المشكلة:
ينصح الأطباء المريض الذى يعاني من هذه الحالة أن يذهب إلى طبيبه لعمل اختبار يحدد مدى نشاط هرمون الغدة الدرقية بالدم، وعندما يتم إعادة مستويات هذا الهرمون إلى طبيعته تعود أيضا مستويات الطاقة إلى طبيعتها.
8- لديك مرض قلبي لم يتم اكتشافه:
القلب غير القادر على ضخ الدم بشكل فعال يجب أن يقوم بمزيد من الجهد حتى ينقل الأوكسجين للجسم، وتكون النتيجة الإرهاق والتعب.
وهناك الكثير من الأسباب التى تجعل القلب يعمل أكثر من طاقته المعتادة، ويشمل هذا:
- انسداد الشرايين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشكلات بصمامات القلب.
وغالبا يشعر الإنسان الذى يعاني من مشكلة بالقلب أو بالأوعية الدموية ولم يتم اكتشافها بعد، بحالة من الإجهاد والإرهاق الشديد.
الحل لهذه المشكلة:
إذا قمت بالتحكم فى الأنيميا ومشكلة الغدة الدرقية ومازلت تشعر بالتعب والإرهاق، فمن المهم جدا أن تلجأ إلى طبيب القلب لعمل الاختبارات اللازمة وتشمل:
- رسم قلب بالتردد لمعرفة حالة ضخ الدم إلى القلب.
- اختبار لقياس الضغط ليظهر أى انسداد فى الشرايين.
ويجب أن نعهلم أن الإهمال في عمل تلك الاختبارات لتشخيص مرض القلب مبكرا يكون له عواقب وخيمة على مدار الوقت، حيث يحدث ضيق في التنفس ووزيادة فى نسبة السوائل بالجسم.
9- لا تمارس الرياضة بشكل كاف:
قد يبدو الإرهاق والتعب نتيجة للراحة شيئا غريبا، لكنها الحقيقة، فإذا لم تقم بالحركة الكافية سوف يقل معدل الأيض لديك، ويقل حرق الجسم للسعرات الحرارية الموجودة به ومن هنا تشعر بالإرهاق والتعب.
أما القيام بالتمارين والحركة يساعد على رفع معدل الأيض، وهذا يعنى مزيدا من الطاقة وليس الطاقة البدنية فقط، فالناس الذين يشتكون من التعب غالبا مكتئبين لأن التمارين تزيد من إنتاج هرمون الدوبامين، وهو هرمون يحسن الحالة المزاجية.
الحل لهذه المشكلة:
عليك بالبدء خطوة بخطوة حتى لو كانت ممارسة الرياضة تبدأ بـ10 أو 15 دقيقة فقط من التمشية يوميا، حيث إن هذا سيمد الأوعية القلبية بفوائد كبيرة، لكن يجب أن نزود الرياضة ببعض ألعاب القوى التى تساعد فى بناء العضلات.
كما يجب زيادة معدل ممارسة الرياضة أسبوعيا للحصول على مزيد من الطاقة حيث تزداد الطاقة بزيادة المجهود الرياضي المبذول.
10- تعاني من الجفاف:
يكون الماء حوالي نصف أجسامنا، كما أن حوالى 92% من الدم يتكون من الماء، حيث يساعد الماء الجسم على القيام بجميع وظائفه الأساسية مثل تنظيم درجة حرارته، والتخلص من الفضلات.
ويقول الأطباء إذا لم ندخل الجسم الكمية المناسبة لمساعدة الجسم على القيام بعملية الأيض، سيصبح الشخص فى حالة من الإرهاق والتعب والدوار.
الحل لهذه المشكلة:
عندما تشعر بالعطش أو الدوار فكل ما عليك هو الحصول على مقدار صغير من السوائل، ما يعادل نصف كوب من الماء أو عصير الفاكهة، ويجب تذكير كبارالسن بالحصول على المياه لأنهم يفقدون الرغبة فى الشرب بسبب التقدم فى العمر.
تناول الفواكه والخضروات يعتبر من المصادر التي تمد الجسم بالماء، ويجب حفظ الماء في أوان فخارية أو زجاجية والابتعاد عن الأواني البلاستيكية.
11- أنت فى مرحلة ما قبل السكري:
يمد الجلوكوز الجسم والمخ بالطاقة، وليس من الغريب أن عدم وجود الجلوكوز بالمقدار الكافي سوف يجعلك فى حالة من الإرهاق التام، ونفس المشكلة تظهر عند دخول الجسم مقدارا زائدا منه.
يقول الأطباء المختصون أن عملية تناول الطعام ترسل إشارات للمخ، ليأمر الجسم بإفراز الأنسولين الذى يقوم فى المقابل بشحن الخلايا بالطاقة، فعندما يكون الجسم فى مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري يكون تناول الطعام بشكل زائد وخاصة الكربوهيدرات عامل هام فى حدوث ذلك.
والنتيجة عدم دخول هذا الجلوكوز الزائد إلى الخلايا، ويتم تخزينه كدهون أو امتزاجه بالبول مما يسبب لك الإرهاق والتعب.
الحل لهذه المشكلة:
من الأفضل عمل اختبار لمعرفة نسبة السكر فى الدم، فإذا كنت من الأشخاص الذين على وشك الإصابة بالسكري، فيجب أن تعتبر هذا إنذارا ليحذرك حتى تغير عاداتك الغذائية والرياضية إلى الوضع الصحيح.
كما ينصح الأطباء بممارسة نظام غذائي يتكون من العناصر الآتية:
- الحبوب الكاملة.
- كثير من الفاكهة.
- الخضروات.
- وكميات معتدلة من الدهون الصحية.
12- تعاني من توقف التنفس أثناء النوم:
العديد من الذين يعانون من ضيق التنفس أثناء النوم لا يدركون ذلك، وتعمل مشكلة توقف التنفس أثناء النوم الناتجة عن مشكلات تشريحية، بإجبار النائم على التوقف عن التنفس، وأحيانا يكون ذلك حوالى 150 مرة فى الساعة الواحدة.
وعندما يتوقف التنفس حتى ولو لثوان قليلة، تقل نسبة الأوكسجين التى يجب أن تصل إلى المخ، فيشعر الجسم بهذا الخطر وينبهك للاستيقاظ حتى يمكنك التنفس، وفى الحالات الحادة يتحول هذا الاستيقاظ إلى حرمان من النوم.
الحل لهذه المشكلة:
يجب اللجوء إلى طبيب مختص في علاج مشكلات النوم ليقوم بتحويلك إلى مركز لعلاج هذه المشكلة وتحديد أسبابها، ويعتبر جهاز ضغط الهواء المستمر من أشهر طرق العلاج، حيث يقوم بضخ الهواء خلال الممرات الأنفية والحلق أثناء النوم.
وهناك حلول أخرى تتضمن منقيات أو مرشحات الأنف، وأجهزة علاج الأسنان لتقوم بتصحيح وضع الفك، أو الجراحة لإزالة أنسجة الحلق الزائدة التى تتراكم لدى الأشخاص أصحاب الوزن الزائد.