للدكتور / خـــالــد مــحــمــد فـــرجـــون
جاء ظهور مجال تكنولوجيا التعليم كأحد مجالات علم التعليم Science of Instruction ليؤكد علي إمكانية تطوير العملية لتعليمية بصورة منظمة تسمح بزيادة فاعلية وكفاءة المواقف التعليمية بحيث تجعل الخريج يعادل مثيله في الدول المتقدمة ، لا يصبح المتعلم متلقيا ً سلبيا ً بل يصبح نشطا ً في مواقف التعلم ويتفاعل مع المواد التعليمية المختلفة بنفسه ، بل ويصبح الهدف الأساسي للمنهج هو إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي وحب المعرفة والرغبة في متابعة كل جديد بكل تأني ، فطبيعة العصر الذي نعيشه الآن تتطلب الدقة بهدف الإفادة منها في تطوير العملية التعليمية بصورة تتوافق مع مثيلتها في الدول المتقدمة. ولذا فأن تكنولوجيا التعليم بمفهومها الحديث تحمل في طياتها بذور التــجــديــد لا الـتـقـلـيـد كما هو منتشر في ربوع حياتنا وخاصة هنا في أغلب بحوث تكنولوجيا التعليم الحالية.
التجديد يعني أن نبحث عن مشكلات في المواقف التعليمية الجديدة ، وتحتاج إلي تقويم وتطوير واستخدام، وهنا علينا أن نبحث عن طرق واستراتيجيات وأدوات تعليمية جديدة تتناسب وحل هذه المشكلات ، وعليه فإنه ينبغي أن لا تنبع المشكلة من حال التكنولوجيا كالبرامج والاجهزة ، وإنما من كون هذه التكنولوجيا طريقة في التفكير تهدف إلي الوصول لنتائج أفضل لحل المشكلة التعليمية، أي علينا أن نبحث عن حلول مبتكره من شأنها تسهيل مهام المتعلم داخل الحقل التربوي ، وهذا يعني أن تبني تكنولوجيا التعليم في النظام التربوي يستدعي الحاجة إلي التفكير في طرق منهجية منظمة بداية من اختيار المستحدثات مرورا بتصميمها وتطويرها وإنتاجها واستخدامها استخداما ً واعيا ً مفيدا ً من اجل حل هذه المشكلة التعليمية والتي بحاجة فعلا إلى حل ، كما يستدعي أيضا ضرورة توعية الباحث بماهية تكنولوجيا التعليم وأهميتها في الميدان التربوي وتبصيره بالدور الجديد الذي يتوقع أن يلعبه الباحث في الميدان إذا أجاد التنقيب ، كما يتطلب أيضا تدريب الباحثين في المجال علي كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة وتزويدهم بمهارات تصميم وإنتاج المواد والبرامج التعليمية المتنوعة .
ولقد لوحظ أن من أبرز معوقات تكنولوجيا التعليم في الميدان التربوي هو تدني وعي بعض العاملين في المجال بمستحدثات تكنولوجيا التعليم وأهميتها في الواقع العملي التربوي ، وتوضح الصورة المصاحبة لهذه السطور عدد من المستحدثات التكنولوجية التي بصدد انتشارها في التعليم والتي بحاجة لتناول متغيراتها في بحوث تكنولوجيا التعليم وبخاصة متغيراتها البنائية ، دون لاقتصار على قياس فعاليتها فقط بالمقارنة