تنتصر الولايات المتحدة في الحرب على الارهاب"؟ مع دخول واشنطن السنة الخامسة في هذه الحرب تعد محاولة قياس النجاح الذي تحقق، أو الفشل صعبة للغاية.

لكن سجل أحداث عام 2005 يقدم عددا من الاجابات السهلة.

اعتادت الادارة الامريكية على الحديث عن أنها قتلت أو أسرت ثلثي قادة تنظيم القاعدة منذ الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.

لكن هذه الارقام تبدو غير ذات صلة في ضوء تكيف القاعدة مع الاوضاع الجديدة، حيث برز جيل جديد من المسلحين والقادة خلال السنوات القليلة الماضية، بالاضافة إلى حقيقة بقاء أبرز قادة التنظيم طلقاء.

ويتزايد الادراك حاليا بأن المواجهة أصبحت أيديولوجية أكثر منها تعقبا لاشخاص.

لكن إذا كان ذلك صحيحا فكيف يمكن قياس حجم التجنيد والتطرف والعوامل الاخرى الاعم التي يمكن أن تساعد في تقييم التجاذبات الحاصلة في الصراع الايديولوجي؟

وربما أدت بعض الاساليب الوحشية التي تنفذها جماعات مرتبطة بالقاعدة في العراق والاعداد الكبيرة من الضحايا المسلمين في هجمات مثل التي وقعت في عمان، إلى تقويض بعض التأييد لافكار القاعدة بين المسلمين المعتدلين.

ورغم ذلك فإن تقارير إساءة معاملة السجناء في العراق وغيره لم تكن في صالح مساعي الولايات المتحدة لكسب تأييد الناس لقضيتها.

كما أسهمت المزاعم باستخدام المخابرات المركزية الامريكية (سي آي إيه) مطارات وسجونا في أوروبا لنقل وتعذيب المشتبه في صلتهم بالارهاب في احتمالات تقويض التعاون الدولي الذي يعد حيويا من أجل هزيمة الارهاب.

استراتيجيات مختلفة

الحكومات الاوروبية تحاول أخذ مشكلاتها الداخلية في عين الاعتبار عند سعيها لايجاد سبل تعزيز أمنها دون التسبب في عزل جالياتها المسلمة التي غالبا ما تشعر بالغضب بسبب ما يحدث في العراق.

وباتت الاختلافات المتزايدة بين الاستراتيجيات الاوروبية والامريكية في مكافحة الارهاب واضحة رغم عدم وضوح أيهما أكثر فعالية.

ويعتقد أن جهات في الحكومة البريطانية غير مرتاحة بالمرة إزاء بعض أوجه الاستراتيجية الامريكية بما في ذلك استخدام الاعتقالات بشكل واسع وبأعداد كبيرة كما هو الحال في العراق، وكذلك استخدام أسلوب نقل المشتبه في صلتهم بالارهاب إلى دول ثالثة غير الولايات المتحدة للسجن أو الاستجواب.ات المتحدة في "حربها

منافسة بين الزرقاوي وبن لادن؟ <!-- S IIMA -->

بروز الزرقاوي يشير إلى ان العراق أصبح مركزيا في الحرب على الارهاب
<!-- E IIMA -->

على الجهة الاخرى وفيما يتعلق بتنظيم القاعدة فإن أحدا لم يسمع عن أسامة بن لادن منذ التسجيل الصوتي الاخير الذي نسب له عشية الانتخابات الامريكية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004، ويعتقد كثير من المراقبين أن العام الماضي شهد أفول نجمه بفعل صعود نجم أبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق.

ورغم أن الزرقاوي وضع نفسه رسميا تحت قيادة وشعار القاعدة فإن علاقته الحقيقية بقيادة التنظيم هي محل جدل كبير حيث يعتقد الكثيرون من المحللين أن العلاقة تنافسية أكثر منها تعاونية.

وبروز نجم الزرقاوي بهذه الصورة يعد مؤشرا على أن العراق أصبح مركزيا في الحرب على الارهاب. وربما لم يكن كذلك قبل الحرب، لكن الاكيد أنه أصبح الان الجبهة المركزية.

السؤال الان هو: ماذا سيحدث بعد؟ كم عدد الاشخاص - من بين الجهاديين الذين تدفقوا على العراق من أنحاء العالم - الذين سيعودون إلى بلدانهم ومعهم التدريب والمهارات العسكرية وشبكات العلاقات التي طوروها في العراق؟

هل سيلعب العراق في ضوء ذلك نفس الدور الذي لعبته أفغانستان في الثمانينات كموقع لتفريخ جيل جديد من المسلحين؟

في حال حدوث ذلك فستكون الدول العربية المجاورة هي أول من يرى مؤشرات ذلك، وستراقب المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص عن كثب أي علامات بشأن عائدين من العراق لخلق المتاعب.

التهديد المستقبلي

ربما استطاعت القاعدة التحور والتكيف لكن قدرة القيادة على التخطيط وتوجيه الهجمات لا تزال تمثل سؤالا هاما لم يجد الجواب حتى الان.

فالتحقيقات مستمرة في تفجيرات لندن التي وقعت في السابع من يوليو/تموز حيث قادت بعض الخيوط إلى باكستان.

لكن بغض النظر عما إذا كانت مثل هذه الهجمات قد خطط لها مباشرة من قيادة القاعدة أم لا، فإن عام 2005 أظهر أن الخطر الذي يمثله الارهاب لا يزال ماثلا وعلى مستوى العالم، حيث وقعت هجمات خطيرة في أنحاء المعمورة من لندن إلى عمان إلى بالي في إندونيسيا.

ومن غير المرجح أن يأتي العام المقبل باختلافات كبيرة.

<!-- E BO -->

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 284 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2006 بواسطة ELKADEY44

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

354,173