كانت الحياة مظلمة فى وجهه ...ظن أنها نهاية العالم ..أيقن أنه يكابد المرارات بسبب حادث أفقده أعز أصدقائه وإصابته بمرض عجز الأطباء عن علاجه... كان اليأس مسيطرا على كل تصرفاته وكلماته . قال لى لقد انتهيت وأنا على وجه الأرض فقدت كل شئ ولم أعد أرى الحياة إلا من خلال عدسات سوداء . قلت له ألا تصبر إنه ابتلاء لمن يحبهم الله ويحبونه. قال لى ولماذا أنا... لقد سئمت العيش وبعد عنى الناس لمرضى وفقدت من أحب . قلت له لا تيأس ... قال تقولين هذا لأنك لا تشعرين بما أعانيه قلت له لست وحدك من يشكوالألم ومن نظراته شعرت أنه لم يقتنع بكلامى ...لم أجد سوى شئ واحد وقتها أبرهن به على صدق كلامى فقد وجهته لرؤية سيدة فقدت كل نعم الحياة وفقدت رؤية كل شئ ولكنها لم تفقد الأمل وهذا هو وجه الاختلاف . عندئذ تغيرت لهجته فقد شعر أن هناك من يعانى مثله ومن هم أكثر ابتلاء وأكثر أملا فيما عند الله. قال لى هل هناك بشر يعانون هكذا!!!!. قلت له الحقيقة أمامك وهى خير برهان. قال وما الذى يدفع مثل هؤلاء لرؤية الحياة بنظرة مختلفة. قلت له إيمانهم بالله وأملهم فيما عنده جزاء صبرهم وتطبيقهم لما أوصانا به الشرع فقال الله تعالى فى سورة يوسف على لسان يعقوب عليه السلام"ولا تيْأَسوا مِن رَوْحِ الله إنّه لا ييْأَسُ مِن رَوْح الله إلا القومُ الكافرون – يوسف 87 . ثم أكملت حديثي وقلت له ألا تعلم أن رسولنا الكريم لم ييأس أبدا في دعوته إلى الله رغم المعاداة التى واجهها من قومه وكان الأحرى به أن ييأس ويطلب من الله أن يهلك الظالمين لكنه كان لديه الأمل أن يخرج من بين ظهورهم من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فالأمل والرجاء خلق من أخلاق الأنبياء، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق، برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذي؛ أملا في هدايتهم في مقتبل الأيام. قال لى لأنهم أنبياء فهكذا نتوقع منهم أما نحن بشر بعد قليل يملؤنا الإحباط واليأس. قلت له هذه هى كلمات من يريد أن يقف مكانه هناك من البشر من صنعوا من عجزهم ولحظات فشلهم أكبر المعجزات ولو أنهم يأسوا لمرة واحدة ما سمعنا عنهم نعم تمر بهم أوقات يفكرون ألف مرة في الوقوف مكانهم وعدم الاستمرار ولكن أملهم في الله وأن الله لاشك معهم هو من يعيدهم للحياة مرة آخرى واثقون من نصر الله ويرون فى الأفق البعيد شعاعا من النور يجعلهم يتحمسون لمواصلة خطواتهم نحوه. وعندما سكت ولم يجد كلاما يقوله واصلت أنا وقلت له لقد شاهدت أمثلة كثيرة لنماذج نجحت فى حياتها لأنهم عاشوا بالأمل فقد ترى أنت أن مرضك لن يمكنك من مواصلة أحلامك لكنهم رأوا أنهم من الممكن تغيير بعض النقاط فى تفكيرهم ليصلوا لنفس الهدف فكان يدرس لى فى الجامعة أحد الأساتذة وكان لديه إعاقة كبيرة فى ساقه فحكى لنا أنه كان ممنوعا من التدريس بالجامعة بسبب إعاقته ولكنه واصل دراسته واستطاع أن يتفوق على أقرانه ويثبت للكل أن الإعاقة الحقيقية لم تكن إعاقة ساق وإنما إعاقة عقول وقفت مكانها ولم تترك بصمتها للآخرين .
المصدر: Nouran Radwan
Nour Islamna"
د.عبدالرحمن زنونى - استشارى الثروة الحيوانية- استاذ(م) بقسم الإنتاج الحيوانى-كلية الزراعة-جامعة المنيا-جمهورية مصر العربية [email protected](002)01092994085
نشرت فى 6 يوليو 2010
بواسطة Drzanouny
عدد زيارات الموقع
782,829
ساحة النقاش