المنـــــــــــــــــــــــــــــارة

الاستاذ /محمــــــــــود محمــــــــد محمـــــــــود

authentication required

نونية القحطاني الجزء الأول

 يا منزل الآيات والفرقان   بيني وبينك حرمة القرآن

 

إشرح به صدري لمعرفة الهدى   واعصم به قلبي من الشيطان

 

يسر به أمري وأقض مآربي   وأجر به جسدي من النيران

 

واحطط به وزري وأخلص نيتي   واشدد به أزري وأصلح شاني

 

واكشف به ضري وحقق توبتي   واربح به بيعي بلا خسراني

 

طهر به قلبي وصف سريرتي   أجمل به ذكري واعل مكاني

 

واقطع به طمعي وشرف همتي   كثر به ورعي واحي جناني

 

أسهر به ليلي وأظم جوارحي   أسبل بفيض دموعها أجفاني

 

أمزجه يا رب بلحمي مع دمي   واغسل به قلبي من الأضغاني

 

أنت الذي صورتني وخلقتني   وهديتني لشرائع الإيمان

 

أنت الذي علمتني ورحمتني   وجعلت صدري واعي القرآن

 

أنت الذي أطعمتني وسقيتني   من غير كسب يد ولا دكان

 

وجبرتني وسترتني ونصرتني   وغمرتني بالفضل والإحسان

 

أنت الذي آويتني وحبوتني   وهديتني من حيرة الخذلان

 

وزرعت لي بين القلوب مودة   والعطف منك برحمة وحنان

 

ونشرت لي في العالمين محاسنا   وسترت عن أبصارهم عصياني

 

وجعلت ذكري في البرية شائعا   حتى جعلت جميعهم إخواني

 

والله لو علموا قبيح سريرتي   لأبى السلام علي من يلقاني

 

ولأعرضوا عني وملوا صحبتي   ولبؤت بعد كرامة بهوان

 

لكن سترت معايبي ومثالبي   وحلمت عن سقطي وعن طغياني

 

فلك المحامد والمدائح كلها   بخواطري وجوارحي ولساني

 

ولقد مننت علي رب بأنعم   مالي بشكر أقلهن يدان

 

فوحق حكمتك التي آتيتني   حتى شددت بنورها برهاني

 

لئن اجتبتني من رضاك معونة   حتى تقوي أيدها إيماني

 

لأسبحنك بكرة وعشية   ولتخدمنك في الدجى أركاني

 

ولأذكرنك قائما أو قاعدا   ولأشكرنك سائر الأحيان

 

ولأكتمن عن البرية خلتي   ولاشكون إليك جهد زماني

 

ولأقصدنك في جميع حوائجي   من دون قصد فلانة وفلان

 

ولأحسمن عن الأنام مطامعي   بحسام يأس لم تشبه بناني

 

ولأجعلن رضاك أكبر همتي   ولاضربن من الهوى شيطاني

 

ولأكسون عيوب نفسي بالتقى   ولأقبضن عن الفجور عناني

 

ولأمنعن النفس عن شهواتها   ولأجعلن الزهد من أعواني

 

ولأتلون حروف وحيك في الدجى   ولأحرقن بنوره شيطاني

 

أنت الذي يا رب قلت حروفه   ووصفته بالوعظ والتبيان

 

ونظمته ببلاغة أزلية   تكييفها يخفى على الأذهان

 

وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه   من قبل خلق الخلق في أزمان

 

فالله ربي لم يزل متكلما   حقا إذا ما شاء ذو إحسان

 

نادى بصوت حين كلم عبده   موسى فأسمعه بلا كتمان

 

وكذا ينادي في القيامة ربنا   جهرا فيسمع صوته الثقلان

 

أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا   قول الإله المالك الديان

 

هذا حديث نبينا عن ربه   صدقا بلا كذب ولا بهتان

 

لسنا نشبه صوته بكلامنا   إذ ليس يدرك وصفه بعيان

 

لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته   أبدا ولا يحويه قطر مكان

 

وهو المحيط بكل شيء علمه   من غير إغفال ولا نسيان

 

من ذا يكيف ذاته وصفاته   وهو القديم مكون الأكوان

 

سبحانه ملكا على العرش استوى   وحوى جميع الملك والسلطان

 

وكلامه القرآن أنزل آيه   وحيا على المبعوث من عدنان

 

صلى عليه الله خير صلاته   ما لاح في فلكيهما القمران

 

هو جاء بالقرآن من عند الذي   لا تعتريه نوائب الحدثان

 

تنزيل رب العالمين ووحيه   بشهادة الأحبار والرهبان

 

وكلام ربي لا يجيء بمثله   أحد ولو جمعت له الثقلان

 

وهو المصون من الأباطل كلها   ومن الزيادة فيه والنقصان

 

من كان يزعم أن يباري نظمه   ويراه مثل الشعر والهذيان

 

فليأت منه بسورة أو آية   فإذا رأى النظمين يشتبهان

 

فلينفرد باسم الألوهية وليكن   رب البرية وليقل سبحاني

 

فإذا تناقض نظمه فليلبسن   ثوب النقيصة صاغرا بهوان

 

أو فليقر بأنه تنزيل من   سماه في نص الكتاب مثاني

 

لا ريب فيه بأنه تنزيله   وبداية التنزيل في رمضان

 

الله فصله وأحكم آيه   وتلاه تنزيلا بلا ألحان

 

هو قوله وكلامه وخطابه   بفصاحة وبلاغة وبيان

 

هو حكمه هو علمه هو نوره   وصراطه الهادي إلى الرضوان

 

جمع العلوم دقيقها وجليلها   فيه يصول العالم الرباني

 

قصص على خير البرية قصة   ربي فأحسن أيما إحسان

 

وأبان فيه حلاله وحرامه   ونهى عن الآثام والعصيان

 

من قال إن الله خالق قوله   فقد استحل عبادة الأوثان

 

من قال فيه عبارة وحكاية   فغدا يجرع من حميم آن

 

من قال إن حروفه مخلوقة   فالعنه ثم اهجره كل أوان

 

لا تلق مبتدعا ولا متزندقا   إلا بعبسة مالك الغضبان

 

والوقف في القرآن خبث باطل   وخداع كل مذبذب حيران

 

قل غير مخلوق كلام إلهنا   واعجل ولا تك في الإجابة واني

 

أهل الشريعة أيقنوا بنزوله   والقائلون بخلقه شكلان

 

وتجنب اللفظين إن كليهما   ومقال جهم عندنا سيان

 

يأيها السني خذ بوصيتي   واخصص بذلك جملة الإخوان

 

واقبل وصية مشفق متودد   واسمع بفهم حاضر يقظان

 

كن في أمورك كلها متوسطا   عدلا بلا نقص ولا رجحان

 

واعلم بأن الله رب واحد   متنزه عن ثالث أو ثان

 

الأول المبدي بغير بداية   والآخر المفني وليس بفان

 

وكلامه صفة له وجلالة   منه بلا أمد ولا حدثان

 

ركن الديانة أن تصدق بالقضا   لا خير في بيت بلا أركان

 

الله قد علم السعادة والشقا   وهما ومنزلتاهما ضدان

 

لا يملك العبد الضعيف لنفسه   رشدا ولا يقدر على خذلان

 

سبحان من يجري الأمور بحكمة   في الخلق بالأرزاق والحرمان

 

نفذت مشيئته بسابق علمه   في خلقه عدلا بلا عدوان

 

والكل في أم الكتاب مسطر   من غير إغفال ولا نقصان

 

فاقصد هديت ولا تكن متغاليا   إن القدور تفور بالغليان

 

دن بالشريعة والكتاب كليهما   فكلاهما للدين واسطتان

 

وكذا الشريعة والكتاب كلاهما   بجميع ما تأتيه محتفظان

 

ولكل عبد حافظان لكل ما   يقع الجزاء عليه مخلوقان

 

أمرا بكتب كلامه وفعاله   وهما لأمر الله مؤتمران

 

والله صدق وعده ووعيده   مما يعاين شخصه العينان

 

والله أكبر أن تحد صفاته   أو أن يقاس بجملة الأعيان

 

وحياتنا في القبر بعد مماتنا   حقا ويسألنا به الملكان

 

والقبر صح نعيمه وعذابه   وكلاهما للناس مدخران

 

والبعث بعد الموت وعد صادق   بإعادة الأرواح في الأبدان

 

وصراطنا حق وحوض نبينا   صدق له عدد النجوم أواني

 

يسقى بها السني أعذب شربة   ويذاد كل مخالف فتان

 

وكذلك الأعمال يومئذ ترى   موضوعة في كفة الميزان

 

والكتب يومئذ تطاير في الورى   بشمائل الأيدي وبالأيمان

 

والله يومئذ يجيء لعرضنا   مع أنه في كل وقت داني

 

والأشعري يقول يأتي أمره   ويعيب وصف الله بالإتيان

 

والله في القرآن أخبر أنه   يأتي بغير تنقل وتدان

 

وعليه عرض الخلق يوم معادهم   للحكم كي يتناصف الخصمان

 

والله يومئذ نراه كما نرى   قمرا بدا للست بعد ثمان

 

يوم القيامة لو علمت بهوله   لفررت من أهل ومن أوطان

 

يوم تشققت السماء لهوله   وتشيب فيه مفارق الولدان

 

يوم عبوس قمطرير شره   في الخلق منتشر عظيم الشان

 

والجنة العليا ونار جهنم   داران للخصمين دائمتان

 

يوم يجيء المتقون لربهم   وفدا على نجب من العقيان

 

ويجيء فيه المجرمون إلى لظى   يتلمظون تلمظ العطشان

 

ودخول بعض المسلمين جهنما   بكبائر الآثام والطغيان

 

والله يرحمهم بصحة عقدهم   ويبدلوا من خوفهم بأمان

 

وشفيعهم عند الخروج محمد   وطهورهم في شاطئ الحيوان

 

حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا   جنات عدن وهي خير جنان

 

فالله يجمعنا وإياهم بها   من غير تعذيب وغير هوان

 

وإذا دعيت إلى أداء فريضة   فانشط ولا تك في الإجابة واني

 

قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها   فلهن عند الله أعظم شان

 

لا تمنعن زكاة مالك ظالما   فصلاتنا وزكاتنا أختان

 

والوتر بعد الفرض آكد سنة   والجمعة الزهراء والعيدان

 

مع كل بر صلها أو فاجر   ما لم يكن في دينه بمشان

 

وصيامنا رمضان فرض واجب   وقيامنا المسنون في رمضان

 

صلى النبي به ثلاثا رغبة   وروى الجماعة أنها ثنتان

 

إن التراوح راحة في ليله   ونشاط كل عويجز كسلان

 

والله ما جعل التراوح منكرا   إلا المجوس وشيعة الصلبان

 

والحج مفترض عليك وشرطه   أمن الطريق وصحة الأبدان

 

كبر هديت على الجنائز أربعا   واسأل لها بالعفو والغفران

 

إن الصلاة على الجنائز عندنا   فرض الكفاية لا على الأعيان

 

إن الأهلة للأنام مواقت   وبها يقوم حساب كل زمان

 

لا تفطرن ولا تصم حتى يرى   شخص الهلال من الورى إثنان

 

متثبتان على الذي يريانه   حران في نقليهما ثقتان

 

لا تقصدن ليوم شك عامدا   فتصومه وتقول من رمضان

 

 

 

نونية القحطاني الجزء الثاني

 لا تعتقد دين الروافض إنهم   أهل المحال وحزبة الشيطان

 

جعلوا الشهور على قياس حسابهم   ولربما كملا لنا شهران

 

ولربما نقص الذي هو عندهم   واف وأوفى صاحب النقصان

 

إن الروافض شر من وطئ الحصى   من كل إنس ناطق أو جان

 

مدحوا النبي وخونوا أصحابه   ورموهم بالظلم والعدوان

 

حبوا قرابته وسبوا صحبه   جدلان عند الله منتقضان

 

فكأنما آل النبي وصحبه   روح يضم جميعها جسدان

 

فئتان عقدهما شريعة أحمد   بأبي وأمي ذانك الفئتان

 

فئتان سالكتان في سبل الهدى   وهما بدين الله قائمتان

 

قل إن خير الأنبياء محمد   وأجل من يمشي على الكثبان

 

وأجل صحب الرسل صحب محمد   وكذاك أفضل صحبه العمران

 

رجلان قد خلقا لنصر محمد   بدمي ونفسي ذانك الرجلان

 

فهما اللذان تظاهرا لنبينا   في نصره وهما له صهران

 

بنتاهما أسنى نساء نبينا   وهما له بالوحي صاحبتان

 

أبواهما أسنى صحابة أحمد   يا حبذا الأبوان والبنتان

 

وهما وزيراه اللذان هما هما   لفضائل الأعمال مستبقان

 

وهما لأحمد ناظراه وسمعه   وبقربه في القبر مضطجعان

 

كانا على الإسلام أشفق أهله   وهما لدين محمد جبلان

 

أصفاهما أقواهما أخشاهما   أتقاهما في السر والإعلان

 

أسناهما أزكاهما أعلاهما   أوفاهما في الوزن والرجحان

 

صديق أحمد صاحب الغار الذي   هو في المغارة والنبي اثنان

 

أعني أبا بكر الذي لم يختلف   من شرعنا في فضله رجلان

 

هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم   وإمامهم حقا بلا بطلان

 

وأبو المطهرة التي تنزيهها   قد جاءنا في النور والفرقان

 

أكرم بعائشة الرضى من حرة   بكر مطهرة الإزار حصان

 

هي زوج خير الأنبياء وبكره   وعروسه من جملة النسوان

 

هي عرسه هي أنسه هي إلفه   هي حبه صدقا بلا أدهان

 

أوليس والدها يصافي بعلها   وهما بروح الله مؤتلفان

 

لما قضى صديق أحمد نحبه   دفع الخلافة للإمام الثاني

 

أعني به الفاروق فرق عنوة   بالسيف بين الكفر والإيمان

 

هو أظهر الإسلام بعد خفائه   ومحا الظلام وباح بالكتمان

 

ومضى وخلى الأمر شورى بينهم   في الأمر فاجتمعوا على عثمان

 

من كان يسهر ليلة في ركعة   وترا فيكمل ختمة القرآن

 

ولي الخلافة صهر أحمد بعده   أعني علي العالم الرباني

 

زوج البتول أخا الرسول وركنه   ليث الحروب منازل الأقران

 

سبحان من جعل الخلافة رتبة   وبنى الإمامة أيما بنيان

 

واستخلف الأصحاب كي لا يدعي   من بعد أحمد في النبوة ثاني

 

أكرم بفاطمة البتول وبعلها   وبمن هما لمحمد سبطان

 

غصنان أصلهما بروضة أحمد   لله در الأصل والغصنان

 

أكرم بطلحة والزبير وسعدهم   وسعيدهم وبعابد الرحمن

 

وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى   وامدح جماعة بيعة الرضوان

 

قل خير قول في صحابة أحمد   وامدح جميع الآل والنسوان

 

دع ماجرى بين الصحابة في الوغى   بسيوفهم يوم التقى الجمعان

 

فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم   وكلاهما في الحشر مرحومان

 

والله يوم الحشر ينزع كل ما   تحوي صدورهم من الأضغان

 

والويل للركب الذين سعوا إلى   عثمان فاجتمعوا على العصيان

 

ويل لمن قتل الحسين فإنه   قد باء من مولاه بالخسران

 

لسنا نكفر مسلما بكبيرة   فالله ذو عفو وذو غفران

 

لا تقبلن من التوارخ كلما   جمع الرواة وخط كل بنان

 

ارو الحديث المنتقى عن أهله   سيما ذوي الأحلام والأسنان

 

كابن المسيب والعلاء ومالك   والليث والزهري أو سفيان

 

واحفظ رواية جعفر بن محمد   فمكانه فيها أجل مكان

 

واحفظ لأهل البيت واجب حقهم   واعرف عليا أيما عرفان

 

لا تنتقصه ولا تزد في قدره   فعليه تصلى النار طائفتان

 

إحداهما لا ترتضيه خليفة   وتنصه الأخرى آلها ثاني

 

والعن زنادقة الروافض إنهم   أعناقهم غلت إلى الأذقان

 

جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا   بفساد ملة صاحب الإيوان

 

لا تركنن إلى الروافض إنهم   شتموا الصحابة دون ما برهان

 

لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد   وودادهم فرض على الإنسان

 

حب الصحابة والقرابة سنة   ألقى بها ربي إذا أحياني

 

 

 

نونية القحطاني الجزء الثالث

 

 

 إحذر عقاب الله وارج ثوابه   حتى تكون كمن له قلبان

 

إيماننا بالله بين ثلاثة   عمل وقول واعتقاد جنان

 

ويزيد بالتقوى وينقص بالردى   وكلاهما في القلب يعتلجان

 

وإذا خلوت بريبة في ظلمة   والنفس داعية إلى الطغيان

 

فاستحي من نظر الإله وقل لها   إن الذي خلق الظلام يراني

 

إن النجوم على ثلاثة أوجه   فاسمع مقال الناقد الدهقان

 

بعض النجوم خلقن زينة للسما   كالدر فوق ترائب النسوان

 

وكواكب تهدي المسافر في السرى   ورجوم كل مثابر شيطان

 

لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا   إذ كل يوم ربنا في شأن

 

والله يمطرنا الغيوث بفضله   لا نوء عواء ولا دبران

 

من قال إن الغيث جاء بهنعة   أو صرفة أو كوكب الميزان

 

فقد افترا إثما وبهتانا ولم   ينزل به الرحمن من سلطان

 

وكذا الطبيعة للشريعة ضدها   ولقل ما يتجمع الضدان

 

وإذا طلبت طبائعا مستسلما   فاطلب شواظ النار في الغدران

 

لا تستمع قول الضوارب بالحصا   والزاجرين الطير بالطيران

 

فالفرقتان كذوبتان على القضا   وبعلم غيب الله جاهلتان

 

قل للطبيب الفيلسوف بزعمه   إن الطبيعة علمها برهان

 

أين الطبيعة عند كونك نطفة   في البطن إذ مشجت به الماآن

 

أين الطبيعة حين عدت عليقة   في أربعين وأربعين تواني

 

أين الطبيعة عند كونك مضغة   في أربعين وقد مضى العددان

 

أترى الطبيعة صورتك مصورا   بمسامع ونواظر وبنان

 

أترى الطبيعة أخرجتك منكسا   من بطن أمك واهي الأركان

 

أم فجرت لك باللبان ثديها   فرضعتها حتى مضى الحولان

 

أم صيرت في والديك محبة   فهما بما يرضيك مغتبطان

 

يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى   بالمنطق الرومي واليوناني

 

وشريعة الإسلام أفضل شرعة   دين النبي الصادق العدنان

 

هو دين آدم والملائك قبله   هو دين نوح صاحب الطوفان

 

وله دعا هود النبي وصالح   وهما لدين الله معتقدان

 

وبه أتى لوط وصاحب مدين   فكلاهما في الدين مجتهدان

 

هو دين إبراهيم وابنيه معا   وبه نجا من نفحة النيران

 

وبه حمى الله الذبيح من البلا   لما فداه بأعظم القربان

 

هو دين يعقوب النبي ويونس   وكلاهما في الله مبتليان

 

هو دين داود الخليفة وابنه   وبه أذل له ملوك الجان

 

هو دين يحيى مع أبيه وأمه   نعم الصبي وحبذا الشيخان

 

وله دعا عيسى بن مريم قومه   لم يدعهم لعبادة الصلبان

 

والله أنطقه صبيا بالهدى   في المهد ثم سما على الصبيان

 

وكمال دين الله شرع محمد   صلى عليه منزل القرآن

 

الطيب الزاكي الذي لم يجتمع   يوما على زلل له ابوان

 

الطاهر النسوان والولد الذي   من ظهره الزهراء والحسنان

 

وأولو النبوة والهدى ما منهم   أحد يهودي ولا نصراني

 

بل مسلمون ومؤمنون بربهم   حنفاء في الإسرار والإعلان

 

ولملة الإسلام خمس عقائد   والله أنطقني بها وهداني

 

لا تعص ربك قائلا أو فاعلا   فكلاهما في الصحف مكتوبان

 

جمل زمانك بالسكوت فإنه   زين الحليم وسترة الحيران

 

كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة   وتوق كل منافق فتان

 

أد الفرائض لا تكن متوانيا   فتكون عند الله شر مهان

 

أدم السواك مع الوضوء فإنه   مرضى الإله مطهر الأسنان

 

سم الإله لدى الوضوء بنية   ثم استعذ من فتنة الولهان

 

فأساس أعمال الورى نياتهم   وعلى الأساس قواعد البنيان

 

أسبغ وضوءك لا تفرق شمله   فالفور والإسباغ مفترضان

 

فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا   لكنه شم بلا إمعان

 

وعليك فرضا غسل وجهك كله   والماء متبع به الجفنان

 

واغسل يديك إلى المرافق مسبغا   فكلاهما في الغسل مدخولان

 

وامسح برأسك كله مستوفيا   والماء ممسوح به الأذنان

 

وكذا التمضمض في وضوئك سنة   بالماء ثم تمجه الشفتان

 

والوجه والكفان غسل كليهما   فرض ويدخل فيهما العظمان

 

غسل اليدين لدى الوضوء نظافة   أمر النبي بها على استحسان

 

سيما إذا ما قمت في غسق الدجى   واستيقظت من نومك العينان

 

وكذلك الرجلان غسلهما معا   فرض ويدخل فيهما الكعبان

 

لا تستمع قول الروافض إنهم   من رأيهم أن تمسح الرجلان

 

يتأولون قراءة منسوخة   بقراءة وهما منزلتان

 

إحداهما نزلت لتنسخ أختها   لكن هما في الصحف مثبتتان

 

غسل النبي وصحبه أقدامهم   لم يختلف في غسلهم رجلان

 

والسنة البيضاء عند أولي النهى   في الحكم قاضية على القرآن

 

فإذا استوت رجلاك في خفيهما   وهما من الأحداث طاهرتان

 

وأردت تجديد الطهارة محدثا   فتمامها أن يمسح الخفان

 

وإذا أردت طهارة لجنابة   فلتخلعا ولتغسل القدمان

 

غسل الجنابة في الرقاب أمانة   فأداءها من أكمل الإيمان

 

فإذا ابتليت فبادرن بغسلها   لا خير في متثبط كسلان

 

وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا   حتى يعم جميعه الكفان

 

وإذا عدمت الماء فكن متيمما   من طيب ترب الأرض والجدران

 

متيمما صليت أو متوضئا   فكلاهما في الشرع مجزيتان

 

والغسل فرض والتدلك سنة   وهما بمذهب مالك فرضان

 

والماء ما لم تستحل أوصافه   بنجاسة أو سائر الأدهان

 

فإذا صفى في لونه أو طعمه   مع ريحه من جملة الأضغان

 

فهناك سمي طاهرا ومطهرا   هذان أبلغ وصفه هذان

 

فإذا صفى في لونه أو طعمه   من حمأة الآبار والغاران

 

جاز الوضوء لنا به وطهورنا   فاسمع بقلب حاضر يقظان

 

ومتى تمت في الماء نفس لم يجز   منه الطهور لعلة السيلان

 

إلا إذا كان الغدير مرجرجا   غدقا بلا كيل ولا ميزان

 

أو كانت الميتات مما لم تسل   والما قليل طاب للغسلان

 

والبحر اجمعه طهور ماءه   وتحل ميتته من الحيتان

 

إياك نفسك والعدو وكيده   فكلاهما لأذاك مبتديان

 

أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا   فكلاهما في العلم محذوران

 

فقليل مائك في وضوئك خدعة   لتعود صحته إلى البطلان

 

وتعود مغسولاته ممسوحة   فاحذر غرور المارد الخوان

 

وكثير مائك في وضوئك بدعة   يدعو إلى الوسواس والهملان

 

لا تكثرن ولا تقلل واقتصد   فالقصد والتوفيق مصطحبان

 

وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة   لم يجزنا حجر ولا حجران

 

من أجل أن لكل مخرج غائط   شرجا تضم عليه ناحيتان

 

وإذا الأذى قد جاز موضع عادة   لم يجز إلا الماء بالإمعان

 

نقض الوضوء بقبلة أو لمسة   أو طول نوم أو بمس ختان

 

أو بوله أو غائط أو نومة   أو نفخة في السر والإعلان

 

ومن المذي أو الودي كلاهما   من حيث يبدو البول ينحدران

 

ولربما نفخ الخبيث بمكره   حتى يضم لنفخة الفخذان

 

وبيان ذلك صوته أو ريحه   هاتان بينتان صادقتان

 

والغسل فرض من ثلاثة أوجه   دفق المنى وحيضة النسوان

 

إنزاله في نومه أو يقظة   حالان للتطهير موجبتان

 

وتطهر الزوجين فرض واجب   عند الجماع إذا التقى الفرجان

 

فكلاهما إن انزلا أو اكسلا   فهما بحكم الشرع يغتسلان

 

واغسل إذا أمذيت فرجك كله   والانثيان فليس يفترضان

 

والحيض والنفساء أصل واحد   عند انقطاع الدم يغتسلان

 

وإذا أعادت بعد شهرين الدما   تلك استحاضة بعد ذي الشهران

 

فلتغتسل لصلاتها وصيامها   والمستحاضة دهرها نصفان

 

فالنصف تترك صومها وصلاتها   ودم المحيض وغيره لونان

 

وإذا صفا منها واشرق لونه   فصلاتها والصوم مفترضان

 

تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها   إن الصلاة تعود كل زمان

 

فالشرع والقرآن قد حكما به   بين النساء فليس يطرحان

 

ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل   أو لا فغاية طهرها شهران

 

margi

ELMANARAH

محمـــــــود المدنى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 450 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2013 بواسطة ELMANARAH

ساحة النقاش

محمــــود محمـــــد محمــــود احمـــد

ELMANARAH
معلم خبير لغة عربية مدرسة الأقصر الاعدادية الجديدة بنات الاقصر [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

81,441