محمــد عــلي كــلاي | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كلاي يضـع ضوابط صارمة لنفسه استعدادا لتسلـق مجـد الشهــــرة بطل العالم في الملاكمة: بدأت اتعلم من جماعة الياجا محمد
لم تكن الرحلة الايمانية التي قادت محمد علي، اشهر رياضي في العالم واعظم ملاكم في القرن العشرين ـ تعالى الاسلام ـ سهلة، بل على العكس من ذلك كانت رحلة صعبة. وكانت هذه الرحلة بمثابة خطى كتبت عليه ليمشيها في درب الحياة، بحثا عن الخلاص الروحي وتخلصا من الخواء الروحي وتلمسا للسعادة الحقيقية ووصولا الى بر الامان والنجاة. وقد عبر محمد علي في اكثر من مناسبة ان اسعد لحظات حياته عندما اعلن اعتناقه للاسلام وذاق حلاوة الايمان. لم يكن انتصار كلاي على ليستون مفاجئا للبطل الجديد كلاي، وانه هزم ليستون لانه كان الملاكم الاحسن في تلك المباراة. وبدأ صوت كلاي لاول مرة يخفت ويكون لطيفا في الرد على اسئلة الصحافيين، اذ بدأ يحدثهم عن نفسه وعن قيمه قائلا: انني ولد وحيد. لم ارتكب خطأ في حياتي ولم ادخل السجن ولم اقدم لمحكمة، ولم انضم الى جماعات متطرفة. ولا اعير النساء البيض اللاتي يحاولن اغوائي اي اهتمام. ولا افرض نفسي على الناس الذين لا يريدونني. واذا ذهبت الى منزل احد الاشخاص ولم يكن مرحبا بي اشعر بعدم الارتياح وانصرف. واحب الناس البيض واحب ناسي ايضا (اي الناس السود)، واعتقد انهم يمكن ان يعيشوا معا دون ان يتحرشوا ببعضهم بعضا. ولا يمكن ان تدين شخصا لانه يريد السلام، واذا فعلت ذلك، فانك تدين السلام نفسه. فالديك يصيح عندما يرى ضوء الفجر، فانا الان اصيح مناديا بالسلام. اختيار الإسلام ويذهب ليبستي الى ان كاسيوس كلاي اختار ان ينضم الى منظمة تعرف باسم "امة الاسلام" والى رجل اسمه الياجا محمد. فالياجا محمد ولد في جورجيا في عام 1898، وكان والده قد سماه الياجا بول. ولكن في عام 1923 اتجه الى ديترويت واستقر فيها، وبعد ثماني سنوات من استقراره في ديترويت زاره تاجر من الشرق اسمه دبليو دي فراد (W.D.Frad)، وهو نصفه اسود ونصفه ابيض، اي انه هجين من اسرة مختلطة سوداء وبيضاء، واستطاع ان يكون مقبولا لدى السود في الولايات المتحدة ويصبح قائدا لهم. وعلم فراد الياجا محمد مبادئ الدين الاسلامي. الميدالية الذهبية وقال محمد علي: انني سمعت لاول مرة بالياجا محمد خلال مسابقة رياضية عقدت في شيكاغو في عام 1959. وقبل ان اذهب الى الملعب الرياضي نظرت الى نسخة من صحيفة "امة الاسلام". ولكن لم اعرها اهتماما كبيرا، اذ كانت هناك اشياء كثيرة تدور في عقلي. وتذكرت انني عندما كنت صغيرا قُتل صبي ملون اسمه ايمت تيل سيسبي لانه اطلق صفيرا تجاه امرأء بيضاء. وكان ايمت تيل في نفس سني، وعلى الرغم من ان القتلة تم القبض عليهم، ولكن لم يحدث لهم شيء. اشياء مثل هذه تدور في عقلي طوال الوقت. وفي حياتي الشخصية هناك اماكن يمكنني ان اذهب اليها وهناك اماكن لا يمكنني ان اتناول الطعام فيها. وقد حصلت على ميدالية ذهبية في الالعاب الاولمبية ممثلا للولايات المتحدة الاميركية في هذه الالعاب الاولمبية. وعندما رجعت الى بلدتي وجدتهم ما زالوا يعاملونني كمعاملتهم للزنوج. فهناك مطاعم لا يمكن ان تقدم لي خدماتها. والبعض ما زال يناديني بالصبي. وفي ميامي عام 1961 كنت اتدرب استعدادا لمباراة في الملاكمة، فقابلت احد اتباع الياجا محمد اسمه كابتن سام، فدعاني الى اجتماع، وبعد ذلك تغيرت حياتي. 2 كلاي يبدأ رحلة الإيمان بحضور دروس جماعة أليجا محمد بطل العالم في الملاكمة: إنني أحببت ما سمعت عن الإسلام ورغبت في تعلم المزيد كان كاسيوس كلاي على موعد مع جماعة اليجا محمد بالمسجد في ميامي حتى يقف عن قرب على تعاليم هذه الجماعة الدينية. ويمثل لقاء كلاي بهذه الجماعة نقطة تحول كبيرة في حياته، بل يعتبر من اهم محطات رحلته الايمانية التي قادته الى الاسلام الذي بدأ يتعرف على تعاليمه من خلال لقاءاته بهذه الجماعة. يروي كاسيوس كلاي تأثره البالغ بخطة جون الوعظية في مسجد ميامي الذي ذهب اليه حسب موعد سابق مع سام الذي التقاه في ميامي وتعرف عليه وعرف منه انه من جماعة اليجا محمد، وان هذا الاخير ارسله شخصيا من شيكاغو الى ميامي في سبيل مساعدة الجماعة على نشر تعاليمها في هذه المدينة. وكان سام فخورا بهذه المهمة الجديدة التي اسندت اليه فوجد كلاي جون يتحدث للجماعة في المسجد عن قضية الهوية بالنسبة للاميركيين السود. وبعد ان استرسل جون في التعريف بان من يأتي من الصين يعرف بأنه صيني ومن يأتي من كوبا يعرف بانه كوبي ومن يأتي من كندا يعرف بأنه كندي، يقول جون مستنكرا انه ليست لنا اسماء نُعرف بها فننادى بالزنوج او السود. الهوية الضائعة وقال كلاي: قلت في نفسي عماذا يتحدث هذا الشخص؟ فأنا عندي اسمي، ولكن واصلت سماع حديثه باصغاء كامل وهو يشرح مسألة الهوية، قائلا انه اذا جاء شخص اسمه جانج فاننا نعرف انه رجل من الصين، واذا جاء شخص اسمه جولدبيرج فاننا نعرف انه يهودي، واذا جاء شخص اسمه اوريلي فاننا نعرف انه ايرلندي. وكذلك رولينج ثندر وسيلفر مون من الهنود. ولكن اذا قال شخص يا مستر جونز او مستر واشنطن فانك لا تعرف من اين جاء؟ فاننا سُمينا من قِبل اسيادنا البيض. فاذا كان مستر جونز عنده خمسون رقيقا، فهم الزنوج جونز، فكلهم يطلق عليهم اسم سيدهم جونز، اذ سُموا باسمه. واذا اشترى مستر واشنطن هؤلاء العبيد سيصبح اسمهم زنوج واشنطن فكلهم سيتغير اسمهم الى اسمه. المعلم مالكوم إكس وبعد ان انتظم كلاي في حضور اجتماعات جماعة اليجا محمد بفترة قصيرة، قُدم كلاي لمعلمه الثاني وهو رجل اسمه جيرميه شاباز. بين الكراهية والاحترام وقال شاباز: بعد سماعنا رغبة كلاي في انه يفكر جديا ليصبح مسلما بدأنا نتحدث اليه باستمرار، ونشجعه على الحضور لاجتماعاتنا واستجاب هو لذلك. لم يكن يحضر كل الاجتماعات، ولكنه يحضر اجتماعا واحدا في الاسبوع. ونحن تعاليمنا تختلف عن تعاليم مارن لوثركينج. نحن نتعامل مع واقع الحال كما هو وليس بالطريقة التي يريدها كل واحد ان تكون عليه. وبدأنا نعلمه تعاليمنا عن الله والاسلام. 1999/12/23 كلاي بعد سـلـســلة الاجتماعات والدروس ينضم الى "أمة الاسلام" سرا كاسيوس: لم أكن أريد أن يعرف الناس انضمامي لجماعة أليجا محمد خشية ضياع فرصة بطل العالم في الملاكمة يعتقد كاسيوس كلاي قبل انضمامه الى جماعة "أمة الاسلام" انه لا يوجد احد يدخل "أمة الاسلام" عبثا ولهوا، لذلك لم يسارع الى الاعلان عن انضمامه لهذه الجماعة، بل كان يموه عن اظهار اهتمامه بدراسة مبادئ هذه الجماعة وتعاليمها، حتى يصل الى قناعة تامة مع نفسه انه آن الاوان للانضمام اليها. ولهذا كان كلاي يواصل حضور اجتماعات جماعة اليجا محمد في مسيسبي لفترة من الزمن، مستمعا الى خطبائها ومنتظما في دروسها قبل الالتزام تنظيميا بهذه الجماعة، كل ذلك استعدادا منه لتعلم مبادئ الاسلام وتعاليمه ليتسنى له اعتناق الدين الاسلامي عن عقيدة وايمان، اذ ان الاسلام بالنسبة له في بادئ الامر كان يمثل دين الحرية والسلام. وبعد ان ذاق حلاوة الايمان ونطق بالشهادتين وتلقى تعاليم الاسلام في العبادات والمعاملات، اقر بانه دين يشمل مناحي الحياة كافة. كان كاسيوس كلاي يعلم ان الانضمام الى جماعة اليجا محمد يعني الالتزام الكامل بتعاليمها والانتظام في دروسها. فلم يكن يريد ان يلتزم بهذه الامور قبل التفكير فيها والتعمق في دراستها، وصولا الى الاقتناع بتعاليمها، ومن ثم الانضباط بضوابطها. وكان على علم وادراك بان التزام الجماعة يفرض عليه واجبات لا بد من تأديتها، فلهذا كان يموه عن اظهار اهتمامه بالانضمام اليها قبل ان يقذف الله في قلبه نور الايمان. صعود نجم كلاي وفي تلك الفترة بدأ نجم كلاي في صعود مستمر في الملاكمة، حيث اصبح محط انظار وسائل الاعلام الاميركية المختلفة، وفي ذلك يقول الصحافي الاميركي هوستون هورن: كان كلاي يعتقد ان الانضمام الى جماعة "أمة الاسلام" ليس امرا سهلا أو لهوا، لذا حرص على اخفاء هذا الاهتمام في بادئ امره عن وسائل الاعلام المختلفة. وكان يتعمد التمويه عن حقيقة شعوره تجاه جماعة "أمة الاسلام" وقتذاك. حيل الرجل الابيض وقال عبد الرحمن الذي ارسله اليجا محمد في شيكاغو الى ميامي لمساعدة جماعة "أمة الاسلام" في تلك المدينة: بدأت اعلم كاسيوس حيل الرجل الابيض، وكيف اننا كسود اصبحنا عبيدا وخدعنا ببراعة من الرجل الابيض في هذه البلاد. وبدأت اخبره عن الممالك الافريقية، وكيف ان هذه الامبراطوريات العظيمة في افريقيا ازدهرت عندما كان البيض في الكهوف. وحدثته عنها مباشرة كأنها كانت حقيقة، بنفس الطريقة التي كنت سأدرس بها اي شخص آخر. وكان الفارق الوحيد بينه وبين بقية الاخوان نتيجة لاحترافه الملاكمة، انه لم يكلف بنفس الواجبات في المسجد، ما عدا ذلك كان يعامل معاملة الاخرين. دعوة الشقيق وقال جيرميه شاباز: بعد ان امضى كاسيوس شهرا كاملا مع جماعة "أمة الاسلام" ارسل في دعوة شقيقه رودلف (رمضان)، وقد بدل رودلف اسمه بعد اسلامه الى رمضان. وكان رمضان اكثر حماسة من اخيه كاسيوس. لان كاسيوس في بادئ امره كان حذرا. ولكنه بعد ان دخل الايمان قلبه اصبح مع الجماعة قلبا وقالبا. وكان في البداية متشككا وكثير الاسئلة حول ما يسمع من تعاليم ودروس، ويريد ان يستوعب ما سمع ويناقشها في عقله ليصل الى قرار حولها، وذلك بالنظر اليها بعدة اوجه. بينما رمضان كان سهل الاقناع منذ البداية. ومنذ الوهلة الاولى لسماعه لهذه الدروس اذعن لها وصدقها، على الرغم من ان كاسيوس كان الاسبق من رمضان في الاهتمام بجماعة "أمة الاسلام" لكن رمضان كان نشطا واكثر التزاما وتنظيما في الجماعة. كما ان رمضان انضم الى الجماعة فعليا قبل كاسيوس. وعندما اعلن كاسيوس انضمامه الى جماعة "أمة الاسلام" اخترنا الاحتفال بهذه المناسبة. لاننا شعرنا بان كاسيوس سيكون بطلا في الملاكمة في المستقبل القريب ولانه اصبح نجما مشهورا في الولايات المتحدة الاميركية. وكان كل واحد من الجماعة فرحا بذلك، خاصة اولئك الذين يعيشون في جنوب الولايات المتحدة الاميركية، لان معظم الاخوان (جماعة "أمة الاسلام") في شمال الولايات المتحدة الاميركية لا يعرفون شيئا عنه، عدا قلة من الذين يتابعون اخبار الملاكمة. ولكن في ذلك الوقت كان اليجا محمد اكبر شخص مكروه في اوساط البيض وايضا في اوساط ما يعرف وقتذاك بالقيادة الزنجية. وكنا نعلم ان كاسيوس اذا اعلن انضمامه لجماعة "أمة الاسلام" رسميا عبر اجهزة الاعلام المختلفة، لن يسمح له بخوض مباراة للحصول على بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل. لهذا قررنا ان يحتفظ بشعوره وايمانه لنفسه. وهذا كان اكثر ضمانا نفعله للحيلولة دون منعه من خوض مباراة في الملاكمة. وفي الحقيقة ان اليجا محمد نفسه لم يظهر اهتماما بانضمام كاسيوس لجماعة "أمة الاسلام" في بداية الامر. وعندما اتصلت هاتفيا بجون علي سكرتير جماعة "أمة الاسلام" لأخبره بان هذا الملاكم كاسيوس يحضر اجتماعاتنا. فقد وبخت في بادئ الامر على اهتمامي بملاكم. وقال لي اليجا محمد انني ارسلتك الى الجنوب لتدخل الناس في الاسلام وليس اللهو مع ملاكمين. الخوف من ضياع فرصة اللقب وقال كاسيوس: لمدة ثلاث سنوات حتى مباراتي مع سوني ليستون كنت احضر اجتماعات جماعة "أمة الاسلام"، وذلك من خلال الباب الخلفي. ولم أكن اريد ان يعرف الناس اني هناك. وكنت اخشى من انهم لو عرفوا لن يُسمح لي بخوض مباراة اللقب وكان يتملكني الخوف من ضياع فرصة اللقب. وبعد ذلك تعلمت الدفاع عن معتقداتي، ومنذ ذلك الحين تغيرت معتقداتي، منها ان القلوب والارواح ليس لها لون. أي ان السود والبيض سيان لا فرق بينهما، وعلى الرغم من ان هذا يخالف تعاليم اليجا محمد الذي كان يركز في غرس كراهية البيض في قلب السود، فان كلاي يقول: كنت اعلم ذلك. لكن اليجا محمد رجل طيب على الرغم من انه ليس رسولا (كما كان يدعي اتباعه) وكما كنا نعتقد. واذا نظرت الى شعبنا (السود) كيف كانوا قبل اليجا محمد؟! معظمنا لم يكن له اعتداد بنفسه. ولم تكن لنا بنوك أو محلات. ولم يكن لدينا اي شيء بعد ان اقمنا في اميركا لمئات السنين. وحاول اليجا محمد رفع شعبنا من الدرك الاسفل، وذلك بأن جعلهم يلبسون لباسا محترما. وعلمهم عادات جيدة في الاكل وشرح لهم مضار الخمر والمخدرات. ولكني اعتقد انه كان مخطئا عندما تحدث عن ان الشياطين هم البيض، ولكن جزءا مما فعله انه جعل الناس يشعرون بانه جيد ان تكون اسود. فأنا لا اعتذر عما كنت معتقدا. فالآن اصبحت عاقلا اكثر بحكم السن والتجربة وكذلك الكثيرين من اخواني السود. لقاء اليجا محمد في ديترويت ومع عام 1961 اصبح الكابتن سام ساكسون (عبد الرحمن) اكثر التصاقا بكلاي. فبدأ يسافر معه في رحلات مختلفة خارج مدينة ميامي. ومع بداية عام 1962 بدأ شاباز يقدم طعاما اسلاميا للملاكم كلاي لضمان تناوله وجباته الغذائية وفقا للنظام الغذائي لجماعة "أمة الاسلام". وفي العام نفسه سافر كلاي من ميامي الى ديترويت لسماع خطبة اليجا محمد التي سيلقيها امام حشد كبير من الناس في مدينة ديترويت لأول مرة. كما ان الرحلة اخذت أهمية اضافية، اذ ان كلاي في ديترويت التقى بمالكوم اكس لاول مرة. 1999/12/24 كلاي كان بداية الخلاف بين اليجا محمد ومالكوم اكس كاسيوس: كان مالكوم رجلا عاقلا وشخصا ذكيا مرحا يسحرني بأحاديثه المشوقة لم تكن الرحلة الايمانية التي قادت كاسيوس كلاي الى اعتناق الاسلام سهلة ميسرة بل على العكس من ذلك، واجه كلاي في هذه الرحلة الايمانية الكثير من التحديات الصعاب. ولكن كانت هناك ارادة قوية وعزم اكيد منه على مواصلة هذه الرحلة وصولا الى هدفها المنشود باعتناقه للاسلام. تقول بيتي شاباز ارملة مالكوم اكس: ان اول معرفة لي بمحمد علي كانت عن طريق زوجي مالكوم اكس، اذ انه كان كثير الحديث عن محمد علي، اذ انه اخبرني بان هناك ملاكما شابا حضر العديد من اجتماعاتنا في اجزاء متفرقة من البلاد. والشيء الآخر الذي حدثني عنه زوجي انه اعتنق الاسلام، وكنا جميعا فرحين بذلك. وقبل مالكوم اكس انضمام كاسيوس الى جماعة "امة الاسلام" واحبه حبا شديدا واعتبره شقيقه الاصغر. وكان مالكوم اكس يشعر بان واجبه هو ان يجعل هذا الشاب يثقف في نفسه وقدراته ويقف على رجليه. ولم يكن يرغب في ان يستغل الاخرون مهارات هذا الشاب. وكان يشعر انه يمكن لهذا الشاب ان يفعل الكثير والكثير اذا ما احسنت رعايته. تغييرات اجتماعية وسياسية وقالت عطاء الله شاباز ابنة مالكوم اكس: لا اعتقد ان "أمة الاسلام" منظمة دينية اطلاقا. عندما انضم كاسيوس كلاي، هذا كان اسمه في ذلك الوقت الى "أمة الاسلام" مر بتغييرات اجتماعية وسياسية. ولما كان كلاي بطبعه رجلا روحانيا وكان دائما على علاقته مع الله، اراد ان ينتمي الى منظمة توازن زنجيته وطموحه في المستقبل كانت هناك "أمة الاسلام" جاهزة له. وكانت في بعض الامور قوة ايجابية. قدمت للشباب السود رجالاً ونساءً الذين كانوا ضحايا الظروف، فرصة للحركة الى الامام وفرصة ليثقوا في انفسهم وفي قدراتهم. ولكنها حطمت بعض الاشياء ودمرتها في سبيل البناء وهذا اسلوب لا اجده صحيحاً. أحاديث ساحرة وقال محمد علي: كان مالكوم ذكيا مع روح مرحة. وكان رجلا عاقلا. وعندما كان يتحدث يسحرني لساعات بحديثه الشيق. وانه قدمني الى زوجته واطفاله. ثم ارسل لي صديقه ارشي روبنسون ليعمل معنا كمدير اداري. وبدأ آرشي ينظر في عقودي ويساعد في ادارة معسكر التدريب. لكن اي شيء له علاقة بالملاكمة كاختيار شركاء التدريبات ما يزال القرار يتم عن طريقي او عن طريق مدربي انجلو دندي. توقعات مالكوم اكس لكلاي وقال عثمان كريم الذي كان اسمه قبل اعتناق الاسلام والانضمام الى جماعة "أمة الاسلام" ارشي روبنسون، كنت مع مالكوم في مطعم نتجاذب اطراف الحديث، عندما وصلت سيارة حمراء كبيرة، خرج منها شاب، التفت حوله مجموعة من الناس، وسألت نفسي ماذا يجري هنا؟ فما كان هذا الشاب سوى كاسيوس كلاي يدخل في المطعم. وقال مالكوم اريد ان اقدمك. واعتقد انه يجب ان تلتقيه. فما كان عليّ سوى ان اتجهت اليه وصافحته وغادرت المطعم. وبدأ مالكوم وكاسيوس يتحدثان بينما انا غادرت الى المنزل. وفي اليوم التالي اخبرني مالكوم ان هذا الشاب يحتاج الى بعض المساعدات وربما عليك ان تساعده. فقلت له مازحا انني لا العب مع هواة. واردفت قائلا: انا لا اعرف شيئا عن الملاكمة عدا انني اكرهها. فنظر الي مالكوم نظرة غاضبة. فعلمت منها انه لا يسألني ان اساعد كاسيوس بل يخبرني ان افعل ذلك. وقال: ان المسألة ليست عن الملاكمة، هذا الصبي سيصبح في يوم من الايام بطل العالم للملاكمة في الوزن الثقيل، وانه سينضم الى "أمة الاسلام". هل تفهم ماذا يعني ذلك؟ فقلت: نعم. وبدأت اتحدث مع كاسيوس، وكان الحديث معه كالحديث مع شخص غريب. الرهان على المستحيل وقالت بيتي شاباز: ان اليجا محمد اخبر زوجي مالكوم اكس انه لا يجب عليه ان يضع نفسه قريبا جدا من كاسيوس كلاي، لانه في مباراته المقبلة مع ليستون من المرجح ان يخسر، واي شخص شاهد ليستون يمكن ان يقول ان ليستون سيسود وان المباراة كلها ستكون مخيبة لآمال "أمة الاسلام". وكانت الامور في ذلك الوقت ليست جيدة بين زوجي واليجا محمد. واضافت: ان مالكوم قال انه يرغب في الذهاب الى فلوريدا لا لكي يمثل احدا بل ليقدم تشجيعه الشخصي لكاسيوس كلاي كشخص عادي. وقال اليجا محمد لزوجي نعم انك اذا ذهبت سيكون ذهابك كشخص عادي. ولن تكون بأي حال من الاحوال ممثلا لنا، لانه من المستحيل لكاسيوس كلاي ان ينتصر على سوني ليستون في هذه المباراة بفلوريدا. عدد زيارات الموقع |
ساحة النقاش